أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الكريم اوبجا - حول الإضراب العام















المزيد.....

حول الإضراب العام


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 10:22
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يختلف الطرح الماركسي عن الطرح الاشتراكي-الديمقراطي لمسألة الإضراب العام، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الماركسية أن الإضراب العام هو النموذج الأرجح لانتصار الثورة الاشتراكية في البلدان المصنعة حيث لا يكفي شن إضراب عام للإطاحة بالنظام الرأسمالي إذ من الضروري تحويل الإضراب العام إلى انتفاضة، ترى الإشتراكية-الديمقراطية أن الإضراب العام هو "الحماقة العامة" فهو مستحيل بالأنظمة الرأسمالية و لإنجاحه يجب أن يكون العمال منظمين و اشتراكيين و إذا كان الأمر كذلك فلن يحتاجوا إلى إضراب عام إذ سيتوفرون على الأغلبية في البرلمان و على السلطة داخل الدولة.
إن هذا الأخير طرح ميكانيكي و خاطئ لأن الطبقة العاملة أبانت تاريخيا عن قدرتها على خوض إضراب عام بالرغم من أن الأقلية من العمال فقط هي المنظمة و الأقلية الصغيرة نسبيا هي التي غدت اشتراكية، و يبخس هذا التصور الدور الحاسم للدعاوة الفردية في صفوف العمال و تنامي وعي العمال خلال الاضرابات الجماهيرية.
كما أن تقسيم الطبقة العاملة إلى طليعة منظمة و مؤخرة غير منظمة يعتبر نظرة تبسيطية و ضيقة الأفق، لأن هناك عنصر ثالث هو القسم من العمال غير المنظمين الذين قد يتجاوزوا خلال نضال جماهيري فئة من الطبقة العاملة المنظمة التي سوف تسير وراء شعارات البيروقراطية و تتوقف عن لعب دورها كطليعة في النضال، ففي مرحلة معينة من الانحطاط البيروقراطي قد يرتقي العمال غير المنظمين إلى مستوى من الوعي يفوق أناسا ظلوا سجناء منظماتهم المتبقرطة.
ما الإضراب العام؟
الإضراب العام ليس إضرابا يشارك فيه العمال برمتهم، بل هو إضراب متعدد المهن من حيث المشاركة و من حيث الأهداف و ينخرط فيه عمال القطاعين الخاص و العام. و هناك نوعان من الإضراب العام: الإضراب العام السلبي و الإضراب العام النشيط.
الإضراب العام السلبي هو إضراب شامل يقتصر فيه العمال على التوقف عن العمل و لا يكون مصحوبا باحتلال المعامل (نموذج إضراب عام 1920 بألمانيا). أما الإضراب العام النشيط فيكون مصحوبا باحتلال المعامل و تنظيم العمال لعملية الانتاج تحت قيادتهم الخاصة (نموذج إضراب عام 1936 بإسبانيا الذي تحول إلى ثورة حقيقية).
إن الانتقال إلى إضراب عام نشيط ينطلق من دوافع و مستويات وعي مختلفة، فقد يكون نتيجة الرغبة في أفضل نجاح للإضراب العام (العامل الداخلي)، أو نتيجة المطالب المباشرة و المادية (العامل الاقتصادي). و الإضراب العام الناجح يكون مسيرا ذاتيا و لا يترك تحت القيادة البيروقراطية للمنظمات العمالية التقليدية و لا من طرف قيادة صغيرة كلية التحكم و لو كانت كلها من أفضل الناس سياسيا و نضاليا. و الإضراب العام لن يحقق النصر إلا عبر انتخاب لجن الإضراب و إشراك عدد من العمال في تسيير الإضراب، فذلك يعتبر حافزا قويا للتنظيم الذاتي عبر إشراك أكبر عدد من العمال في التسيير و التقرير و قيادة الإضراب.
لجنة الإضراب:
تعد لجنة الإضراب وسيلة لإحداث قطيعة، إبان المعارك، مع السير اليومي العادي و الروتيني للمكتب النقابي و وسيلة لتفادي سياسة أرباب العمل الإحتوائية، و هي بمثابة دم جديد يحقن به العمال نضالهم و منظمتهم النقابية، و هي خطوة نحو التنظيم الذاتي للعمال الذي يرقي بمستوى وعيهم و يجعلهم يتحررون. و عليه فمعارضة تشكيل لجن الإضراب هو في الأخير معارضة لتنظيمهم الذاتي و الرقي بوعيهم و تحررهم.
