أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فخر الدين فياض - رد على مقال كمال غبريال (حنانيك يا د. فيصل القاسم) (الليبرالية الجديدة) ترتدي الجلباب الصعيدي















المزيد.....

رد على مقال كمال غبريال (حنانيك يا د. فيصل القاسم) (الليبرالية الجديدة) ترتدي الجلباب الصعيدي


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(الليبرالية الجديدة) ترتدي الجلباب الصعيدي!!
رد على مقال كمال غبريال (حنانيك يا د. فيصل القاسم)
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
ترددت كثيراً في الرد على الدكتور "كمال غبريال" في مقاله "حنانيك يا د.فيصل القاسم" الذي يرد فيه على مقال القاسم "الديموقراطية العراقية: ضجيج ليبرالي وحكم كهنوتي"!
ومبعث ترددي كان شعوراً بالمقت لهذا العبث الأيديولوجي الذي يبدو أنه لم يتعلم من التاريخ شيئاً. خصوصاً حين يؤكد مراراً وتكراراً جملة "نحن الليبراليون الجدد" وهو محق بتكرارها لأن "ليبراليته" ـ على ما يبدو ـ لا حضور لها إلا في الجملة العتيدة.
نحن نفهم الليبرالية على أنها فلسفة البرجوازية الصاعدة.. تلك البرجوازية العظيمة التي بنت الدولة القومية أو دولة الأمة من جهة وحققت الثورة الديموقراطية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وفتحت الأفق المجتمعي تطورياً نحو اللانهاية في كافة العلوم والتكنولوجيا، وما سمي بالثورة الصناعية وما بعد الصناعية..
كل ذلك بني على ما سبق وهي فلسفة عصر الأنوار التي كان من أهم منجزاتها القضاء على الحكم الكنسي والإقطاعي.. وتحرير الفكر من ربقة العصور الوسطى بما حملت هذه العصور من صولجانات و"عمائم" وألقاب و"نصوص" وغير ذلك من محددات وقواعد وعقبات في الكشف والاكتشاف والمعارضة والاختلاف والتعدد وفصل السلطات وحكم القانون والتمثيل البرلماني وحرية الصحافة.. وغير ذلك من دعائم المجتمع الليبرالي الحق.
والليبرالية بهذا المعنى قد لا يختلف عليها اثنان، إلا أن هذا التعريف كان لا بد من تقديمه " على ما يبدو" لشباب "نحن الليبراليون الجدد" لكي نتأكد أولاً أننا نتحدث عن المفهوم نفسه لليبرالية. لأن ما حفل به مقال السيد "غبريال" يدعونا إلى الشك في أنه يتحدث عن منظومة مختلفة كلياً عما يسمى الليبرالية.
وهو أمر ليس غريباُ على مجتمعات وكتاب و"كتبة" العالم الثالث والعرب خصوصاً "رغم تبرؤ السيد غبريال من صفة العروبة" التبرؤ الذي لا يلغي أنه غارق إلى ما فوق أذنيه في مستنقعات العلل المستعصية التي غرق بها الفكر العربي منذ مئة عام.. والعلة الأصعب في الأيديولوجيا بكل ما تعنيه من شعارات وخطاب ديماغوجي ونفاق سياسي وفكري في سبيل تكريس "حقيقة" ليست موجودة إلا في رأس من ابتدعها.
يتغنى"كمال غبريال" وجوقة "الليبراليين الجدد" بما يسمى "المقدم الميمون لقوات التحالف" التي خلصت العراق من "أفظع ما عرفت البشرية من أنظمة حكم فلا الستالينية ولا النازية والفاشية قد ارتكبت من الجرائم في حق الإنسانية، ما ارتكب نظام صدام حسين ونظامه البعثي المقبور".
وإذا كنا لا نختلف مع "غبريال" على توصيف نظام صدام حسين إلا أنه من المؤكد أننا نختلف معه على توصيف "المقدم الميمون لقوات التحالف" والغريب أنه يتحاشى أن يقول (قوات الاحتلال الأميركي) رغم أن هذا التعبير تستخدمه أميركا والحكومة العراقية الجديدة دون أي حرج!!
ونسأله بدورنا:
هل هناك مجزرة أبشع من قتل نصف مليون طفل عراقي إبان الحصار الأميركي للعراق؟!
وللعلم فقط أن قتل نصف مليون طفل عراقي بهذه الصورة "الوحشية" ـ وضعتها بين قوسين خشية الاعتراض على أنها وحشية!! ـ هي جريمة يحاكم عليها القانون الدولي بوصفها جرائم ضد الإنسانية ولو كان للقانون الدولي دوراً في هذا لكانت الإدارة الأميركية الحالية والسابقة رهن الاعتقال والمحاكمة عن بكرة أبيها هذا أولاً!!
