أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - جرائم قطع الرؤوس عبر التأريخ –دعاية ام انتقام ام تفاخرام بصمة لتحقيق الاجرام؟!















المزيد.....


جرائم قطع الرؤوس عبر التأريخ –دعاية ام انتقام ام تفاخرام بصمة لتحقيق الاجرام؟!


كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكد تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" أن تنظيم داعش يجبر مجموعة من الصبية من الطائفة الإيزيدية على اعتناق الإسلام، فضلا عن تدريبهم على قطع الرؤوس باستخدام الدمى.وجاءت القصة على لسان الصبي الذي أطلق عليه اسم يحيى الإيزيدي لوكالة "أسوشيتد برس"، بعد فراره من قبضة "داعش" رفقة شقيقه في مارس الماضي، حيث قال: "بعد أن دخل داعش إلى قريتنا قام عناصره بذبح وقتل الرجال، أما النساء والصبية فقد تم استبعادهم من القتل".وأضاف: "مصير الصبية كان مختلفا، فقد تم أخذي أنا وشقيقي وثمانية آخرين لمعسكر تدريب في مدينة الرقة السورية، وأجبرنا على اعتناق الإسلام، وجرت محاولة تحويلنا إلى مقاتلين متطرفين".
يحيى البالغ من العمر ١٤ عاما، والذي قضى خمسة أشهر في معسكر داعشي يدعى "معسكر الفاروق للأشبال" في مدينة الرقة، روى بالتفصيل كيفية تدريب أعضاء التنظيم للفتيان على قطع الرؤوس قائلاً: كانوا يحضرون إلينا دمى ويقومون بتدريبنا على كيفية إمساك السيف وقطع الرؤوس". وتابع: "لم أتمكن في البداية من فعل ذلك في المرة الأولى والثانية، لكنهم قاموا بتعليمي كيفية إمساك السيف وقطع الرأس، وقالوا لي إنها رؤوس الكفار، وكانوا يهددوننا بالقتل إن لم نقم بذلك".ويشير التقرير إلى أن مثل هذه العمليات التي يقوم بها التنظيم "الإرهابي" تمثل جزءاً من سعيه المستمر لبناء جيل جديد من الإرهابيين، لا تعرف الرحمة مكانا في قلوبهم.ويستخدم تنظيم داعش الأطفال في تنفيذ عمليات إعدام وذبح في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، حيث ظهر الأسبوع الماضي في شريط فيديو أحد الصبية يذبح جنديا سوريا على مرأى من أحد أعضاء التنظيم، فيما أظهر فيديو آخر 25 صبيا يطلقون النار على رؤوس 25 جنديا سوريا مكتوفي الأيدي.جدير بالذكر أن ما لا يقل عن 1100 طفل سوري دون الـ16 عاما، انضموا إلى صفوف داعش هذا العام، بحسب ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اهداف استراتيجية قطع الرؤوس:يقول تقرير نشره موقع بوليتيكيو الالكتروني بما يلي:ليست داعش هي أول قاطعي الرؤوس عبر التاريخ!
