أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - هل تُعرِض العروس التركية عن حبها الأول؟














المزيد.....

هل تُعرِض العروس التركية عن حبها الأول؟


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو نظرنا إلى الأحداث التركية في إطارها الأشمل لوجدنا أن الانقلاب الذي دبر هناك ضد أردوغان من المنطقي أن تكون وراءه الولايات المتحدة، ليضحي مثابة محاولة "انقلاب ملوّن" على نسق "الثورات الملونة" التي تندرج ضمن سياسة الأميركيين في السنوات الأخيرة وهي "الفوضى الخلاقة" كجزء من استراتيجية الهيمنة الكاملة على العالم.
فهناك عدة أحداث يمكن إدراجها ضمن هذه الاستراتيجية التي باتت تنفذ على أرض الواقع منذ زمن. فبعد "الربيع العربي" الأشبه سياسياً بـ"شتاء نووي" قاسٍ والترهيب الداعشي للشعوب العربية الأميركي الإخراج، هذين العنصرين من عناصر الحرب الأميركية الراميين إلى الاستيلاء على كل نفط الشرق الأوسط بما في ذلك النفط الإيراني ومحاصرة روسيا والصين اقتصاديا وجغرافياً، وبعد تغيير نظام الحكم في أوكرانيا والمجيء بأحفاد أعوان النازيين إلى السلطة هناك المعادين لروسيا بحكم المشيئة الغربية والتماشي مع استراتيجية الغرب الممول لهم، ثم عقد قمة حلف الناتو الأخيرة في مقر حلف وارصو سابقا لتأكيد السيطرة كليا على "تركة الرجل المريض" - الاتحاد السوفياتي والتركيز على "الخطر الروسي" فيها وبعدها، ولأجل المزيد من محاصرة روسيا (لم ينفعها انتقالها إلى الرأسمالية لأن هذه الأخيرة تفترض حتماً سيطرة الذئب الأعتى على باقي قطيع الذئاب!!!) بإرسال قوات إلى جمهوريات البلطيق السوفياتية سابقا وبـ"تشغيل" نظام تبيليسي وما يتيسر لاحقا من أنظمة دول نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي تُجر مع نظام كييف إلى معسكر ورثة النازية من الفاشيين الجدد في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
هنا كان على روسيا التي بلغ رأسماليوها بعد ربع قرن من نهب الإرث السوفياتي سن الرشد، وهم الذين كانوا طلبوا في تسعينيات القرن الماضي في أولى سني نشأتهم مساعدة الرأسمالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة لقصم ظهر الدولة الاشتراكية السوفياتية الموحدة وإقامة دول رأسمالية فاسدة بأنظمتها وحكامها وبيروقراطياتها على أنقاضها، أن تواجه الحصار الأميركي المستجد. ولم يكن إسقاط المقاتلة الروسية وقتل قائدها من قبل الأتراك في سماء سوريا سببا يحول دون استغلال روسيا أي تناقضات وشروخ بين الأميركيين والأتراك على خلفية دعم الأُوَل للأكراد وتخوف أردوغان من أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، أي تقسيم تركيا بعد أن أسهمت هذه في تقسيم سوريا بناء على طموحات المشروع التفتيتي الأميركي. فتعالت روسيا على الجراح (جراح السياسة سريعة الالتئام!!! وكما قال الأديب رئيف خوري ذات يوم: "الحب أقوى!") وكان الغزل الروسي التركي في الفترة الأخيرة مثيراً إذ بعد تشنجات سياسية ودعائية طالت أشهراً عاد الدفء فجأة إلى العلاقات الروسية التركية وجاء اعتذار أردوغان عن حادثة المقاتلة ودعم هذا الاعتذار لاحقا بزعم أن الانقلابيين هم من كان وراء إسقاط المقاتلة، ثم كانت عودة السياح الروس إلى "مكّتهم" المعتادة بتشجيع من السلطات، واستعداد الأتراك لإنشاء حلف "ضد الإرهاب ولأجل استقرار المنطقة" مع روسيا وإيران إلخ. هذا الغزل المستجد بات يؤكد حدوث تغير ما مهم في توجهات السياسة التركية. وحصل هذا على خلفية عدم قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي حتى ولو أضاءت "أصابيعها العشرة" وفقدها كل أمل في أن تكون أكثر من مطية للتواجه الأميركي الأوروبي مع روسيا والصين والبريكس من ورائهما.