وثانياً: هل الأسلحة التي استباحت العراق كانت ذكية فعلاً بحيث أنها لم تستهدف المدنيين والأبرياء والعزل. أم أن تلك الأسلحة كانت "أغبى" من أن تتمتع بشيء قليل من القواعد والاتفاقيات الدولية فيما يخص الحروب.. من حيث أنها بطشت في الجسد العراقي دون تمييز!!
ثالثاً: هل هذا الغناء الليبرالي "بالمقدم الميمون لقوات التحالف" يحتوي على "موالٍ" يتعلق بأبو غريب مثلاً.. أو شيئاُ من" رقصة الحجالة" حول مدن العراق الحزينة مثل الرمادي والفلوجة.. والقائم وغيرها؟!
وهل لسادية الإدارة الأميركية وسجانيها وهم يستمتعون بمنظر المعتقلين عراة أذلاء.. معلقين بحبال كهربائية شيئاً من المقامات الموسيقية الليبرالية التي تحفل بها جعبة "الليبراليين الجدد"؟!
يقول السيد "كمال غبريال":
"بعد مرحلة الهدم الضرورية للطغيان، يأتي دور البناء الذي يعرف الجميع (وأولهم صديقنا اللدود) المقصود فيصل القاسم أنه عملية صعبة، لا تتم بين يوم وليلة، إعادة بناء الوطن الذي هدمه الطغيان، وإعادة بناء الإنسان الذي أفرغه النظام البعثي من إنسانيته، ليحوله إلى هيكل عظمي مرتعب، ثم استزراع الليبرالية في أرض ومنطقة لم تعرفها من قبل، كل هذا (يا صديقنا اللدود) لا يتم بين عشية وضحاها.
إن الليبراليين الجدد ليسوا هم السذج، الذين يتصورون أن مجرد القضاء على كابوس البعثية الصدامية، كفيل بإقامة فردوس الليبرالية في غمضة عين، فمسيرة البناء يا سيدي طويلة وشاقة، وتحتاج منا نحن شعوب المنطقة أن نتصدى للقيام بأعبائها الجسام، حرصاً على مستقبل أولادنا وأحفادنا، لا أن نقف منها موقف الشامتين، والمهللين للعقبات، التي كنا نعرفها، ورصدناها قبل حدوثها، وتشهد على ذلك كتاباتنا."
وعذراً لهذا الاستشهاد الطويل..
من المؤكد أن مسيرة البناء طويلة وشاقة.. ولكن أولاً دعنا نتفق إن كانت مسيرة بناء فعلاً.
فللبناء رجاله وأدواته!!
ولا أعتقد أن السيد كمال غبريال يعتقد أن "برج إيفل" يمكن أن يقوم ببنائه رجل اعتاد على بناء بيوت الطين والقش.. فبرج إيفل هو نتاج تراكم حضاري قائم على مجموعة كبيرة من العلوم..
ونسأل السيد غبريال عن رؤيته لرجال البناء العراقي اليوم؟.. وما هي فاتحة عهدهم الجديد؟!
ما رأيك بدستور يحول المرأة من إنسان.. إلى "حرمة"؟ ثم ما رأيك بدستور ينص على اجتثاث "الآخر"؟..
البعث أو غيره، كفكر وتنظيم وأشخاص.. في الوقت الذي حفل الشارع العراقي السياسي أو السياسوي إذا أحببت بملايين البعثيين، علماء وموظفين وطلاب وعمال وفلاحين.. وغير ذلك؟
ثم ما رأيك بأقبية النظام الجديد؟!
هل سمعت بالجادرية مثلاُ؟! وهل سمعت بالشرطة والأمن الجديدين حين تلقيان القبض على أحدهم"وبشكل رسمي" ثم توجد جثته بعد أيام في احد الشوارع؟!
هل سمعت أيها الليبرالي الجديد بتعرية الفتيات واغتصابهن في سجون النظام الذي تدعوه ليبرالياً؟!
هل سمعت بالميليشيا "الشرعية" التي تخترق الكيان "الأمني " العراقي من قاعدته حتى رأسه؟!
هل سمعت ب"اطلاعات" وهي تنصب حكومة وتقيل أخرى وتسيّر أكثر من نصف الشعب العراقي حسب توجهات الآيات العظمى ـ الآيات الليبرالية الجديدة كما قد تراها؟!
