أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - كلنا مشاريع مساجين .














المزيد.....

كلنا مشاريع مساجين .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من مميزات حكومة السيد بنكيران أنها تحولت إلى موضوع لعموم المواطنين أيا كان مستواهم التعليمي ووضعهم الاجتماعي . فغالبية المواطنين يتابعون الشأن الحكومي ويعبرون عنه حتى بالمستملحات تارة وبالسخرية أخرى وبالسخط في غالبية الأحيان .إذ بقدر الآمال التي عقدها الناخبون وعموم المواطنين على هذه الحكومة اعتبارا لما رفعته من شعارات تستهدف محاربة الفساد والاستبداد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف العيش ، بقدر الخيبة والغبن من جراء القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد المكتسبات والحقوق المادية والاجتماعية التي لم يخطر يوما على بال أي مواطن أنه سيفقدها .هكذا لم تكتف الحكومة بالإجهاز على آمال المواطنين في الشغل والعيش الكريم ، بل واصلت تشديد الخناق على مختلف الفئات والأعمار . فالحكومة إياها قررت سلسلة من الإجراءات وشرّعت مجموعة من القوانين لم يسبق أن خطرت حتى على بال شياطين الجن ولا أباليس الإنس . إذ في الوقت الذي كان المواطنون يتطلعون إلى برامج حكومية عملية ترفع عنهم قهر الإدارة وتخفف تكلفة المعيشة وتفتح أمام فلذات أكبادهم فرص الترقي والشغل وتيسر اندماجهم في بناء وطنهم بالعقول والسواعد ، تفاجئهم الحكومة بالإجراءات والقوانين التي تنعكس خطورتها مباشرة على جيوبهم وحرياتهم . فمنذ تنصيبها سارع رئيس الحكومة إلى التوقيع على مرسوم يُحرم كل موظف أقيل أو استقال حتى لأسباب صحية من حقه في المعاش حتى يبلغ السن القانونية للإحالة على التقاعد دون مراعاة الظروف الاجتماعية والمادية للموظف . بعدها أصدر قرار تحرير أسعار المحروقات الذي انعكس سلبيا مباشرة على القدرة الشرائية وكلفة المعيشة لعموم المغاربة ، بل كان له تأثير خطير على نسبة النمو التي خيبت توقعات الحكومة بسبب إضعاف القدرة الاستهلاكية لدى غالبية المواطنين .توالت بعدها مصائب الحكومة لتضرب في العمق أحلام الشباب وأسرهم المتواضعة حين قرر بنكيران فصل التكون عن التوظيف فأضاع على الدولة 16 مليار سنتم كان من المفروض توظيفها في دعم التشغيل بكل أنواعه .ولم تكتف الحكومة بضرب القدرة الشرائية للمواطنين ومصادرة أحلامهم في الشغل والاستقرار ، وإنما سارعت إلى طبخ وتمرير سلسلة من القوانين التي تمس المواطنين في أرزاقهم وكرماتهم ، ومنها قانون التقاعد الذي أجهز على مكتسبات الموظفين والمأجورين باعتمادها "الثالوث الملعون" رغم الاحتجاجات التي رافقت ولا زال يفجرها طبخ القانون وتمريره. لم تكتف الحكومة ،إذن، بنهب أرزاق المواطنين وسرقة آمال أبنائهم في غد أفضل لدرجة يفاخر رئيس الحكومة أنه وفر لخزينة الدولة 100 مليار درهم من عرق المواطنين وكدهم ، بل قررت مصادرة الحريات ومطاردة المواطنين حيثما حلوا وارتحلوا بسلسلة من القوانين ما شهدتها البشرية من ذي قبل ولا حتى في قادم الأزمان . لأن أي حكومة تحترم شعبها وتنصت لنبضه لا يمكنها أبدا أن تقسو عليه مثلما فعلت الحكومة المغربية برئاسة حزب إسلامي . فالحكومة التي شغلت المواطنين بالغلاء والبطالة والأمراض ، وجدت أن سكوت المغاربة وتحملهم لتكاليف المعيشة خوفا على أمن الوطن واستقراره أمرا مشجعا لها على التمادي في التشريع لما هو أخبث وأخطر لدرجة لن يبق معها المواطن منشغلا بالغلاء ، بقدر ما سيصير كل همه العودة سالما إلى بيته ، ليس خوفا من عصابات الإجرام أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تغزو شوارع المدن والقرى ، ولكن خوفا من القوانين المجحفة التي تفتقت بها قريحة أعضاء الحكومة في أكثر من مجال إلا المجالات التي تضمن العيش الكريم . فحكومة السيد بنكيران جعلت من كل مغربي ومغربية مشروع سجين يمكن اعتقاله في أي لحظة .وإليكم بعض الأمثلة :