لا بد من القول هنا إن روسيا بحاجة الآن إلى خرق للحصار المشتد أكثر فأكثر حول خناقها. وقد جاءتها الفرصة الذهبية مناسبة تاريخية. فلمَ لا تستفيد منها؟! ولذا ليس مستبعدا أن تكون هي وراء إفشال الانقلاب التركي المدعوم أميركياً ولو كان الإفشال والدعم كلاهما تمّا من تحت الطاولة. هذا علما أن تركيا مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية لخروج روسيا من العزلة الجغرافية والعسكرية بحيث يضحي تحركها من وإلى منطقة البحر المتوسط عبر المضائق أمراً ممهَّداً مسهَّلاً. هذا ناهيك بمسائل تصدير الغاز عبر مشاريع مد الأنابيب التي كانت طرحت وأقرت سابقا ثم تعرقلت بسبب حادثة المقاتلة علما أن العقوبات لن تستمر إلى الأبد، وبتخفيف الضغط على الروس في أحداث سوريا عموما وتجميد الصراع الأرمني الأذربيجاني والتخفيف من خطر الإسلام المتطرف في المناطق الروسية الإسلامية الطابع (تاتارستان مثلا) وفي الجمهوريات الإسلامية عند الحدود الروسية الجنوبية.
ولو تبين حتى أن الأميركيين لم يكونوا يريدون إلا تخويف وتحجيم أردوغان ليظهر الأمر وكأن الروس تحركوا من ضمن السيناريو الأميركي وهذا مستبعد الآن في ظل النهوض الإمبريالي للبرجوازية الروسية وبحثها عن مكان لائق بحجمها الجديد وبتاريخ البلد الاستقلالي المجيد كدولة عظمى (الذاكرة التاريخية لها تأثيرات مادية أيضا) فإن أردوغان قد يخلط أوراقهم بالاستناد إلى الحلف الجديد الناشئ بالقوة حتى الآن (لم يتبلور بالفعل بعد) وينقلب على مخططاتهم. لا سيما أن الأيديولوجيا البرجوازية الليبرالية الأتاتوركية التي كانت في العهد السوفياتي أساسا لتواؤم تركيا مع الحلف الغربي لم تعد هنا ذات شأن حين صارت روسيا نفسها دولة برجوازية ليبرالية ويمكن لمصالح العروس التركية أن تتوافق مع مصالح العريس الروسي الجديد بعد أن رفض العريس الأوروبي الاقتران بها رسميا وإدخالها إلى بيته الزوجي كاملة الحقوق وفضل في تواطؤ مع العراب الأميركي إبقاءها في وضعية العشيقة المخصصة للمساكنة والطاعة في الخدمة وحسب.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكون التحدي الأطلسي في وارسو نذير حرب عالمية ثالثة؟
- المنشفي تروتسكي ووقائع ثورة أكتوبر
- لا ترتبك يا رفيقي!
- من القصيدة الملحمة -فلاديمير إيليتش لينين- - عام 1924 لشاعر ...
- سلطة النهب
- في مثلِ هذا اليومِ هبَّتْ ريحهمْ
- جهل النظرية باب إلى الانتهازية!
- روسيا ذاهبة لتبقى!!
- مصالحهم ليست مصالحنا
- حول قرار مجلس الأمن الدولي بشأن تشديد العقوبات ضد كوريا الدي ...
- الحرب السورية وموقف الشيوعيين من التدخل الأميركي والروسي
- رد على منتقدي الدعوة للتضامن مع جمهورية كوريا الديمقراطية ال ...
- إلام يمتدحون ويتغنون بهذا الذي -يوقف روسيا على قدميها-!
- لينين ك-مدمر- للاتحاد السوفيتي وبوتين ك-جامع- له!!!!!
- لنفهم كوريا ولندافع عنها
- بيان - حول التفجير التجريبي للقنبلة الهيدروجينية في جمهورية ...
- طلقة تحذيرية
- التقدم العلمي والتقني واهتراء المجتمع في ظل الرأسمالية ومهام ...
- الإرهاب سلاح الامبريالية
- لنحافظ على الروح الثورية للماركسية!


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - هل تُعرِض العروس التركية عن حبها الأول؟