أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد يوسف عطو - ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958















المزيد.....

ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كان الانقلاب العسكري في 14 تموز 1958 في العراق , وانقلاب 23 يوليو – تموز 1952 في مصر بارادة وموافقة بريطانية هدفها الاطاحة بالنظام الملكي في العراق وفي مصر .والسبب انهما وصلا الى مستوى من الوطنية لم تعد بريطانيا تطيقهما .واصبح للعراق ولمصر امكانية احداث تغييرات اقتصادية واجتماعية عميقة وتنمية بشرية واقتصادية مستدامة , تجعل منهما قوى اقتصادية وعسكرية عالمية التاثير.

ان المشاريع التي تم تنفيذها من قبل مجلس الاعمار في العهد الملكي في العراق كانت تؤسس لصيرورة الامة العراقية ولتحول العراق الى دولة صناعية كبرى .كان العراق يصدر الحبوب والتمور , وتحول لاحقا بفضل العهد الجمهور ي الى مستورد لجميع حاجاته الغذائية بما فيها الطماطة والتمور.

رغم ان النظام الملكي كان يساندالاقطاع ومارس بعض طرق الابادة بحق حركة الاشوريين في سميل في شمال العراق عام 1933 حيث قتل الجيش العراقي عدة الاف من الاشوريين ,الا ان ذلك من بقايا العقيدة والمدرسة العثمانية حيث تخرج اغلب ضباط الجيش العراقي من المدارس العسكرية في استانبول .

لقد كانت مشاريع مجلس الاعمار تعمل على خلق اقتصاد السوق الراسمالي والذي يعمل على تفكيك العلاقات العشائرية والقبلية والاقطاعية وتحويل العراق الى دولة عظمى في المنطقة , استنادا الى موارده البشرية ومخزونه الضخم من المعادن .من هنا تنبهت بريطانيا الى ضرورة اسقاط النظام الملكي في العراق والاتيان بالعسكروادخال العراق في دوامة الصراعات الحزبية والانقلابات العسكرية .

لقد تحول العراق بعد 14 تموز 1958 الى مرحلة صراع مكشوف بين الاحزاب الشمولية . وكانت الاحزاب الشمولية تتصارع نيابة عن الدول الكبرى . لقد اتهم الحزب الشيوعي العراقي العهد الملكي بالعمالة لكنه لم يتحدث عن نفسه كذيل صغير تابع الى موسكو والى الحزب الشيوعي السوفييتي.

لقد قضت حركة 14 تموز على القطاع الخاص قضاءا مبرما ولم يعد له وجود حتى هذه اللحظة.وتم القضاء على التيار الليبرالي والثقافةالليبرالية ودخل العراق في دوامة العنف . ان احداث14 تموز تشبه ثقب اسود عملاق ابتلع كل شيء .

قام عارف عبد الرزاق , وكان يشغل منصب قائدالقوة الجوية في زمن الرئيس العراقي الاسبق عبد الرحمن محمد عارف بمحاولة انقلابية في عام 1966 وهي المحاولة الانقلابية الثالثة له .لقد تم افشال المحاولات الانقلابية الثلاث من قبل بريطانيا لانها لاتريد حكم عارف عبد الرزاق للعراق .

لقد شارك عارف عبد الرزاق قطعات كبيرة من الدبابات ومن مدفعية الجيش العراقي . لكن بريطانيا قامت بقطع الاتصالات اللاسلكية بين القطعات المشاركة في المحاولة الانقلابية وافشلت بذلك المحاولةالانقلابية.

هذا الكلام ذكره لي شقيقي وهو طبيب اسنان وكان موظفا على الملاك الدائم لوزارة الصحة في احدى مستشفيات مدينة الفلوجة.لذا كان من السهولة بمكان على بريطانيا افشال المحاولة الانقلابية يوم 14 تموز في العراق وفي 23 يوليو – تموز في مصر.خصوصا انه كان هنالك قطعات عسكرية بريطانية متواجدة في مصر.

يبدو ان هنالك توجيها بريطانيا بابادة افراد العائلة المالكة قاطبة , بمن فيهم النساء والاطفال . والسبب حتى لايقوم احد افراد العائلة المالكة بطلب التدخل من قبل حلف بغداد او قوات الاتحاد الهاشمي لاسقاط المحاولة الانقلابية.

ابادة العائلة المالكة تذكرنا بجرائم الابادة ضد الانسانيةالتي قامت بها تركيا ضد الارمن والسريان . وتشبه الابادة التي تعرض اليها يهود بني قريظة والقنيقاع من قبل المسلمين .
لقد كان الملك حسين , ملك الاردن , على علم بالمحاولةالانقلابية في العراق وارسل خطابا الى العائلة المالكة في العراق . لكن يبدو ان هنالك تحذيرا بريطانيا للملك حسين بضرورة عدم التدخل في الامر , والا فان من السهولةاستبداله بملك آخر .انه امر دبر بليل . لقد تم تبرير الجريمة اللااخلاقية بطريقة اخلاقية . كان المفروض على حزب البعث وعلى الحزب الشيوعي العراقي تقديم الاعتذار لارواح وعوائل الضحايا وللشعب العراقي.لقد اعلنت جميع الاطراف عدم مسؤوليتها عن هذه الجريمة .

