أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند صلاحات - مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر















المزيد.....

مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 10:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ذات خشبة المسرح ومكان العرض أو الجريمة، وذات الجماهير الغاضبة المستنكرة للجريمة البغضاء لاغتيال جبران تويني، ذات الأصابع التي أشارت منذ اغتيال الحريري حتى تويني تشير إلى سوريا حتى بدون تفكير، وأنا موقن تماماً بأنه ذات القاتل، وككل مرة سيأتي ميلتس جديد ليحقق بجريمة ويحمل معه للمنطقة تقريراً أعد مسبقاً في مكان ما قبل القيام بالجريمة التي جاء يدعي التحقيق فيها لإدانة سوريا.

ليس دفاعاً عن النظام السوري الذي لا يختلف كثيراً عن أمثاله في المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط بقمعه واستبداده وديكتاتوريته، لكن المعالم واضحة والتبجح بدا أوضح وكأن الأدوار بدأت تتقسم بشكل وقح جداً لدخول الفاتح الجديد لبلادنا، وذات الجوقة في كل مكان تغني بصوت أمريكي، ويقود الجوقة كالعادة أحد سادة البيت الأبيض يضبط الإيقاع واللحن الأمريكي كي يغني وينشد البقية رافعين أصابعهم نحو سوريا باتهام، كنوع من الديكور الولائي لأمريكا.

وكعادته أدان مجلس الأمن الدولي "وبشدة" اغتيال النائب والصحفي اللبناني جبران تويني في تفجير سيارة بإحدى ضواحي بيروت. وندد المجلس في بيان تلاه "المندوب البريطاني" أمير جونز باري رئيس المجلس للشهر الحالي "بأشد العبارات عملية التفجير الإرهابية" التي قضى فيها تويني كما أدان من قبل اغتيال قصير وحاوي والحريري وغيرهم وكما سيدين من سيتم اغتيالهم لاحقاً استكمالاً لمسرحية العرض المستمر .

وقبل اغتيال تويني تم الكشف عن جرائم وجثث يقال أن الجيش السوري كان وراء هذه الجرائم، والغريب أن البحث في الأرض لا يخرج معه شهداء "تل الزعتر والدامور والمية ومية" الذين قضوا فيه أثناء التحالفات اللبنانية السورية ضد المخيمات الفلسطينية، والغريب أيضاً أن البحث لم يصل حتى الآن لحدود صبرا وشاتيلا ليتم العثور على ألاف الجثث التي خلفها هجوم الكتائب ومليشيات الجميل على المخيمات الفلسطينية بتغطية إسرائيلية في العام 1982م بعد خروج المقاومة الفلسطينية وبقاء المخيمات دون حماية عسكرية.

وقع اغتيال تويني جاء عادياً بالنسبة للشارع اللبناني، فاللبنانيون في كل يوم ينتظرون التالي وبدأت مسألة توقع التالي حديث العامة، حتى الجماهير المحتجة التي خرجت في مسيرات الغضب والاحتجاج كانت تتوقع ذلك، وربما توقعوا مقتل تويني نفسه لكن ما العمل، طالما أن كل لبناني أصبح عرضة لأن يموت إما اغتيالاً بشكل مباشر أو أثناء عملية تفجير فيكون أحد المارة، والضحية التي لا يسلط عليها الضوء، وكل لبنان على قائمة الاغتيال دون استثناء.

أنا شخصياً تأثرت كثيراً لاغتيال الصحفي سمير قصير رغم اختلافي في الموقف معه، ليس من ناحية سوريا إنما موقفه من موضوع الحل السلمي الفلسطيني واتفاق أوسلو الاستسلامي، واستنكرت بشدة اغتيال جورج حاوي المفكر والثائر الاشتراكي، إلا أن مسألة اغتيال الكاتب والمفكر بحد ذاتها مسالة مؤلمة ومقززة بذات الوقت بغض النظر عن شخصه وموقفه، فاغتيال القلم أبشع أنواع العنجهية والهمجية ، وبأن يصبح الكاتب كبش فداء هي البربرية الجديدة في القرن العشرين.

وأنا على يقين بأن قتلة الحريري هم نفس القتلة الذين قتلوا المفكر اليساري جورج حاوي، والذي كان من أنصار فكرة التعايش السلمي اللبناني السوري وكانت فكرته مقبولة جداً في أوساط كبيرة من كلا الطرفين السوري واللبناني.

