أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خلف علي الخلف - الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير















المزيد.....

الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المتن :
لن يكون اغتيال جبران تويني فصلاً اخيراً في رواية الطغيان التي تتلى شفاها في هذا الشرق منذ امد بعيد، والطغيان نص يتأسس على الامساك بالسلطة متلازمة مع القوة فلا طغيان لمن امسك بسلطة لم تلازمها " قوة " وعليه فالقوة هي الصانع لحركية نص الطغيان وهي التي تمد المؤلف (لرواية) الطغيان بخيوط السرد كي يبقى مسيطرا كليا على المشهد (الروائي ) الحياتي للناس وفي رواية الطغيان الشخوص بلا مشيئة حرة إذ ان المؤلف لا يترك لهم فضاءا لحركة ذاتية فهو يمسك بادق تفاصيل حيواتهم داخل (النص = الحياة = البلاد ) وإذ يختزل المؤلف في (رواية ) الطغيان الشخوص الى مشيئته فإنه لا يكتفي بهذا بل انه يختزل المكان (البلاد) إليه فتصبح البلاد ليس مكاناً لتحرك الشخوص في هذه الرواية بل انها تصبح مسرحاً لحركته وهو يحرك هؤلاء الشخوص وكذلك فإن مؤلف " الطغيان" لا يحفل بالزمن داخل النص فهو يؤلف رواية بلا زمن رواية استاتيكية غير خاضعة لزمن خارجها أو خارجه فالزمن يصبح هنا زمناً داخلياً ليس للطغيان بل زمن متماهي مع زمنه الداخلي النابع منه ومن ابديته كمؤلف لنص لا يريد له ان ينتهي ويصبح هنا ليس فقط حاكماً مطلقاً لشخوص ومكان وزمان الرواية بل إنه يصبح مؤلفاً أعتباطياً غير آبه " بنقد " الطغيان الذي في لحظة من الزمن يندرج فيها (كرواية ) ولا تعود هناك تفرقة بين نص هو مؤلفه وبينه هو وهكذا تصبح حياته نصاً طويلاً من الطغيان لذلك فان نهاية هذا النص لا تشكل نهاية لتلك الرواية فحسب بل تشكل نهاية حياته كمؤلف وهكذا سيكون على الطاغية (: كمؤلف ) أن يُخرس أي صوت " ناقد " لروايته حتى لو كان النقد منصباً على نواحي فنية في العمل كإدارة الشخوص أو ادارة الحدث داخل النص او اقتراح تحويل الرواية عبر المؤلف ذاته من الطغيان الى الاستبداد ونص الاستبداد ينزاح قليلا عن الطغيان ففيه قد يترك المؤلف هامشاً لحركية الشخوص غير خاضعة كلية لمشيئته بل انها تحت رقابته وتحت خط وسقف يضعه هو وعليه لا يبدو مستغرباً تتالي الاغتيالات في لبنان (كوضعية تحت المجهر ) لا صوات ارتفع " صوتها " لنقد رواية الطغيان ليس فقط من نواحٍ فنية بل إنها تجرأت وطالبت بنهاية النص والكف عن تلاوته المستمرة منذ عقود (كنص معاصر هنا ) ليستمر إجبار الكل أن يكونوا شخوصا لا مشيئة لهم داخل النص وكذلك كمستمعين ومهللين لجودة النص وهؤلاء الذين يعرّون نص الطغيان عبر تفكيكه ونقده عبر منهجية صارمة تتوخى مدرسة " الحرية الفردية " في النقد وتستمد مشروعية نقدها هذا من انهار الصمت الساكنة التي يحاولون تحريكها وعليه ليس مستغرباً أن يكون جبران تويني احد اهداف الاسكات تالياً لسمير قصير وجورج حاوي وآخرين يبدو الان ان زمن إسكاتهم صار سحيقاً كمال مروة ، حسين مروة ، مهدي عامل ... ففي نص الطغيان لا يعني موت المؤلف نهاية الرواية إذ هناك دائما طاغية آخر مستعداً لإكمال النص ...
