أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العلاقات البشرية















المزيد.....

موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العلاقات البشرية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العلاقات البشرية
غودار في عامه الثامن والسبعين يبدو اكثر شبابا واكثر طموحا للثورة على اي تقليد سينمائي،والتميز هو الثورة التعبيرية التي رأيناها في وثائقيات هذا المخرج-ان صح ان ندعوها بالوثائقيات-.
غودار لازال سياسيا مهتما بالفكر السياسي والمآسي البشرية،ولكنه يبدو هنا مع موسيقانا أكثر شمولية فهو يحاول أن يقدم تحليلا خاصا ومن زوايا مختلفة لفكرة المعاناة البشرية الحاصلة بسبب الحرب.
مع التغريب اللغوي والاسلوبي الذي اصبح سمة مميزة لغودار،يعمل غودار على تقسيم فيلمه هذا الى ثلاثة أجزاء،العنوان الرئيسي لكل جزئية:المملكة ومن ثم بعد الطوفان والمطر والحرب.
في جزئية المملكة يبدو ان غودار يعمل على العودة الى اصل الفعل الذي يبدأ مع اصل النشوء،فهناك معارك بشرية تاريخية في خضمها لقطات للهنود الحمر مع معارك طبيعية للجنس الحيواني.
اذا هناك مشاهد ارشيفية لمذابح تاريخية غير معنونة يتخللها مشاهد-كما يبدو-من الحروب الصليبية والهنود الحمر واشياء اخرى كثيرة،مع الشهادة الوثائقية على المذابح البشرية.
يطرح غودار هذا التساؤل:الذي يثير استغرابي ان البشر لازالو على قيد الحياة؟!
الامر مثير للاستغراب فعلا،فاذا كان الجنس الحيواني مؤدلج على القتل كأساس تكويني بالنسبة لاستمرار الحياة،فبقاء الانسان المحكوم (بالارادة قبل كل شيء) على قيد الحياة بعد كل هذا التاريخ سيء السمعة مثير للاستغراب،ولكن غودار يعمد احيانا الى التعقيب،فيقول:
نحن تستطيع ان نواجه الموت بطريقتين:
الأولى كاستحالة الممكن:On as the Impossiple of the Possiple
والثانية كامكانية المستحيل:Another as The Possiple of the Impossiple
التغريب اللغوي المستخدم مألوف عند غودار،والجمل التي تبدو كاقتباسات مجردة انعكاساتها الفعلية غير مفهومة وكأن غودار يعمل على تكنية الكناية بالكناية الأمر الذي يجعل من وثائقيات غودار-ان صح هذا التعبير كما قلنا سابقا-غاية في الصعوبة وغودار يطيل التوثيق وفقا لهذه الطريقة وهذا المنوال...
من الواضح ان غودار يعمد الى نموذج،والنموذج هو الجنس البشري،ويعمد تحديدا على التركيز على فعل معين،وهذا الفعل هو الحرب والقتل،اي المعاناة المحصورة بجملة(مايفعله الانسان ضد أخيه الانسان)،والتقديم يدو كأن السلسلة الممتدة منذ بداية الخليقة وحتى هذه اللحظة...اذا التحليل الذي يمارسه غودار هنا يعتمد على نماذج مؤثرة ومركزية في الوقت الحاضر،ولكنها فعليا ليست سوى امتدادا-قد يكون منطقي أو غير منطقي-للنموذج الاساسي(الانسان ضد أخيه الانسان).
امأ الجزء الثاني وهو الأطول (المملكة 2-الاعراف):
الاعراف هي الحاجز بين الجنة والنار
ولكن المقصود بالاعراف هنا،هي التصرف البشري الذي سيؤدي بنا الى كل هذا...التصرف هو مفتاح المشكلة.
المكان هو سراييفو وغودار مطلوب منه ان يلقي محاضرة عن النص وعن الصورة،وهناك يلتقي بمجموعة من عدد كبير من التصرفات،والتصرفات التي تقود الى حروب اساسها سياسي بكل تأكيد،على ان الحالة البشرية الخاصة للشعب تختلف عن حالة الدولة.