قبل يونيو/ حزيران عام 2014، كان معظم الأمريكيين لا يعرفون “الدولة الإسلامية”. وقد سيطرت الجماعة، والمعروفة أيضاً باسم “داعش”، على الأخبار الدولية، بعد استيلائها على الموصل والعديد من المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق وسوريا هذا الصيف.ووصلت سمعة داعش السيئة إلى مستويات قياسية في شهر أغسطس، بعد قطعها رؤوس الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي، وستيفن سوتلوف، وموظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز. ويوم الجمعة، قطع التنظيم رأس عامل إغاثة بريطاني آخر، وهو آلان هينينج، وهدد بقتل عامل إغاثة أمريكي هو بيتر كاسيج، والذي كان حارساً سابقاً في الجيش الأمريكي.وأثارت هذه الأفعال استجابة كبيرة، وحصلت على اهتمام غير عادي. حيث إنه كان هناك عدد أكبر من الأمريكيين الذين عرفوا بقطع رأس فولي “من معرفتهم بأي حدث إخباري رئيس آخر خلال السنوات الخمس الماضية”، وفقاً لاستطلاع إن بي سي نيوز وصحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً.وأظهرت استطلاعات الرأي في سبتمبر أن 60 في المئة من الأمريكيين يؤيدون الآن العمل العسكري في العراق وسوريا، بعد أن كانت هذه النسبة تتراوح بين 36 إلى 39 في المئة في أواخر يونيو/ حزيران. مقتل هؤلاء الأشخاص الأربعة قد تسبب بكل تأكيد بالانزعاج العميق بين الشعب والحكومة على حد سواء في أمريكا.وقد أدى هذا العنف المروع أيضاً إلى افتراضات حول الدوافع خلف قطع الرؤوس، واستراتيجية المجموعة ككل. وكانت هذه الافتراضات ببساطة غير صحيحة. المفهوم الخاطئ الشائع هو أن قطع الرؤوس هذا يهدف فقط لتخويف الغرب.
ولكن، وعلى العكس من ذلك، قطع الرؤوس هو استراتيجية استخدمت بنجاح في عام 2004 من قبل أبي مصعب الزرقاوي، وهو مؤسس تنظيم القاعدة في العراق. حيث ذبح الزرقاوي الأمريكي نيك بيرج، من آجل تحسين جهود التجنيد، وبناء القوة العسكرية، لمحاربة أعدائه في العراق وسوريا.تحتاج داعش إلى الحصول على دفعات كبيرة من المقاتلين الجدد للبناء على قوتها الحالية، والتي تتكون من حوالي 30 ألف مقاتل على الأكثر. هذا العدد أقل بكثير من المقاتلين في صفوف أي من قوات الخصوم، مثل مقاتلي البيشمركة الكردية، القوات الحكومية العراقية أو السورية، وحتى المنافسين المحتملين في القبائل السنية. ببساطة، داعش محاطة من قبل الأعداء الذين يتمتعون بقوة قتالية أكبر، ولذا فهي تحتاج إلى أن تنمو قوتها العسكرية بسرعة لخلق دولة إسلامية سنية داخل العراق وسوريا.
فلماذا قطع الرؤوس إذاً؟الجواب في كلمة واحدة، هو: الدعاية.الهدف هو زيادة التعريف بالجماعة كأكبر منافس لأعداء الإسلام المفترضين. هذا يسمح لداعش بالاستفادة من مجموعة أكبر بكثير من المجندين، ممن لديهم الكثير من المشاعر المعادية لأمريكا، وهي القوة التي تحتاجها داعش لخوض معاركها المحلية، ومحاولة إقامة دولتها كحكم أمر واقع.نعم، قطع الرؤوس يعني تحدي وتخويف الجمهور الغربي، ولكن هذا المكسب هو شيء ثانوي بالنسبة لداعش، التي لا يزال تركيزها منصباً على هزيمة الأعداء القريبين من مواقعها.وهناك مزيد من الأدلة التي تدعم الزعم بأن داعش تخصص مواردها لإنجاز هدف إقليمي، وليس عالمياً. فمثلاً، قامت داعش بتنفيذ أكثر من 100 هجوم انتحاري، وكلها في العراق وسوريا ولبنان. ومع ما يصل إلى 30 ألف مقاتل، بما في ذلك ما يقدر بنحو ألفين من الغربيين، لدى المجموعة الكثير من القدرة على قتل المدنيين الغربيين.إلا أنه، ورغم ذلك، وحتى أواخر شهر أغسطس، كانت الولايات المتحدة لا تزال “تجهل وجود أي تهديدات ذات مصداقية ضد الوطن”. وبالإضافة إلى ذلك، تظهر أشرطة فيديو داعش لقطات للمقاتلين الغربيين وهم يقومون بحرق جوازات سفرهم قبل تنفيذ العمليات التي تؤدي إلى وفاتهم في العراق أو سوريا.
