أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الحزن والسواد يخيم على العيد في عراق اليوم !















المزيد.....

الحزن والسواد يخيم على العيد في عراق اليوم !


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزن والسواد يخيم على العيد في عراق اليوم !
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ .
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ .
عند المصائب !... نبحث عمن يواسينا ، ويشد من أزرنا !...
ويقولون في الحكمة القائلة ( المصيبة تبدء كبيرة !.. وتصغر بمرور الوقت ) .
وهي حقيقة كذلك ؟.. ولكن في عراقنا بدأت المصائب تترى ، ومنذ ما يزيد على أربعين عاما !.. وكانت تسير عكس هذه القاعدة ، فبدل أن تصغر مصائبنا !... أخذت بالأتساع ..أفقيا وعموديا ونوعيا !!.. وأصبح الموت بالجملة !.. وليس بالمفرد !.. وكان السواد يقتصر على بعض مَنْ أَلَمًتْ بِهم المصائب !.. أما اليوم فكل شبر في العراق ، وكل بيت وحي ومدينة وقرية ، يخيم عليهم السواد والحزن والحداد !.. ولا أمل في أنحساره وتوقفه للأن !
والسبب بسيط !.. لأن من يرعى المجتمع ويُنَظِمُ حياته ... فهو غائب وليس له وجود !.. ألا وهي الدولة ونظامها ( دستورها الضامن للحق وللعدالة وللمساوات ، والفصل بين السلطات وفض النزاعات ) ؟؟!! ...
والسبب في ذلك ما حدث بعد أحتلال العراق عام 2003 م ؟.. وتسلم أدارة الدولة أحزاب الأسلام السياسي ، التي صادرت الدولة ومؤسساتها !!، وأسست كانتونات طائفية وعنصرية وراديكالية متطرفة وظلامية ، وشرعنت الميليشيات الطائفية ، والتي هي بالضد من قيام دولة المواطنة !.. بسب ما تحمله من فلسفة وأيديولوجية ونهج !.. لاغية للأخر .. ومعادية للحرية والديمقراطية ، وللمرأة .. ولكل شئ أسمه عدل ومساوات في الحقوق والواجبات .
والسبيل لقيام الدولة الديمقراطية العَلمانية ؟.. دولة المواطنة وقبول الأخر !.. هو الفصل الكامل والصريح للدين عن الدولة !!.. وبنائها وتشريعاتها وقوانينها ، وأبعاد رجال الدين عن السياسة ، وتجريدهم من أي سلطة سياسية ، ليتفرغوا الى رسالتهم الدينية ، التبشيرية وأرشاداتهم والتعريف بقيم دينهم وبتعاليمه ، وضمن دُورُ العبادة ، ووفق دستور ينظم هذه العلاقة ، ويحمي الدين والمتديينين ، وكذلك يحمي من يختلف معه ، أو من لا يؤمن بتعاليمه وفلسفته ، ومن دون غلو ولا تطرف ، وتتم رقابة الدولة للخطاب الديني ، ولجم كل التوجهات المتطرفة والعنصرية .
ومن دون ذلك ، لا يمكن للعراق وشعبه أن ينعم بالسلام والأمن ، والتعايش بين مكوناته ، ويعود أالنماء والبناء لربوعه .
وأكرر ...! أن بقاء قوى الأسلام السياسي تقود الدولة !.. وتفرض أرادتها ونهجها وفلسفتها على الدولة و المجتمع !.. هذا يعني أستمرار التناحر والصراع والأحتراب والأنقسام ، ولن يستتب الأمن والسلام والتعايش ، ولن يتحقق السلم المجتمعي في العراق !
وسيشكل هذا المشهد خطرا كبيرا على وحدة العراق وسلامته وأمنه وأستقراره ، ليس هذا فحسب بل وعلى المنطقة والعالم ، وستزداد حدت التطرف والأنقسام والتناحر ، وسينتشر كالنار في الهشيم !
وعلى القوى النازعة نحو الحرية والديمقراطية ، التي تسعى لأستتباب الأمن والسلام والديمقراطية ، وبناء دولة المواطنة !.. أن تتبنى خطابا واضحا وصريحا ، بما تعتقده وتراه ..
وحول ما حاءت به السيدة الفاضلة د. لطفية الدليمي ، وما ذهبت أليه أقول :
نحن سنشارككِ الأحتفال سيدتي بعد أن يحل السلام والأمن والتعايش المجتمعي ... عندها سنلبس أجمل الملابس ، وندور في الأزقة والأحياء ، بمختلف المحافظات .. ونُقَبِلُ أيادي نسائنا .. ووجنات أطفالنا ، لنزرع البسمة على محياهم .. ونحتفل ... بأنقشاع الغيوم السود والغربان الناعقة منذ سنوات في سماء العراق ، وليخلع العراقيين السواد والحزن ويرموه خارجا ، ونتصدى للكراهية والتمزق والأحتراب وللطائفية البغيضة !.. ونغني للسلام والتعايش والخير والمحبة ... ونعلنها وبكل وضوح .
ونعلن عن سعينا الدؤوب لنبني دولة المواطنة .. دولة الحرية .. دولة الأنعتاق من ربق التحجر والظلام والتخلف والتطرف والعنصرية الذي يخيم اليوم على العراق .. وَنُحْيِ تراثنا الثر والجميل !.. من الألحان والكلمات والموشحات الخالدة .. من زرياب والموصلي .. وسليمة مراد والقبنجي والغزالي وفؤاد سالم وغيرهم ، ونجعل أغانيهم وألحانهم تصدح في سماء مدننا وقصباته ، بدل أغاني الموت واللطم والتعنيف للذات ! .. السارقة للفرح والبِشْر من شعبنا .
