أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح السروى - مصر : ضرورة اتخاذ موقف مستقل ازاء الأوضاع الاقليمية المعقدة















المزيد.....

مصر : ضرورة اتخاذ موقف مستقل ازاء الأوضاع الاقليمية المعقدة


صلاح السروى

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صلاح السروى
مصر : ضرورة اتخاذ مواقف مستقلة ازاء الأزمات الاقليمية المعقدة

يزداد التوتر وتتعقد الأوضاع فى معظم أرجاء المنطقة العربية بما يكاد يجعل منها منطقة حرب متعددة الأطراف, بامتياز لا تحسد عليه. فمن ناحية, هناك الأزمة السورية التى تتعدد فيها القوى المتصارعة على نحو يجعل الأمر مختلطا حتى على كثير ممن يمتهنون التحليل والعمل السياسى (وسوف نأتى على ذكر المسألة السورية بالتفصيل بعد قليل), ومن ناحية أخرى هناك الحرب التى لا تكاد تبدو لها نهاية فى كل من العراق واليمن وليبيا. وظهور تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) فى كل هذه البلدان بكل همجيته وتوحشه.
ولعل القاسم المشترك الأعظم بين كل هذه الساحات هو أن أحد طرفى الصراع هو القوى الامبريالية العالمية وعملاؤهم من دول الاقليم ومن ثم الجماعات الموالية لهم من الارهابيين المحليين والمجلوبين من الخارج تحت دعاوى الجهاد وما أشبه. والهدف المعلن من قبل كل هؤلاء هو تمكين الارهابيين من المتأسلمين (المعتدلين), بمسمياتهم المختلفة, من الهيمنة على مقدرات تلك البلدان.
ولعل النموذج السورى يمثل تلك الوضعية أصدق تمثيل. فالامبريالية المتمثلة فى دول حلف الناتو متحالفة مع قوى الرجعية العربية من دول الخليج وعلى رأسها السعودية من ناحية, وتركيا من ناحية أخرى, كل هؤلاء يدعمون الجماعات الارهابية المتمثلة فى داعش والنصرة وجيش الفتح .. وهلم جرا, من جماعات لاتخرج فى مجموعها عن تيارات الاسلام السياسى المتطرف والذى تم تجييش عناصره من كل بقاع الأرض تحت دعوى "الجهاد" ضد قوات الدولة السورية.
ان الهدف المعلن من قبل كل هؤلاء هو اسقاط النظام الحاكم فى سوريا. ومهما كانت ملاحظاتنا على هذا النظام وعلى ممارساته, فان اسقاط هذا النظام بأيدى القوى الامبريالية والرجعية العربية والاقليمية (تركيا), لن يؤدى الا الى تدمير الدولة السورية وتشتيت جيشها وتقسيم سوريا الى كانتونات عرقية ومذهبية متقاتلة الى مدى لايعلمه أحد. وهو ما سيمثل كرة الثلج التى ستتدحرج لتأخذ فى طريقها معظم بلدان المشرق العربى من لبنان والأردن والعراق وربما السعودية. ولقد لاحظنا ذلك فى ما يحدث يوميا من اقتتال بين الجماعات المسلحة وبعضها. ولعل هذا المصير هو المستهدف بالنسبة لكل البلدان العربية, مهما كان موقعها الجغرافى ومهما كانت ولاءاتها السياسية, وخرائط برنارد لويس ونظريات المحافظين الجدد وتصريحات مفكرى ومسئولى الأمن القومى الأمريكى والاسرائيلى خير شاهد على ذلك.
ان المستفيد الوحيد من كل ما يحدث فى مختلف البلدان العربية, محل الصراعات الحربية, هو العدو الصهيونى وأربابه من دول الغرب الامبريالى, فالنتيجة المنتظرة هى بروز اسرائيل باعتبارها الدولة الاقليمية الأقوى فى وسط من فتات الدويلات المنهكة المتقاتلة, وعندها يمكن تحقيق الحلم الصهيونى العتيد : "من النيل الى الفرات". وكذلك احكام قبضة الغرب الامبريالى على مقدرات المنطقة بدون مقاومة أو ممانعة, وبصورة كاملة, بغية التفرغ للمعركة الرئيسية القادمة وهى المعركة مع الشرق الآسييوى الصينى والروسى.
ولعل هذا التحليل هو ما يمكنه تفسير الحماس الروسى الصينى للوقوف بجانب الدولة السورية بكل هذه القوة.
وبالاضافة الى ذلك, فان روسيا تستشعر خطر هؤلاء الارهابيين الذين يشكل المنتمون منهم لدول الاتحاد السوفيتى القديم (من شيشان وداغستان وأوزبيك وطاجيك .. الخ) نسبة لابأس بها من مجموع المقاتلين الأجانب لدى كل من تنظيمى داعش والنصرة. وهو ما ينذر بخطر داهم عند عودتهم الى بلادهم بعد الفراغ من الساحة السورية, كما كان الأمر فى حروب سابقة كحرب البوسنة وكوسوفو وأفغانستان. فضلا عن أن تلك هى الفرصة الأخيرة للحفاظ على موطىء قدم للوجود الروسى فى المنطقة, بعد سقوط كل من صدام حسين والقذافى. والأمر نفسه ينطبق عل الصين التى يشارك عدد ليس قليلا من مواطنيها المنتسبين الى مسلمى الايجور الذين يشكلون احدى اقلياتها العرقية والدينية فى هذا القتال.. كما يعد فرصة مواتية لابرازوجه آخر للقوة الصينية البازغة (السياسية وربما العسكرية فى هذه المرة).
ومن ناحية أخرى توجد ايران وحزب الله فى قلب الحلف المدافع عن النظام السورى فى مواجهة الحلف الامبريالى الرجعى المذكور أعلاه. وذلك نظرا لكون النظام السورى يمثل الجسر الوحيد الذى تعبر عليه امدادات حزب الله القادمة من ايران, وكذلك لكونه أحد الداعمين الرئيسيين بذاته لهذا الحزب. فلو سقط هذا النظام فان حزب الله سيفقد حليفا عسكريا ولوجستيا لايمكن تعويضه, وعمقا استراتيجيا لابديل عنه, ومن هنا فان معركة حزب الله الى جانب النظام تعد معركة حياة أو موت بالنسبة له, حيث سيتحدد مصيره بصورة نهائية فى ضوء نتائجها. اضافة الى أن ايران بدعمها للنظام السورى فانها تحقق توسعا فى نفوذها الاقليمى على حساب قوى تمثل العدو السياسى والنقيض الطائفى والمنافس الاقليمى .. الخ, ألا وهى السعودية التى تستقوى بالغرب الامبريالى فى مواجهة ايران. وأظن أن السبب ذاته يوجد لدى السعودية وباقى بلدان الخليج بالنسبة لموقفهم من ايران, والذى يحدد موقفهم من النظام السورى. فضلا عن خضوعهم التقليدى لاملاءات الغرب.
ان الأزمة السورية بكل تداعياتها السياسية والعسكرية وتعقيدات القوى المشاركة فيها لتعد نموذجا لكل التعقيد الذى نراه فى باقى الأزمات العربية. وحاجة مصر الى الارتباط بعدد من الأطراف المتناقضة هو الذى يجعل الموقف المصرى مواربا وخجولا, ان لم نقل متخبطا, فمن ناحية تعد مصر حليفا للسعودية فى حربها على اليمن, بيد أنها لاتود التورط أو أن تستخدم وقودا للاطماع السعودية فى هذا البلد. ومن ناحية أخرى هى لاتتفق مع السياسة السعودية ازاء دمشق وليبيا, ولا تخفى سعيها نحو ايجاد حل يحول دون سقوط النظام الذى سيؤدى بالحتم الى انهيار الجيش والدولة فى سوريا, وهو ما يخل بالمصالح الاستراتيجية المصرية والتوازن النسبى فى علاقات القوى داخل الاقليم (فيما يتعلق بالقوة الاسرائيلية), كذلك الأمر بالنسبة للوضع الليبى, كما سبق الايضاح. وهى من ناحية ثالثة لاتريد فض ارتباطها مع السعودية نظرا لحاجتها لدعمها المالى المتواصل وربما لموقفها فى مواجهة محاولات التزعم الايرانى لبلدان المنطقة, بما يؤثر على تصور مصر لدورها المقبل.
ويترافق ذلك كله مع نذر انتفاضة فلسطينية فى مناطق الضفة الغربية والقدس, نظرا لتصاعد الاجراءات العدوانية الصهيونية تجاه المسجد الأقصى وتعاظم النشاط الاستيطانى ومصادرة الأراضى .. الخ. بينما لاتريد القيادة المصرية التصعيد مع اسرائيل نظرا لوضع قواتها فى سيناء وحاجتها للاستقرار والاستثمار واستمرار الدعم الغربى على أصعدة متعددة, وفى الآن نفسه فانها لاتريد ابراز أى موقف عدائى تجاه تطور موقف الحليفين الروسى والصينى فى المنطقة, بل ربما كانت مرحبة بهذا التطور.
ان هذا الاتساع والتعقد فى رقعة القضايا وتشابك أطرافها على مستوى الاقليم انما تتطلب ضرورة التضحية ببعض المكاسب الوقتية, مهما كانت ملحة, لصالح المكاسب الاستراتيجية الكبرى التى لايمكن التخلى عنها. فلابد لمصر أن تقف بوضوح فى خندق العداء الواضح للمخططات الامبريالية والرجعية والارهابية وأن تعتبر نفسها ضمن الحلف المعادى لهم, وذلك حفاظا على الأمن القومى المصرى وضمان هزيمة هذه المخططات التى لن تكون مصر بمنأى عن تهديداتها. هذا اذا كانت قد خرجت حقيقة من ربقة التبعية التى تم تكبيلها بها فى اتفاقية العار فى كامب ديفيد.



