أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - ما هو العيب في السياسة ؟ حالة سهير الاتاسي نموذجا














المزيد.....

ما هو العيب في السياسة ؟ حالة سهير الاتاسي نموذجا


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعقيبا على صور حمام شمسي منسوبة للسياسية السورية سهير الاتاسي, سأعرض لعدد من النقاط ذات الصلة.
أولا - لكلِّ انسان نمط و طريقة حياة فيما يتعلق بالطعام و الشراب و اللباس و الاحتفال و نحوها, و الاختلاف هو ظاهرة طبيعية, و يجب احترام خيارات الانسان فيما يتعلق بطريقة معيشته مالم يترتب على ذلك ضرر و ظلم للآخر. و من هذا المنظور الملزم - لكل الناس- لا يعتبر أن تقوم سيدة سورية - او غير سورية - بالسباحة أو عمل حمام شمسي و نحوها خطأ او عيب أو عار , هذه قضية لا شأن لي بها و لا شأن لكَ و لا شأن لكم بها! و لا يحقُّ ليْ أو يحقُّ لكَ فرض وجهة نظرك على الاخرين او الزامهم بها, و اعتمادا على ذات المبدأ مثلا لا يحقُّ لشخص أو جهة اعتبارية منع النساء من ارتداء الحجاب على سبيل المثال. و اذا لم نتّفق كسوريين على هذه النقطة فهذا يعني عدم أهليتنا للحرية بالمعنى الحيوي و الاجتماعي. لا يمكن ان تكون حر سياسيا و مستبدّ اجتماعيا. و كلامي السابق غير مَعنيٍّ بالترويج أو ادانة سلوك السيدة سهير الاتاسي او أي شخص آخر
ثانيا- نقد السياسي و المشتغل بالشأن العام واجب, و لكنّ النقد ينبغي أن يكون بناء تقييم سلوكه السياسي و العام.. و في حال ثبت وجود قصور , هناك الكثير من الآليات في الدول الديمقراطية لتصحيح هذا القصور أو استبداله بسياسي آخر , و في حال ارتكب هذا السياسي مخالفة تتعلق بالنزاهة و نحوها ,من الضروري نقده, لا بل و ان لزم احالته الى القضاء العادل. و لكن الانتقادات الموجّهة الى السيدة سهير الاتاسي بمعظمها تنحو منحى مُختلف لا علاقة له بالأداء السياسي ..فالصور التقطتْ لها خلسة و نشرت دون اذن منها و هذا مخالفة و سلوك لا اخلاقي...الحياة لا ينبغي لها ان تتوقف.. و من حق الانسان الاستمتاع بالحياة وفقا لمنظوره هو.. و هذا لا يتناقض مع ضرورة ان تكون ناجحا و مُخلصا في عملك بما يشمل العمل السياسي و العام, و يحضرني في هذا الأمر أن أحدّ أهم أساتذة الجراحة الصدرية في سوريا كان رجلا يشرب الكحول و يسهر في المقاصف بشكل شبه يومي! و مع ذلك و خلال عقود من الزمن أنقذ حياة و خفف المعاناة عن الآلاف من الناس و الحالات المرضية المستعصية , ليستْ تلك دعوة لشرب الكحول او السهر على اية حال و لستُ من المحبّذين! , و لكن المثال يصلح من جهة تقييم آداء الطبيب او السياسي من جهة عمله و منجزه العام و ليس بناء على أي شيء آخر.
ثالثا- كُتب الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي عن تورط السيدة الأتاسي بقضايا اختلاس مالي, و لكنها تبقى اتهامات و جزء منها في سياق التشهير و الصراع السياسي, و المتّهم برئ حتى تثبت ادانته, و لنتذكّر بأن كثيرا من خصوم السيدة الاتاسي ليسوا بمثال يُحتذى للنزاهة و السلوك الاخلاقي. الائتلاف الوطني لقوى التغيير و الثورة مؤسسة مترهلة تفتقد للانسجام و الشفافية الى حد كبير , و يمكن وصفه بالقصور و الفشل هذا صحيح , و هذا يشمل ضمنا اعضاء الائتلاف بمن فيهم السيدة سهير الاتاسي ..و هو جزء من فشل وطني كبير سوري نعيشه ,و فشل سياسات المجتمع الدولي كذلك. لستُ على اطلاع كاف لقيم الذمة المالية للسيدة سهير الاتاسي.. و لذلك لا أفضّل الخوض فيما أجهل.
رابعا- ماتزال قيمة الفصل في الثقافة العربية الاسلامية ضعيفة , تقودنا العاطفة الجامحة , و الصور النمطية المسبقة, و مبدأ الكل أو لا شيء! إنّ القدرة على الفصل بين حقول المعرفة و الحياة المختلفة هو قرينة وعي و خبرة . كما ينبغي الفصل ما بين السياسة و الدين , و كذلك الفصل ما بين العلم و الدين , و كذلك الفصل ما بين الاقتصاد و الدين , كذلك ينبغي الفصل ما بين الخاص و العام في حياة الانسان. فما يهمّ المجتمع من السياسي هو اخلاصه لمجتمعه و خبرته في ادارة الازمات و تحسين حالة المجتمع, و ليس لباسه و تسريحة شعره و كونه مواظب على المساجد او مجالس الذكر الصوفية أو الحفلات الغنائية مثلا! مع التأكيد بأنّ الفصل المذكور هو فصل اجرائي فمن المستحيل الفصل التام بينهما في الحياة العملية , و لكن يبقى أن نؤكّد على معيار الفصل, و مع التأكيد كذلك على الحرية الشخصية و الخاصة للإنسان لم ينبني عليها ظلم او ضرر بحقّ الأخر فعندها تفقد صفتها الخاصة و الشخصية.
خامسا- الاستثمار القاصر في السياسة عادة ما يعتمد على استثمار الجهل و الغرائز و ثقافة القبيلة و ثقافة القطيع كذلك العاطفة الدينية بدلا من مخاطبتهم في مصالحهم و احتياجاتهم الحيوية كمجتمعات وكمواطنين في دولة. فعلى سبيل المثال الخطاب الطائفي أثبت قدرته على استجرار معظم أصوات الناخبين في لبنان و العراق مثلا؟ و كذلك حالة استخدام خطاب تكفيري أو ذكوري لاكتساب الشعبية و الاطاحة بالخصوم. لنتذكر في 2010 عندما قام محمد البرادعي بإعلان نيته للترشح لرئاسة مصر , ظهرت صور لابنته بلباس البحر في سياق حملة تشهير به.. كان المستفيد منها خصومة أي نظام المخلوع مبارك و تيارات الاسلام السياسي!
سادسا- قل لي ما هو مفهومك للعيب أقل لكَ من أنت! ثمّة قاسم مشترك قد يزعج الكثيرين التذكير به : انتقاد بشار الجعفري سفير النظام السوري في الامم المتحدة من خلال نشر صور ابنته شهرزاد الجعفري! و انتقاد سهير الاتاسي بناء على نشر صور حمام شمسي منسوبة لها.. كلاهما -وفقا لنفس المعيار- سلوك غير اخلاقي و انتهاك لخصوصية الانسان, دون ان يعني ذلك عدم وجود نواحي اخرى يمكن انتقادها من حيث أن الجعفري و الاتاسي شخصيات عامة. يورد عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد ما يلي" الشرقي أكثر ما يغار على الفروج كأنَّ شرفه كلّه مستودَعٌ فيها، والغربي أكثر ما يغار على حريته واستقلاله! الشرقي حريصٌ على الدين والرياء فيه، والغربي حريصٌ على القوة والعزّ والمزيد فيهما! والخلاصة: أنَّ الشرقي ابن الماضي والخيال، والغربي ابن المستقبل والجد "



