|
البغداديون لا يتناولون -الموطة- عصرا في شارع الرشيد
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 22:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
...و"الموطة " لمن لا يعرفها ، هي البوظة ، وترتبط بأهل بغداد خاصة ، إذ كان البغداديون يمارسون تقليدا بغداديا مميزا ، وهو تنزههم عائليا بعد العصر في شارع الرشيد يوميا أيام الصيف للتلذذ بطعم الموطة ، ذات المذاق الخاص في فصل الصيف ، وكان هذا التقليد يعبر عن حالة الأمن والأمان التي كانت تعيشها بغداد عاصمة السلام ، التي جاء إسمها من "البغددة" أي العيش الرغد ، وهذا ما يجعلنا نفول لمن أنعم الله بأنه يتبغدد". لكن بغداد وأهلها ومنذ أن تآمرنا على العراق ، وسلمناه للأعداء بردا وسلاما ، لم تعد تشهد السلام ولم تنعم بالأمن ، ولم يتبغدد أهلها ، وينزلوا بعد العصر إلى شارع الرشيد ليتلذذوا بطعم "الموطة " ذات المذاق الخاص في فصل الصيف . أصبحت السمة الوحيدة لبغداد وأهلها على وجه الخصوص ، هي الإرهاب بكافة أشكاله ، وتتقدمه الطائفية والمحاصصة ، وما نجم عنهما من إرهاب دموي طال البشر والشجر والحجر ، ولم يعد البغدادي آمنا على نفسه وأهله حتى وهم في بيوتهم ، فما بالك لو نزلوا إلى شارع الرشيد، وهذا ما يفسر أن البغداديين توقفوا عن تناول الموطة عصرا في شارع الرشيد. توقف العراقيون عن هذا التقليد إبان الحرب العراقية – الإيرانية التي تورط العراق فيها ، وإستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر قبل اليابس ، وشهدنا خلالها بدايات شطب القضية الفلسطينية بسبب غياب الجندي العراقي عن ساحة الحرب في بيروت دفاعا عن الثورتين الفلسطينية واللبنانية ، وإستمر هذا التوقف القسري إبان سنوات الحصار الطويلة ، لكن الهدوء والأمن بدآ يعودان إلى بغداد رويدا رويدا ، إلى أن إستقرت الأمور وأحس البغداديون بالأمن والأمان ، وأعادوا تقليد تناول الموطة بعيد العصر ، فأعادوا لبغداد ألقها ، وزرعوا البسمة والبهجة في قلوب الأطفال والصبايا على وجه الخصوص مجددا ، لكن الإحتلال البغيض الناجم عن هبل البعض العربي وحقد يهود وطيش أمريكا ، أعاد منع البغداددين من ممارسة البهجة في شارع الرشيد. لم تهدأ شوارع بغد خاصة منذ الإحتلال الأمريكي البغيض للعراق ، وباتت التفجيرات هي المؤشر على يوم جديد يخلو من الأمن والأمان والبهجة والفرح ، ولم يسلم منه مسجد أو كنيسة أو منزل أو محل تجاري ، فقد كان هذا الإرهاب أعمى يدل على يخطط له وينفذه ، وآخر التفجيرات الإرهابية ما وقع في منطقة الكرادة الراقية بالأمس وحصد نحو مئتين من الأبرياء . الذين يخططون للإرهاب وينفذونه يعرفون النتيجة جيدا ، فهم يريدون أن يصل العراقي إلى نتيجة واحدة وجيدة ، وهي أن يقول إنزعوني حتى عن نفسي ، بمعنى أن التقسيم سيكون مطلبا شعبيا عراقيا ، وعندها سيكون الهدف من إحتلال العراق قد إكتمل صهيونيا ، لأن يهود بحر الخزر حاقدون حد التخمة على عراق نبوخذ نصر ، الذي كان يرى في فلسطين إمتدادا للأمن القومي العراقي ، لذلك كان يرسل جيوشه لصد أي غاز يحاول الإقتراب منها ، كما انه سبى يهود الذين تحالفوا مع قورش الفارسي ، وأعادهم بعد أن هزم نبوخذ نصر ، وأصبح ليهود بعد هزيمة نبوخذ نصر موطيء قدم في فلسطين ، وأخذ هذا الوجود شرعية بعد إحتلال العراق وتدميره حاليا. سيتم تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم حسب وثيقة كيفونيم الإسرائيلية ، ومشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ، لكننا إكتشفنا مؤخرا أن هناك إقليما رابعا سيتم إستحداثه في الموصل ومحافظة نينوى ، وتقوم مستدمرة إسرائيل حاليا بتمهيد هذه المنطقة لتكون مأوى لليهود الأكراد الذين ستقوم بترحيلهم منها وإسكانهم في تلك المنطقة ، وهذا دليل واضح على دور اليهود في تدمير العراق ، وقد غرروا بالرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير المجنون ، بأن من ينتصر في حرب العراق فإنه حتما سينتصر في معركة هرمجدون بين المسلمين واليهود قبيل قيام الساعة. لات ينفع الندم ، ومع ذلك لا يجوز ترك الحبل في العراق على الغارب ، ويجب محاكمة كل العهد الجديد في العراق ، ولم نكن لتغضب لو ان العراقيين تخلصوا من رئيسهم السابق صدام حسين بإنقلاب فهذا حال العراق ، لكن أن يتم تسليم العراق لأعدائه بردا وسلاما فهذا ما لا نقبله.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا
-
تركيا تنتحر في حضن إسرائيل مجددا
-
-إسرائيل-..من المتوسط إلى قزوين
-
اللاجئون السوريون والعيد ..كلام خارج النص
-
النائب عبد الهادي المحارمة: مدينة سحّاب أردنية وأهلها مصريون
...
-
توطين اليهود الأكراد في العراق..قنبلة الموسم
-
الصليب الاحمر البريطاني يستضيف المنظمة العربية للهلال الأحمر
...
-
لماذا لم ينتصر العرب ؟
-
الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر -ا
...
-
اليسار العربي حالة هلامية وتشبيك إنتهازي
-
أورلاندو ليس داعشيا
-
متطلبات نجاح حكومة الملقي
-
عملية عين الباشا .. كلام لم يقله أحد
-
عملية -تل الربيع- نفذها الموساد
-
توطين السوريين
-
العصفور الذي تحول إلى نسر
-
مؤتمر باريس الدولي للسلام..مستدمرة إسرائيل تؤكد ذاتها
-
-السفراء العرب- : اهتمام -السعودية- بدعم جهود المنظمة العربي
...
-
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تكشف عن أحدث مش
...
-
-المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر- عضواً تأسيسيا
...
المزيد.....
-
مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو
...
-
مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ
...
-
انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي
...
-
هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
-
وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي
...
-
عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با
...
-
وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع
...
-
تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
-
السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|