ولهذا، لا يبدو أبداً أن داعش خططت لعودة هؤلاء المقاتلين إلى الغرب من أجل تنفيذ أعمال عنف، وبدلاً من ذلك، أرادت المجموعة الاستفادة منهم فقط على خطوط الجبهة العراقية والسورية. والواقع يقول أيضاً أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي هو أكثر قلقاً من قيام خلية صغيرة للقاعدة، وتدعى “مجموعة خراسان”، بشن هجمات ضد الغرب، مما هو عليه حيال داعش.ومع أخذ ما سبق في الاعتبار، ينبغي أن تكون الولايات المتحدة حريصة على عدم المبالغة في ردة الفعل. لقد استخدم الرئيس أوباما الاستراتيجية الصحيحة، والتي تميل إلى تعبئة جهود الضربات الجوية والمقاتلين المحليين غير الأمريكيين لمواجهة تهديد داعش. موجة كبيرة من الغارات الجوية أو استخدامات ثقيلة أخرى للقوة من المرجح أن تتسبب بقتل المدنيين الأبرياء عن طريق الخطأ، وبالتالي تغذية المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وهي المشاعر التي تسعى داعش لزراعتها واستغلالها.
إذا تمكنت للولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون من ضرب أهداف مختارة بعناية من الجو، مع تمكين الجماعات السنية المحلية المعارضة لداعش على الأرض، فإن هذه الاستراتيجية من المرجح أن تدق إسفيناً بين الجماعة ومركز ثقلها في المجتمع السني. وهذه هي الاستراتيجية التي استخدمتها الولايات المتحدة بنجاح في عام 2006 في محافظة الأنبار في العراق، وشلت من خلالها فعالية تنظيم القاعدة في العراق.إن أي مبالغة في الاستراتيجية الأمريكية سوف تكون مدمرة، ولا سيما بالنظر إلى المؤشرات القوية المتوافرة حول رفض المسلمين لتكتيكات داعش. المشاعر المعادية بين المسلمين لهذا التنظيم لم تنمُ في الغرب فقط، بل وبين القبائل السنية المحلية أيضاً بعد شهور من سوء المعاملة، وحتى إن بعضها بدأ التحرك عسكرياً ضد الجماعة، تماماً كما تأمل الولايات المتحدة. ومما يثير السخرية هنا، هو أن استراتيجية داعش بقطع الرؤوس تحولت من أسلوب دعاية، كما أرادها التنظيم، إلى عامل يزرع بذور فناء هذا التنظيم.وقد قيل لنا في الغرب إن داعش هي مجموعة إرهابية دينية عازمة على مهاجمة المدنيين الغربيين كأمر في قمة أولوياتها، وإن المجموعة تجند مقاتلين أجانب من دول غربية وغيرها، لكي توظف هؤلاء الأعضاء الجدد في قتل المدنيين في البلدان المرتدة، مثل الولايات المتحدة.
والبعض يشير إلى داعش على أنها “شريرة” و”برابرة” على استعداد لارتكاب العنف العشوائي ضد الأبرياء. وأدى استخدام اللغة الأدبية، مثل “الخير ضد الشر”، إلى تغذية سوء الفهم الشائع بالفعل في الولايات المتحدة حول الدين والعنف، مع 42 في المئة من الأمريكيين في عام 2013 اعتقدوا بأن الدين الإسلامي “أكثر تشجيعاً من غيره على ارتكاب العنف”.ولكن، توجد هناك مشكلة واحدة فقط مع هذا النوع من التفكير، وهي أنه لا يوجد إلا القليل من الأدلة الثمينة حول أن الدوافع الدينية هي من توجه المنطق الاستراتيجي لعنف داعش.لأكثر من عقد من الزمن، استطلع مشروع شيكاغو للأمن والإرهاب (CPOST) جميع الهجمات الانتحارية المعروفة في جميع أنحاء العالم منذ 1982، بما في ذلك الهجمات التي وقعت في أفغانستان، الهند، العراق، إسرائيل، لبنان، باكستان، روسيا، الصومال، سريلانكا، سوريا، تركيا، أوزبكستان، وغيرها.وكان هذا البحث وسيلة هامة لقياس دوافع الجماعات التي تقوم بالعمليات الانتحارية وسلوكها، وقد أدى إلى استنتاج واضح، وهو أن الدوافع والظروف الرئيسة المحيطة تقريباً بكل حالات الهجمات الانتحارية هي سياسية في طبيعتها، حتى بالنسبة للجماعات الدينية المسلحة، مثل داعش.
