أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - القواقع القبلية في فلسطين














المزيد.....

القواقع القبلية في فلسطين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 17:18
المحور: المجتمع المدني
    


تعرضتُ للنقد، حينما كتبتُ ناقدا لقبلية المجتمع الفلسطيني، وأشرتُ إلى تقصير الأحزاب الفلسطينية في علاج ظاهرة التقوقع القبلي في فلسطين.
أصبح المشهدُ القبلي الفلسطيني بمفهومه السلبي( انصر أخاك، ظالما، أو مظلوما) طاغيا، هناك اقتتال يومي بالسلاح في كثيرٍ من المدن والقرى الفلسطينية، فلا يخلو يوم من قتيلٍ أو أكثر، عند الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948، وكذلك الحال عند أهلنا في الضفة الغربية، أما في غزة، فما يزال المشهد القبلي سيد الموقف، فنجوم الإصلاح القبليين هم سدنة الإصلاح، وتأثيرهم المجتمعي أكبر بكثير من كل الجهات الحقوقية، والقانونية، أما القانون المدني، والجنائي فهو ثانويٌ، مخزونٌ في أدراج نسياننا، لتزيين صورتنا في المحافل الدولية، للأسف!
كان مفروضا أن تكون القبلية في المجتمع المناضل، ميدالية تراثية تُعزز صورة النضال، وتُسخِّر القبيلة، والعشيرة، والعائلة، لخدمة المشروع النضالي الفلسطيني، ولكنَّ الأحزاب الفلسطينية التي عدمتْ التثقيف، والفكر، وعقُمتْ عن إبداع منتجات فكرية وطنية حداثية، تلائم العصر لجأت إلى القواقع القبلية، لتحتمي بها، وتشكل منها ميليشيات حزبية مسلحة، تقوم بقطع الطريق على منافسيها وخصومها السياسيين.
صار الرصاص والسلاحُ بديلا عن التثقيف والتوعية، وأصبح مقياس مناعة الأسر، ليس بعدد مثقفيها، ومبدعيها، بل بعد جنود العشيرة من الذكور، وبحجم ما يملكون من سطوة داخل التنظيمات المسلحة، لذا فقد عمدت العشائر والقبائل الفلسطينية الكبيرة إلى إدخال أبنائها جنودا مسلحين داخل الكتائب الحزبية المسلحة، ليتمكنوا من هزيمة خصومهم ومنافسيهم، من أبناء القبائل الأخرى.
صار النضال الوطني شعارا يُستخدم لخدمة المصلحة القبلية والعشائرية!
ومن النتائج الكارثية للقبلية على المجتمع الفلسطيني، أن ارتدى كثيرٌ من قادة الأحزاب عباءات القبيلة، وامتشقوا سيوفها، وسلحوها ليحموا مصالحهم التجارية، ومضارب عشائرهم، حتى لو كان الثمن إنهاك المجتمع الفلسطيني بأسره.
اختلط السياسيُ بالقبلي، وغدتْ تقاليد القبيلة سائدة على الشعائر الوطنية، وأصبحت قضية فلسطين تمرُّ من ثقب إبرة العشائر والقبائل، وصارت التعيينات السياسية خاضعة لطقوس العشيرة، وهكذا تحولتْ القضية الفلسطينية إلى حصص عشائرية، وقبلية!
إنَّ أبشع تأثيرات القبلية على المجتمع المناضل، أنها تنفي الإبداع، والتميز الفردي، وتحارب الاجتهادات بكافة أنواعها، لأنها خروجٌ عن السائد والمألوف، وهذا يُهدد نظام العشيرة والقبيلة، لذا فإن المتفوقين، والمبدعين، يهربون من الواقع القبلي، ويقدمون حق اللجوء السياسي للدول المتحضرة، التي ألغتْ القبلية بمفهومها السيء!
أصبح السؤال المعتاد عند كثيرين في مجتمعنا القبلي هو:
مِن أي العائلات أنتَ؟ فالاسم المجرد لا يعني شيئا للسائل.
فالموقف منك ومن تقديرك، أو الاستهانة بك، لا علاقة له بمنزلتك الشخصية، أو كفاءتك، بل وفق اسم عائلتك وقبيلتك.
ومَن يرغب في استقصاء هذه الظاهرة، فليقرأ بطاقات الأفراح، التي تبدأ بآل، ولا تبدأ بالأسماء الشخصية، فالفلسطيني اليوم هو ظلٌّ لقبيلته.
وما القضية الفلسطينية، والنضال الوطني سوى (بكرج) قهوة مخصص للضيوف الغرباء، في مضارب شيوخ العشيرة من السياسيين والعسكريين الفلسطينيين!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
- انتهاء صلاحية الإنسان العربي
- مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
- في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
- لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
- تسونامي ليبرمان الجديد
- هل غزة فاشستية؟
- فلسفة للتبرير، وليس فلسفة للتنوير والتغيير
- تدمير بُنية الأجيال
- الاحتلال الفرعوني لتل أبيب
- جربوا مطاعم المحبة
- ضحايا التيار الكهربي
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - القواقع القبلية في فلسطين