هل سمعت أن العراقي يستطيع شتم من يريد اليوم في مناطق واسعة جداً من العراق.. إلا أن يأتي على ذكر "الخامنئي" مثلاً بسوء؟! آنذاك ستزول رحمة الله عنه وسيصبح دمه مستباحاً.
هل رأيت إياد علاوي وهو يركض أمام حشود الليبراليين الجدد وهم يرمونه بالأحذية في زيارة للنجف الأشرف مؤخراً؟!
هل تعرف لماذا كانوا يرمون علاوي بالأحذية؟!
فقط لأنه يتحدث عن عراق غير طائفي.. موحد، والرجل لم يقل حتى (العلمانية)!!.
يقول السيد غبريال حول احتمال انتصار النموذج الليبرالي والعلماني إنه سيتم بفضل "ريادة رموز الليبرالية والعلمانية، المتواجدين بقوة داخل المجتمع العراقي، وبمساعدة القوى العالمية، التي قررت أن تجعل من العراق نموذجاً لإمكانية تطور الشرق، ودخوله حضارياً إلى الألفية الثالثة."
لا أدري عن أية قوى عالمية يتحدث.. ولا عن أية رموز علمانية وليبرالية رائدة ستجعل من العراق واحة لليبراليين الجدد؟!
ما دامت رموز الشعب العراقي اليوم كلها مرجعيات دينية... وما دام العلماني لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة نحو المشاركة السياسية في النظام دون أن "يتلقط" بإحدى هذه العباءات.. فكيف يمكن لهذه الريادة أن تتحقق؟!
ثم ما هي ماهية " القوة العالمية التي قررت أن تجعل من العراق نموذجاً حضارياً"..
إدارة جورج بوش مثلاً؟! لنسأل الشعب الأميركي عن هذه الإدارة وهذا القائد "الحربي" حسب اعتراف بوش نفسه..
هل يعرف السيد غبريال أن شعبية بوش في الحضيض.. وأنه من أكثر الإدارات بعداً عن الديموقراطية وحقوق الإنسان بشهادة "أهل البيت أنفسهم"!!
وإن أحببت بشهادة الشوارع العالمية التي استقبلت جورج بوش في أميركا اللاتينية وأوروبا بالمقت والكراهية.. وحبات البندورة!!
وربما فاتنا أن نسأل السيد غبريال عن رأيه بالمسيرات المليونية في أميركا وأوروبا ضد الحرب على العراق.. وهذا "المقدم الميمون" لقوات التحالف..
رأي هذا الليبرالي العتيد ب"نور وغجر" لندن المليون الذين خرجوا ينددون ببوش وبلير بوصفهما قادة قتل وخراب؟!
وهل المليون ينضوون تحت لواء البعث وشعاراته أو تحت عبارة الزرقاوي مثلاً.. أم أنهم ليبراليون حقيقيون ويرون أن المستعبِد والمستعبَد سواء في العبودية، ولا يمكنهم تقبل أفكار الغزو والاحتلال.. وأن الديموقراطية عليها أن تنتصر أولاً بوعي الناس وإرادتهم وليس بالحذاء العسكري!!
مليون لندني ربما هم عبارة عن "بدو رحل" أصولهم عربية في نظر كمال غبريال..
يقول السيد غبريال:
" الأحلام الليبرالية يا عزيزي لم تتحول إلى كوابيس، فرغم أن ما تحقق على أرض الواقع كان أقل من تمنياتنا (وليس توقعاتنا العملية)، فإنه إنجاز حضاري بكل المقاييس، وانظر حولك يا سيدي، أي الشعوب المسماة بالعربية تحكمه حكومة شرعية منتخبة بانتخابات حقيقية نزيهة كشعب العراق، ومن منها يمتلك دستوراً ديموقراطياً قابلاً للتطوير كدستور العراق، انظر حولك بعدالة ونزاهة، لتدرك أن الأحلام الليبرالية في طريقها للتحقق على أرض الرافدين."
إنجاز حضاري بكل المقاييس!!
المشكلة فقط بهذه ال"كل" ولو قال بمقاييس" معينة" ربما كانت الفكرة قابلة "للبلع".. إلا أن كل المقاييس فهذه لا يمكن بلعها!!
رغم أننا نتفق معه في أن الشعوب العربية غير محكومة بأنظمة شرعية وأنها محكومة بأنظمة شمولية مستبدة... إلا أن المثل أو (القدوة) ليس النظام العراقي الجديد بكل تأكيد.
هل يعرف السيد غبريال أن فتوى واحدة من السيد السيستاني قادرة على منع الانتخابات بشكل كلي في العراق؟!
هل يعرف أن الأميركان يقولون: لو أفتى السيد السيستاني بمقاومة الاحتلال لكانت أميركا الآن خارج العراق؟!