وإذاً.. ما هو الهدف السياسي لداعش؟كمجموعة سنية متشددة، تسعى داعش في المقام الأول لتأسيس سيادتها بحكم الأمر الواقع على أهل السنة في العراق وسوريا. ولتحقيق ذلك، تحاول المجموعة هزيمة الشيعة بقيادة الحكومتين العراقية والسورية، والذين يدعون السيادة على الأراضي السنية، وإنهاء ما تعتقد بأنه احتلال غير شرعي للأراضي السنية.ولذلك، تهاجم داعش أهدافاً تسيطر عليها هذه الحكومات الشيعية، مثل مراكز الشرطة والقواعد العسكرية، وتحاول السيطرة على الموارد، مثل المياه والنفط؛ لأنها تعزز من إمكانياتها لإقامة دولتها.
هل ظاهرة تقطيع الرؤوس ظاهرة تفردت بها “داعش” أم أن التأريخ مليء بالشواهد المشابهة؟هذا ما تطرق إليه الكاتب آدم ليرنر في نفس الصحيفة تحت عنوان: “كيف استخدمت استراتيجية قطع الرؤوس سياسياً عبر التاريخ”؟ فكتب:لقد صدمت “الدولة الإسلامية” العالم من خلال قيامها بقطع رؤوس اثنين من الصحفيين الأمريكيين، واثنين من العمال البريطانيين في مجال الإغاثة، وعدد غير معروف من الجنود السوريين. ولكن الجماعة الإرهابية هي ليست بأي حال من الأحوال أول من يوظف استراتيجية قطع الرؤوس أمام أعين العامة لأغراض سياسية.
القديس يوحنا المعمدان---بحسب التقليد المسيحي، قطع هيرود الثاني رأس الواعظ المسيحي يوحنا المعمدان بناءً على طلب ابنة هيرود، سالومي، وذلك بعد أن استنكر يوحنا علناً زواج هيرود بوالدة سالومي، هيرودياس.واعترض يوحنا على مشروعية هذا الزواج ليس فقط لأن هيرودياس كانت ابنة اخت هيرود، ولكن أيضاً لأنها كانت سابقاً زوجة أخ هيرود.وكان هيرود أكثر من سعيد لتنفيذ الحكم بحق الزعيم الديني المؤثر. وبعد قطع رأسه، ألقت سالومي برأس يوحنا على طبق لأمها، وهو المشهد الذي تصوره هنا لوحة رسمها كارافاجيو.
جنود جريفينسي---في مايو 1444، وبعد أن استولت الكونفدرالية السويسرية القديمة بنجاح على مدينة جريفينسي المتمردة، قامت القوات الكونفدرالية بقطع رأس 62 من أصل 64 من الجنود المتبقين في المدينة، وذلك لإرسال رسالة إلى خصوم المستقبل. وهنا، لوحة أخرى تصور وقائع هذه الحادثة.
جسر لندن---وفي القرن السابع عشر أيضاً، تم عرض الرؤوس المقطوعة للخونة والظالمين على رؤوس الرماح في نهاية الجزء الجنوبي من جسر لندن، وذلك لتحذير المتآمرين والمجرمين في المستقبل، وحتى إن لندن وظفت “حارساً للرؤوس”، وكانت مهمته مراقبة إبعاد الطيور عن وسيلة الدعاية الدموية هذه.ويعتقد بأن رؤوس اثنين من أقارب وليام شكسبير البعيدين، وهما جون سومرفيل وإدوارد اردن، كانا معروضين على الجسر عند وصول شكسبير إلى المدينة، وهنا رسم لكلايس فان فيشر، يوضح هذا المشهد.