ونقيم صرحا شامخا للثقافة والمثقفين والكتاب والشعراء والعلماء .. في بغداد وبقية مناطق العراق كافة ، في روابي كردستان وقممها ، وسهول ووديان نينوى الحدباء ، وبساتين وأثارديالى وبابل .. وجمال واسط وسدتها ونهرها الخالد .. لننطلق الى الوركاء وذي قار.. وأهوار ميسان لِنَغْرَق بدفئ مدينة حسن البصري والسياب ، بصرتنا الفيحاء !.. ونُعَرِج الى بوادي المثنى وصحاريها ولقضاء السلمان .. لنزور( باستيل العراق ) والذي كان مربض المناضلين من صناديد العراق ورجالاته الخُلص الأوفياء ، الذين خَرًجوا للعراق من هذا المنفى الذي أقامته الأنظمة المتعاقبة كسجن لأشرف الناس وطنية وحب للعراق ولشعبه ( منفى نقرة السلمان ) فقد تخرج منه أساتذة وعمال مهرة ومهنيين ، وسياسيين مخضرمين نجباء .
ولا يفوتنا أن نعرج الى الأنبار والرمادي والفلوجة وهيت !... لنذهب الى عرين الأبطال في كل هذه المدن التي أنجبت رجالات ونساء فضليات كريمات ، يشار أليهم بالبنان .. من راوة وعانة وهيت والفلوجة وباقي مدن العراق .. لنزرع الخير والأمل في بلد يشكو وأهله الجفاف والتصحر والأنحسار .. نتيجة لأربعة عقود عجاف ، وما أرتكبته هذه الأنظمة من جرائم وموبيقات وظلم ، وما مارسته من أرهاب وقتل وتعذيب ، وما ألحقته بشعبنا وبالثقافة والمثقفين من خسائر جسام ...
نعم لننطلق .. وَلِنُحْي ونستذكر هؤلاء ، وبَواكير النضال والمناضلين ، القاسي وَالصَعْب ، الذين جادوا بالنفس والنفيس ، وقدم الألاف من هؤلاء حياتهم قربانا على مذبح الحرية ، وما جادوا به وما قدموه من تضحيات ، وما قاسوه من عذابات وأهوال ومحن وتشريد وسجن ، نتيجة لعسف وأرهاب الأنظمة المتعاقبة ، والذي أصاب البلاد بالدمار والخراب والتخلف عن ركب الحضارة ، وتغييب الدولة العادلة .
لنعيد بناء هذا الوطن الذبيح ، ونوقف الموت فيه ، ولينهز الأرهاب والأرهابيين ، والطائفيين والعنصريين ، ومن أجل دولة خالية من الميليشيات الطائفية المسلحة ، والتي هي بالضد من قيام دولة المواطنة .
ونعيد الأمل في نفوس بناتنا وأبنائنا ، ونبدء ببناء الأنسان قبل الحجر والضرع والشجر ، لأنه هو الغاية والهدف .
لنعيد دورة الحياة في بلاد الرافدين ، ونبدء عملية واسعة وشاملة لبناء وترميم ما خربته الأنظمة المتعاقبة ولليوم ، وما أشاعته من بؤس ودم ودموع ، والتي ستبقى شاخصة في الذاكرة لقرون عدة .
لتعود البسمة لأفواه أطفالنا !.. وينعمون بعراق مسالم أمن حنون وأنساني ، يُحِبُ الجمال والنماء والفرح .. ولتعود تغرد البلابل في بساتيننا وحقولنا ، وتزقزق العصافير في ربوعه ، وتعود الطيور المهاجرة الى أعشاشها .. فَتُشْعِرُنا بأن الحياة بدءت دورتها الطبيعية ، فنسابق الزمن !.. لنلحق بركب الأنسانية الوضاء ، ونحقق الحلم الجميل لشاعرنا الكبير بدر شاكر السياب ونحوله الى حقيقة ، بعودة العراق الى حاضرته ولتأريخه وعَراقَتَهُ وَأَلَقَهُ :
[ الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام
حتى الظلام هناك أجمل, فهو يحتضن العراق
واحسرتاه, متى أنام فاحس أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة" ] .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
5/7/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت !.. والأقدار !.. والزمن البغيض ؟؟؟؟
- دردشتي مع الفاتنات ..!
- مجنون يهذي !.. والعقلاء يسمعون ؟
- رسالة مفتوحة الى قوى الأسلام السياسي الحاكم في العراق ؟
- جائتني في زحمة الليل وسكونه ... تسألني عن الحبيب ؟
- هل نحن في دولة يُحْتَرَمُ فيها القانون ؟
- هل نحن في دولة يُحْتَرَمُ فيها ؟
- حوار عند نهرها الخالد .. !
- هذا هو السبيل للخلاص من الذي نحن فيه ..!
- الحاكم في شرهة الله وكتابه !
- هل نحن جزء من المجتمع الأنساني ؟
- ثورة تموز .. وقادتها الأماجد في ذمة التأريخ !
- ومن الحب ما قتل ..
- صورة وحدث ...
- هذا الكعك .. من هذا العجين !
- الدين السياسي ... وأثره التأريخي في المجتمعات البشرية !
- تغيير أسم العراق ضرورة موضوعية ؟
- أرفعوا أصواتكم .. مطالبيين بتغيير أسم العراق !
- الأم أيقونة الوجود .. وسره المكنون .
- بهرز .. مدينة المدن .


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الحزن والسواد يخيم على العيد في عراق اليوم !