هناك فتاة كان والدها منضما للحزب الشيوعي المصري....سيلقى مصيره بنفس الطريقة(الموت)
تسأل غودار:لماذا لاتقوم الثورة على ايدي(أكثر الناس بشرية):الفئة المحملة بالفكر الثقافي وهي تؤيد الثورة ولكنها ترفض العنف في نفس الوقت
يرد غودار:لأن الناس البشريين لايقومون بالثورات ياسيدتي لأنهم يقيمون المكتبات ويقيمون المقابر
اذا الخطأ البشري في التصرف او في الفعل الحاصل،وهنا سيعمد غودار الى تحليل العنف من ناحية بشرية وليس من ناحية سيكيولوجية والتحليل سيتعمد من قبل غودار ان يكون مبنيا على وجهات نظر تلك الفئة...التي تقيم المكتبات وتقيم المقابر...
أي الشخصية السياسية البارزة في الازمة السياسية،وسيقود التحليل على هذه الطريقة وسيعبر هو نفسه-كراعي واب للثقافة-عن هذه الحالة وضمن مجاله الاحترافي في الصورة.
وتبرز القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي كقضية مركزية للفعل...
اذا هذا التحليل من ناحية انسانية تكوف فيه الذكريات والتأملات من قبل اشخاص عانوا من الأزمة...بل هم من رحم الأزمة،والتأملات سوف تكون من قبل اشخاص مغرمين بالكتب والتصوف الأدبي والتأمل لشرح هذه المعاناة البشرية المشتركة،ومن ضمنها تعليق على موضوع المساواة بالعرق بين الأسود والأبيض...بالتأكيد ان كل القضايا المركزية للفعل سوف تكون مبسوطة على طاولة النقاش في تحليل حافل بالتكرار اللغوي على طريقة غودار التأملية الخاصة.
موسيقانا:هو عن المفهوم المسبب لأنحدار العلاقات البشرية ضمن موضوع مركب خاضع لمنحى بشري في التفكير الذي يقود الى فعل سياسي،اي ان هذا الموضوع المركب الخاضع لمنحى بشري في التفكير ليس سياسيا ولاتاريخيا،فهو يتحدث عن الاسباب بطريقة مبسطة أو على الأقل بسيطة،ولكن ليست على طريقة غودار وبعيدا عن التغريب اللغوي السردي والشكلي الذي يعشقه غودار،ومن الجيد القول اننا نقصد بالتغريب اللغوي هو طرح موضوع من زاوية معقدة جدا،وهذه الزاوية هي زاوية جان لوك غودار.
بين محمود درويش شاعر ومثقف الأزمة الفلسطينية وليزنر الصحفية اليهودية في هآرتس...والنموذج الفلسطيني هو نموذج لهذا الطرح الفكري يكتسب احيانا بعدا مركزيا.
يقول درويش:
هناك شاعرية اكبر في الهزيمة
لوكنت انتمي الى معسكرات المنتصرين لشاركت في مظاهرات التضامن مع الضحايا
هل تعلمين لماذا نحن الفلسطينيين مشهورون؟ لأنكم انتم اعدائنا
اذا الاهتمام بنا نابع من الاهتمام بالمسألة اليهودية
والمحصلة:الحقتم بنا الهزيمة ومنحتمونا الشهرة
اذا نحن نتصرف كآلة اعلامية لكم...؟ نعم انتم وزارة دعايتنا
هذه رؤية من قبل مثقف القضية تتضمن العلاقة بالآخر من وجهة نظر معينة،وعلينا ان لاننسى ان العلاقة بالآخر هي اساس الفعل أو اساس تكامل الفعل.
في خضم المحاضرة التي يلقيها غودار عن الصورة:
على سبيل المثال: عام 1948 الاسرائيليون ركبوا المياه صوب الارض الموعودة
الفلسطينيون ركبوا المياه من اجل الغرق...ومن ثم يعلق غودار:الصورة وعكسها
الشعب اليهودي اصبح حقيقة والشعب الفلسطيني اصبح وثائقية
الصورة تعكس الواقع وتعكس تحولات الواقع...هي تؤرخ للأزمة ولكل أزمة،فالشعب الفلسطيني واقعه اصبح وثائقيا من خلال صورة لاتبرز شعبا طبيعيا متكاملا الا من خلال الأزمة.