متن آخر :
إذن هنا لا يغدوا مبرراً أن نتساءل لمَ جبران تويني أو لمَ سمير قصير أو لمَ .. فالطاغية كمؤلف يعرف تماماً مكامن الخطر على نصه ويعرف تماماً كيف يختار اهدافه ويعرف أيضاً اولئك الساعين الى جعل نظرية " موت المؤلف " تلحق بنص الطغيان وتحيل كتابة النص الى الحياة ذاتها ويصبح الناس هم الفاعلين في كتابة نصهم الذي لن يغدو عنوانه رواية الطغيان حينها ..
ويغدو التساؤل من قتل جبران تويني ؟ سؤال عديم المشروعية حتى لو لم يكن مؤلف (الطغيان) هو من حرك هذا المشهد الصغير في العمل الكلي ، فحتى لو لو كانت الجهة التي قتلت جبران تويني وآخرين هي جهة على النقيض منه أو مناهضة له أو همها توريطه فإن هذا لا يعفي الطغيان من انه السبب الاساسي للقتل إذ لولا وجوده هو وروايته لما قام الاخر بهذا الفعل
وبالتالي قد يبدو اجرائياً تبعاً لقراءة سياسية للحدث أن اي عاقل سيقول لا يمكن للنظام السوري ان يفعلها ويسرد اسباب نقضه ونقده لنسبة الحدث (الاغتيال ) فلبنان تحت المجهر اولا وراس هذا النظام مطلوب ثانيا ولان جبران تويني احد المناهضين للوصاية السورية وبقاياها فان اغتياله لن يدع فرصة للتفكير او للتساؤل من ؟ وستذهب التهمة مباشرة الى النظام السوري وعليه إن كان التحليل يخضع لاداوت سياسية إحترافية تتبنى السياسة بوصفها فعلاً مرتبطاً بالزمن والتحولات والاحداث سيقول أي عابر لا يمكن لاي مافيا اجرامية واقعة تحت الحساب وتحت مجهر العالم بوصفها قد ركبت مشاهد سابقة من رواية الطغيان ان تفعل هذا ... لتضيف حدثاً صغيراً الى الرواية يعجل بموت المؤلف
من ناحية اخرى يمكن لأي عابر في متابعة الاحداث السياسية المعاصرة أن يقول إن النظام السوري عبر تاريخه لم يكن يبدو عليه انه يشتغل على السياسة بمعناها الاحترافي الذي يرى خطوط وتشابكات العالم ويقرأ اللحظة الراهنة ويضيف لها ابعاد الزمان والمكان ويتخلى عن كونه مؤلفاً صارماً لروايته المستمرة في الطغيان وإذا كان تخلى في بعض اللحظات عن كونه مؤلف وتحول الى سارد في متن روايته في بعض المفاصل " التاريخية " (: حرب تحرير الكويت مثلاً) .. فلم يكن ذلك إلا لتعزيز تفرده في كتابة نصه الداخلي (والداخلي تشمل لبنان هنا يومها ) فقد كانت رهاناته دائما على قدرته على إمساك كل خيوط ومسارات النص في الساحات الاساسية التي تعنيه وكذلك كان كمؤلف يرتاد الخارج بالعناد والزمن ... وإذا اخذت هكذا أمور بعين الحسبان فإنها لا تبرئ النظام السوري من هكذا حدث منسجما مع الرواية الاساسية للطغيان لكن لاتهام هنا أيضاً يبدو مخاطرة أذ اقتصر الامر على نظرة إجرائية