إن التنظيم الذاتي للنضالات مدرسة في غاية الأهمية من أجل التربية النضالية و تكوين وعي العمال الطبقي، و لابد من إعداد طويل من قبل مناضلي الطليعة لجر العمال إلى تبني التنظيم الذاتي للنضالات، و لا يجب خلق الانطباع لذى العمال بأن التنظيم الذاتي يتم ضد النقابة لأنهم غير مستعدين لترك المنظمات النقابية الحالية، حتى لو أنها متبقرطة، دون أن يكون لديهم أفق ذي مصداقية. إن النضال من أجل الديمقراطية العمالية و التنظيم الذاتي للعمال كفاح سياسي طويل و صبور ضد القيادات الإصلاحية.
إن المهام التي تطرح خلال مرحلة الإضراب تتجاوز قدرة المكتب النقابي وحده و تستدعي المشاركة النشيطة للجميع (حراسة الإضراب، مؤونة المضربين، لجنة الإعلام، الاتصال، الدفاع الذاتي ...)، فلجنة الإضراب هي شكل تنظيمي مخصص أساسا لقيادة المعارك و إنجاحها و هي أفضل وسيلة لضمان المشاركة الجماعية و النشيطة.
على لجنة الإضراب، بوصفها أداة لتسيير الإضراب، أن تمثل جميع العمال المناضلين، منخرطين أو غير منخرطين في المنظمة النقابية، و تكون منتخبة بشكل ديمقراطي. لكن بالمقابل على أعضاء المكتب النقابي أن لا يتمثلوا بأغلبية داخل لجنة الإضراب ضمانا لوحدة النشاط و روح الفعالية و تفاديا لإمكانية فرض المكتب النقابي لقراراته التي قد تكون ضد مصالح العمال في حالة مكتب نقابي يسود فيه الخط النقابي اليميني ذي التصور الإداري الوصولي.
ليس هناك تناقض بين لجنة الإضراب و المنظمة النقابية، فلجنة الإضراب متخصصة في قيادة الإضراب و في حالة نجاح المعركة تزداد قوة العمال و منظمتهم النقابية، و إذا كان هناك نزاع بين لجنة الإضراب و المنظمة النقابية فبسبب السياسة الإصلاحية للقيادات البيروقراطية التي تتعارض مع التنظيم الذاتي. و لابد من الحذر من النزعتين العفوية و العصبوية اللتين تفتعلان الصراع بين لجنة الإضراب و المنظمة النقابية و بالتالي خلق انقسام داخل جبهة العمال.
يتم انتخاب لجنة الإضراب من طرف مجموع العمال في جمع عام، و يتعين كذلك انتخاب لجن تتكلف بمختلف المهمات و تكون عبارة عن خلايا لتسيير المعركة و تنظيمها تحت مراقبة لجنة الإضراب، و بواسطة هذه اللجن المختلفة تعي الشغيلة قدرتها على تسيير المقاولة دون رب العمل، و هذا الوعي حاسم في توجيه العمال على طرق مناهضة الرأسمالية.
احتلال المعامل و تنسيق لجن الإضراب:
إن القرار الثاني بعد قرار انتخاب لجنة الإضراب هو احتلال المعمل و الذي يتناقض مع قانون الملكية الخاصة و يرسي مباشرة ازدواجية السلطة داخل المعمل. و يتيح احتلال المعمل و الاعتصام فيه سحب البساط تحت أقدام كاسري الإضرابات و جعل العمال يعيشون لحظات الصراع و النضال المشترك و نسج روابط متينة بين العمال و التحرر من النزعة الفردية و الإفلات من الوضع العائلي و ضغوط الوسط الاجتماعي التي تمارس خلال الإضراب، كما يجب عدم إهمال الدعم الخارجي من جانب السكان و العمال كي لا يصبح الاعتصام عرضة للعزلة و خطر الهزيمة.
و بعد انتخاب لجن الإضراب و احتلال المعامل و الاعتصام داخلها و الرقابة العمالية على أدوات الإنتاج و مركزة لجن الإضراب في إطار إضراب عام، تطرح على جدول الأعمال ازدواجية السلطة، و لحسمها لصالح سلطة العمال لا بد من أداة لمركزة النضال تكون على شكل مجلس عمالي يمثل كل شرائح الكادحين.
