أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد أصبان - واقع الحرف تيفناغ في الفضاء العام المديني : حالة مقاهي مدينة أكادير















المزيد.....

واقع الحرف تيفناغ في الفضاء العام المديني : حالة مقاهي مدينة أكادير


محمد أصبان

الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 15:59
المحور: مقابلات و حوارات
    


واقع الحرف تيفناغ في الفضاء العام المديني : حالة مقاهي مدينة أكادير
محمد أصبان - طالب باحث.
تشهد اليوم الساحة المغربية في بعدها السوسيوثقافي، والسياسي، والحقوقي على مستوى المحلي، والجهوي، والوطني بالمملكة حراكا واسع النطاق، وتحديا تاريخا ومهاويا من أجل تسوية الوضعية الثقافية التي ما فتئت تتخبط فيها القضية الأمازيغية حتى اليوم. فرغم الجهود التي تبدلها مختلف الهيئات والجهات الفاعلة بمختلف مكوناتها، وتلاوينها في النهوض باللغة الأمازيغية بإعتبارها لغة، وثقافة، وحضارة، وهوية لجميع المغاربة، ورغبتها في السير بها قدما نحو تعميمها على أوسع نطاق لتشمل كل مناحي الحياة الخاصة والعامة بالمغرب، وتصبح لغة رسمية حقيقية متداولة على السطح الأيكولوجي والفيزيقي -المادي. تبقى الجهود التي تبدلها كل الفعاليات الثقافية، والحقوقية، والمدنية عموما من الكتب المنشورة، والدوريات، والملتقيات، والندوات، والإعلام وغيرهما. غير كافية للوصول إلى تحقيق الهدف النبيل لهذه اللغة التي طوتها أيادي التاريخ منذ زمان سحيق، ولم تشأ الأقدار إلا أن تطفو وتظهر من جديد على السطح، وتصبح اللغة الرسمية الثانية لكل المغاربة بعد اللغة العربية، فإنها أي لغة الزاي، لا زالت غير راضية على نفسها أو بالأحرى غير راضيين - نحن الأمازيغ المغاربة - بعد، بم تم تحقيقه من المكاسب والإنجازات العملية حتى الآن. فإنها حسب تقديري تبقى متواضعة، وتحتاج إلى جهد إنساني كبير، ودعم مالي متواصل ودائم بين مختلف المتدخلين والفاعلين في دعم المسألة.
وبناء على ما سبق، حاولت في هذا البحث أن ألامس المسألة الأمازيغية ليس في معناها الشمولي، ولا أعزي أو أدعي لنفسي ذلك، ولكن من خلال بحث استطلاعي متواضع بسيط، اعتمدت فيه على تقنية الملاحظة المباشرة، وعلى تقنية المقابلة الموجهة، حول فكرة إستخدام الحرف الأمازيغي في الشارع العام، -وهذا يدخل في نطاق ما يسمى حاليا عندنا بالتهيئة اللغوية المجالية- سيما في اللوحات الأمامية - الاشهارية للمقاهي التي تستخدم مفردات أمازيغية مستعينة في كتابتها باللغتي العربية واللاتينية على غرار حرفها الأصيل، منطلقا من إشكالية عامة مفادها : لماذا يحضر الحرف العربي إلى جانب الحرف اللاتيني في الوسط المديني عند كل محاولة كتابة المفردات الأمازيغية على اللوحات الاشهارية للمقاهي، ويغيبب في المقابل حرف الزاي الأمازيغي ؟
وعليه يمكن صياغة الفرضية العامة على النحو التالي : نفترض بأن كتابة الأسماء والعبارات باللغة الأمازيغية، غائبة عند كل أرباب المقاهي في كل العمليات التي تتطلبها إعداد اللوحات الاشهارية أو ما يسمى بـ "البانوات".