عن التوقيت :
هناك من يتساءل وليس بالضرورة أن يكون في صف النظام السوري ايمكن للنظام السوري او احدى الجهات المرتبطة به ان يفعلها خصوصا عشية تسليم تقرير ميليس الثاني وعشية انعقاد مجلس الامن لمناقشة هذا التقرير؟؟ يمكن القول ان التوقيت ربما خضع للشروط الفنية للعمل وليس السياسية . ففيما يخص الجهة المنفذة للعملية جبران كان في فرنسا والعملية خططت من قبل وتم تجهيز كل شيء بانتظار عودته المرصودة والمراقبة منتظرين امكانية التنفيذ وبكل حال سيقوم صباح عودته بالذهاب الى النهار وسيسلك طريقاً لم يغيره وهكذا كان التوقيت مناسباً تماما من الناحية الفنية ... أما هل يجدر بالجهة المنفذة تأجيله مراعاة للظرف السياسي وكوجهة نظر خاصة يمكن القول ان الجهات التي تقوم بالقتل لا تفهم بالسياسة (كما مرت هنا ) وعليه لا تأبه ولا يهمها الظرف السياسي كما ان تحديد التوقيت يكون من مهامها ووجدت ان هذا التوقيت مناسباً فنياً ونفذت

في التحريض كمناخ عام :
لا احد ينفي او ينكر أن قوى الرابع عشر من اذار قادت وتقود حملة اعلامية مركزة ضد النظام السوري مسنودة من المجتمع الدولي ( ممثلا بمجلس الامن ) لكن حملتها اقتصرت على الوجود السوري في لبنان كجزء من مسرح الرواية وفي ظل اي مقايسة سياسية يبدو لاي مراقب ان هذا حق لها وإنها تلعب على ظرف سياسي مواتي حتى اقصاه لتحقيق مكاسب نهائية على الارض وهي استقلال لبنان عن الوصاية السورية وخروجه بشكل نهائي كمكان تدور فوقه جزء من احداث الرواية (الطغيان ) واستطاعت ليس انهاء وجوده وتواجده في لبنان وجعله بحكم الماضي بل انها جعلت صوت حلفائه في لبنان كمؤلفين مساعدين لشق الرواية الخاص بلبنان منخفضاً أو مكتوماً حتى .. وقد لعب الاعلام اللبناني دورا بارزاً في حشد جميع اطياف اللبنانيين وراء هذا التوجه مماحدى بوسائل اعلام حليفة تاريخية للنظام السوري (من منطلقات شتى ) ان تنحو باتجاه الموضوعية وان تنأى بنفسها عن ان تحسب عليه أو أن يشار اليها كمؤلف مساعد ( السفير مثالاً ) ولم يعدم النظام السوري حتى هذه اللحظة من وسائل اعلام لبنانية متمسكة بوجهات نظر تتطابق او تتقاطع مع توجهاته المعلنة والمضمرة ( المنار - nbn - الشرق - البيرق - صدى البلد .. الخ ) وهي تعادل عددا وعدة وسائل الاعلام المناهضة له بالمطلق لكن النهار ( من وسائل الاعلام المطبوعة ) استطاعت ان تكرس نفسها عبر زمن مديد كصوت لحرية لبنان وكصوت ناقد أساسي ليس لشق الرواية الخاص بلبنان بل امتد تأثيرها الى كامل مكان الرواية ناقدة بوضوح لا يعتمد على لعبة التعمية النقدية في االمناهج النقدية الحديثة ممارسات النظام الامني اللبناني السوري وكان جبران تويني كراس لصحيفة النهار الصوت الاكثر حدة وعلواً ووضوحاً ولم يلجأ كوسيلة فنية لهدر مسؤولية الكلام الى التعميم على كل الانظمة العربية كمؤلفة لروايات مشابهة لرواية الطغيان على الارض السورية اللبنانية ومن هنا انتزع مكانته السياسية من هذا الصوت ومن هنا كانت مكانته تتأسس ليس بوصفه صحفيا جريئا وصاحب راي واضح بل أيضاً كممثلٍ للنهار (صوت الحرية ) كرواية نقيضة لرواية الطغيان .
وهكذا لم يقدم جبران تويني الى ساحة العمل السياسي ممثلا لطائفة أو مليشيا بل انه احتل مكانته السياسي من صوته وصوت النهار الذي له دور كبير في صناعته ويمكن ان نفهم ايضاً ان اغتيال سمير قصير جاء في هذا المنحى (خنق النهار ) ومن هنا يمكن فهم الحملة المضادة التي قادتها وسائل الاعلام السورية (ممارسة وظيفتها الاساسية داخل الرواية ) ضد النهار وجبران تويني (وآخرين ( مما حدا بوزير الاعلام السوري ان يصف الكتاب السوريين الذين يكتبون في النهار بعملاء النهار وحفلت الصحف السورية الرسمية والخاصة (الاقتصادية ) والمواقع القريبة من النظام (شام برس - سيريا نيوز ) بسيل من الردح والشتائم المقرف كان لجبران تويني بالاسم منه نصيباً كبيراً إضافة لصحيفة النهار هذا الردح الذي لم تسلم منه صحيفة مثل السفير التي ظلت عبر تاريخيها أمينة لخط قومي ملتزمة به ولا رئيس تحريرها طلال سلمان ...
وعليه سنتساءل ببلاهة خارج الرواية من الذي اغتال جبران تويني ؟!



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
- غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
- وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا ...
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...
- البداية: تفكيك المقدس
- عصام المحايري حجاً مبروراً
- أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور
- نحن ضحايا الفكر -الدركي - سنرفع صوتنا...محتجين
- دفاعاً عن الرشوة : كي لا يبيع السوري كليته
- دروس في الاختلاف من ذاكرة مهشمة
- رغد وعبد الباري وعمي صدام
- المبادرة السورية لانقاذ مايمكن انقاذه
- رسائل سورية للعالم والإنقلاب الأبيض
- السيرة الإباحية لشاعر مكبوت
- إعلان توبة وطلب غفران
- أنا سبب هزائم الامة العربية
- أمريكا والذهنية العربية الجهادية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خلف علي الخلف - الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير