أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - إغتصابُ رَجُلٍ














المزيد.....

إغتصابُ رَجُلٍ


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5222 - 2016 / 7 / 13 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


إغتصابُ رَجُلٍ
قصة قصيرة جداً
للكاتب: حيدر حسين سويري
[email protected]
رقم الهاتف: 9647705379145+

دَخَلتْ إلى الغُرفةِ وأحكَمَتْ غَلَقَ البابِ، ثُمَّ بَدأتْ خَلَعَ ثِيابِها رويداً رويدا... وهي تَنظرُ إليهِ، عُيونها تَلمعُ ببريقِ الشهوةِ القُصوى، وتَفَتحَتْ مَفاتِنها كـ وردةٍ حمراءٍ تَسرُ الناظرين...
هو، مُلقىً على السريرِ، قد أشاحَ بوجههِ عنها، صوب النافذةِ ودموعهُ تنحدر على وجنتيه، وقد بللت وسادته، وشفتاهُ يعتصران مِنْ الحَزَنِ، والألمِ والغضب، وهو بين هذا وذاك، لا ينبس ببنت شفةٍ...
إقتربت منهُ، وأخذت تمسح قدميه ببدنها، في شهوةٍ عارمة، وما بين قبلةٍ ولعقةٍ، ثار جنونها، فإمتطتهُ، وهي تهتزُ كأنها جان، وهو منها كعصا صولجان، حتى إذا ما هدأت شهوتها، وأُطفئتْ نارها، إستلقت على صدرهِ برهةً، كالمغشي عليهِ من الموت...
تَرَكتْ السرير، وإرتدت شيئاً من ثيابها...ذهبت إلى الحمام لتغتسل، ثُم عادت إليهِ لتنظفهُ وترتبهُ، فوجدتهُ غارقاً في البكاء، فقبلتهُ في جبينهِ، فصرف وجهه عنها وقال:
- لعنك الله يا فاجرة
جَلَستْ على كرسيٍ قرب السرير، أخذت تلوكُ أسنانها وهي تبتسم، وتضغط على أصابع كفيها المتشابكة، ثُم تنحني لتقترب منهُ، وتهمسُ في أُذنه:
- إنك تعلمُ... أن لا فائدة من هذا الكلام
فيهز رأسهُ، محاولاً الإبتعاد عنها، فتستوي على الكرسي، وتبدأ قطراتُ دمعها تنزل كحبات ندى، على ورق الزهر، ثُمَّ تتنهدُ قائلةً:
- لا ذنب لي، إن إبنك حمار
- إبني رجلٌ صالح
- نعم... هو رَجلٌ صالح، يحبني ويحب عياله، ولا يمشي في ما يغضب الله، يحب الناس والناس تحبه، لم يبخل علينا بشئ، ولكنهُ ليس صالحاً معي، فهو لا يُشبع رغباتي، ولا يفقهُ من معاشرةِ المرأةِ شيئاً....
- أفتجازينهُ بهذه الخيانة؟
- على العكس مما تقول! فلقد سترتُ عليه، ولم أخنهُ... مع رجل غريب ليفضحهُ ويفضحُني، أنت رجلٌ مشلول، لا تستطيع الحركة، وأنا أخذ منك ما أُريد، وأعلم أنك لن تُخبره أو تُخبر غيره...
- وماذا عن الحرام؟ وإن كُنتِ تجدين لذنبكِ عذراً؟ فما ذنبي أنا؟ أأدخلُ النار بسببكِ؟
- هدئ من روعك... سأجلبُ لكَ عصير الليمون
- لا اريد منكِ شيئا، سأُضربُ عِنْ الطعام
- ههههههههههه في كل مرة تفعل ذلك، ولكنك تفقد مقاومتك، مع حضور إبنك ليطعمك، نم هانئاً
تخرجُ وتُغلقُ الباب، فيتوجهُ إلى النافذةَ يسأل السماء، وهو يجهش بالبكاء، أن تمن عليه بالموت، فلم يعد يطيق هذا الأمر أبداً....
في هذه الأثناء، يدخل عليهِ حفيده الصغير، الذي لم يبلغ الرابعة من عمره بعد، وهو ينادي:
- جدي، جدي، لقد وجدت هذا القرص تحت سريري
- أين أمك؟ لماذا لم تذهب لتعطيها القرص؟
- في المطبخ، لقد ذهبتُ وبعدُ لم أتكلم، صاحت بي وهي تبكي: إغرب عن وجهي... فحضرتُ عندك
- دعني أرآه؟
يقترب الطفل، ليُري جدهُ القرص، فيتبين لهُ إنهُ سُمٌ يُستخدم لقتل الجرذان، فخطرت في بالهِ فكرة الإنتحار... طلب من حفيده أن يضعهُ في قدح الماء، ويخوطه حتى يذوب، فهو دواءه، وشكر حفيده على إحضاره...
أتم الحفيد ما طلبهُ جدهُ منهُ، وبدأ يُسقيه الماء... ثُم أمر الجدُ الحفيد بوضع القدح في مكانه، والذهاب إلى اللعب خارجاً، فخرج الحفيد وأغلق الباب...
طُرِقَ البابُ... تمسحُ دموعها وتغسل وجهها، وتفتح الباب:
- أهلاً حبيبي... لقد حضرت مبكراً اليوم؟
- نعم أحسستُ بوعكةٍ، وطلبت الأذن بالخروج، فأذنو لي
- هلا ذهب إلى الطبيب؟
- لا.. سأستريح قليلاً، وأرى إن إستمر الألم ذهبتُ إلى الطبيب، سأذهب لأرى أبي
تتجه نحو المطبخ، ويذهب ليرى أبيه، يَفتحُ الباب، فيصرخ: أبي أبي ..... تأتي مسرعةً وتَقفُ عند الباب مُتسمرةً في مكانها، بعد أن رأت الأبن يحضن أباه، وهو مُلقىً بين ذراعي ولده ميتاً، وقد تَقيأ سُماً...
تحضر الشرطة، وتُثار الشكوك حول الزوجة، التي بقيت صامته... يتقدم ضابط التحقيق ويسألها:
- أنتِ مَن قَتل الرجل؟
وبعد صمتٍ قليل، تجيب:
- نعم
تخضع للمحاكمة ويتم إعدامها، بالرغم من أنها لم تشرح كيف ولماذا إدَّعت قَتله، ولكنها إختارت هذا المصير، لأنها في قرارة نفسها، أيقنت أنها دفعتهُ لهذا الفعل...



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإرهابُ لا دين له- ولكن لهُ حُماة
- والله اليوم محتاجك
- مأساة تُنهي معاناة
- أسماء وغباء(الجزء الثاني)
- أسماء وغباء(الجزء الأول)
- الغَربُ يَتَعلَمُ مِنَّا!
- بَدلُ إيجارٍ
- السياسيون وشكوى الفقراء8
- سجنٌ وسجَّانون وسجناء
- ثقافة مسؤول وغباء شعب
- عشرة نجحوا وفشلت وزارة!
- وَراءَ كلِّ أُمةٍ عظيمةٍ، تربيةٌ عظيمةٌ
- الحشد الشعبي ولقب(المليشيا الطائفية)
- دبابيس من حبر12
- السياسي من وجهة نظر إجتماعية
- الأسياد والعبيد من وجهة نظر إجتماعية
- كشف الأسرار في البحث عن سيدار!
- عَبرَ الأثيرِ
- فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً
- فلسفة الجنة Philosophy of paradise


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - إغتصابُ رَجُلٍ