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عكاكيز الدعاء.. و العقل المُستريح!
- في المفاضلة بين الانسان و الحيوان.. سهرة مع النقّري و السليم ...
- في الحياة ..من الحياة ..الى الحياة!
- كتاب تهافت الاعجاز العددي في رأي لمنذر عيسى مع تعقيب
- بيلان ...المكان الذي مات ...و لم تغادره الحياة !
- عن الجنّ لماذا و كيف؟.....مسامرات فيسبوكية ج3/3
- عن الجنّ الضرَّاط.....مسامرات فيسبوكية ج2/3
- سهرة مع أصدقائنا الجنّ...مسامرات فيسبوكية ج1/2
- جناية أرسطو على السوريين , أمّ أنفسهم !
- عن الجنّ و نصيحة خليل الحسن لي
- من الذاكرة الدماغية .. إلى الذكرة الشعرية
- في العنصريّة و العقائد السياسية للسوريين
- الديكتاتور ذو الرقبة الطويلة / شعر
- أنا والرقّة, قبل ان يغزوها الدواعش ... شريط الذكريات
- حوارات فلسفية : الدم بين الشكل و الجوهر المقدّس! ج2/2
- حوارات فلسفية : الدم بين الشكل و الجوهر المقدّس! ج1/2
- مدرسة دمشق للمنطق الحيوي
- الحد الأدنى لصلاحيات داعش وجبهة النصرة
- تهافت دعاوى الاعجاز العلمي في خلق الجنين
- الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - ما هو العيب في السياسة ؟ حالة سهير الاتاسي نموذجا