ماري أنطوانيت---في عام 1793، وبعد أربع سنوات من بداية الثورة الفرنسية، أدينت الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت بالخيانة. وفي 16 أكتوبر 1793، تمت إزالة شعرها، ومن ثم اقتيدت أنطوانيت حول مدينة باريس، قبل الوصول أخيراً إلى المقصلة، حيث تم قطع رأسها أمام العامة.وكانت ماري أنطوانيت واحدة من عشرات النبلاء الذين قطعت رؤوسهم خلال الثورة. وبعد أشهر فقط من قطع رأسها، كتب الزعيم الثوري ماكسيميلين دي روبسبير عبارته الشهيرة: “إذا كانت الفضيلة ربيع الحكومة الشعبية في أوقات السلم، فإن ربيع الحكومة خلال الثورة هو الفضيلة جنباً إلى جنب مع الإرهاب”.
اليابان الإمبراطورية---لا يقضي الساموراي الياباني على الخصوم فقط، ولكن أيضاً على الجنود الجبناء الذين يهربون من المعركة. وهناك عقاب وحشي آخر، ويسمى “نوكوغيريبيكي”، تمت ممارسته حتى أواخر القرن التاسع عشر، ويعتمد على دفن جسد الضحية حتى الرقبة، ومن ثم قطع رأسه ببطء باستخدام الخيزران. وهنا، تصوير لقطع رؤوس الجنود الصينيين أثناء الحرب الصينية اليابانية الأولى.
قطع الرؤوس عبر التاريخ:لطالما اعتبرت عملية "قطع الرأس" بمثابة عقاب من رأس السلطة مباشرة، وليس من أجهزتها التنفيذية، وكانت تطبق على الجرائم التي تختص بالسلطة، لا غيرها، ولهذا السبب، كان قطع الرأس بمثابة شرف لأولئك الذين ينتمون للطبقات الأرستقراطية، من منطلق أنها تشريف فرسان، فالفارس لم يكن تطبق عليه عقوبة الإعدام، إلا بواسطة قطع رأسه فقط، بدلاً من الوسائل التقليدية للإعدام، مثل الشنق، أو الحرق، والتي انتشرت بالتحديد في إنكلترا القديمة، فالموت بنفس الوسيلة التي كان الفارس يحارب بها في حروبه ومعاركه، اعتبرها الناس في ذلك الوقت، تكريماً حقيقيّاً، وشرفاً عظيماً.إلا أنه في مناطق أخرى من العالم مثل الصين، لم تكن عقوبة الإعدام مرتبطة بمفهوم الشرف والفخر، بل كانت تعتبر وسيلة أقل في المكانة من وسائل أخرى مثل الحرق بالنار، إذ يرى علماء الأنثروبولوجيا، أن الصينيين اعتقدوا بأن فصل أي جزء من الجسم عنه، يعتبر تقليلاً من الاحترام للأسلاف، الذين أنجبوا هذا الشخص نفسه، وتسببوا في وجوده عبر مئات السنين.تطورت عملية الإعدام لتأخذ صورةً ميكانيكيةً، وهنا جاءت المقصلة التي اخترعها الفرنسيون بعد الثورة مباشرةً، وكان الهدف من تصميم هذا الجهاز تطوير وسيلة قتل سريعة للإعدام، ولا تتطلّب مهارة من فرد بعينه، لأداء العملية بشكل صحيح، وكان من ضمن الطقوس المعتادة آنذاك، أن يرفع الجلّاد رأس الضحية ليريها إلى الحشود بعد انتهاء عملية الإعدام.ورغم أن عملية الإعدام كانت تتم أمام حشود غفيرة، إلا أنه كانت هناك مجموعة من البروتوكولات الأخلاقية الخاصة بعملية الإعدام، إذ أوردت سجلات أحد المؤرخين حادثةً تمثلت بأن جلاداً فقد عمله، وسجن لمدة 3 أشهر، لأنه ضرب رأس أحد الضحايا بعد فصلها بقلة احترام!أما في ألمانيا، فقد استخدمت آلة شبيهة بالمقصلة خلال فترات القرنين الـ17 والـ18، وكانت هذه وسيلة الإعدام الرسمية، حتى ألغيت عقوبة الإعدام في ألمانيا الغربية سنة 1949.
