أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نادية محمود - الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!














المزيد.....

الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 00:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في مساء يوم الجمعة (15 تموز- يوليو) اعلن الجيش انقلابا على حكومة اردوغان في تركيا لم يحالفه النجاح. كان انقلابا من قبل مؤسسة قرر لها منذ عشرينات القرن الماضي ان يكون لها دورا بحماية الدولة القومية في تركيا والعلمانية الكمالية، على حكومة تحكم باسم "الشرعية الديمقراطية"!
البعض عبر عن فرحه بهذا الانقلاب لتقويض نفوذ الاسلام السياسي لما لحكومة اردوغان الاسلامية من سجل دموي اسود، وهي طرف فاعل في حركة الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط قرابة عقد ونصف. لم تكف وسائل الاعلام عن تصوير تلك المحاولة الانقلابية وكأنها جاءت دفاعا عن "الديمقراطية" في تركيا.
والحال ان تلك المحاولة لم تأت لانتهاك اردوغان لقيم العلمانية، او اسلمته للدولة، او انتهاكه للقيم الديمقراطية، واعتقالات الصحافيين. بل لان حكومات الاسلام السياسي في تركيا ارادت "المس بسلطة العسكر" وكأنها سلطة مقدسة. ولان حكومة اردوغان ارادت الانفراد في السلطة وتقويض دور الجيش وتدخله في شؤون السياسة، لتنطلق ايدي هذه الحكومة في التصرف بشؤون الدولة.
فعلى امتداد عقد ونصف اصدرت فيها الحكومات الاسلامية الكثير من التشريعات والتغييرات القانونية والمؤسساتية لتحجيم القوة السياسية للعسكر. احالة الضباط المشاركين في انقلابات سابقة الى محاكمات مدنية في عام 2009، واعتقالهم بتهمة التآمر. ايقاف الترقيات والتعيينات في الجيش في 2010. طرد العسكريين وممثلي المؤسسة العسكرية من قيادة بعض المؤسسات المدنية، مثل المجلس الاعلى للتعليم وهو المسؤول عن التعليم في الجامعات، طرد العسكر من المجلس الاعلى للاذاعة والتلفزيون وهي الهيئة المشرفة على القنوات والبث في تركيا وغيرها الكثير. مراقبة "المدنيين" من حكومة اردوغان لميزانية ومالية العسكر، تصاعد الانتقادات اكثر من اي وقت سابق بوجه العسكر. قيام الدولة "المدنية" بفرض تراجع على دور المؤسسة العسكرية، بحيث مال توازن القوى لصالح الحكومة الاسلامية على حساب العسكر.
من اجل اعادة الميزان الى مكانه السابق، قام ضباط هذه المؤسسة العسكرية بانقلابهم في محاولة لارسال رسالة الى انه صاحب الكلمة الفصل، وصاحب الكلمة الاخيرة. الا ان هذه المحاولة لم تنجح هذه المرة كما في المرات السابقة على امتداد القرن العشرين.
هذا الصراع هو صراع بين مؤسستين في دولة تركيا: العسكر والحكومة. لا شيء له علاقة بالديمقراطية والدفاع عن الديمقراطية. انه الدفاع عن موقع العسكر في الحياة السياسية في تركيا. وان فشلت هذه المحاولة، لاشيء يمنع من ان يقوم العسكر بها مرة اخرى.
لا تكمن مشكلة العسكر في الدفاع عن "علمانية" الدولة التركية، فاجزاء من الجيش التركي لديهم علاقات وثيقة مع القوى الاسلامية منهم فتح الله كولان. انه التنازع على السلطة، انها "المحاصصة" التركية! بين الحكومة والعسكر الذي ارادت حكومات الاسلام السياسي مسه في تركيا.
الدفاع عن حرية التعبير، الدفاع عن حقوق الانسان، انهاء دور الاسلام السياسي، انهاء الرجعية والهمجية في المنطقة، مرهون بارادة الناس، الطبقة العاملة، الشباب، النساء، المتطلعين الى حياة حرة ومرفهة، ومتوقفة على عملهم لانهاء دور كل من الجيش والحكومات الاسلامية في رسم مصير كالح للمجتمع.
الا ان الصراع الدائر بين قطبين احدهما اسوء من الاخر، يركن تلك المطالب جانبا. والجماهير لما تزل تدفع ثمن هذا الصراع. ولازالت لم تظهر قوتها بعد، لتقل ان لا اردوغان، ولا العسكر، هما حماة حرية التعبير عن الرأي. اردوغان، بنى ديكتاتوريته بعد انتخابه بـ "انتخابات ديمقراطية". ان "ديمقراطيتهم المدنية" مصممة للقمع ولمصادرة الحريات ولاعتقال الصحافيين، والسيطرة على موقع الاعلام الاجتماعي، اما عسكرييهم، فهم "السلطة المقدسة" التي لا يجب ان تمس. وهم لا يختلفون قيد انملة عن فرض اسوء الاوضاع الاقتصادية على تركيا، حين تسنى لهم ذلك. ان ماحدث في الاربع وعشرين ساعة الماضية، يؤكد مرة اخرى واخرى ان بديل ثالث امر لا بد منه، للخلاص من هذين القطبين في تركيا: العسكر، وحكومة الاسلام السياسي "المدنية"!



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل لوقف نزيف الدم بين قطبي الطائفية والارهاب!
- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي: حرية رأس المال وتقييد العم ...
- سعداء بتحرير الفلوجة من داعش، ولكن!
- -الحرس الثوري العراقي- ومرحلة مابعد داعش!
- بعض النقاط والاسئلة حول التقرير الختامي لمؤتمر الحقوق والحري ...
- -برلمان- لومبين وشقاوات!
- في اليوم الاول من ايار، ماذا تقول الطبقة العاملة في العراق؟
- دولة شيزوفيرنيا!
- عمار الحكيم.. و.. -أحبك مثل اخوي-!
- هي السياسة ذاتها: المحاصصة!
- التظاهرات في مفترق طرق، ومهامنا!
- مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟
- تعيين الوزراء في العراق ب-ارسال سيرته الذاتية واجراء مقابلة- ...
- من -الاصلاحات- الى حكومة - تكنوقراط- الى - الكتلة العابرة-!
- من -الموزائيك العراقي- الى -الكتلة التاريخية-!
- التغيير من الاعلى والتغيير من الاسفل!
- التغيير.. اي تغيير؟
- تنويع الاقتصاد العراقي، ام ازالة هذا النظام الاقتصادي؟
- حول الفساد، النهب و-الحصانة القانونية-!
- هل هو -فساد- ام -نهب- منظم لطبقة رأسمالية حاكمة؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نادية محمود - الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!