أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير














المزيد.....

ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 00:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاستعراض العسكري الذي اقيم يوم الخميس الفائت، والذي قدمته وحدات من مليشيات "الحشد الشعبي" في ساحة التحرير وسط مدينة بغداد وبأشراف رئيس الوزراء حيدر العبادي، هو محاولة لبعث عدة رسائل سياسية في آن واحد، واولها، ان "الحشد الشعبي" مليشيا رسمية وهي الذراع القمعي الجديد لكسر شوكة المخالفين السياسيين، وان لا خلاف بينها وبين رئيس الوزراء الذي اثير اللغط حول العلاقة بينهما خلال الفترة الفائتة. والرسالة الثانية والمهمة وهي رسالة تهديد لمقتدى الصدر وجماعته، الذي هدد بتنظيم تظاهرات حاشدة في ساحة التحرير ضد الحكومة حتى تحقيق مطالبه المبطنة "عدم تهميش التيار الصدري، إطلاق سراح سجنائه منذ فترة حكم المالكي، اعادة توزيع الامتيازات والنفوذ والمناصب"، والمغلفة بشعار الحرب على الفاسدين. وفي الحقيقة جاء الاستعراض العسكري هذه المرة ضربة استباقية ضد الصدر الذي تجرأت جماعته مرتين بالنيل من هيبة حكومة العبادي عندما اقتحمت المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان مرة، وفي المرة الثانية مكتب العبادي نفسه. والرسالة الثالثة هي لعموم الجماهير التي حولت ساحة التحرير منذ ٢٥ شباط ٢٠١١ الى رمز للاحتجاج ضد القوى الاسلامية، وضد فسادها وكل جرائمها، والتي رفعت الشعار الذي اغاظ حتى العبادي نفسه (باسم الدين باكونا الحرامية). واخيرا وبالاستعراض العسكري للعبادي وميليشياته الجديدة "الحشد الشعبي" يٌسدل الستار عن اخر فصول مسرحيته الهزيلة "الاصلاح والحرب على الفاسدين"، وبات كل شيء من اجل الحرب على الارهاب والقضاء على داعش، ليكون السلاح البتار في ضرب كل معارض لسياسة التقشف والاعدامات والاعتقالات والمطالبين بمحاكمة الفاسدين.
وقد استجاب الصدر لرسالة التهديد المذكورة، حيث عمل على تغير في مطالبه وشعاراته الى حد السخرية والمهزلة، واستبدل الشعارات التي رفعتها الجماهير ضد رموز الفساد بشعار اقالة المفسدين من الدرجات الخاصة والمفوضية العليا للانتخابات، كما اطره بيافطة سياسية متهالكة "عراق حرة، امريكا برة.. برة" التي ليس لها اي ربط بسياسة التقشف الحكومية وافقار العمال والموظفين، وغياب الخدمات والانفلات الامني، وسيطرة المليشيات على كل مفاصل الحياة في العراق. وقد هدد الصدر في حال لم يستجب لمطالبه الانفة الذكر، فأنه سيطالب بإقالة الرئاسات الثالثة وغيرها المعروضة في سوق المزايدة للشعارات، لذر المزيد من الرماد في عيون الذي توجهوه بطلا فارغ من المحتوى.
وبعبارة اخرى لم تكن التظاهرات التي دعي لها مقتدى الصدر أكثر من حفظ ماء الوجه، للحفاظ على مصداقيته اما انصاره، والذي حصر تظاهراته فقط في ايام الجمع ليفقد زخمها رويدا وريدا ويكمل عمله في تفريغ الاحتجاجات الجماهيرية من محتواها التي بدأت في تموز من العام الفائت.
ما يكشفه المشهد السياسي اليوم، ان الانتصار على داعش على الاقل في الفلوجة في هذه المرحلة، لم يكن بشيء بالنسبة لمقتدى الصدر ولا لجماعته، بقدر ما يشكل خطرا حياتيا على الحياة السياسية للصدر وجماعته التي بدأت تمزقها محاولات شراء ذمم قادته من قبل أنصار المالكي. فهو يدرك اي الصدر أن مخاوفه من "الحشد الشعبي" كانت في محلها، واليوم بدء الحشد يكشر عن انيابه دون تردد، وخاصة بعد المجزرة الوحشية في منطقة الكرادة على يد عصابات داعش، حيث قال بصريح العبارة رئيس عصائب اهل الحق وهو المطالبة باشراك "الحشد الشعبي" في الملف الامني. والصدر بات يعي اليوم أكثر من اي وقت مضى بأنه حتى المزايدة على محاربة الفاسدين وصلت الى نهايتها، وهو يستقل ويجر ورائه عشرات من المركبات الحديثة والمئات من افراد الحماية عندما قام بزيارة منطقة الكرادة ليزايد مع القوى الاسلامية الاخرى على كارثة منطقة الكرادة، والتي تدفع اجور عناصر تلك الحمايات والمركبات التي رافقت الصدر، من الاموال المنهوبة التي تجبيها جماعته سواء اكانوا في الحكومة او في الدرجات الخاصة او عمولات تدفع مباشرة لمقتدى الصدر لمباركته للعملية السياسية وضمان بقائه فيها.
ان الصراع على السلطة وحسمها بين أطراف التحالف الشيعي، يكاد يصل الى نهايته، وخاصة ان مرحلة ما بعد داعش اقتربت كثيرا، وان قوى الاسلام السياسي تتسابق بالقضاء على التشرذم السياسي في صفوفها باي ثمن كان، سواء بالقضاء على الصدر وجماعته او احتوائهم، او تقزيمهم او تمزيقهم، والتفرغ لتصفية الحساب مع ما يسمون أنفسهم عرب السنة والقوميين الاكراد، لتشييد عراق ولاية الفقيه، او يفضي الى عراق دويلات طائفية وقومية، او عراق ذات عراقات اثنية وعرقية تحت عنوان وخيمة الفدرالية، وستكون على جماجم جماهير العراق.
ان العراق المجهول الهوية السياسية، ومجهول الجغرافية والفاقد للدولة يسير بخطى ثقيلة وخطيرة في خضم تلاطم الصراعات السياسية، وغياب لأفق انتصار اي من الاطراف القومية والاسلامية. لكن الواضح في كل هذه الاوضاع، تشديد الفقر، وتشديد استغلال العمال والموظفين، واستمرار طواحين الفساد بالدوران، واستمرار غياب الامن والامان.
وهكذا لم يأخذ وقتا افتضاح جماعة الصدر واهدافه السياسية التي راهن عليه من زايدوا باسم الوطن والوطنية، وكذلك لم يأخذ وقت حتى تبين ان العبادي هو النسخة المعدلة للمالكي والجعفري قادة حزب الدعوة، وكذلك توضح ان افق الاحتجاجات التي بدأت منذ الصيف الماضي لم يكن افق مستقل عن التيارات السياسية الحاكمة، وتوغل بالأوهام الذي راهن بأنه يمكن فصلها عن تلك التيارات. ولذلك يجب ان نبني جبهتنا في مكان أخر وهي بين العمال والموظفين والشباب، في اماكن العمل والسكن والمعيشة والجامعات.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير