أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - محاولة فاشلة وخطأ في القراءة















المزيد.....

محاولة فاشلة وخطأ في القراءة


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلي من تسرعوا عند مجرد أن تم الإعلان عن استيلاء الجيش التركي علي السلطة واعتبروا أن أردوغان قد انتهي للأبد

لماذا لم نلتفت إلي الآتي :

أولاً : أن الجيش التركي مختلف تماماً عن الجيش المصري وكذلك فتجربة أردوغان وحزبه في تركيا مختلفة تماماً عن تجربه الإخوان المسلمين وحلفائهم في الحكم
وعلاقة الجيش التركي بالشعب التركي مختلفة تماماً عن علاقة الشعب المصري بجيشه

وبالتالي فإن تسرع البعض تلبيس 30 يونيو المصرية علي الواقع التركي مدفوعاً بتمنيات مسبقة بسقوط أردوغان حليف الإخوان المسلمين وداعم عصابات الإرهاب المتأسلم في سوريا والمتآمر علي الأمن القومي لأربع دول عربية
كان ذلك خطأً في التحليل يجب التعلم منه لأن التحليل السياسي لايبني علي التمنيات والرغبات المسبقة وإنما يبني علي رصد الواقع وعلاقاته وإدراك الدوافع والنوازع الكامنة وراء محركاته بهدف الوقوف علي إجابات أقرب للموضوعية للأسئلة التي يطرحها هذا الواقع عبر أحداثه بحيث تصبح أساساً تنبني عليه رؤيتنا للأحداث ومدلولاتها وينبني عليه الموقف الذي ينبغي اتخاذه

ثانياً : ونحن نتمثل الحالة المصرية في الحالة التركية أثناء متابعة الحدث التركي لم نقف علي حقيقة وغفل بعضنا وتغافل الآخر عن أن الذي تحرك لإسقاط أردوغان ليس هو الجيش التركي وإنما هو قسم من داخل الجيش التركي وأن أغلب قيادات أركان الجيش لم تكن مع التحرك لإسقاط أردوغان
كذلك فإن غالب أجهزة الدولة التركية لم يكن يساند هذا التحرك بل علي العكس دخل جهاز الشرطة والأمن مع فروع كاملة من الجيش التركي علي خط المواجهة لصالح أردوغان بل أن هناك تقارير حول أن غالب قيادات أركان الجيش لم تكن مشاركة في الإنقلاب وأن غالبية قيادات محاولة الإنقلاب الفاشلة كانت من قيادات الصف الثاني للجيش

وغاب عن البصيرة أن هذا التحرك لم يسبقه أو يواكبه أي تحرك شعبي داعم له سوي مظاهرة محدودة مؤيدة أبرزها الإعلام المصري المفتقر بطبيعته لأدوات العرض الموضوعي علي أن الشعب التركي خرج ليبتهج بسقوط أردوغان وتولي الجيش السلطة

بينما لم نشهد خلال الفترة القريبة الماضية أية تحركات شعبية أو سياسية تركية تطالب بضرورة تدخل الجيش لإسقاط أردوغان رغم وجود معارضة سياسية غير هينة له ولحزبه عكس الحالة المصرية التي سبقت 30 يونيو 2013 والتي كانت تشهد هتافات ملايين المصريين التي نزلت إلي الميادين ضد الإخوان المسلمين وكانت تطالب الجيش بالتدخل لمساندة إرادة الشعب في اسقاط الأخوان
لم نسمع في تركيا أحد يهتف
- واحد إتنين الجيش التركي فين
بينما نحن جميعاً نتذكر الهتافات الشهيرة
- واحد إتنين الجيش المصري فين
- الجيش والشعب إيد واحده
تلك هي الحالة المصرية في 30 يونيو 2013
في حين أن الغالبية الساحقة من الشعب التركي في الحالة التركية 15 يوليو 2016 وبغض النظر عن موقفها الرافض أو المؤيد لأردوغان كانت ترفض فكرة استيلاء الجيش علي السلطة لإن هناك تاريخ من الخبرات الأليمة لدي الشعب التركي من سلسلة الإنقلابات العسكرية التي كانت تعصف باستقراره وأمنه وحقوقه السياسية والإنسانية في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لما تركته من ذكريات مؤلمة عبر انتهاكاتها للحريات وسلطويتها الشديدة وانحيازاتها الإقتصادية الإجتماعية المفقرة والمدمرة للشعب التركي

