أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر الأشقر - رسالة إلى سامي لبيب في تحريف الكتاب المقدس















المزيد.....

رسالة إلى سامي لبيب في تحريف الكتاب المقدس


جابر الأشقر

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 14:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
شكراً لك أخي العزيز سامي لبيب على الرد، وشكراً لك أن دعوتني لمناقشة الموضوع - هأ هأ هأ يعني أنت كمن يعزم الدب على كرمه، إذاً ذنبك على جنبك – وقبل الدخول إلى الساحة لا بد لي أن أنوه لحضرتك أنني لا أناقش عادة من الدين إلا المسائل الخطيرة التي تنعكس نتائجها عملياً على حياة الفرد والمجتمعات أي أن اهتمامي منصب على الرسالة الاجتماعية الأخلاقية للدين لا على الجانب اللاهوتي والطقوسي، فلا يهمني مثلاً أن يكون كتابي المقدس محرفاً. الإيمان يا عزيزي شعور أكثر منه حقيقة مادية والمشاعر كما تعلم لا تخضع للمنطق. ولا أعني هنا أنني أقلل من أهمية الدراسات التاريخية للدين والدراسات المقارنة، فأنا نفسي دارس لعلم الأديان إلى جانب تخصصي.
وأقول: لا بد أيضاً من تفسير اهتمامي بقضية النقد الديني الديني التي تطرحها هنا والتي طرحها أيضاً السيد نضال الربضي. إن هذه القضية من القضايا التي تتعلق بحرية النقد وحقوق الإنسان، ولكنها من جانب آخر قد يساء استخدامها فتؤتي أكلاً مراً من قبل بعض الكتاب والمعلقين المتعصبين لعقيدتهم (والتعصب جهل وعدوان) فإنهم بدلاً من أن يحسنوا التصرف بها في وجوه تؤلِّف بين القلوب وتمحو الضغائن، تراهم يشهرونها كالسيف في وجوه خصومهم متجاهلين أن الحوار الذي ينطلق من مبدأ أن ديني أفضل من دينك، حوار لا خير فيه... حوار لا ينتج إلا الكراهية والشنآن والندم، ومتجاهلين أن الدين وراثة - بصورة عامة - ومن المعيب أن يتفاخر المرء بما ورثه، ومتجاهلين أن الدين المعاملة والإحسان والمحبة.
إني لأستطيع أن أتفهم نقد الملحد للدين بيسر، ولكني لا أستطيع إلا بعسر أن أتفهم نقد مؤمن لمؤمن آخر بأسلوب يشحن النفوس بانفعالات مريضة.
وهذا هو السبب الذي أقنعني بأنني إذا ما أرسلت دلوي في بئر هذه القضية، كما أرسلتَ دلوك وكما أرسله الآخرون، فلن أكون مخطئاً أو مهدراً وقتي.
وأقول: أخطأتَ (عذراً ربما كان اللفظ خشناً) إذ كتبتَ لي: ((بالنسبة للمؤاخذات التى تأخذها على الأخ ابن أبي زندقويه فأرى أنه أخطأ بالقول أن المسيحية حرفت نصوصها لتتوائم مع عصر التنوير كما أرى أنك ذكرت أشياء لم يذكرها الأخ ابن أبي زندقويه ولم يتطرق لها فى مداخلته)) حيث إنني في الحقيقة لم أنقض إلا الأشياء التي أتى بها.
وإليك مداخلته، تفحَّصها – من فضلك - مع التركيز على ما وضعته من نقاطها بين قوسين:
((الأخ سامي أظنك فهمت جيدا أني أرفض الأديان وكهنتها جملة وتفصيلا،المسيحيون ُ(5فرضت عليهم العلمانية مع عصر الأنوار) لذلك وليحافظوا على وجودهم (1حرفوا نصوصهم) لتوافق نوعا ما الفكر الجديد بعد أن (3عجزوا عن القضاء عليه إذا أشدد هنا أنه لا فضيلة لهؤلاء ولا لدينهم)
ثم هؤلاء اليوم (4يتزعمون أشرس الحملات ضد العلم وخصوصا التطور) : لنتذكر أنه (5في أمريكا قرابة نصف الأمريكيين يحاربون نظرية التطور) ولا يزالون يؤمنون بخرافة الخلق : هذه أمريكا فما بالك بأطاننا المنكوبة!!
رسالتي التي أردت إيصالها : لا فضيلة للأديان ولكهنتها لا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا، لم نجن منها إلا الجهل والدم والعنصرية وخصوصا لسنا في حاجة لها لنعيش في سلام وعلم وتحضر)).