السيستاني يا سيدي هو أحد المرجعيات الدينية.. وليس مرجعاً ليبرالياً إذا كنت تشك بذلك.. أو تختلط عليك الأسماء.
وهيئة علماء المسلمين التي تستطيع الفعل أبعد مما تتصور.. هي هيئة دينية، ترفض العلمانية مثلما ترفض الجحيم.
والإنجاز الحضاري الذي تتحدث عنه هو انقسام مذهبي وفئوي وفيدراليات ثلاث متعادية ومتناحرة. وقائمة على أساس عرقي ومذهبي ليس إلا.
وللعلم فإن الفيدرالية وجدت لمجتمعات حققت قيم المواطنة، أي الانتماء إلى الوطن أولاً قبل العرق أو المذهب، ولم توجد لمجتمعات ما قبل المواطنة، وإذا أردت ما قبل المجتمع بوصفه (نسيجاً سوسيولوجياً) والتاريخ لم يعرف بلداً تم تقسيمه إلى فيدراليات... إلا في العراق.
دائماً كانت الفيدرالية هي لأقاليم مجزأة في سبيل توحيدها تحت لواء وطني واحد وحكومة مركزية.
يقول السيد غبريال:
" لم توقظ الحملة الأميركية على العراق المارد الأصولي، لكن العراق قد صار مركز تجميع لعقارب الإرهاب والتطرف في أنحاء المنطقة، ورغم أن هذا وضع صعب لشعبنا العراقي، إلا أن العراق في النهاية سيكون له شرف استضافة أكبر مقبرة للإرهاب وللإرهابيين، فهناك يتجمع الصديد والقيح المنتشر في الجسد العربي، لكي يقوم رسل الحضارة بتنظيفه واجتثاثه.
والآن دعني أسألك يا صديقي (اللدود) ـ المقصود فيصل القاسم ـ:
ليس في العراق وحده، وإنما في شرقنا الكبير، وفي العالم أجمع، هل تتصور أن ينتصر الفكر الظلامي، على الحضارة والتقدم؟ هل ستتراجع البشرية، وتحول اتجاهها إلى الخلف، خوفاً وانهزاماً أمام أصحابك بن لادن والظواهري والزرقاوي؟ أتتوقع أن يركع العلم أمام الجهل؟".
لغة تعبيرية أقرب إلى الحكايات والسوالف.. والمسلسلات العربية، التي تعتمد على أن يأتي البطل في النهاية ويحسم المعركة لصالح الخير... للأسف هي كذلك!!.
يا سيد غبريال ليس الانتصار دوماً للحضارة والتقدم.. هناك الكثير من الأمثلة التاريخية التي انتصر فيها الإرهاب والقمع على الحاضرة والتحضر ولا أعتقد أنك ترى في أوروبا الشرقية قبل انتصار السوفييت فيها أنها كانت مظلمة وإرهابية وانتصرت الحضارة فيها مع الحكم الشمولي الذي دام عشرات العقود من الزمن؟!
ولا أعتقد أننا اليوم أمام هذه المعادلة: صراع بين الخير والشر أو بين النور والظلام أو بين الحضارة والتخلف.. هذه تعابير لا تصلح حتى للأطفال، إننا إزاء حرب مصالح وتوازنات عالمية وإمبراطورية قادمة لغزو العالم بأسلحة همجية وليس بالديموقراطية والحريات العامة والحضارة.. وهذه أبسط من أن نستفيض بشرحها أما "مقبرة الإرهابيين.. ورسل الحضارة.. وركوع الجهل أمام العلم" فهذه أيضاً غريبة قليلاً عن لغة السياسة الواقعية التي تتحدث بها الليبرالية العالمية التي لا تعاني من أوهام و"منامات" الليبراليين الجدد.. العرب!! إن كان يمثلهم السيد غبريال!!
بغض النظر يا سيدي عن اتهاماتك للدكتور فيصل القاسم حول "أصحابه القتلة والذباحين" والزرقاوي وبن لادن والظواهري، ولا أدري كيف جعلت هؤلاء أصحاباً لفيصل القاسم الذي كتب مقالات يفند فيها هذا الفكر الظلامي ـ القروسطي الذي عاد ليحكمنا بقوة ويحوّل الحلم الديموقراطي الذي ننشده ـ ولا حل لنا سواه ـ إلى هباء منثور.
