أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - فشل الانقلاب في تركيا نصر للعرب وفلسطين















المزيد.....

فشل الانقلاب في تركيا نصر للعرب وفلسطين


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 03:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بالرغم من تعدد القراءات بشأن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا لدرجة تشكيك البعض بأن العملية مسرحية يقف وراءها أردوغان نفسه لتصفية خصومه السياسيين المستقوين بواشنطن أمثال غولن وغيره والذين تعجز الآلية والمؤسسات الديمقراطية عن محاسبتهم أو وقف نشاطهم وهو تفسير ضعيف في رأينا حتى وإن وظف أردوغان محاولة الانقلاب لتصفية خصومة السياسيين ، بالرغم من كل ذلك فإن هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة تؤكد أن الشعب التركي ومؤسساته الديمقراطية قد شفيا تماما من وباء العسكر وانقلاباته وأنهما باتا محصنين بالمُنجز الديمقراطي ، ثقافة ووعيا ومؤسسات ، وأن لا رجعة إلى الوراء لزمن حكم العسكر أو للديمقراطية الموجهة من الجيش .
لا شك أن العسكريين الذين حاولوا القيام بالانقلاب استغلوا ارتباك وتوتر علاقة الحكومة المنتخبة والرئيس أردوغان ، سواء فيما يتعلق بإدارة المشاكل الداخلية مع المعارضة وحزب العمال الكردستاني ، أو فيما يتعلق بالتدخل في الشأن السوري وصيرورة الأمور إلى ما لم يكن يتوقعه اردوغان ، وتوتر العلاقة مع اطراف متعددة كروسيا الاتحادية ومصر والاتحاد الاوروبي ، وانعكاس كل ذلك على الوضع الاقتصادي ، وهو مسار جاء بعكس ما كان يأمل الرئيس اردوغان ورئيس الوزراء المستقيل عندما تحدثا عن تصفير مشاكل تركيا مع العالم الخارجي ، كما لا يمكن تجاهل طبيعة شخصية اردوغان المهيمنة وتطلعه لتحويل نظام الحكم لنظام رئاسي يمركز كل السلطات بيديه ، وهي وإن كانت حالة تتوافق مع ثقافة الشرق ومفهوم القيادة والزعامة ، إلا أنها اثارت حساسية عند احزاب المعارضة التركية التي تخوفت من تهميش دورها في الحياة السياسية وتحويل النظام السياسي ليس فقط لنظام رئاسي بل تحويله من نظام يقوم على التعددية الحزبية وتداول السلطة إلى نظام الحزب القائد أو الحزب المهيمن .
ولكن الديمقراطية مسار أو خيار شعبي لا يمكن أو لا يجب النكوص عنه لأنها خيار المستقبل وحكم العسكر حقبة تم تجاوزها وعودته تعتبر ردة إلى الوراء ، كما أن قيمة الديمقراطية تكمن في توفرها على آليات تصحيح اخطائها وتعديل مسارها دون الخروج عن ثوابتها ، ولا يوجد نظام ديمقراطي بما فيها الديمقراطيات الغربية إلا ومرت بأزمات وعرفت تعثرات ولكنها لم تفكر بهجر الخيار الديمقراطي وكانت تجد في الديمقراطية حلولا لكل المشاكل ما دام الشعب هو صاحب القرار النهائي . الديمقراطية ليست منزهة عن الخطأ ولكنها تبقى أقل الأنظمة سوءا مقارنة بغيرها .
عندما خرج الشعب التركي في مواجهة الانقلابيين لم يكن خروجه دفاعا عن شخص أردوغان بل دفاعا عن الديمقراطية ومنجزاتها ، وخصوصا وهو يرى الوضع الكارثي في دول العالم وتحديدا العربي نتيجة دخول الجيش والجماعات المسلحة في الحلبة السياسية ، والشعب التركي يستحضر في ذاكرته كيف كانت تركيا خلال حكم العسكر أو الديمقراطية الموجَهة من الجيش ، وكيف أصبحت عليه في ظل النظام الديمقراطي وحزب العدالة والتنمية ، وفي هذا السياق جاء رفض احزاب المعارضة للعملية الانقلابية ، لأنها تعلم أن حكم الجيش لن ينهي حكومة حزب العدالة والتنمية فقط بل سيُحَجم كل الأحزاب السياسية وينهي كل المسار الديمقراطي أو يضعه تحت وصاية الجيش (ديمقراطية أبوية وموجهة) .
سعدنا بفشل المحاولة الانقلابية في تركيا ليس فقط من باب الانتصار للديمقراطية بل أيضا لأننا ندرك النتائج الكارثية التي كانت ستحل على العرب وعلى القضية الفلسطينية في حالة نجاح الانقلاب . لذا فقد استهجنا مواقف بعض الأطراف الإعلامية العربية التي رحبت بمحاولة الانقلاب حتى قبل أن تنجح ، وهو موقف يدل عن ضيق أفق سياسي أو عن حقد سياسي أو يدخل في باب المناكفات السياسية . صحيح أن لنا مآخذ على السياسة التركية فيما يتعلق بالتدخل في سوريا أو كيفية التعامل مع الانقسام الفلسطيني أو عودة التطبيع مع إسرائيل دون التزام تركيا بما تعهدت به حول رفع الحصار عن غزة ، إلا أن كل ذلك لا يبرر مناصرة أية محاولة للعودة لحكم الجيش وذلك للأسباب التالية –
1) عانت الشعوب العربية كثيرا بسبب غياب الديمقراطية ، وقدمت وقواها الحية كثيرا من الشهداء والمعتقلين من أجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، وعندما تحركت الشعوب بداية ما يسمى بالربيع العربي ، وقبل أن ينتقل الربيع العربي لفوضى الجماعات المسلحة ، كان مطلب الديمقراطية هو المحرك الاساسي للجماهير ، فكيف لعربي أن يؤيد حكم الجيش ؟ .
2) إن انقلابا عسكريا في تركيا في هذا الوقت بالذات ، وخصوصا إن كان مدعوما من واشنطن ، لن يكون إلا امتدادا لفوضى الربيع العربي وكان سيُدخل تركيا في حالة من الفوضى ستترك تداعياتها على مجمل الحالة العربية ، وإن انتقلت فوضى الربيع العربي لتركيا فإنها ستمتد لدول الخليج العربي ، ونعتقد أن واشنطن وتل ابيب ستكونان سعيدتين في هذه الحالة .
3) إن كان يؤخذ على أردوغان وحكومته وحزبه علاقاتهم بحلف الأطلسي واعترافهم بإسرائيل وإعادة التطبيع معها ، فهذه أمور أُسس لها وبدأت في ظل حكم العسكر أو الحكومات التي كان يرعاها ، وذلك قبل مجيء أردوغان وحزب العدالة والتنمية .
4) صحيح أن تركيا في ظل أردوغان وظفت القضية الفلسطينية لتعزز نفوذها عربيا وإسلاميا وتحظى بتأييد شعبي داخلي وخارجي ، الأمر الذي ساعد على فتح الاسواق العربية أمام منتجاتها ... إلا أنه في نفس الوقت حرك اردوغان المياه الراكدة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي وأحرج إسرائيل في بعض القضايا .
5) مع أننا نرفض المنطق والتوجه الذي يفسر الصراع في المنطقة على أساس طائفي ، سني وشيعي ، إلا أن الواقع يقول بتشكل محور سني في مواجهة محور شيعي ، وتعتبر تركيا أردوغان سندا قويا للمحور السني في مواجهة ما يراه أهل السنة تهديدا فارسيا شيعيا من إيران .
6) لا يمكن القبول أو الترحيب بأي نظام سياسي يأتي عن طريق واشنطن أو تدعمه واشنطن والغرب في هذا الوقت بالذات ، حيث افتضح دور واشنطن في إثارة فوضى الربيع العربي ومخططاتها لتفكيك المنطقة بما يخدم مصالح الغرب وإسرائيل فقط .
Ibrahemibrach1@gmail