لابد في البداية، أن أسلم بأن الحرف الأمازيغي لازال يشهد ضبابية وجهلا عند القارئ والمثقف المغربي على مستوى المكتوب؛ ذلك أنه لم يرتقي بعد إلى تلك المرتبة التي تتلقاها اللغات العالمية الأخرى من أهمية، بما فيها اللغة العربية، والفرونكوفونية، والإنجليزية وغيرها في الفضاءات الخاصة والعامة معا. إذ أن الأمازيغية إذا صح التعبير بالقول، أنها من بين أعرق الحروف وأقدمها، ولكنها في المقابل حديثة العهد على مستوى التدوال في الكتابات الأكاديمية، والمعرفية المختلفة، وهو الشيء الذي يستدعي أهمية تضافر كل الجهود المبذولة من أجل نفض الغبار الذي لا يزال يشوب رسوم أحرف اللغة الأمازيغية.
لقد راودتي فكرة الغور في هذا الموضوع منذ مدة طويلة، وأنا أفكر في كينونتي ووجودي على الأرض كإنسان حامل لثقافة أمازيغية-عربية مغربية أصيلة؛ تلك العبارات التي أسمعها دائما : من قبيل ثقافة الأجداد، والجذور الراسخة فينا، والهوية الأمازيغية الأصيلة والضاربة في القدم ونحوها، تشعرني بقشعريرة في بدني، وتتوقف شعيرات رأسي حتى يعجر لساني عن الكلام، ولا على وصف حبي لأصالة هويتي المتجذرة في كياني. ولكن، عندما تقف وتتأمل هذا المد الفاشي للغات الدخيلة علينا من كل صوب وحدب، وهي تخترق جسم هذه الهوية اللسانية المغربية الأصيلة بكل تلاوينها وتنوعها، وتعددها الثقافي. عندها تكتشف بأن مشروع الإستشراق هو رسالة إلى العالم أجمع، يسجل فيها كل أنواع النعوت والتبخيسات والتنقيصات إلى لغاتنا الأصيلة، باعتبارها في البداية قبل تقريرها دستوريا، كلغة لا ترقى، ولا تصل عند البعض إلى مستوى اللغة العالمة التي يتم تداولها على نطاق العالمية، ولكنها لغة يمكن الاستئناس بها، مادمت أنها لن تستطيع تحقيق شيئا في المستقبل.
ويروم هذا البحث الميداني الحالي إلى الكشف عن واقع عدم استخدام الحرف الأمازيغي أثناء عملية وضع التسميات الأمازيغية باللغتين العربية واللاتينية. كما يرجع سبب اختياري لموضوع المقاهي هذا، كمجال للدراسة على غرار الفضاءات العامة الأخرى، إلى أنها في تقديري هي الأكثر استخداما للمصطلحات، والكلمات الأمازيغية في الشارع العام إلى جانب أسماء الأزقة والشوراع التي تكون أكثر حضورا على مستوى الفضاء المديني. هذا وقد شملت عينة البحث على ثمانية مقاهي من مجتمع الدراسة على امتداد 15 يوما، موزعة على ثلاث مواقع حضرية في حدود خريطة إقليم أكادير الكبير، منها بالخصوص منطقة تيكوين، وإقليم الدشيرة الجهادية، وانزكان- أيت ملول.
لقد كان مشوار البحث طويلا وصعبا للغاية في الحصول على مجتمع عينة الدراسة، خاصة وأنني قد قطعت مسافات طويلة سيرا على الأقدام رفقة زميلي : حسن امتشي، الذي يعود له الفضل الكبير هو الآخر في إنجاح هذا العمل الميداني. فقد كانت رغبتنا قوية في الحصول على عينة تمثيلية حقيقية تعطي لهذا البحث ثقلا وقيمة علمية أفضل بكثير. لكن، رغم إرهاف حواسنا بالملاحظة، وكذلك من كثرة تنقلنا من هنا وهناك في شوارع وأحياء المدينة، استطعنا مقابلة ثمانية من أرباب المقاهي فقط، وهذا راجع إلى سببين رئيسين : أولا، أننا توقفنا على العديد من المقاهي التي كانت تحمل تسميات أمازيغية ولكنها كانت موصدة. ثم ثانيا، أن بعض أرباب المقاهي كان غائبا في فضاء العمل أثناء إجرائنا للبحث.