صائدو الرؤوس البشرية:في تقرير للكاتب اياد العطار، يقول الكاتب:ان قطع الرؤوس البشرية هي عادة قديمة قدم البشرية نفسها و قد مارسته كل الامم في زمن الحرب كعلامة على الانتصار و التنكيل بالعدو لكن ما رأيك عزيزي القاريء بمن يجمع الرؤوس البشرية كمجموعة من التحفيات و يعرضها بفناء داره بل و يقدمها مهرا لحبيبته !! تعال معي الى عالم الرعب حيث صائدو الرؤوس المتوحشون يتجولون في الادغال و الغابات بحثا عمن يقطعون رأسه ليضيفوه الى مجموعاتهم ، و لا تنسى ان تتحسس رقبتك بين الحين .. فرأسك صيد ثمين لدى البعض !!تتبل الرؤوس البشرية و تعرض كزينة جميلة على ابواب البيوت !!
تاريخ حصاد الرؤوس .. نظرة عامة>>>ربما ليست هناك امة على وجه الارض الا و مارست قطع الرؤوس في تاريخها فالعرب في الجاهلية , على سبيل المثال , كانوا يحزون رؤوس اعدائهم و يضعوها على اسنة الرماح كعلامة للنصر و نكاية بالعدو او كدليل لدى القبيلة او الملك على ان الشخص المطلوب قد تم قتله و كان البعض يستخدمون جماجم اعدائهم لشرب الخمر خاصة اذا كان بينهم ثارات و اوتار كأن يكون الرأس لقاتل احد افراد العائلة (لازالت قبائل الاغوري في الهند تمارس هذه العادة) و استمرت عادة قطع الرؤوس بعد الاسلام و لفترة طويلة من الزمن فكان الخلفاء و السلاطين يعلقون رؤوس اعدائهم على ابواب المدن او ميادينها الرئيسية لكي يراها عامة الشعب كدليل على النصر و لأنها كانت في الحقيقة السبيل الوحيد لأخبار الشعب عن مقتل شخص ما حيث لم توجد في ذاك الزمان وسائل الاتصال و الاعلام الصوتية و المرئية كما هو الحال عليه الان و لم يختلف الوضع كثيرا في اوربا حيث مارسوا هذه العادة منذ القدم و كانت بعض الرؤوس المستعملة في المسرحيات الاغريقية القديمة هي روؤوس بشرية حقيقية و في العصور الوسطى كان يتم قطع رؤوس الاعداء و يتم عرضها كدليل على النصر و استمرت هذه الطريقة حتى القرن الثامن عشر حيث شهدت الثورة الفرنسية قطع الاف الرؤوس البشرية بالمقصلة ، على العموم ، كانت طريقة قطع الرأس تتراوح بين ضربة سيف او فأس و كان بعض المحكوم عليهم بالاعدام يقومون بأعطاء الجلاد قطع نقدية قبل اجراء الحكم و ذلك لكي يقوم بعمله بسرعة و يقطع الرأس بضربة واحدة فقط اما تعيسي الحظ فهم من لا تنقطع رقبتهم بأول ضربة مما يضطر الجلاد الى معالجتهم بضربات اخرى و ما يعنيه هذا من عذاب شديد للمحكوم بالموت. في احيان كثيرة ، سواء في الشرق او الغرب ، كانت عمليات تنفيذ الاحكام و قطع الرؤوس تعتبر من الاحداث العامة المشوقة و يجتمع الناس من الرجال و النساء للأستمتاع بمشاهدتها بل و التفاعل و التناغم مع عملية تعذيب المحكوم التي تسبق تنفيذ الحكم احيانا.
