أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - اسماعيل علوان التميمي - الفرق بين النظام الفيدرالي واللامركزية الادارية















المزيد.....

الفرق بين النظام الفيدرالي واللامركزية الادارية


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 10:42
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يعرف الدكتور سليمان محمد الطماوي اللامركزية الإدارية : (أسلوب وطريقة من طرق الإدارة تقضي بتوزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة او السلطة المركزية في العاصمة وبين هيئات محلية (إقليمية) او مصلحة مستقلة بحيث تكون هذه الهيئات في ممارستها لوظيفتها الإدارية تحت إشراف ورقابة الحكومة المركزية) ( )، يتضح من ذلك ان نظام اللامركزية الإدارية لا يعني سوى توزيع جانب من النشاط الاداري فقط، فيغيب عن دائرة التوزيع النشاط التشريعي، والنشاط القضائي، والنشاط الحكومي، فضلا عن غياب دستور للهيئات المحلية، ولهذا أطلق عليه نظام اللامركزية الإدارية( ).
وتتخذ اللامركزية الإدارية صورتين:
اولا: اللامركزية الإقليمية وهي ان يمنح المشرع جزءا من إقليم الدولة الشخصية المعنوية، وسلطة الاشراف على المرافق المحلية، وقدرته على إدارة شؤونه، والحفاظ على مصالحه، لكي تتمكن السلطة او الحكومة المركزية من التفرغ لإدارة الأمور التي تهم الدولة بأسرها، وتقوم هذه الصورة من اللامركزية الإدارية على ثلاثة أركان( ) هي:
الاقرار بوجود مصالح محلية متميزة عن المصالح ذات الطابع الوطني.
ان تقوم بإدارة هذه المصالح هيئات محلية منتخبة.
خضوع هذه الهيئات المحلية في مباشرة إختصاصاتها لرقابة وإشراف الحكومة المركزية.
ثانيا: اللامركزية المرفقية او المصلحية : وتتحقق هذه الصورة عندما يمنح مرفق عام قومي او محلي الشخصية المعنوية ليباشر نشاطه على قدر من الاستقلال تحت إشراف ورقابة الحكومة المركزية، وهي على أنواع : الأشخاص المرفقية الخدمية، والمرافق المهنية،والمرافق الإقتصادية والمالية، وعليه يتضح بان اللامركزية المرفقية لها إختصاص معين يقتصرعلى إدارة مرفق معين، او عدد من المرافق، على عكس اللامركزية الإقليمية التي لها إختصاصات عام يشمل جميع الشؤون والمرافق المحلية. اي تلك الشؤون الخاصة بذلك الجزء من الدولة الذي منح حق الإدارة الذاتية( ).
يتضح مما تقدم ان هناك بعض اوجه شبه بين نظام اللامركزية الإدارية والنظام الفيدرالي. حيث ان الولايات في النظام الفيدرالي والوحدات الإدارية المستقلة في الدولة الموحدة، ذات النظام اللامركزي الاداري، تتشابه في كونها تمارس إختصاصات معينة، ورغم وجود اوجه الشبه هذه بين هذين النظامين الا ان هناك خلافاً بين فقهاء القانون حول مدى الإختلاف القائم بين هذين النظامين. فهل الفرق بينهما في المدى والدرجة أم أنه فرق جوهري؟ في الاجابة على هذا التساؤل انقسم الفقهاء على اتجاهين مختلفين.
اولا:الإتجاه الأول: الفرق بين النظامين هو فرق في الدرجة والمدى.
ويتزعم هذا الإتجاه الاستاذ النمساوي هانس كلسن (kelsen)، ويرى ان الفارق بين النظامين هو فارق في المدى والدرجة لا في الطبيعة والجوهر، على أساس أنهما مظهران لفكرة واحدة، هي فكرة توزيع إلاختصاصات بين الحكومة المركزية والهيئات إلاقليمية، والفارق هو في مدى هذا التوزيع، حيث يقتصر في اللامركزية الإدارية على الوظيفة الإدارية، في حين يمتد في النظام الفيدرالي إلى التشريع، والتنفيذ، والقضاء( )، ومن انصار هذا الإتجاه ايضا الاستاذ بنوات (Benoit) حيث يرى ان الإدارة المحلية تظهر بمظاهر متنوعة تبدأ من اللامركزية الإدارية البسيطة إلى الفيدرالية المتقدمة( )، ويؤيد هذا الإتجاه الدكتور منذر الشاوي بقوله (لا توجد بين الدولة اللامركزية وخاصة في درجاتها القصوى وهي الحكم الذاتي وبين الدولة الفيدرالية في الحقيقة الا خطوة واحدة، فالإختلاف بين الدولة اللامركزية والدولة الفيدرالية هو اختلاف في الدرجة وليس اختلاف في الطبيعة)( ).
ثانيا:الإتجاه الثاني: وهو الرأي الغالب في الفقه والذي نؤيده ويذهب إلى ان الإختلاف القائم بين هذين النظامين ليس مجرد إختلاف عرضي او ثانوي، بل أنه اختلاف عميق يمتد ليشمل الطبيعة والجوهر، لان النظامين المذكورين ليسا من طبيعة واحدة، وانما ينطوي كل منهما على طبيعته الخاصة به، فالنظام الفيدرالي (اللامركزية السياسية) يقوم على تقاسم السيادة الداخلية من خلال تقاسم السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية بين حكومة الاتحاد وحكومات الولايات( )، ويمتد ذلك إلى شكل الدولة لتكون دولة مركبة كما هو الحال في العراق بعد اقرار دستور 2005 الذي وزع إلاختصاصات بين الحكومة الفيدرالية والأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، بما فيها إلاختصاصات المتعلقة بالنفط والغاز، أما نظام اللامركزية الإدارية فأنه يقوم على تقاسم الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية والوحدات المحلية وتبقى السيادة منحصرة في الحكومة المركزية، فهو لا يؤثر باي حال من الاحوال على شكل الدولة، وعليه فان الإختلاف بين النظامين ليس اختلافا عرضيا وانما إختلاف بين نظامين قائمين على طبيعة مختلفة جوهريا، كما ان النظام الفيدرالي هو نظام دستوري سياسي يتعلق بكيفية ممارسة الحكم في الدولة، ولذلك فأنه يدرج ضمن موضوعات القانون الدستوري، بينما تقتصر اللامركزية الإدارية على مجال توزيع الوظيفة الإدارية. ولذلك فأنها تدرج ضمن موضوعات القانون الإداري. كما تخضع النزاعات التي تقع بين الحكومة الفيدرالية والولايات في الدولة الفيدرالية للقضاء الدستوري، في حين تخضع النزاعات التي تقع بين الحكومة المركزية والولايات في دولة اللامركزية الإدارية للقضاء الاداري( ).
ويمكن اجمال الفرق بين النظام الفيدرالي واللامركزية الادارية بالاتي:-
اولاً: في النظام الفيدرالي يتم تحديد إختصاصات كل من دول الاتحاد الفيدرالي والولايات في الدستور الفيدرالي، أما في نظام اللامركزية الإدارية فيتم تحديد إختصاصات الهيئات المحلية في القانون الاعتيادي، ويترتب على هذا الفرق ان إختصاص الممنوحة للولاية، بموجب نظام اللامركزية الإدارية، يمكن إلغاؤها او تعديلها بموجب قانون اعتيادي تصدره الجهة التشريعية الفيدرالية في اي وقت تشاء، أما في حالة إختصاص الممنوحة للولاية، بموجب النظام الفيدرالي، فلا يمكن إلغاؤها او تعديلها الا بموجب تعديل دستوري، كما يترتب على ذلك ايضا ان إختصاصات الولايات في نظام اللامركزية السياسية تندرج ضمن موضوعات القانون الدستوري( ).
ثانيا: في النظام الفيدرالي يوجد في كل ولاية دستور، وهيئات تشريعية، وتنفيذية، وقضائية مستقلة عن الهيئات الفيدرالية، بينما لا يوجد ذلك في الولايات التي تخضع لنظام اللامركزية الإدارية( ).
ثالثاً: في النظام الفيدرالي لا تخضع الولايات لرقابة الحكومة الفيدرالية، وتباشر إختصاصاتها بموجب الدستور الفيدرالي والدستور المحلي للولاية بشكل مستقل، أما في نظام اللامركزية الإدارية فتخضع الولايات لرقابة ووصاية الحكومة المركزية عند مباشرتها لإعمالها( ).
رابعاً: في النظام الفيدرالي تتقاسم الولايات مع الحكومة الفيدرالية السلطة السياسية، أما في نظام اللامركزية الإدارية فان الولايات تتقاسم مع الحكومة المركزية الوظيفة الإدارية( )،بمعنى ان من يمارس السلطة المحلية في دولة اللامركزية الادارية هم حكام ثانويون اما الحكام الذين يمارسون السلطة المحلية للدولة الفيدرالية فهم حكام بالمعنى الدقيق( ).