#صلاح_السروى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة يناير درة العقد فى مدرسة الاحتجاج المصرية
- ماذا تبقى من طه حسين؟
- جريمة كنيسة الوراق - الدلالات والأهداف
- ثورة الثلاثين من يونيو - الواقع والتحديات
- الانتفاضة المدنية المتواصلة خطوة على طريق انقاذ الثورة
- المسار السياسى والمسار الثورى - علاقة جدلية
- السقوط الوشيك لتيار الاسلام السياسى فى مصر
- مأزق الثورة المصرية ومهمات الانقاذ
- البرلمان آخر ورقة فى يد الثورة المضادة
- ابراهيم أصلان - بساطة الأعماق
- صعود الاسلام السياسى - الأسباب والنتائج
- خيرى شلبى سارق الفرح
- الشيوعيون المصريون بين ثورتين
- الاسلام السياسى ومصير الثورة فى مصر
- نحو نهضة حقيقية لليسار العربى
- المثاقفة وسؤال الهوية - مساهمة فى نظرية الأدب المقارن
- الشاعر والشيخ والعدو
- الشاعر والشيخ والأعداء
- الأنواع الأدبية العابرة للنوع وقانون تطور النوع الأدبى
- تطور الرؤية النقدية عند محمود أمين العالم


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح السروى - مصر : ضرورة اتخاذ موقف مستقل ازاء الأوضاع الاقليمية المعقدة