صائدو الرؤوس البشرية---هناك بعض القبائل الوحشية ممن مارست قطع الرؤوس البشرية كنوع من استعراض القوة و سبيل للتفاخر فيما بينها ففي بداية القرن السابع عشر الميلادي عندما بدأت طلائع الاستعمار الاوربي تصل الى البحار و الجزر النائية في جنوب شرق اسيا ، تعرف الاوربيون لأول مرة على القبائل الوحشية التي كانت تسكن هذه الاراضي المجهولة و التي كانت تخوض حروب قبلية مستمرة و قديمة فيما بينها ، كان عالما وحشيا بكل معنى الكلمة ، كان يكفي لشخص ان يظل طريقه في احدى هذه الجزر و الادغال المجهولة لينتهي به المطاف كوليمة شهية لأفراد قبائل الـ "كوروايا" الوحشية في جزر بابوا غينيا الجديدة او ان يتدلى رأسه كزينة جميلة في احد بيوت قبائل الن كوت في الفلبين او ان تقدم جمجته كمهر لعروس جميلة لدى احدى القبائل البربرية في تايوان القديمة.
هناك اعتقاد قديم بأن طاقة الانسان و قوته تتركز في رأسه لذلك حرص الانسان منذ الازل على الاحتفاظ برؤوس اعدائه كوسيلة لأكتساب قوتهم و كلما كان عدد الرؤوس اكبر كلما كانت القوة التي يحصل عليها اكبر فقد كانت قيمة الشخص و اهميته عند هذه القبائل الوحشية تتحدد بعدد الرؤوس التي يمتلكها و يعلقها بكل فخر اما باب كوخه الخشبي و كذلك كان بيع و شراء هذه الرؤوس تجارة رائجة حيث كان يتم تتبيل الرؤوس بطرق معينة كي تبقى محتفظة بمعالمها لمدة طويلة و كان الشاب في هذه القبائل لا يعتبر رجلا و لا يتم تزويجه الا اذا اتى برأس بشرية طازجة!! حيث كان رجال هذه القبائل يتجولون في الغابات يحملون معهم سكاكين طويلة و حادة و ما ان يلمحوا غريبا حتى يهاجموه بسرعة و يحزون رقبته بلمح البصر ثم يعلقوا رأسه الى خاصرتهم بكل فخر و لذلك تم تسمية هذه القبائل بصائدي الرؤوس لأنها تبحث عن الرؤوس و تطاردها.استمرت هذه العادة لدى بعض القبائل في جنوب شرق اسيا حتى زمان الحرب العالمية الثانية ، فلم يكن عجيبا في ثلاثينات القرن المنصرم ان تشاهد مجموعة من الرؤوس البشرية تعلق على ابواب الاكواخ الخشبية في الفلبين او جنوب ماليزيا او في تايوان.
هناك نوع اخر من صائدو الرؤوس البشرية اشتهرت بهم غابات الامازون في امريكا الجنوبية ، خصوصا قبيلة جيفارو ، حيث كانت لدى هذه القبيلة طريقة مميزة في تحضير الرأس عرفت بأسم (Shrunken head) حيث يتم اعداد الرأس لكي يعرض كزينة او حتى كتحفة للبيع ، و السبب الحقيقي لممارسة هذه العادة لدى هذه القبيلة هو لأعتقادها بأن روح القتيل و قدراته الروحية سوف تكون في خدمة من يقوم بتحضير الرأس و امتلاكها ، و طريقة تحضير الرأس هي ان يقوموا في البداية بأخراج الجمجمة و العظام من الرأس ثم يتم عزل اللحم و الشحوم عن الجلد الذي يوضع ليغلى في الماء و تضاف اليه بعض الاعشاب ثم يقومون بتجفيفه بواسطة الصخور و الرمل و معالجته برماد بعض الاعشاب ليستعيد هيئته البشرية ثم يتم بعد ذلك خياطة الشفاه و اضافة بعض الديكور للرأس كالشعر و بعض الزينة (لا تنسى تسجيل المقادير و الطريقة!!) ، في البداية كان هناك عدد قليل من الرؤوس تحضر على نطاق افراد القبيلة فقط و لكن في اواخر القرن التاسع عشر اصبح هناك طلب كبير من الاوربيين على هذه الرؤوس حيث اصبح شرائها و بيعها تجارة مربحة و رافق الزيادة في الطلب قيام قبيلة جيفارو بأقتناص المزيد و المزيد من الرؤوس لغرض بيعها او مبادلتها حيث وصل سعر الرأس في عام 1930 الى 25 دولارا الا ان افراد القبيلة كانوا يفضلون مقايضة الرؤوس بالبنادق حيث يتم مبادلة كل رأس ببندقية واحدة ، ان ازدياد عمليات القتل و قنص الرؤوس التي تقوم بها القبيلة حولت الادغال الى منطقة مرعبة لا يجرؤ احد على دخولها لذلك اضطرت الحكومة البيروية الى التدخل بوضع القوانين الصارمة التي تجرم تجارة الرؤوس البشرية ، و اليوم لا زال افراد هذه القبيلة يصنعون الرؤوس و يبيعوها للسياح و لكنها رؤوس من جلد الحيوانات و ليس للبشر.