وإليك بعد ذلك بالتسلسل، نقضي لسفسافه بإيجاز شديد جداً، وإظهاري جهله بتاريخ المسيحية وحاضرها، وذمِّي تطرفه المقيت الذي إذا تجسد في الواقع هدم أسس العلمانية، وذمي لجحده الحقائق الواقعية البارزة للعيان. فإن من ينكر فضل الأديان، ويرفض كهنتها جملة وتفصيلاً (جملة وتفصيلاً!) لن يتورع عن قمع أتباعها واضطهادهم. والقمع والاضطهاد ليسا من العلمانية في شيء. ومن هنا جاء أن غضبت عليه:
1- المسيحيون لم يحرفوا دينهم في عصر النهضة ليتوافق معها
2- النهضة لم يصنعها الملاحدة فحسب بل شارك في صنعها المسيحيون أيضاً
3- من الذي ينكر فضل (مارتين لوتر) وحركته الإصلاحية على النهضة الأوروبية أو فضل الفلاسفة والعلماء المسيحيين غير الجاحد المتطرف؟
4- من الذي يقول إن جميع المسيحيين ونصف سكان أمريكا يشنون أشرس حملة ضد العلم ونظرية التطور إلا الملحد الجاحد المتطرف؟
5- من الذي يقول إن العلمانية فرضت على المسيحيين فرضاً غير الملحد الجاحد المتطرف؟
ألا يعلم هذا المتطرف أن العلمانية لو كانت فرضت عليهم، لكانوا قاوموها وقاتلوها أو مارسوا الإرهاب ضدها؟ هل ينقص المسيحيين العدد والمال والسلاح؟
انظر إلى تركيا حيث فرضت العلمانية فرضاً، والآن ما الذي يحدث في تركيا؟ ألا يرى كيف يحاول الأتراك التخلص منها شيئاً فشيئاً؟))
فهل كانت قراءتك لمداخلته سريعة يا عزيزي، أم أنك على القاعدة الأخلاقية (انصر أخاك ولو ظالماً)؟
وأقول بعد أن فرغت من ذكر ما اقتضى الذكر، وجئت إلى صلب الموضوع: إن مقالتك اشتملت على ثلاث نقاط: فأما الأولى ففي النقد الديني - وقد عالجناها بإفاضة - وأما الثانية ففي ضياع أسفار من العهد القديم، وأما الثالثة ففي ورود شواهد من الكتاب المقدس على التحريف.
ولكي أتجنب الإطالة المملة، أهم بمعالجة النقطة الثانية (ضياع أسفار من الكتاب) دون تمهيد، فأقول: هذا مما لا ينكره أحد، فإن الأسفار التي ذكرتها ضائعة، ولم يعثر لها إلى اليوم على أثر. وهي أسفار تاريخية كتبها أنبياء صغار.
ولكن ضياع أسفار دينية لا شأن له ألبتة بالتحريف. التحريف شيء والضياع شيء آخر.
وأقفّي من بعد هذه النقطة بالنقطة الثالثة الأخيرة – قد أتوقع منك اعتراضاً على النقطة الثانية، فإذا صدق توقعي، فأنا على استعداد للرد على اعتراضك – فأقول: إن الشواهد التي استعنت بها للتدليل على تحريف الكتاب المقدس، لا تصلح للتدليل على تحريف كتابنا المقدس الذي بين أيدينا، وإنما تصلح للتدليل على تحريف وقع على كتب رُفضت من الأنبياء الكبار في أزمانهم ولم تُعتمد كأسفار مقدسة، ولكي أزيد الأمر إيضاحاً أتناول هذا الشاهد الذي اقتطفتَه من سفر النبي (ارميا):
[لذلِكَ هأَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.31 هأَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32 هأَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً، يَقُولُ الرَّبُّ]
فارميا يحدثنا هنا عن متنبئين في زمانه يسرقون الكلمة بعضهم من بعض، ويتنبأون كذباً، ويضلون الشعب بنبوءاتهم الكاذبة ومفاخرهم، ويؤكد أن الله لم يرسلهم وأنه سيعاقبهم.
فهل تصلح هذه النبوءة شاهداً على تحريف أسفار الكتاب المقدس المعتمدة وأنبيائه الصادقين؟ هل تقول لك هذه النبوءة إن سفر التكوين، أو غيره من الأسفار، محرف؟
ما هو التحريف في لغتك؟



#جابر_الأشقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نافح الكاتب الكبير خصمه الصغير


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جابر الأشقر - رسالة إلى سامي لبيب في تحريف الكتاب المقدس