لقد تم اتهام النظام الملكي بالعمالة للغرب ولبريطانيا . لكنني اقول لكم انه لم يثبت الى حد هذه اللحظة وجود شبهة فساد مالي او اداري بحق رجالات العهد الملكي.
هل ان شخصية مثل ساسون حسقيل اول وزير مالية عراقي في زمن الملك فيصل الاول هو عميل بريطاني ام وطني عراقي شريف وكفؤ في عمله؟لقد ظهر المثل المصلاوي والعراقي الشهير( لاتحسقلها ) وتعني لاتكن بخيلا مثل الوزير ساسون حسقيل.

لم يثبت ان قامت الاحزاب في العهد الملكي بمصادرة بيوت المواطنين وبنايات الدولة لتحويلها الى مقرات حزبية . لم يقم رجال العهدالملكي بالاستيلاء على ضفاف دجلة , او الاستيلاء على كرادة مريم والكرادة الشرقية والجادرية.

لقد كان العراق في زمن الحكومات الملكية يقوم بتصدير الحبوب والتمور واصبح اليوم يستورد كل شيء بما في ذلك الطماطة والتمور . وتم تدمير البيئة في العراق جراء الحروب المستمرة.
حدثني الحاج محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر في شارع المتنبي ببغداد, وهو والد خمسة من الشهداء الذين قتلوا جراء انفجار سيارة مفخخة قرب المقهى قبل عدة سنوات , ان الشيوعيين يقفون امام صورة الباشا نوري السعيد المعلقة على جدران القهى ويقومون بالبصاق عليه . فاضطر الى تعليق الصورة في مكان اقرب الى السقف حتى لاتطال الصورة بصاق الشيوعيين .

لقد قام الحزب الشيوعي العراقي بتسليع الثقافة والخطاب التعبوي السياسي والايديولوجيا . حيث تحولت الثقافة والايديولوجيا والخطاب السياسي عنده الى سلعة تباع وتشتري وتجري تداولها وفق المداولات التجارية. ان عدة اجيال من الشيوعيين العراقيين تربت على تزييف وعيها وتزييف تاريخ العراق السياسي الحديث .

يتطلب الامر ازالة عدة طبقات كثيفة للوصول الى الحقيقة .لقد قام الحزب الشيوعي العراقي بتحويل عبدالكريم قاسم الى صنم واله وطوطم اين منه اصنام الجاهلية؟
ان قيادة الحزب الشيوعي تبشر بضرورة تطبيق اقتصاد السوق الراسمالي لكنها ترفع شعار (ياعمال العالم اتحدوا).لقد تحول خطاب الحزب الشيوعي العراقي من خطاب تقدمي الى خطاب محافظ – سلفي بسبب تحوله الى سلعة يتم تداولها وبذلك فقد خطابه صفته التقدمية.

كان يجب على الحزب الشيوعي العراقي الوقوف الى جانب الحكومة الملكية في التاسيس للدولة العراقية, لكنه بدلا من ذلك تامر عليها وشارك في اسقاطها .وفي الزمن الامريكي بعدعام 2003كان على الحزب الشيوعي العراقي الوقوف بوجه المشروع الامريكي في احتلال العراق وفي تفكيك مؤسسات الدولة العراقية لكنه بدلا من ذلك ساهم وشارك في الحكومة برعاية الولايات المتحدة الامريكية.

مسك الختام :

لااعتقد ان بامكان الحزب الليني الستاليني ان يجدد نفسه او ان يتقدم بالاعتذار الى الشعب العراقي ,او ان يقوم بمراجعات لمسيرته لانها لاتتفق مع العقل الايديولوجي .
الديمقراطية ليست سلعة تباع وتشترى من الاسواق المحلية او يتم استيرادها من الغرب .انها ممارسة يومية معاشة مثلها كمثل العلمانية والليبرالية والحداثة .

الذكر الطيب لرجالات العهد الملكي من الطيبين والاكفاء . لم يكن مقصدهم سرقةاموال الدولة ولا احتكار الشارع االسياسي . لقد جابوا معظم بلدان العالم . لم يكونوا من فئة البرجوازيةالطفيلية الرثة . بل كانوا من الاثرياء من الصناعيين ومن التجار.اما السياسيون في العراق الامريكي فهم مثل الجرذان تعيش عيشة طفيلية على قوت الشعب.

اتهم الملكيون بالعمالة!ولم تثبت عمالتهم ..
وفي العراق الامريكي المسمى بالعراق الديمقراطي لم نعد نرى الديمقراطيون !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين
- سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي
- ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها
- السرقة والقتل بديلا عن العمل
- الرثاثة ضد صناعة الحياة
- الفاشية المجتمعية وهرميتها
- المثلية الجنسية مرفوضة مجتمعيا
- الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة
- مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد يوسف عطو - ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958