إن مقالك حفل بالكثير من الاتهامات لقناة (الجزيرة) ـ التي أؤكد لك أنني أعتز بها كثيراً بوصفها رائدة حقيقية في عالمنا العربي لقيم الليبرالية الحقيقية والإعلام الحضاري والحديث الذي تحاول أن تكونه ـ ومن جهة ثانية حفل مقالك بالاتهامات أيضاً للدكتور القاسم بصداقته للإرهابيين ووقوفه إلى جانبهم.. لا حاجة لكي أؤكد لك إعجابي بالدكتور القاسم كإعلامي عربي قد يكون تحوّل إلى قدوة ومثلاً في هذا المجال.
إلا أنني أؤكد لك أن ملاحظاتك هذه حول الجزيرة والدكتور القاسم أزعجتني كثيراً وشعرت بما يشبه الخيانة ـ واعذرني على هذا التعبير ـ لأنك هنا لم تختلف عن جورج بوش حين أسرّ لطوني بلير بنيته قصف مباني الجزيرة.. داخل قطر نفسها!!
هذه (النية) التي تحولت إلى واقع في مرات عديدة استهدف بها الزملاء الذين يعملون مع الجزيرة في بغداد وأفغانستان..وأنت تعلم أن بعضهم قد استشهد هناك.. وبعضهم يقضي عقوبة عمله الإعلامي في (غوانتانامو) وإسبانيا..
أية ليبرالية منافقة وكاذبة هذه التي تدعيها، حين تحرّض على حرية الصحافة والبحث عن الحقيقة؟!
وأية قوة همجية هذه الآتية نحونا، تحت اللواء الأميركي.. وهي تستهدف هذه (الطفرة) الإعلامية المباركة في حياتنا التي تدعى الجزيرة؟!
لا يسعني يا سيد غبريال أخيراً إلا أن أقول إننا كعرب كنا رواداً في قيم "الشطارة... والتكتكة" في السياسة والفكر والثقافة على مدار عدة قرون مضت.. وتظهر شطارتنا بوضوح على صعيد الشعارات والأفكار التي نقتطعها من أرضها ومناخها وتاريخها ونجلبها معلبة إلى حياتنا السياسية والفكرية.. ليست المشكلة هنا فالأفكار بالنهاية لا وطن لها.. ونحن بأمس الحاجة للثقافات الغربية بكل ما حملته من مفاهيم ديموقراطية وأفكار تتعلق بحقوق الإنسان والحريات العامة والحياة البرلمانية.. وغير ذلك.. إلا أننا اعتدنا على أن نلبس كل فكرة جلباباً وشروالاً عربياً..
فالبروليتاريا مثلاً تحولت عندنا لتصبح بدوليتاريا عند (الشيوعيين الجدد)..
والديموقراطية عندنا كانت قد حملت "جفتاً" وأطلقت نيرانها على كل من يخالفها الرأي.
والاشتراكية جعلناها تمشي ويمشي وراءها آلاف الأقبية والمعتقلات.. و"المفكرين" الكسبة ذوي اللون الواحد.
أما الليبرالية _ التي تصر على تسميتها بالجديدة _ فقد ارتدت للأسف جلباباً صعيدياً وحملت عصا "البلطجي".. ونزلت إلى "المولد " المذهبي والحريمي وهي تردح على "رقصة الحجالة" بمعية المارينز الأميركي.. وكم صبي من صبيان "الماريجوانا" السياسية.. والكيف العقائدي!!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هي محاكمة العصر ؟
- هلوسات ديموقراطية
- إرهاب (الجادرية) وفلسفة الانتحاريين في العراق الليبرالي الجد ...
- مصطفى العقّاد .. غربة الرسالة وغرابة القتل
- ما الذي يريده جورج بوش ..حقاً
- لعبة العض على الأصابع ..والتسونامي السوري
- الديبلوماسية العربيةعذراً ..مجلس الأمن ليس مضارب بني هلال
- عراقة الديموقراطية في أوروبا ..كيف نفهمها
- المعارضة السورية ..احذروا تقرير ميليس
- تقرير ميليس ..دمشق بعد بغداد
- -!!مشروع الإصلاح العربي بين طغاة -التقدمية-..وطغاة -السلف ال ...
- الدجيل ..الآن
- زغرودة ..قصة قصيرة
- ماذا يقول الشهداء ..للدستور؟
- الحالم ..قصة قصيرة
- أبو محلوقة..!!القصة الفائزة بالمركز الأول في مهرجان المزرعة ...
- هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم
- فهرنهايت.. والفحش الثقافي العربي
- طفولة ..قصة قصيرة
- الجنرال ..قصة قصيرة


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فخر الدين فياض - رد على مقال كمال غبريال (حنانيك يا د. فيصل القاسم) (الليبرالية الجديدة) ترتدي الجلباب الصعيدي