فضلاً عن أن غالب هذه الإنقلابات كان يتم تدبيرها داخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وكانت تنجح بدعم وتأييد وتشجيع ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية والقوي الإستعمارية في أوربا

ثالثاً : عندما استلهمنا تاريخ الحالة التركية وتاريخ الإنقلابات العسكرية لم ندرك الفوارق بين ما كان في الماضي وما هو كائن

فالجيش التركي كان في السابق يستولي علي السلطة بموجب نص دستوري يتيح له الشرعية القانونية للقيام بذلك باعتباره واجباً لحماية الجمهورية التركية

ونسينا أن هذا النص قد نجح أردوغان في إلغائه في عام 2010 وأنه لم يعد هناك أي غطاء قانوني أو أي غطاء من الشرعية يتيح له (أي للجيش التركي) التحرك ضد السلطة

كذلك نسينا أن أردوغان قد قام طوال سنوات حكمه بالعمل علي إزالة العقبات التي تقف ضد تمكين حزبه من مفاصل الدولة التركية بشكل تدريجي ممنهج ومحسوب نجح من خلاله في أن يسدد ضربات مؤثرة ومتلاحقة لقيادات الجيش التركي (الأتاتوركية) وأن يضعف من قدرة الجيش علي التأثير ويقوم بتحييد دوره في الحياة السياسية التركية عبر الإطاحة الممنهجة ببعض جنرالاته الكبار وإحلال أنصاره ورجاله داخل الجيش لدرجة أنه جعله جيش بلا أي أسنان سياسية

رابعاً : أن الإشارات الأولي لموقف الولايات المتحدة الأمريكية كانت تستبعد فكرة أن تقوم الإدارة الأمريكية بتأييد الإنقلاب أو حتي بإرسال إشارات مشجعة له بل علي العكس فالدلائل الواضحة كانت تشير إلي عدم وجود ترحيب أمريكي بالإنقلاب

وتركيا كما أسلفنا في السابق عضو في حلف الناتو وهو عضو أكتسب أهمية جيوسياسية ولوجوستية كبري سواء عبر الأحداث والحروب المؤثرة التي مرت خلال مايسمي بالحرب الباردة أو في التاريخ القريب والقريب جداً في فترة ماسمي بالربيع العربي
لذلك لايمكن تصور أن تنفرد أية أطراف داخل التركيبة السياسية للنظام التركي بتقرير مستقبل تركيا بعيداً عن مصالح وحسابات أمريكا وحلفائها في الناتو

وربما قد تكشف الأيام القادمة عن حقائق التحركات الأمريكية الفعلية من وراء الستار ودورها الذي لايمكن تصور بعده عن مطبخ الأحداث الجارية في تركيا الحليف الاستراتيجي الذي تقع علي أرضه أهم القواعد العسكرية الأمريكية وأكثرها حيوية علي الإطلاق

في تركيا نجحت كل الإنقلابات السابقة لأنها حصلت علي الموافقة الأمريكية مسبقاً وأي انقلاب أو تحرك من الجيش التركي دونما ترحيب أمريكي به هو محكوم عليه بالفشل مقدماً
طالما كانت هناك قواعد أمريكيه علي الأراضي التركية وطالما ظلت تركيا القاعدة الإستراتيجية الأهم لحلف الناتو

حمدي عبد العزيز
18 يوليو 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد تشيلكوت ؟
- دماء علي أعتاب عيد الفطر
- محاولة لقراءة الموقف التركي
- حديث المراجعات مرة أخري
- ياله من عالم ثري
- فهل أنا مخطئ ؟
- ياسيد نيوتن.. كان غيرك أشطر
- حديث السلام الدافئ
- مبادرة تأسيس فاشية جديدة
- في المشمش
- خطوات عاجلة لمعالجة مشكلات الإنتاج الزراعى
- في ذكرى ضحايا الفاشية التركية
- تدوينة 24 إبريل 2016
- هيكل أسطورة الصحافة وثعلبها السياسي
- قيمة ابن إياس الهائلة
- فى مديح طبق الفول الصباحى
- ملاحظات شخصية فى مسألة الجزيرتين
- أوراق بنما وعصا المايسترو
- عن جمال عبد الناصر
- أمجاد لطبق الفول الصباحي


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - محاولة فاشلة وخطأ في القراءة