ريادة امريكية في قطع الرؤوس:تقول التقارير ان الجيش الامريكي الرائد الاوحد في قطع الرؤوس وورثها عنه الدواعش.ويستفيض التقرير قائلا: للتذكير فقط ... بدأ الجيش الامريكي حملة قطع الروؤس لقتلى الجيش الإمبراطوري الياباني خلال حرب المحيط الهادي من عام 1941 إلى 1945م ، وبعد أن سيطر الجيش الأمريكي على إحدى الجزر التي كانت مسيطرة من الجيش الإمبراطوري الياباني ، قام بقطع روؤس القتلى اليابانيين تعبيراً عن حصولهم على "الهدايا التذكارية في زمن الحرب" وكما جمعت عدد من جماجم الجيش الإمبراطوري الياباني في كل ثكنة مدمرة ، وكذلك تكرر السيناريو الامريكي خلال دخولهم الى فييتنام .-



#كرار_حيدر_الموسوي (هاشتاغ)       Karrar_Haider_Al_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصابات الاجرامية داعش المنحرفون عن الدين وكل عقيدة وجذورها ...
- نوري الهالكي سليل بني قريضة عزم على قبر حلفاءه فشيع بليلة غب ...
- احمد الدايني يتربع على كرسي المهانة والسفالة بقلب السوقي خمي ...
- ركضة البريد بين الهالكي وبيدق الدعوة وذبح العراقين والجباه ا ...
- قاتل ومجرم وسربللي ايراني محمد سلمان الغبان واكمل ماتبناه اب ...
- لاتحزن لعدم فهم اللغة السنسكريتية واخبار السي ان ان او الواش ...
- عمالة بيدق الشطرنج العبادي وانكشفت عورة الجميع
- ازلام المغبور فرعون العوجة صدام ومثللي العصابات المجرمة والم ...
- لقاء وردي وكيف الحال من لا حال له الا الكشف عن عورته وستر من ...
- النائبة فيان دخيل تبكي لكسر الشيشة وللهفة الملهوف
- تذاكر وتفكروتدبروتقحور أسامة النجيفي وأعلن حزنه لقتل المثلين ...
- كيف اصبح الزرزور صقرا,حفنة من السماسرة والسربلية الذين سرقو ...
- الهالكي لم ولن يعرف سيادة وكرامة العراق العظيم
- ايتام حزب العدوة ودولة الفافون لايستحون ولايتعافون من امراضه ...
- الشرف والشهامة والاصالة عملة الزمن الصعب
- بعد تحرير الموصل الحدباء,لزوما قلع انياب الامبراطور مسعود خو ...
- حان الوقت الحرج لجميع الاطراف لتحرير نينوى وطي كل الخيانات و ...
- الوان واشكا ل الارهاب وخطوات الخلاص منه نهائيا
- في المنطقه الخضراء تعاونت ايدي الارهاب والعنف الحكومي ضد ابن ...
- أين العبثية والتجاوزات وهيبة الدولة باحداث اقتحام الخضراء؟


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - جرائم قطع الرؤوس عبر التأريخ –دعاية ام انتقام ام تفاخرام بصمة لتحقيق الاجرام؟!