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الاتحاد الأوروبي وفشل رهانات العولمة الثقافية
- الجامعات الفلسطينية : ما لها وما عليها
- االمصالحة بين تركيا وإسرائيل تستنزف رصيد حركة حماس
- ما وراء إثارة مسألة خلافة الرئيس أبو مازن
- في ذكرى الانقسام : مقاربة مغايرة
- الوجه الآخر من الصراع
- لماذا يتعثر المشروع الوطني الفلسطيني ويتقدم المشروع الصهيوني ...
- الشعب الفلسطيني يفتخر بتاريخه ورموزه الوطنية
- في قطاع غزة حالة غضب على الجميع
- في ذكرى النكبة نستحضر تاريخنا الوطني
- المبادرة الفرنسية تكشف بؤس الدبلوماسية الفلسطينية
- ميناء غزة : مشروع جاد أم ورقة ضغط وابتزاز ؟
- السلطة والمعارضة في النظام السياسي الفلسطيني
- حول جدلية السلطة والمعارضة
- حالة فوضى وليس مجرد انقسام سياسي
- ماذا بعد انهيار السلطة وفشل خيار حل الدولتين ؟
- حركة فتح أمام منعطف مصيري
- الإرهاب : من تفجيرات الملك داوود إلى تفجيرات بروكسل
- شبهات حول تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحرا ...
- مراجعات حركة حماس بين التكتيك والإستراتيجية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - فشل الانقلاب في تركيا نصر للعرب وفلسطين