القاتل واحد ويختار فرائس مختلفة، فبعد اغتيال الشهيد حاوي قرأت مقالة لصديق لي يتساءل فيها عمن سيكون التالي من الحزب الشيوعي اللبناني في قائمة الاغتيال السوداء في لبنان، فأجبته برسالة: بأن بعد حاوي لن يكون التالي من الحزب الشيوعي، وإنما سيكون من أوساط المعارضة الشديدة لسوريا كي لا يبدو الدور الأمريكي واضح بأن حملة موجهة ضد أنصار الفكرة المعاكسة للرأسمالية الامبريالية الأمريكية من مفكري لبنان الوسطيين من أنصار الحزب الشيوعي .

لا نختلف جميعاً بأن القاتل الذي سيمر دون عقاب كالعادة هو قاتل مسخ بكل المعطيات، ويختار النخب ليضرب عصفورين بحجر، بأن يغتال مفكر، وبنفس الوقت يكون هذا المفكر وحارساً للفكرة، أو كاتب أو صحفي، وبذات الوقت يجعل من هذه الضحية طُعم لفكرته التي يسعى لتوطيدها وهي إدانة سوريا، فالولايات المتحدة التي تلعب درواً سياسياً وقحاً للغاية في المنطقة العربية وبالذات بعد أن كسرت الإرادة الدولية بعد الحرب على العراق، أدانت بشدة اغتيال تويني ووصفت الحادث بأنه عمل جبان. وطالب المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان بتطبيق قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى " إنهاء التدخل السوري في لبنان"، وبدت هذه الإدانة الأمريكية لعملية الاغتيال صيد واضح بالماء العكر بوقاحة واضحة.

أشعر أن الأمور غدت أوضح من اللازم، وبدا حكم القوي المتسلط الذي يقول ما يريد ويدين من يريد ويبرر دخوله لأي بلد دون أذن أيضاً واضحاً، وقانون الأقوى جعل من العالم الذي حولته العولمة لقرية صغيرة، بدأت هذه القرية اليوم تتحول لمجرد غابة يسود فيها قانون الأقوى فقط، ومعالم الطريق أصبح أوضح بتحويل لبنان كل لبنان على محرقة للسياسيين والكتاب والصحفيين والمفكرين على شاكلة المحرقة التي قامت فيها الــ cia والموساد بالتعاون مع بعض المليشيات اللبنانية الضالة التي تعاون معها في العام 1982م .

لبنان الذي استفاد مفكريه من تعدده الطائفي كي يحافظوا على بقائهم فيه محافظين على أنفسهم من قمع السلطات والنظام، الذي يعاني التشتت بسب التركيبة الطائفية للنظام السياسي بعكس بقية الدول العربية كسوريا والأردن ومصر وفلسطين ودول الخليج ودول المغرب، تحولت هذه النعمة لنقمة عليهم حيث أصبح من السهل جداً أن تتحول لبنان بسبب فعل مفتعل إلى مذبحة أو محرقة للمفكرين والكتّاب.

العرض سيبقى في لبنان مستمراً، وكل لبنان مستهدف في عملية اغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر، والقاتل يمر بدون عقاب.
والضحايا الذين سقطوا وسيسقطون دون ذنب يتحولون بسهولة لجواكر لإدانة سوريا فقط لمجرد التبجح الأمريكي في المنطقة، لذلك لا استغرب يوماً أن يتم استخراج جثث شهداء صبرا وشاتيلا من قبورهم ويأتي أحد أنصار الجميل أو بقردوني نفسه ليقول بأن السوريين قتلوهم في مذابح جماعية كان الهدف منها شق وحدة لبنان.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر
- والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب
- ليست مرثية على القبر
- مدفع الإفطار
- وردٌ على النافذة
- تأملات في زمن ضياء
- حيثما تكونين سأصلي
- أزمة الماركسية العربية وفخ الصراع الديني
- اغتيال التراث الفلسطيني ... اغتيال الهوية
- الهوية الثقافية بعد الاندحار الصهيوني من غزة ...
- ندوة تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين في نابلس ... خطوة حقيق ...
- نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ... عن أي سلاح يتحدثون !!
- رسالة إلى الجندي الأمريكي القادم للعراق ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند صلاحات - مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر