أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟














المزيد.....

من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعتاد ان يؤكد الجميع بأن المسؤول الأول عن ضحايا الكرادة الشرقية ببغداد وضحايا عموم العراق، سواء أكانوا شهداء أبرياء، أم جرحى ومعوقين، نرجو لهم الشفاء العاجل، هم الإرهابيون الداعشيون القتلة. ولأول وهلة يبدو وكأن التشخيص صحيح، ولا لبس فيه! وواقع من الشهداء والجرحى والمعوقين الذين يسقطون يومياً، وعن الخراب الواسع والدمار الجاري بالعراق منذ سنوات؟ علينا أن نجيب عن هذا السؤال بصدق وبكل شفافية ووضوح.
إن المسؤول الأول عن كل الجرائم التي ترتكب بالعراق، ومنذ سنوات، هو النظام السياسي الطائفي الرث والمتشدد السائد بالعراق، إنها الحكومة العراقية القائمة على المحاصصة الطائفية منذ قيام مجلس الحكم الموقت حتى الآن، إنها الأحزاب السياسية الإسلامية والقومية التي تقود أو تشارك في هذه الحكومة المشوهة منذ أول حكومة في العام 2005، إنها الشخصيات السياسية الرثة التي شاركت وباركت وتبارك وجود حكومة طائفية ومحاصصة ارتكب ويرتكب فيه من جرائم وآثام بحق الشعب العراقي.
والسؤال المشروع هنا هو: لِمَاذا هذا التشخيص للحالة العراقية؟ اليكم باختصار رؤيتي لهذا الموضوع الحساس والمهم، والتي لم ولن أكف عن تأكيدها، إذ أنها تشكل جوهر المأساة والمهزلة الجارية بالعراق منذ نيف وعقد من السنين.
العراقيات والعراقيون، وكذا الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، يدركون بأن القوى الإرهابية كلها، سواء أكانت القاعدة، أم الميلشيات الطائفية المسلحة السنية الأخرى أم الشيعية، لم تنشأ إلا لغرض القتل والتخريب والتدمير وإشاعة الفوضى في كل مكان، وبالتالي فأن مهمتها الأولى والأخيرة هي القتل على أوسع نطاق ممكن، وهو التخريب والتدمير الشاملين. وإن لم يمارسوا ذلك، عندها ينتفي وجودهم بالعراق أو بغير العراق. إنها المهمة الأولى والأخيرة لهذه القوى المجرمة التي تجد الدعم والتأييد داخلياً وإقليمياً ودولياً بصورة كثيرة ولأغراض عديدة. وهي تعمل على استثمار كل ثغرة ممكنة لتنفذ منها وتمارس مهمتها، مهمة القتل التي جاءت من أجلها. والنظام السياسي الطائفي القائم بالعراق يفتح للقوى المجرمة، بوجوده الطائفي أصلاً وبسياساته وإجراءاته وعلاقاته الداخلية والخارجية وفساده السائد، ألف ثغرة وثغرة لتنفذ منها وتمارس مهمتها الشائنة.
إن المهمة المركزية والرئيسية لأي نظام سياسي بالعالم هي حماية المواطنات والمواطنين من كل الأخطار المحتملة. فهل استطاع النظام السياسي الطائفي القائم الشعب العراقي من شرور هذه العصابات الإجرامية المتوحشة؟ كل الدلائل التي يقدمها الوضع بالعراق، منذ قيام أول حكومة عراقية بعد سقوط الدكتاتورية البعثية الغاشمة حتى الآن، تؤكد بأن هذه الحكومات عجزت كلية عن حماية الشعب العراقي، بل وفرطت باستقلال البلاد وسيادته وسمحت للغزاة الجدد باحتلال جزء من العراق وممارسة الإبادة الجماعية ضد سكانه، لأنها كانت مشغولة بالحفاظ على وجودها في السلطة بغض النظر عما يحدث للشعب الجريح والمستباح، ولأنها كانت مشغولة بصراعاتها الداخلية على السلطة والمال والنفوذ، ولأنها كانت لاهية بنهب خيرات البلاد وتجويع الشعب وإذلاله. فالجريمة ما كان لها أن تنجح وتحقق أهدافها، لو كان النظام السياسي قادراً على مواجهة المجرمين ومنعهم من ارتكاب جرائمهم يومياً بقتل مئات آلاف العراقيات والعراقيين خلال الفترة المنصرمة.
هكذا يفترض أن ننظر إلى الحالة العراقية، وهكذا تنهض أمام المجتمع العراقي مهمة تغيير هذا النظام والبدء بإصلاح سياساته وإجراءاته وعلاقاته الداخلية والخارجية، وخاصة علاقاته مع المجتمع، والكادحين منهم على وجه الخصوص. فالعراق بحاجة إلى دولة مدنية وليس دولة دينية، والعراق بحاجة إلى نظام سياسي مدني علماني، وليس إلى نظام رث يدمج الدين بالدولة والسياسة، ويمارس التمييز بين اتباع الديانات والمذاهب وبين القوميات وبين الاتجاهات الفكرية والسياسية، ويميز بين المواطنين والمواطنات على أساس هوياتهم الفرعية القاتلة، ويدوس بأقدامه على هوية المواطنة العراقية الموحدة والمتساوية والمشتركة، العراق بحاجة إلى نظام سياسي نظيف وأمين وليس إبلى نظام فاسدٍ ومفسدٍ وتابعٍ لأجندات خارجية بعيدة عن الأجندة الوطنية العراقية ومناهضة لها.
إن على الحراك الشعبي المدني أن يواصل تظاهراته ومطالبه المشروعة والعادلة في التغيير وفي ممارسة الإصلاح الجذري لكل ما هو سائد وفاسد اليوم في السلطات الثلاث وفي جميع مؤسسات المجتمع، وإن مطالبة الحكومة الطائفية بإيقاف هذه التظاهرات ليست سوى استجابة للقوى المناهضة للتغيير والإصلاح الجذري التي تقود الحكومة عملياً.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!
- الفقر والجهل والمرض منتجات اللاديمقراطية والاستبداد!
- في انتظار رد الشعب على بيع مصر
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!
- الآراء والمواقف المتباينة إزاء الأوضاع بإقليم كردستان العراق ...
- هل الرئيس التركي يسارع الخُطى نح استكمال بناء الدولة المستبد ...
- فشل الدولة الرثة ونظامها السياسي الطائفي الرث!
- معتقلو وسجناء العراق: من يدافع عن حقوقهم المغتصبة؟
- رسالة نداء للعراقيات والعراقيين ببرلين
- الطائفية القائمة بالعراق سادية المنهج والممارسة.... فإلى أين ...
- ما الهدف وراء مناورات النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟
- من تسبب بسيول الدماء والخراب والبؤس بالعراق؟
- أفكار للمناقشة: مفهوم الأصولية والإصوليات الإسلامية
- صراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية الطائفية!
- الكرد الفيلية ومعاناتهم بالعراق، وطنهم الأصلي
- الحراك المدني والجماهيري: إصلاح شكلي أم تغيير جذري؟
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