أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم الحريري - عشية 14 تموز 1958 (2)














المزيد.....

عشية 14 تموز 1958 (2)


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 5217 - 2016 / 7 / 8 - 00:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


(أواصل رواية الأحداث ليس، فقط، من موقع المشاهد، بل ايضا الفاعل والمتفاعل، ولقد كنت في موفع يسمح لي بذلك، و ارجو ان لا يعد ذلك تنطعا مني او تفاخرا بما لا استحقه، بل هو امانة لا يمكن لي ان اتجاوزها، بدعوى التواضع او الإفراط فيه، حد التفريط المخل. و ليعذرني القارئ اذا لم اكن دقيقا في ايراد التواريخ كذلك الإستشهاد بالمقتطفات، فانا اكتب بعيدا عن المصادر)
عكفت الأحزاب والحركات السياسية المعارضة على تحليل النتائج التي اسفرت عنها انتفاضة 1956: قمع وحشي بالحديد والنار، تراجع في زخم الحراك الشعبي، وانتشار نوع من الياس، اذا جاز لي التعبير، في المزاج الشعبي. و لم يكن الحزب الشيوعي بمعزل عن حركة المراجعة هذه.
معلوم ان الحزب كان قد خلُصَ في التقرير الذي اسفر عنه الكونفرنس الحزبي المنعقد اواسط عام 1956 الى ان التحول الوطني الديمقراطي في العراق سيتخذ، على الأغلب، طابعا سلميا، متاثرا في ذلك بالتقديرات المتفائلة التي اشاعها المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي حول الإنتقال السلمي الى الإشتراكية، وكذلك بالإنتصارات التي كانت تحرزها حركات التحرر الوطني العربية، وحركات التحرر الوطني في بلدان ما يسمى العالم الثالث، وانحسار النظام الكولونيالي في العديد من مناطق العالم.
قد يكون هذا الإستنتاج، بشكل عام، صحيحا، لكن الماركسية تعّلم، ايضا، دراسة كل وضع على حدة، اي ما اصبح، على حد التعبير اللنيني الذي بات شائعا "دراسة الوضع الملموس بشكل ملموس"
ليس هنا مجال الإستطراد في مماحكات نظرية. المهم تتبع ما افرزته انتفاضة 1956 من نتائج على تفكير واساليب عمل الاحزاب السياسية المعارضة بما فيها الحزب الشيوعي.
ولعلي لم اكن الشيوعي الوحيد الذي طالب الحزب باعادة النظر في استنتاج الكونفرس الحزبي حول "الإنتقال السلمي..." (حداني الى هذه المراجعة، ايضا، جرح بليغ برأسي بطول 11 غرزة غامر بالقيام بغرزها الطبيب الراحل هاشم المدامغة في مستوصف شارع العشرين في الاعظمية، من دون تخدير، من طابوقة لا اعرف مصدرها، كَعّدت راسي!) ليس هذا فحسب، بل طالبت بتشكيل فصائل للمقاومة الشعبية الصدامية المسلحة، تتولى اعمال التخريب في المنشآت البريطانية، ومواجهة قوات الشرطة. وأبديت استعدادي للمشاركة في هذه الفصائل. بل تهيأت للمشاركة بعد ان تلقيت اشارة تطلب مني ان استعد!
لم يطل الوقت حتى صدر تقرير عن اللجنة المركزية، يحلّل الدروس المستخلصة من انتفاضة 1956، يسحب التقدير المتفائل حول "التحول السلمي... الخ" ويستبدله باستنتاج "التحول العنفي على الأغلب...".
عرفت، فيما بعد، انه كانت هناك وجهات نظر مختلفة حول السبل الملموسة لتطبيق هذا الإستنتاج، فبينما دعا الراحل عامر عبد الله الى اغتيال نوري السعيد، كما ورد في بعض المذكرات، لعل من بينها المؤلف الهام للرفيقة ثمينة يوسف "سيرة مناضل"، وهو ما عارضه الشهيد الخالد سلام عادل لأنه ينطوي على نزعة مغامرة ونفاد صبر، كما ورد في المؤلف المذكور. وأرجو ان لا اكون مخطئا، فانه تكونت فعلا فصائل مقاومة شعبية قامت ببعض اعمال التخريب، كما عرفت فيما بعد
فعند التقائي، عام 956 بالصديق الراحل شهاب التميمي، في معسكر السعدية الذي ضم، بعد سحق الإنتفاضة، المئات من الناشطين، كنت من بينهم، أسرّني عن عملية القاء قنبلة على السفارة البريطانية في الكرخ اشترك فيها هو ورفيق نجار كان معتقلا معنا (لا اتذكر اسمه لعله كريم التقيته مرة ثانية بعد عام 2003 في محله قرب ساحة الفردوس، تحول الآن الى مطعم للوجبات الجاهزة) وتمت هذه العملية باشراف الراحل بيتر يوسف، وقد كان وقتها قريبا جدا من الشهيد سلام عادل.
لكن يبدو ان قيادة الحزب، و بشكل خاص سلام عادل توصلت الى ان هذه العمليات، مهما كان الضرّر الذي تلحقه بالمنشآت البريطانية او حتى في مواجهة الأجهزة القمعية للنظام، فانها لن تفلح إلا في انزال بعض الخدوش في بنية النظام، في حين ان المطلوب هو: استئصاله من الأساس!



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية 14 تموز 1958 (1)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته (3)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته
- -التحالف الرباعي -ما له و ما عليه(8)التغيير؟ام التحرير؟
- -التحالف الراعي-:ما له و ما عليه-مصالح المتحالفين(7)
- -التحالف الرباعي-:ما له و ما عليه(6)
- -التحالف الرباعي-ما له و ما عليه(5)
- -التحالف الرباعي-ما له وما عليه(4)
- مواقف متحركة ... رمال متحركة -3-
- -التحالف الرباعي-ماله و ما عليه(2)-موقف نكاية!
- -التحالف الرباعي-:ماله و ماعليه(1)
- وليد جمعة / الصبي المشاكس الشقي...وداعا
- حوار هادئ مع السيد المالكي/الموقف النفعي من الدين ورموزه ورح ...
- حوار هادئ مع السيد المالكي/ الحراك الشعبي، الشعارات و الشيوع ...
- حوار هاديء مع السيد المالكي/ من يسيء للدين ورموزه ورجاله؟
- مأساة اللاجئين والمهاجرين تتفاقم... نحن نتّهم !
- من يضعف الحشد الشعبي؟من يضعف مجابهة داعش؟
- من هي مرجعية السيد العامري و هيئة الحشد الشعبي؟(1)
- هيا نسد الطريق على اعداء الآصلاح و التغيير...هيا الى الساحات ...
- شدتسوون؟!


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم الحريري - عشية 14 تموز 1958 (2)