أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - الشرطة العربية 3 : العرف العشائري أقوى من القانون المدني














المزيد.....

الشرطة العربية 3 : العرف العشائري أقوى من القانون المدني


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 21:27
المحور: حقوق الانسان
    


الشرطة العربية 3: العرف العشائري أقوى من القانون المدني

بعض الدول العربية تحتكم إلى العرف العشائري أكثر بكثير من لجوئها للقانون المدني. بل إن القضاء نفسه قد يتسم بالإنحياز ويتسبب في غياب العدالة الكلي، وبالتالي تعتمد أجهزة الأمن العربية على تخويف المواطنين لإخضاعهم للسلطة عوضًا عن تحقيق العدالة من خلال الحوار مع المواطن. وقد تتفاوت التجاوزات بين دولة وأخرى، لكن المطروح هنا أمثلة حية من دولة عربية تدعو لبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون والعدالة، بما يثبت أن هذه مجرد شعارات خاوية بالية، لا أساس لها.

والحالة الثانية تتعلق بشخص مستأجر، كان يقضي الليل سهرانًا مع أصدقائه. وفجأةً، أصبح يتلقى تلفونات من زوجته تصرخ من تحرش الجار، صاحب البيت بها وبأطفألها، فتارةً يتمشى أمام بيتها بملابسه الداخلية، وتارةً أخرى يقطع تيار الكهرباء عليها هي والصغار وهكذا. ولم يتحمل هذا المستأجر صراخ زوجته وأطفاله، فهرع مسرعًا إلى البيت، ومن شدة غضبه، كسر باب بيت صاحب البيت وأطاح به ضربًا دون وعيٍ منه. وفي العرف العشائري، لو قتل صاحب البيت هذا المستأجر في تلك اللحظة، فإنه لن يدخل السجن. وهنا أذكر أنه قبل فترة طويلة (1999)، قتل توني مارتن وهو مزارع بريطاني شخصًا تسلل إلى مزرعته، وثارت الدنيا ولم تقعد وحصل جدل عام حيث حوكم هذا المزارع بتهمة القتل، التي تم تخفيفها فيما بعد. المغزى من هذه الحادثة أن قتل أي معتدي لا يجب أن يمر مرور الكرام في المحكمة، بل يجب محاكمته.

وبعد انتهاء الشجار، طلب المستأجر وصاحب البيت الشرطة، إلا أن صاحب البيت تنازل وسامح في حقه، بتدخلٍ من الجيران.

بعد مرور أسبوعين، أرسل صاحب البيت سيارتين مدججتان بالسلاح والرجال وتصاحبهما والدة صاحب البيت إلى منزل أهل المستأجر في الجهة المقابلة للشارع من بيت المستأجر. وترجلوا من من السيارة متجهين إلى باب بيت أهل المستأجر، حيث وجدوا أحد أخوة المستأجر، فسألوه وهم ينهالوا عليه ضربًا؛ هل أنت فلان (أي المستأجر)؟، فرد بلا. فقامت المرأة بحذف الطوب عليه، بينما قام الرجال بضربه وإطلاق النار على ما حواليه.

أما في داخل منزل أهل المستأجر، فكانوا يتناولون طعام الغذاء. لذا لم يكترثوا للضجة في الخارج، لكن مع سماع طلقات النار، خرج أخ ثانٍ للمستأجر، فقام المسلحون بفعل ذات الشيء تجاهه. بعدها خرج الأخ الأصغر، وعاد مسرعًا إلى الداخل لتحذير أخاه المطلوب من قبل هؤلاء المسلحين. وكان المستأجر على أهبة الإستعداد لمواجهتهم، غير أن رجاء أمه وتوسلها جعلاه يهرب من الباب الخلفي للحديقة، حيث قضى أكثر من ستة أشهر مختبئًا منذ ذلك الوقت ولم تعد زوجته إلى بيتها، بل اختبأت هي الأخرى في منزل أهلها.

وتعرض الأخوة الثلاثة للضرب من قبل أهالي صاحب البيت، وتم تهديدهم بالسلاح الحي، ثم ما كان منهم إلا الذهاب إلى المستشفى لتسجيل إصاباتهم عند الطب الشرعي، فما وجدوا إلا بأهالي صاحب البيت وقد سبقوهم إلى تسجيل إصاباتهم المزورة لدى الطب الشرعي، على قدر ما يقول المثل: ضربني وبكى، وسبقني واشتكى.

وأدخل الأخوة الثلاثة السجن ليلة واحدة وهم بريئون من كل ذبب، ذنبهم أن أخاهم، في لحظة غضب، أخطأ في حق أحدهم، إلا أنهم يدفعون الثمن، كونهم أخوته. هذا سوء طالعهم. لقد تم الإنتقام من ثلاثة أخوة أبرياء، فقط لأن القانون العشائري يتيح ذلك!

ثم، في النهاية، تم حل الموضوع عشائريًا. هذه المرة، مثل سابق أخواتها. ولهذا كثرما نسمع جملة: ياما في السجن مظاليم، وَمِمَّا لا شك فيه أن هناك أعراف عشائرية كثيرة لها مظاليم، لها أول ولكن ليس لها آخر.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة؟
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة
- الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!
- المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكو ...
- عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنت ...
- المرأة العربية 9: علياء المهدي، كابوس مصر
- مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل
- باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
- المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - الشرطة العربية 3 : العرف العشائري أقوى من القانون المدني