فالمعتقد الاساسي لصناعة الافلام عند غودار هي الذهاب الى الضوء ونشعه فوق ليلتنا...نشعه فوق موسيقانا
الضوء هو الذي يصيغ الصورة التي تعبر عن واقع اساسه لغة متداولة بيننا (موسيقانا)
الموضوع برمته تأملي بحت...تأملات بشرية في الواقع البشري...تأملات بشرية في المآسي البشرية
الموضوع برمته يبدو على انه شكل العلاقة بالآخر
التبسيط ضروري...الآخر هم الآخرين المسؤول عن كل ذلك مبدأيا
مثل:حالة المسلمين والكروات...أحدهما آخر وأحدهما مسؤول
الهنود الحمر والابادة العرقية نموذج يشبه السابق ضمن نماذج تاريخية كثيرة،ولكن هذا بحد ذاته يبرز كاتهام للولايات المتحدة...
مجرد تأملات بشرية فوق العادة تلاحقها في احيان كثيرة الصورة الوثائقية،ولكن غودار يتحول نحو اكثر روائية من وثائقية....لنتابع اختصارات أولجا اليهودية
الانتحار هي المشكلة الفلسفية الوحيدة التي تستحق التفكير فيها
هل تقولين ذلك بوصفك فرنسية ام بوصفك يهودية؟
انا لست متأكدة بعد
ويعرج غودار على جمل على هذه الشاكلة:...كما قلت لك نحن غير قادرين على تحرير انفسنا ونحن ندعو ذلك بالديمقراطية
غودار يكرر هجومه على النظام الوضعي العالمي،ولكنه يعمد الى ترتيب افكاره بطريقة اخرى،فجملة على شاكلة (الحياة هي كفاح من اجل الوجود مع الايقان بالوجود).
فالمسنوى هو فلسفي،وغودار وكأنه يحلل الاساس الوجودي للفعل البشري الخاطئ من خلال معطيات بشرية مثقفة تمتلك مصطلحات اكثر اهمية واكثر خصوصية في التعبير عن نفسها بوصفها عضو بارز مهم في الازمة البشرية المطلقة.
غودار يريد الوصول الى فكرة المعاناة البشرية من خلال نموذج بشري...وكأنه يسأل على لسان المثقفين الذي هو أحد ابرزهم،لماذا يحدث كل هذا؟
أولغا اليهودية(من اصل روسي) تقتل نفسها من اجل تحقيق السلام(احتجاج) وهنا ننطلق الى المملكة الثالثة الاخيرة والاشد اختصارا والغازا في نفس الوقت...الجنة
أولغا في الجنة ومعها امرأة اخرى نشاهدها من بعيد،لكن من الممكن ان يكون حراس هذه الجنة هم الجنود الأمريكيون وروادها مجموعة من الشباب العابثين الذين لايمتلكون منطقا أكثر من لذة الحياة،أو ربما ماركسيا متأملا يشارك اولغا تفاحة
الجنة هي جنة بشرية...هي العالم ان احترمنا فيه افكار الآخر من دون انتقاص لافكارنا نحن
الجنة-الجزئية الأخيرة للفيلم-هي انقلاب في الاسلوب...تحول روائي ربما يكون غير مقصود من قبل غودار
موسيقانا هو احد الافلام الحائرة...الافلام الخنثى...التي لايمكن القول عنها بانها سينما من نوع معين...فهو ليس وثائقيا على اي حال من الأحوال ولاروائيا ولا اي شيء آخر
الأمر لازال بحاجة الى اعادة اكتشاف
بلال سمير الصدّر
27/6/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال ديلا روفيري1959(روبرتو روسيليني):الواقع الالزامي
- رحلة الى ايطاليا 1953(روبرتو روسيليني):المقدمة الحقيقية للعل ...
- هنا وهناك 1974(جان لوك غودار):من الحديث عن الثورة الى لغة ال ...
- المانيا العام 90(جان لوك غودار): نقد البنيوية الثقافية للتار ...
- ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور عل ...
- عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العلاقات البشرية