أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية














المزيد.....

تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا أحد يمكن أن يختلف في توصيف ما حدث في تركيا بأنه كارثة كبرى، بل زلزال رهيب، ستكون له ارتدادات قوية داخليا وخارجيا، حيث يعيد للأذهان "عصر الانقلابات" الذي ظن كثيرون أنه ولى ولن يعود لهذا البلد الكبير المرتبط بشبكات مصالح قوية على المستوى الإقليمي والدولي، والذي يسعى بكل ما أوتى من قوة عبر سنوات ممتدة للانضمام للنادي الأوروبي.
والمحاولة الانقلابية في تركيا، رغم فشلها ألا أنها مؤشر واضح علي هشاشة النظام التركي وديمقراطيته الضعيفة ووجود خلل في موازين القوى داخل المجتمع التركي وصراع محموم بين مؤسسات الدولة المختلفة السياسية والعسكرية، ولا شك أن تلك المحاولة ستترك آثار خطيرة علي الواقع السياسي التركي محليا وإقليميا ودوليا، ففكرة هيمنة الرجل الواحد الذي يتصور انه طالما يمتلك جماهير بمقدوره أن يحدث تغييرات عميقة في بنية النظام ويخضع كل المؤسسات لرؤيته وتصرفه، انتهت بلا رجعة، ومن الواضح أن اردوغان في اتصالات اللحظات الأخيرة مع الأمريكان عاد للسلطة بتنازلات كبيرة للجنرالات وبصيغة تلجم طموحاته الإمبراطورية، فضلا عن أن تسويق النموذج التركي كموديل قابل للتطبيق في دول الإقليم والمجتمعات الإسلامية بات محل شك كبير، ويبدو أنه انهار تماما، ومعه صورة تركيا البراقة، رغم نجاحاته الاقتصادية وارتفاع مستوى معيشة المواطنين، إلا انه كان على قاعدة ديمقراطية هزيلة قابلة للانقضاض عليها في أي وقت، ثم أن الحلم التوسعي التركي في العراق وسوريا سيتراجع كثيرا، وان كان سيظل موجودا في الخلفية حيث يتشارك فيه كل الأتراك سواء علمانيين أو إسلاميين، عسكر أو مدنيين، من زوايا جيواستراتيجية واقتصادية.
وتراجع النفوذ التركي الإقليمي بلاشك سيضعف أوراق لعبها مع الاتحاد الأوروبي وربما الولايات المتحدة، وهو ما قد يصب ايجابيا في حلحة الملف السوري وانحسار "ظاهرة داعش"، خاصة بعد تورط أنقرة بكل ثقلها في دعم المعارضة السياسية والمسلحة وتسهيل عبور العصابات المسلحة الإسلامية من زوايا مصلحية، وأيضا عقائدية ونكاية في النظام السوري ومحاولة إسقاطه بالقوة.
ولاشك أن سقوط قتلى بالمئات وربما بالآلاف سيترك جرحا عميقا في الشارع التركي، بين الموالين والمعارضين للنظام التركي، وأيضا بين قطاعات من الشعب والجيش، وحالة ثأرية بين الشرطة والاستخبارات من جهة، والجيش من جهة أخري، حيث ساعدت الأجهزة الأمنية بانحيازها لاردوغان على إفشال المحاولة الانقلابية بالقوة.
ومعالجة كل هذه التداعيات سيحتاج أشهر، وربما سنوات، ما سوف يجعل تركيا تنكفئ على حالها، خاصة أن ثمة فاتورة اقتصادية كذلك لهذه المحاولة، خاصة على صعيد السياحة والتجارة والحركة من وإلي تركيا ولو في المدى المنظور، حيث ستخضع تركيا من الآن ولوقت ليس بالقصير لتصنيف دولة غير مستقرة.
فالدولة التركية بكل مكوناتها بعد15يوليو ليست كما كانت قبلها، رغم أن هذا الزلزال الرهيب سبقته خلال السنوات الأخيرة مقدمات وأزمات كادت تعصف بالوضع كله، وترشح توقعات بمثل هذا الحدث الخطير.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الصحفيين والتلاعب الأمني المفضوح
- حلب و-بروباجندا الاستخبارات- الشريرة
- زيارة البابا -التطبيعية- وتحليل المحرم وطنيا
- ذاكرة عائشة المغربي المثقوبة في -يحدث-
- -وأرقص-.. ومضات سيرة ذاتية تداعب الحياة
- قصيدة -إنها الأربعون- لمحمود عبد الرحيم
- مرة أخرى..-لاتصالح-
- بي بي سي وتحيزاتها ل-ملكية مصر-
- حين يكون الاحتجاج وطنيا.. لا طائفيا
- كذب أبيض غير ثوري
- -دعاية الجنرال- والفرح الكاذب
- -الصعلوك-.. فنتازيا شعبية تنتصر للمهمشين
- -قانون الإرهاب-..إستكمال مهمة القمع ومصادرة الحريات
- حتمية نزع -الغطاء الشعبي- عن الجنرالات والإخوان
- محاكمات لتصفية الحسابات .. لا لإجلاء الحقائق
- -مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية
- كشف حساب عامين من حكم -جنرال مبارك-
- مصالح السلطة ومصالح الشعوب والمكايدة السياسية
- -النكبة-:إحياء الذاكرة وإلاصرار على التحرير
- طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية