أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بلا عيد.. ولا معايدة... رسالة إلى صديق مسلم معتدل...















المزيد.....

بلا عيد.. ولا معايدة... رسالة إلى صديق مسلم معتدل...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بــلا عــيــد.. ولا مـــعـــايـــدة...
رسالة إلى صديق مسلم معتدل...

هذه رسالة أرسلتها إلى صديق مسلم "معتدل" نشر معايدة على صفحته الفيسبوكية, بمناسبة عيد الفطر.. ولم أتمكن أن أرســل له غير هذه الكلمة.
(كم كنت أتمنى يا صديقي أن أشاركك وعظتك وأحلامك وتمنياتك وبعض معايداتك.. ككل سنة.. قبل هذه المصائب والنكبات التي حلت بنا وبأرض مولدنا وجيراننا وأصحابنا وأولاد عمنا بأرض العراق.. وسموها ألف خطأ الربيع العربي... كم كنت أود معايدتك وأعايد أصحابي وأحبابي من المسلمين وغيرهم.. ولكن بعدما كل ما أصابنا وخاصة من يومين على أرض بغداد الحبيبة على قلبي.. بالقتل تفجيرا مئات الضحايا البريئة.. بآخر أيام رمــضــان من قتلة يعتبرون أنفسهم وقنابلهم وآلات إجرامهم مباركة من الله.. وأنهم ممثلو رسوله على الأرض.. دون استماعي أية همهمة اعتراض ممن يسمون أنفسهم " معتدلين مسالمين " أو ممن يشكلون رابطات وزعامات " جمع الشمل والثقافة " بهذا البلد... جــمــد قلمي وتحجر قلبي وتراجع فكري ومعتقدي (العلماني) عن كل فرح وتهنئة... وعاد الغضب الذي كدت أنساه... وتوجهت إلى ربهم متسائلا.. وكالعادة لم يأتني أي جواب سوى الصمت.. ثم الصمت.. والفراغ القاتل.
يا صديقي.. توجه لــه عني.. وأنت أبنه المدلل المطيع.. وسائله عني.. لماذا يترك كل هذا الإجرام والمجرمين.. سائبين متعنترين.. يقتلون نصف البشرية باسمه.......
وحتى نلتقي... وبانتظار عودة الفكر والتعقل والحكمة.. والعلمانية الواعية... حتى أستطيع معايدتك ومشاركة البشرية كلها.. بــعــيــد الإنسان والإنسانية.......)
علما أنني لم أتوان قطعا بالأيام التي سبقت الحرب ضد العراق.. ومن ثـم الحرب الآثمة الرهيبة المجنونة ضد ســوريـا.. تمنعت عن إرسال أية معايدة.. نظرا لتضارب وعدم توافق كلمة " عيد " مع الموت والعتمة والحزن واليأس والفقر والتهجير التي رافقت وفجرت أراضي وأهالي بلداننا بالستة سنوات المنصرمة.. وما زالت تـزرع الموت.. ولا شــيء سوى موت الأطفال والنساء والشيوخ العزل الأبرياء.. بالإضافة إلى من يموتون كل يوم.. وهذا اليوم غرقا بالبحار الضائعة.. أي عيد هذا أستطيع أن أكذب وأخادع خلاله نفسي والحقائق الأليمة .. وأراسل عنه أصدقائي.. كأنما الموت دبكة نهزج عليها ونرقص بجنون معتاد.. ناسين أنه موتنا وموت أهلنا وبلدنا الذي لا يمكن أن يعود لـه أي ربيع ولا أية بهجة ولا استقرار ولا عيد... هناك من يرقصون ويهزجون مخادعين الموت والحقيقة.. متعربشين بما يسمى الأمل.. أي أمل يا أحبتي.. يا أصدقائي.. ويا من تعبرون أمامي.. ذاهبين مزينين إلى ساحة المدينة لتعيدوا النسيان والفراغ والأمل... إني أتفرج عليكم خائفا عليكم ألا تعودوا.. خائفا عليكم أن تروا الساحة فارغة من أولادكم الذين رحلوا إلى عالم اللاعودة والعتمة والمجهول.. وأن تنفجر آمالكم وصلواتكم وابتهالاتكم.. أمام صدمة الواقع الحقيقي اليائس المؤلم.. أن الوطن تــمــزق.. وأن أولادكم وأخوتي وأصدقائي.. لن يعودوا...
هل تتذكرون كم مرة رددت صرخاتي المتشائمة الإيجابية.. مذكرة إياكم ألا تتركوا هذه الجحافل الضبابية الظلامية, أن تتسلل بينكم.. أو أن تتركوها تنام ببيوتكم.. وفي حقائبها أفاعي الموت والغدر وكره الآخر.. كم مرة صرخت منبها حذاري من زارعي الفتنة والغدر والقتل.. باسم الدين والعرق والطائفة والعشيرة والأمة.. وكان جوابكم أغبي ما سمعت بأيام فتوتي وشبابي ورجولتي وحتى أيام كهولتي.. أن الله حامينا.. ولن يغدر بنا أخوتنا بالدين والإيمان والعقيدة.. فحرقوا بيوتكم.. وذبحوا رجالكم ونساءكم وأطفالكم بالآلاف.. بعد إعلانكم كــفــرة!!!... إذن كيف تعيدون اليوم يا بشر.. وأرضكم خراب ومقابر.. ونصف شعبكم قتيل أو ضائع.. أو مشرد؟؟؟!!!.....
ســوف أتابع الرد مــتــابــعــا روح المقال... على صفحات الحوار المتمدن.. هذا المساء.. أو غدا.. حسب الأحداث العالمية.. واستمرار الفظائع الداعشية.. والتي لم تــأت من زحل أو من الفلك البعيد.. لأن القتلة.. كانوا منا وفينا.. أو نائمين بأحضاننا.. أو جيراننا.. وتعامينا وصمتنا.. وتحملنا.. وغطينا أعيننا بشراشف القومية العرجاء.. المصبوغة بدماء بالضحايا الأبرياء... ورفضنا أن نسمي القطة.. قطة.. وأدرنا خدنا الأيسر.. بعد مئات من الصفعات والاعتداءات على خدنا الأيمن.. باسم الأقلية والأكثرية.. باسم قبول جمع الشمل الهيتروكليتي.. و " ومعليش يا شباب.. كلنا أخوة!!!..." حتى تفجر الحي والشارع والقرية والمدينة والوطن.. ورفعت أعلام الكراهية السوداء... لتجزئ الوطن وتقتل الوطن.. وترفع قوانين الأمة والشريعة... وتمت أبشع عمليات الهولوكوست ضد الآخر الكافر.. ونسينا أن هذا الكافر الذي ذبحناه وذبحنا أطفاله وزوجته وأمه.. هو الذي خلق هذا الوطن السوري.. قبل اجتياح الغزاة والقتلة...
اعذرني يا صديقي.. أعذر صرامة كلماتي الحقيقية الواضحة الحقيقية... إنها الحقيقة التي تغافلنا عنها.. وفتحنا أبوابنا ونوافذنا وقلوبنا وصدورنا للغزاة.. باسم واحدة " الأمة "... وأبناء الأمة هم الذين قتلوا وهجروا الملايين من الشعب السوري الطيب الكريم... هذه هي الحقيقة التي تجاهلنا عمدا ومشاركة عنها سنينا طويلة.. حتى نداري تعامينا وغباءنا وتحشيشنا بالدين من قرون بعيدة حزينة بائسة يائسة...
لا عيد عندي اليوم.. أكثر من أي يوم آخر... بدلا من العيد والمعايدات.. وانتفاخ الأكل والبذخ.. تعالوا نداري الأرامل والأيتام والمهجرين بلا وطن.. بكل ما سبينا وغنمنا وغزونا وانتفخنا... معوضين لهم جراحهم وخوفهم وأذاهم وبيوتهم المهدمة.. بدلا من العيد.. انظروا إلى عزائهم وضياعهم وأحزانهم التي لا تعوض.. أنظروا إلى الوطن الضائع الذي لا يعوض...
هذا ما يستحق الاهتمام اليوم.. أكثر من كل الأعياد والمعايدات الجوفاء الفارغة...
من سنوات ألغيت من قاموسي التعازي والمعايدات, وعاداتها وكلماتها ورياءها المشرقي الموروث.. بكل ما فيها من تـعـابـيـر ميكانيكية مزورة.. لم يعد لها أي طعم أو حقيقة أو مشاعر صادقة... تردد حتى بجنازة ومرثاة قاتل مغتصب.. وكل المعزين يعرفون أنه عاش حياته قاتلا ومغتصبا... وأمثال.. وأمثال عديدة من هذا القبيل تمارس عندنا من مئات السنين... وما من أحد يــجــرؤ على تصحيحها أو إلغائها.. لأنها عادات وتقاليد موروثة... وأنا أنتقدها علانية.. لأنها خطأ.. وكما صرخت وكتبت مئات المرات.. الصامت عن الخطأ.. خاطئ.. كما الصامت عن الجريمة.. شــريـك بــالــجــريــمــة!!!...
*************
عــلــى الـــهـــامــــش :
ــ وعن إنقاذ اللاجئين بالبحر المتوسط
تتابع الباخرة l’Aquarius والتي استأجرتها وجهزتها رابطة غير حكومية تدعى SOS Méditerranée, مؤلفة من أطباء وبحارة وقباطنة متطوعين أوروبيين.. خصصوا وقتهم وحياتهم, لإنقاذ الهاربين بالبحر باتجاه أوروبا.. رغم الأخطار والممنوعات والأبواب المغلقة... ورغم القوانين الأوروبية الصارمة.. والتي باعت حكوماتها ملف اللاجئين إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته.. مقابل ستة مليارات أورو.. وعودة المفاوضات (الغير معلنة) لإعطاء تركيا امتيازات تجارية واسعة إضافية لتركيا.. مع محاولات جديدة لدخولها الاتحاد الأوروبي من الباب الواسع العلني... كل هذا لضبطها طوفانات جحافل الهجرة.. كما يأمل الأوروبيون... علما وما من أحد يجهل أن عمليات الهجرة عبارة عن " حنفية " تفتحها وتغلقها السلطات الأردوغانية حسب رغباتها... وأن المافيات التركية هي المتاجرة والمنظمة لتسريبات الإرهابيين أو اللاجئين الاضطراريين.. تجارة ما زالت تنتج ملايين وملايين الدولارات بعلم ومعرفة السلطات التركية... وما عملية استنبول الأخيرة, بمئات ضحاياها, سوى إنذار للسلطات التركية بقدرتها الإرهابية وأذاها.. أينما تــرغــب...
والجدير بالذكر.. ورغم نشاطات الباخرة l’Aquarius وبحارتها وأطبائها المتطوعين.. ما زال نشاط مافيات المهربين قائما بالبحر المتوسط.. ومئات الضحايا الهاربة من الفقر وأخطار الحروب تقع كل يوم.. كل يوم.. حتى بهذا اليوم من العيد...
تــجــارة الــمــوت.. تجارة الموت.. لا تهدأ.. حتى بالأعياد..............
ــ تـــحـــذيـــر
حذر المســؤول بمنظمة الأمم المتحدة عن ملف الإرهاب الدولي السيد Jean-Paul LABORDE, بمؤتمر الصحفي الأخير بأروقات الأمم المتحدة, عن عودة ثلاثين ألف مقاتل بصفوف داعش وغيرها من المنظمات المحاربة الإسلامية المختلفة بكل من سوريا والعراق, ونظرا لتفاقم تراجع هذه المنظمات حاليا على الأرض.. حذر من عودة هؤلاء المحاربين, وبجميع الوسائل, حتى استغلال قوارب اللاجئين الهاربين بالبحر, إلى أوروبا وإلى تونس والمغرب.

بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك وهـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب وأصدق تحية إنــســانــيــة مهذبة...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لإنسان... وبعض الكلمات على الهامش...
- السفينة سوريا...أو رسالة إلى صديقي أنس شبيب
- رد بسيط للزميل بدر الدين شنن...وهامش... وهامش آخر...
- الصمت عن الخطأ.. خطأ... والصمت عن الجريمة.. مشاركة بالجريمة. ...
- الإسلام الراديكالي... والعلمانية الراديكالية...
- الربيع العربي؟؟؟... أو الغباء العربي؟؟؟...
- متابعة خواطر وملاحظات حقيقية
- خواطر وملاحظات إنسانية حقيقية...
- تحية وتأييد للزميل بدرالدين شنن
- وصية إلى حفيدي...
- جبلة و طرطوس.. أسماء مدن سورية...
- الارتباط الزاني بين الدولار والليرة السورية
- بيانات.. زعامات.. تجارات...
- تجار... و وعاظ...
- أوكسيجين... أوكسيجين يا بشر...
- أمريكا؟؟؟... أمريكا!!!...
- رد على نصيحة صديق عتيق...
- حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...
- وعن الديمقراطية التركية الأردوغانية.
- كارشر.. للتاريخ المغلوط... رسالة مفتوحة لأنصاف الأصدقاء...


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بلا عيد.. ولا معايدة... رسالة إلى صديق مسلم معتدل...