كما يجب عدم إهمال إعداد الشغيلة للدفاع الذاتي العمالي عن الإضراب و الإعتصام في حالة تدخل القوات النظامية، و تنظيم الدفاع الذاتي للعمال يكون انطلاقا من لجن الإضراب و فرق حراسة الإضراب التي ستشكل نواة الجيش البروليتاري للدفاع عن الإضراب و عن الثورة لاحقا.
و في حالة إضراب عام نشيط و جماهيري، و بعد تنسيق لجن الإضراب و مركزتها و تشكيل مجالس عمالية بالمدن و تحقيق ازدواجية السلطة، على الحركة العمالية أن تبقي ميزان القوى لصالحها على الدوام عبر تكثيف التعبئة العمالية، و أن تنتبه إلى أن البورجوازية لن تبقى متفرجة، و بذلك عليها حسم السلطة لصالح العمال لأنه من المستحيل أن تتعايش سلطة الرأسمالية مع سلطة عمالية.
كما ينبغي على العمال في هذه الحالة التحكم في وسائل النقل و الماء و الكهرباء و الأبناك و المخابز و المستشفيات و جعلها تحت رقابة لجن الإضراب لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الضرورية لاستمرار الإضراب العام و الحياة الطبيعية للطبقة العاملة و عموم الكادحين تفاديا لجعل الإضراب لا شعبيا.
أما في حالة معركة غير مرفوقة بإضراب عام، فبعد انتهاء المعركة يجب حل لجنة الإضراب في جمع عام لأن استمرار لجنة الإضراب سيضفي الطابع الدائم عليها الشيئ الذي يلغي جوهرها كجهاز للتنظيم الذاتي للعمال في فترة المعارك و طابعها الجذاب و لأنه من غير المرجح أن ينتخب العمال نفس الأعضاء في المعركة القادمة، يجب حل لجنة الإضراب بالرغم من كل التبريرات التي يمكن تقديمها، كأن تكون تجمعا معارضا لسياسة التعاون الطبقي، لأن من شأن هذا الجهاز أن يفقد طابعه الديمقراطي في فترات السلم و تفقد بذلك الديمقراطية العمالية حيويتها، و بعد حل لجنة الإضراب يتم انتخاب لجنة المتابعة تسهر على تطبيق الاتفاقات التي فرضتها المعركة، و تعقد لجنة المتابع بدورها جموعات عامة لإخبار العمال بحصيلة عملها و اقتراح آفاق العمل.

المراجع
- في الحركة النقابية، مجموعة مقالات، ماركس و انجلز
- مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية، لينين
- النقابات في عصر الانحطاط الامبريالي، تروتسكي
- أصول فاتح ماي، روزا لوكسمبورغ
- الإضراب الجماهيري و الحزب السياسي و النقابات، روزا لوكسمبورغ
- الماركسية و النقابات، جون مولينو
- العمل النقابي الكفاحي و الحزب الثوري، أندري هنري
- الإضراب العام، أرنست ماندل



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي
- الديمقراطية النقابية
- الماركسية و العمل النقابي
- جذور العمل النقابي
- مساءلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- المناخ: الكارثة القادمة!
- مسائلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- جذور القضية الأمازيغية
- أزمة الحركة النقابية بالمغرب
- لماذا يدافع الماركسيون عن حقوق القوميات المضطهدة، و بأي منظو ...
- الوضع الراهن للنضال من أجل الأمازيغية بالمغرب و مهام المناضل ...
- جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما ...
- دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي ...


المزيد.....




- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...
- تبليسي.. طلاب الجامعات يتظاهرون ضد قانون العملاء الأجانب في ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد الكريم اوبجا - حول الإضراب العام