المثال 1 ـ قانون الميكة الذي أصدرته الحكومة يغرّم كل شخص ضُبط يستعمل كيس البلاستيك من 2 مليون إلى 20 مليون سنتيم .مبلغ لا يوفره 90 في المائة من المغاربة طيلة حياتهم المهنية . ومعنى هذا أن كل مواطن ضُبط وهو يحمل كيسا بلاستيكيا بيده عليه أن يدفع الغرامة إياها وإلا فالسجن مصيره .ومادام أغلب المغاربة لا يتوفرون على هكذا مبلغ ، فليس أمامهم سوى الإذعان للقانون والارتماء خلف القضبان .وقد تكون كارثة إذا ضُبط أكثر من عضو من أعضاء الأسرة وقد يكون الأب والأم معا .إنه تشريد أسر و"خراب بيوت" كما يقول المصريون.
المثال 2 ـ تقدمت وزارة التعليم العالي التي يتولاها السيد الداودي بمشروع قانون يجرّم مقاطعة الامتحانات أو الدعوة إليها .ومقاطعة الامتحانات هو شكل من أشكال الاحتجاج وأسلوب تضطر الحركة الطلابية إلى اللجوء إليه دفاعا عن مصالح الطلبة . فاليوم تجريم مقاطعة الامتحانات وغدا تجريم مقاطعة الدروس .
المثال 3 ـ يتعلق بتجريم الغش في امتحان البكالوريا ،بحيث أي تلميذ ضبط في حالة غش يعاقب بالسجن ووالده بالغرامة .وقد فرضت وزارة التعليم على التلاميذ وأولياء أمورهم توقيع التزام مصادق عليه في موضوع العقاب .
بهذه التشريعات القانونية ، السجن يتعقب المواطنين وحيثما ولوا وجوههم فالسجن ينتظرهم . ومن المفارقات التي تكرسها هذه الحكومة أن من يحمل كيسا بلاستيكيا يدفع غارمة مالية كبيرة أو السجن بينما من يجلب آلاف الأطنان من نفايات إيطاليا تحميه الحكومة وتكافئه ، وكذلك الشأن في موضوع الغش والفساد ، بحيث يلقى في السجن تلميذ قاصر لا يقدّر عقوبة أفعاله التي لا ترقى إلى مستوى الجنحة ولا الجريمة ، بينما كبار اللصوص وناهبي المال العام يخصهم رئيس الحكومة بعفو شامل ودائم. من يسرق معلومة يعاقب ومن يسرق أرزاق المواطنين يثاب ، نعْم العدالة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور إرهابنا في تراثنا الفقهي .
- أين الشعب من كوارث الحكومة
- ما العمل بعد أن صرنا -مغربستان-؟
- أهل الكتاب مؤمنون والجنة ليست حكرا على المسلمين.
- فصل المقال فيما بين الغنوشي وبنكيران من انفصال.
- أية آفاق لفصل الدعوي عن السياسي في تجربة حركة النهضة.
- ماذا بعد قرار المجلس الدستوري في قضية عزل القاضي الهيني ؟
- دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/2
- دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/1
- استغلال القاصرات عقيدة الإسلاميين.
- ذكرى 16 ماي وتعاظم خطر الإرهاب.
- شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/2.
- خطاب الرياض:التحديات والمسئوليات المشتركة.
- أين الدولة من -شرع اليد- ؟
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/1.
- معاداة الفلسفة عقيدة الإسلاميين.
- ابحثوا عن جذور الدعوشة في ثقافتنا الدينية.
- أي مصداقية لتقرير الوزيرة الحقاوي ؟
- رجاء اتركوا جذوة الشعب متقدة !.


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - كلنا مشاريع مساجين .