وبناء على هذا، فقد توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التي سنوردها على النحو التالي :
أسفرت نتائج الدراسة على أن السبب الذي كان وراء اختيار الاسم الأمازيغي بالذات عند أغلب المبحوثين كان راجعا إلى المنطقة التي ينتمون إليها بنسبة62,5 %، وينطبق هذا أساسا على خمس أفراد من عينة مجتمع الدراسة، وأن نسبة%25 من المبحوثين، هي التي كانت بمحض الصدفة في اختيار الاسم وهي تتمثل في فردين من عينة البحث، في حين أن نسبة %12,5 ، فقط هي التي كانت تعزو اختيار هذا الاسم إلى حبها للغة الأمازيغية، حيث أن هذا الأخير ينطبق على فرد واحد من مجموع عينة البحث.
ويرجع سبب عدم توظيف الحروف الأمازيغية حسب ما أعرب عنه المستجوبين إلى أن الحرف الأمازيغي لا يفهمه الزبناء بنسبة بلغت 5%37,، وهذه النسبة المئوية نفسها التي تنطبق على المبحوثين الذين أجابوا بالقول على أن الحروف الأمازيغية غير معتادة عندهم بنسبة %37,5، أما نسبة %12,5، فقد كانت ترجع سبب ذلك إلى عامل السهو متمثلة في فرد واحد. وفي المقابل، وجدنا بأن هناك مبحوث واحد من صرح لنا بأن الحروف الامازيغية يجهلها بشكل مطلق ولا يعرف عنها شيئا.
وعن الجانب الذي يخص التفكير في توظيف اللغة الأمازيغية في المستقبل لدى أرباب المقاهي، فقد كانت نسبة 75%، من المبحوثين الذين أجابوا بأنهم يفكرون في إضافة الحرف الأمازيغي إلى لوحاتهم الاشهارية إلى جانب الحرف العربي واللاتيني، وأن فقط نسبة 25%، من المبحوثين الذين لا يفكرون حاليا في إضافتها.
وقد أعرب 75%، من المبحوثين بأنهم لم يسبق لهم أن اقترح عليهم أحد بكتابة اسم المقهى بالحروف الأمازيغية، إلا أننا وجدنا بأن نسبة 25%، من المبحوثين ممن سبق لهم ذلك. خلافا لذلك، وجدنا أن نسبة 50%، من المبحوثين ممن أجابوا بأنهم سبق لهم أن سئلوا عن دلالة التسمية المختارة للمقهى من طرف الزبناء، وهي النسبة نفسها التي شملت المبحوثين الذين لم يسبق لهم أن سألهم أحد في هذا الأمر بالخصوص.
أما عن السؤال الأخير الذي خصصناه حول مدى إلمام المبحوثين باللغة الأمازيغية، فقد وجدنا بأن هناك مبحوث واحد فقط الذي يثقن اللغة الأمازيغية بنسبة %12,5، وان نسبة %87,5، من باقية المبحوثين لم يكونوا على دراية وفهم للغة الأمازيغية، سواء من ناحية الكتابة ولا من ناحية القراءة.
خلاصة عامة للبحث
يمكن القول، بأن عامل الانتماء لعب دورا أساسيا في مسألة اختيار تسمية المقاهي عند أغلبية المستجوبين قيد الدراسة، على الرغم من عدم كتابتها بحرفها الأمازيغي الأصلي. وأن هناك غياب شبه تام عند أغلبية المبحوثين فيما يخص إلمامهم باللغة الأمازيغية كتابة وقراءة. وأن كذلك عدم الاعتياد على اللغة الأمازيغية، واعتبارها لغة غير مفهومة من طرف أرباب المقاهي كان لها دورا محوريا في عدم توظيفها في الماضي. ولكن في المقابل، هناك انشراح كبير لدى أغلب المبحوثين حول فكرة إضافتها مستقبلا.



#محمد_أصبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد أصبان - واقع الحرف تيفناغ في الفضاء العام المديني : حالة مقاهي مدينة أكادير