أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - الله في الميزان















المزيد.....

الله في الميزان


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 03:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله في الميزان
قبل مايقارب اربعة عشر مليار سنة امر الله ( الامتناهية الانفرادية ) بالانفجار فتحولت في بضع اجزاء من الثانية الى كتلة هائلة من الدخان اطلقناعليها لاحقا اسم السديم . و حينما تكونت البروتونات والنيوترونات فتكثفت الى نجوم ومجرات تأكد لنا فضاء اسميناه المكان مصاحباً له متعاقبة متسلسلة اطلقنا عليها اسم الزمان ولان الكفار اكتشفوا قبل مئة سنة ان الكون يتمدد اوجدوا نظرية كونية اسموها (الانفجار العظيم ) الذي اصبح احد الحقائق الثابتة .ولدت من خلالها قوانين الفيزياء وبدأت رحلتها الطويلة الى يومنا هذا .ولعلنا الان ولسبب غير معروف لسنا بوضعية تسمح لنا بالتسائل او المحاكمة لارادة الخالق الذي جعله يقوم بهذه العملية المعقدة وهو مستقرا خارج الزمان والمكان بعيدا عن قوانين الفيزياء التي استنبطها الكفار ( لعنة الله عليهم ) فتطور الكون الرهيب الى مليارت من المجرات والنجوم المختلفة الاشكال والالوان والاحجام ثم ولدت مجرة متوسطة من تلك المليار مجرة اطلق عليها اجدادنا اسم درب التبانة لان عقولهم حينذاك لم تدرك ماهيتها فتصوروها ما يشابه نتف مبعثرة من الاتبان نزولاً الى رغبة الخالق حينما بين لنا انه زين السماء الدنيا بمصابيح بغية ابعاد الوحشة عنا عندما يحيطنا ظلام دامس وسط صحرائنا القاحلة في الجزيرة العربية . لكن الكفار كديدنهم دائما لايريدون ان نتمتع بالرومانسية التي انعم الله بها علينا فاخترعوا التلسكوبات الهائلة ليطعنونا في الصميم عندما بينوا لنا ان هذا التبن المنثور ما هو الا نجوم كثيرة تشكل جزء من مجرتنا .
ويستمر سبحانه في فعله الخارق ليخلق لنا الارض نتيجة تجمع وتكاثف صخور حارقة تتجمع على شكل مصهور هائل الحجم تتفاذفه النيازك والكويكبات فيزداد احتراقا وانصهارا وتتحول قشرته بعد حين الى سيل من الحمم ومن خلال هذه المعركة الحامية الوطيس تولد الارض قبل اربعة ونصف مليار سنة وتتكاثف معادنها الثقيلة المتكونة من الحديد والنيكل في مركز هذه الكتلة بفعل الجاذبية مكونا شحنات كهربائية اسميناها المجال المغناطيسي تحيط بكوكبنا لحمايته وانقاذه من الشحنات المميتة الاتية من الشمس لتهيأ لنا ظروف مواتية للحياة .
و في اطراف المحيطات او اعماقها قبل ثلاثة مليون وثمنمائة الف سنة نشأة الحياة من الميثان وجزيئات كربونية بسيطة الى جزيئات اكبر الى ان تكون لنا الامينوا اسد وهي الوحدة الاساسية لبناء الخلايا والبروتينات فمن الممكن ان نشاة الحياة تشكلت تلقائيا وطبيعيا واذا تجاوزنا نظرية المعتوه (دارون ) التي اكدتها الحفريات لتطور الاحياء وصولا الى الانسان الحديث فليس امامنا غير ان نستقي الرؤية الالهية المرسلة الينا عن طريق الانبياء والرسل .
الله يختصر علينا في كتبه التي سطرها لنا الرسل كل هذه التحولات في ستة ايام ثم يخبرنا ان له عرش على الماء تحمله الملائكة وان الشمس تسجد له كل يوم عند غروبها في عين حميئة وكان ضجرا فخلق ادم من طين فاعترضت عليه الملائكة وانبأته ( وكأن لاعلم له ) ان هذا الانسان سيفسد ويسفك الدماء لكنهم بعد حين استجابو لقدرته الا ابليس ابى واستكبر وكان من الخاسرين لكنه بقى من الخالدين الى يوم يبعثون . ثم اسكن الله هذا المخلوق الذي اسماه آدم الجنة التي تحوي كل الثمرات وحينما تبين له انه ضجر خلق له من ضلع اعوج حواء ليستأنس بها في السراء والضراء وامرهما ان لايقتربا من شجرة طبعا لانعرف السبب من هذا المنع الذي لاوجوب له وهما يعيشان في كنف الخالق وبحبوحته لكن حواء المتمردة دائما اثرت الا ان تاكل منها وبغواية من ابليس اللعين وجعلت زوجها ايضا ياكل منها فغضب عليهما الله وانزلهما الى الارض ليشقيا فيها الى حين وتكاثر النسل وتنوع الى عدة اشكال والوان فاسميناهم بني البشر فاخذوا زمام الامور خارج ما تخبرنا به الجغرافية والتاريخ بين العبادة والتقوى الى المناطحة والرفض وفي كل مرة يرسل اليهم الرسل ليردعهم ويقّوم طريقتهم في الحياة لكنهم ما ينفكوا يتمردوا عليه وعلى تعاليمه فيخلق منهم شعوبا وقبائل ليتخاصموا بدل ان يتحابوا فتنشا المدن والامبراطوريات ويبنون القلاع ويخترعوا الاسلحة وكلما نمت عقولهم اكثر ازدادوا عنادا ورغبة في القتل والتسلط بعضهم على الاخر .
ازاء هذا التاريخ الكوني المفعم بالغموض كيف يتسنى لنا ان نعيش حينما ندرك ان مخلوقاته لايستقر لها قرار حتى بعد الايمان به واتباع تعاليمه فكل واحد من الرسل خلق لنا اله مغاير عن الاخر وادعى انه الحق وكل ملة من الملل تدعي الحقيقة وقربها الى الله حتى تقاتلت الملة الواحدة بعد استقرت الامور تاريخيا وتوزع البشرفي رقع جغرافية متباينة وبعيدة الاصقاع . ففي مئات من السنين تقاتل المسيحيون فيما بينهم واثخنوا الارض بالدماء وحينما تفرغوا للعلم والفكر اخذوا يستقتلون من اجل تغير مفاهيم الانسان البدائي في امريكيا واسيا الى ان تهيأت لهم ظروف مواتية بحكم مفكريهم وفلاسفتهم ومتنوريهم ان يتفوقوا حضاريا على كافة الشعوب .
اخيرا توصل هؤلاء الكفار وعلى لسان البابا فرانسوا الى حقيقة غاية في الخطورة هو الاعتراف بعدم وجود جحيم وان آدم وحواء مجرد اساطير واننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد فاعتبر ان الاديان جميعها صحيحة ثم راح هذا البابا الغريب الاطوار يؤكد ان الجحيم يتعارض مع الحب اللانهائي للاله فالله ليس قاضيا بل صديق محب للانسانية وهو لايدين احد بل يحتضن جميع بني البشر وان الكاثوليكية اصبحت ديانة حداثية وعقلانية وان الوقت قد حان للتخلي عن التعصب واكد ايضا انه من خلال الحب والمحبة فحتى الملحد يقر بالله ويكون هناك خلاص لروحه .
لكن هذه المشكلة الشائكة الذي وجد لها البابا فرانسوا حلا وجدت صدى متناقضا لرسول آخر ارسله نفس الاله نقل عنه ان لايتسامح مع الذين لا يؤكدون لله العبودية المطلقة ثم ادار لنا ظهره بفعل الاف الاحاديث والفتاوي المنقولة في ازمان متفاوتة وحينما حاولنا ان نتدرج مع هؤلاء الذي نطلق عليهم صفة العلماء اخذوا يكيلون لنا الشتائم والسباب وكما فعلوا سابقا مع كل الخيرين الذين لهم فضل كبير بنهضة اوربا فحرقوا كتب بعضهم وقطعوا اوصال البعض الاخر وذبحوا آخرين على مرأى من الملأ كاضحية للعيد .
وسط هذا التزمت توقف العقل عن التفكير وبدل ان نسير بحقائق باتجاه العقل بما جاء به الرسل جعلنا من النص المنقول عن بعضنا البعض لالاف السنين هو الحقيقة المطلقة فانكرنا الحقائق العلمية الدامغة وتمسكنا بكيفية الاستنجاء والاستخراء و لم نكتفي بكل هذا امتشقنا سيوفنا سابقا ثم كل ما اجادت به عبقرية الكفار من اسلحة حديثة لاحقا لمحاربة الانسان وتحطيمه وتدميره باسم الله العزيز الحكيم الرحمن الرحيم .



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موروث شعبي , تعنت فقهي واضطراب سياسي
- اللامنتمي الثوري
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - الله في الميزان