أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - المطلوب هو رأس العراق.















المزيد.....

المطلوب هو رأس العراق.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المطلوب هو رأس العراق.
جعفر المهاجر.
لا أريد أن أكون متشائما في بداية مقالي. ولكن أي إنسان يمتلك أدنى قدر من الشعور الإنساني نحو أخيه الإنسان لايستطيع أن يطلق روح التفاؤل وهو يرى عشرات الأجساد البريئة من أبناء وطنه تمزقها سيارات الإرهابيين القتلة وأحزمتهم الناسفة المحملة بقنابل الموت والدمار فتحيلهم إلى هشيم في دقائق. لقد انتشر هؤلاء القتلة كطاعون جديد زاحف على كل مكان يستطيع الوصول إليه. وكون العراق في الخط الأول لصد هذا الوباء الرهيب فرأسه مطلوب من القوى التي تدعمه بال بالمال والإعلام.
ومع كل هذه المآسي الكبرى التي تجتاح وطننا الجريح العراق نتيجة لهذا التآمر المحموم عليه فمازلنا نعول على وطنيين شرفاء صادقين يتصدرون مسؤوليتهم الوطنية لينقذوا هذا الوطن من محنته قبل فوات الأوان مرددين بيت الطغرائي من قصيدته المعروفة بلامية العجم والذي يقول فيه:
أعلِّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبُها
ماأضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ؟
ورغم حجم المؤامرة الظلامية والمحن الكبرى التي تتوالى على شعبنا من جرائها مازلنا نؤمن بأن في العراق رجال أشداء متمرسين في النضال لم ولم يتهاونوا في مقاتلة شذاذ الآفاق المتربصين بهذا الوطن العريق ليجعلوه لقمة سائغة لهم ولمن يمدهم بأسلحة الموت والدمار لأن تربته الطاهرة تعج بأبناء بررة مخلصين أوفياء وضعوا أرواحهم على أكفهم ومستعدين لبذل أرواحهم رخيصة في سبيل إنقاذه من هذه الدوامة الدموية الرهيبة.
لكن لابد من ذكر الحقيقة المرة وهي إن أيام العراقيين قد تحولت إلى مآتم كبرى تترك وراءها جيوشا من الأيتام والأرامل ، وتدمي قلب كل عراقي قلبه على وطنه نتيجة لهذه الجرائم الرهيبة التي يرتكبها عتاة المجرمين الداعشيين الأوباش الذين رفعوا لافتة قتل الإنسان ومعه الحياة باسم الإسلام.
لقد أصبح قدر المواطن العراقي الضحية كقدر (سيزيف )الذي حكمت عليه آلهة اليونان بأن يرفع الصخرة إلى قمة الجبل ولكن كلما أوصلها تتدحرج ثانية إلى قعر الوادي. وهكذا هو منذ عقود طويلة من السنين نتيجة للحكومات العاجزة الفاشلة التي توالت عليه والتي لايفكر رؤوسها إلا بسلامتهم،وبما يدر عليهم الوطن الذبيح من إمتيازات ومكاسب شخصية. وآخر مايفكرون به هو حماية الشعب من الطاعون الذي يزحف عليه بلا هوادة.ونتيجة لهذا الفشل الحكومي في كل مجالات الحياة تحول العراق إلى ملعب دولي لكل أنواع التدخلات المخابراتية السافرة لتدمير إنسانه وأرضه.
والعيد في المفهوم الإسلامي هومحطة تمر على الإنسان المسلم يراجع فيها مسيرته الحياتية السابقة ليغسل فيها قلبه من الخطايا والأدران والأحقاد التي علقت به. ويتنسم عبيره الفواح .ويستلهم قيمه ومعانيه الإنسانية ويترجمها إلى أفعال إنسانية تجعل منه قدوة للآخرين في نشر قيم الخير والمحبة والفضيلة ونشرالوئام بين البشر إقتداء برسول الإنسانية الأعظم محمد بن عبد الله ص الذي بعثه الله رحمة للعالمين.
إلا إن الذي يحز في قلب كل إنسان عراقي شريف ونحن على مشارف العيد أن نرى أحد قطعان الإرهاب وهو يجد الباب مفتوحا ليتسلل منه إلى منطقة تجارية مهمة ويرتكب إحدى أكبر الجرائم البشعة التي تقشعر منها الأبدان بحق العراقيين الأبرياء بعد الهزائم التي منيت به تلك القطعان الضالة في ساحات المعارك الحقيقية. لقد ولغ هؤلاء الشقاة السفلة اللقطاء في دماء الأبرياء بشكل يصعب على العقل البشري تفسيرا لها.
لقد أدخل ذلك الوغد الداعشي شاحنة تبريد محملة بكمية كبيرة من قنابل الموت إلى أكثر الأحياء الشعبية حيوية وحراسة في قلب بغداد وهي الكرادة التي تعرضت سابقا لعشرات الإنفجارات التي حصدت مئات الأرواح البريئة وضرب الوحش الإرهابي ضربته الموجعة وحقق نهمه الدموي الوحشي بارتكابه تلك المجزرة الرهيبة التي هزت ضمائر كل شرفاء البشر في العالم وذهب ضحيتها أكثر من 400 إنسان بريئ تمزقت أشلاؤهم وهم يحيون ليلتهم الرمضانية ومن ضمن هذا الحشد البشري الساهر عوائل بكاملها ذهبت ضحية هذا التفجير الداعشي الدموي الغادر.
ولم تمرإلا دقائق على حدوث الجريمة الجبانة الغادرة حتى يصدر الداعشيون الأوغاد بيانهم الذي يتباهون به بارتكاب تلك الجريمة النكراء في موقعهم (أعماق) ولم ينسوا تطعيم بيانهم بآيات قرآنية وترديد كلمات (الرافضة الكفار) على هؤلاء الضحايا الذين هم من مذاهب شتى خرجوا للتسوق وشراء الملابس لأطفالهم ليدخلوا الفرحة إلى قلوبهم في العيد.ثم يتلقف مذيعو الفضائيات الداعشية البيان ويرددون بلا حياء من الله ولا أدنى شرف مهني وموضوعي أكاذيب الدواعش بأن الضحايا هم من (الميليشيات الشيعية الطائفية) ولم ينسوا صورهم المفبركة التي قاموا بعرضها على شاشات فضائياتهم لتشويه صورة الحشد الشعبي ليعطوا إنطباعا لمن يخدعوهم بأن الجريمة الداعشية هي رد على (مظلومية أهل السنة) ولم يكتفوا بهذا وهم في قمة نشوتهم وتشفيهم وحقدهم الطائفي الأسود على الشعب العراقي فيضيفوا بأن (العملية ) التي قامت بها ( (الدولة الإسلامية )(قد ضربت بقوة ) وهي (عملية نوعية) ويتصل مذيع الجزيرة بأحد الخائضين في الماء العكر من بغداد ليقول بالحرف الواحد ( إن داعش بعيدة عن هذه الجريمة !!!) وإنها (ناتجة عن صراع السياسيين فيما بينهم) ولا ينسى أن يطالب باستقالة الرئاسات الثلاث فورا وتشكيل حكومة ( إنقاذ) وما هي إلا كلمات حق يراد بها باطل ليستغل أعداء العراق الوضع وينفذوا مخططاتهم وأحلامهم السوداء بإرجاع عجلة التأريخ إلى الوراء.
ثم يتصل مذيع الجزيرة بأحد قوادي الفنادق الداعشيين في عمان ليقول بالحرف الواحد ( لقد وعد أبو بكر البغدادي بأن معركته ستكون في قلب بغداد وقد نفذ وعده) وهذا غيض من فيض انتهجه هذا الإعلام لتبرير كل جرائم داعش ضد العراق . والأنكى من ذلك أن يلوذ معظم حكام الأمة الإسلامية ومعهم ما تسمى بـ (منظمة التعاون الإسلامي) وشبيهاتها التي تباهى رؤساؤها بـ(نهجهم الإسلامي) كثيرا بالصمت وكأن على رؤوسهم الطيرعدا بعض الكلمات الباهتة المعسولة التي لاتعني شيئا. كل هذا جرى بعد الجريمة عسى أن يسقط العراق وتتحقق أحلامهم السوداء. فيالمصيبة هذه الأمة التي استولى على مقدراتها حكام طائفيون فاسدون حتى الثمالة وإرهابيون قتلة سفلة أوغاد انعدمت في قلوبهم الرحمة. وإعلاميون منافقون ساقطون لايخجلون من تسمية عدو للإسلام باسم (الدولة الإسلامية .)
لقد أثبتت الأحداث وبدون أدنى شك إن تصريحات عادل الجبير وزير خارجية آل سعود بحل الحشد الشعبي نتيجة الإنتصارات التي تحققت على الدواعش الأشرار والتي أثارت حفيظته وحفيظة أسياده هي بمثابة الضوء الأخضر الذي أطلقه هذا العميل لحلفائه للدواعش لكي يرتكبوا جريمتهم النكراء. وآل سعود ومن على شاكلتهم يدركون تماما إن الدواعش يرتكبون جرائمهم بحق كل العراقيين على اختلاف مذاهبهم حيث يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويهجرون من أرضهم التي عاشوا عليها لآلاف السنين وهم في أسوأ حال . وتُضطهد المكونات العريقة، وتُنتهك الأعراض، وتُهدم الكنائس والمساجد ومقامات الأنبياء من قبل هؤلاء الغرباء الأوباش الداعشيين الذين لاعلاقة لهم بقيم المجتمع العراقي الأخلاقية على مر تأريخه دون رادع أو وازع ديني وإنساني. ليس دفاعا عن أهل السنة بل لتدمير العراق وقتل إنسانه وبث روح اليأس والقنوط في النفوس فكيف بمن يدعي قيادة الأمة الإسلامية وهو يقف مع جرائم هذه الوحوش البشرية سرا ويدعي مكافحتها علنا.
نحن اليوم على مشارف العيد وملايين العراقيين الذين شردهم الإرهاب عن ديارهم ويخيم البؤس والفقر عليهم ، ويبيتون على الطوى ، وتفتك بهم الأمراض في أراض صحراوية، وتحت خيام ممزقة. وبعض حكام هذه الأمة يصدرون أطنانا من الأسلحة للإرهابيين لقتل المزيد والمزيد من العراقيين الأبرياء لكي لاتقوم للعراق قائمة . فمتى تدرك حكومته ذلك بتوفير الأمن لمواطنيها.
إن المواطن العراقي ينتظرعلى أحر من الجمر حكومة قوية متكاملة منسجمة تضع في أولى أولوياتها القضاء على هذه الزمر الداعشية المجرمة ، وإعادة المهجرين إلى أوطانهم، ومكافحة الفقر والجهل والمرض والفساد، ووضع الخطط الناجحة للتنمية والإعمار. ومن المؤلم أن يتنبه رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي على حين غرة وبعد حدوث هذه الكارثة إن جهاز السونار لكشف المتفجرات ليس فعالا بعد أعوام من المآسي والمحن التي حصدت عشرات الآلاف من أرواح العراقيين الأبرياء نتيجة لأستعمال هذا الجهاز الذي عوقب صانعه في بريطانيا منذ سنوات وهذه هي المأساة .
ويتساءل العراقيون كيف دخلت هذه الشاحنة في منطقة شديدة الحراسة ونفذ الإرهابي جريمته النكراء؟وما الفائدة التي سيجنيها ذوو الضحايا لتعلن الجهات الرسمية بعد أيام إنها ألقت القبض على منفذي الجريمة.؟ وماذا ستقول هذه الحكومة لشعبها لو حدثت جرائم أخرى يرتكبها الدواعش مماثلة لهذه الجريمة الرهيبة.؟ وأخيرا متى تدرك الحكومات العراقية المتعاقبة على حكم الوطن إن المطلوب الأول هو رأس العراق.؟؟؟
جعفرالمهاجر.
4/7/2016



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلوجة في حضن الوطن والإعلام الداعشي يبتلع هزيمته النكراء.
- الوريث القادم مسرور ومتاهات الغرور.
- الإرهاب الداعشي هو الوباء الأخطر على البشرية.
- الأمم المتحدة والإنحدار الأخلاقي.
- حكام الأبد وإعلامهم الطائفي المضلل .
- إشراقة المقاتل العراقي
- الغضبة الشعبية وسياسة ترحيل الأزمات.
- من يُشفي جراحك ياوطن.؟
- سيبقى خندق الشعب موئل الرجال الأحرار.
- المحاصصة أصل الداء ورأس كل بلاء.
- هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟
- خطر الإرهاب وازدواجية المعايير في مكافحته.
- سلاما نخيلات العراق الشامخات-2
- الردة السوداء.
- النائب ظافر العاني والضخ الطائفي المتهافت.
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-6
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-5
- ضحايا التطهير العرقي في العراق.-4
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-3
- ضحايا التطهير العرقي في العراق-2


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - المطلوب هو رأس العراق.