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين النظام الفيدرالي والنظام الكونفيدرالي
- اساليب نشأة النظام الفيدرالي ومظاهره
- التعريف بالنظام الفيدرالي
- التعريف بالنفط وجدواه الاقتصدية في العراق
- قراءة اولى في قرار المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية جلس ...
- هل سيصلح العطار ما افسده الزمان في بلاد ما بين النهرين
- انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي، لماذا؟
- الاصل في حكم العراق للاجنبي
- هل يجوز مباشرة الوزير لمهامه قبل اداء اليمين الدستورية؟
- ملخص رسالة ماجستير
- في بغداد...ازمة حكومة ام ازمة دولة ؟
- مناقشة لمدى شرعية جلسة (الثلاثاء 19/4/2016) لمجلس النواب الا ...
- مناقشة قانونية لخارطة حل ازمة هيئة رئاسة البرلمان المقدمة من ...
- قراءة قانونية في قرار اقالة هيئة رئاسة مجلس النواب
- سيناريوهات االتصويت على الوزراء في الجلسة القادمة وضوابطها ا ...
- دستوريا ...هل بالامكان تشكيل حكومة طواريء في العراق؟
- ازمة واحدة ام ازمات؟
- عدم احترام الدستور هو السبب الرئيس للازمة السياسية في البلاد
- اما اذن الاوان لانجاز تسوية تاريخية تؤسس لدولة عراقية ناجحة ...
- هل ثمة مصلحة لشعبنا في الاقليم بالانفصال عن بغداد ؟


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - اسماعيل علوان التميمي - الفرق بين النظام الفيدرالي واللامركزية الادارية