أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى بيع الامتحانات ؟















المزيد.....

ما مغزى بيع الامتحانات ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الحل الاطاحة بالوزير؟ أم بتغيير المناهج ؟
لماذا لا يتعظ المسئولون بتجارب كوريا وغيرها ؟
كنتُ أستريب كلما سمعتُ مصطلح (تسريب الامتحانات) والسبب أننى تعوّدتُ ربط الظواهر ببعضها ، وسألتُ نفسى : (التسريب لمصلحة من؟) وهل هو (بلوشى) ؟ كما يقول شعبنا فى أهازيجه البديعة. وقلتُ (لنفسى) لابد أنْ يكون (التسريب) وراءه دافع مادى (ولم يكن معى دليل يؤكد كلامى) إلى أنْ شاهدتُ أكثر من حلقة تليفزيونية ، وكان الضيوف تلاميذ الثانوية العامة الذين أكــّـدوا أنّ ((المُـدرسين بتوع الفيزيا بيبيعوا الإجابه بتاعة أسئلة الامتحان بستة آلاف جنيه.. وبعضهم بيبيعوها بسبعة آلاف جنيه)) أظهر المذيع (والمُـذيعة) الدهشة (المُـفتعلة) وكأنّ ما يحدث فى مصر المنكوبة بسياسييها ومُـتعلميها شىءٌ لم يكن مُـتوقــّـعــًـا ، بينما الأمر خلاف ذلك لدى أصحاب العقول الحرة ، الذين أجادوا قراءة الواقع ، قراءة عقلانية ، نقدية.
تواكب مع تصريحات التلاميذ عن (بيع اجابة الفيزيا) مُـظاهرات التلاميذ الحاشدة فى القاهرة والإسكندرية ، للاعتراض على إعادة الامتحان مرة ثانية ، كما أعلن وزير (اللا تربية واللا تعليم) وكانت أسباب التلاميذ هى : ما ذنب التلميذ المُـجتهد الذى ظلّ طوال عدة شهور (يـُـذاكر) ويعتمد على نفسه.. وعلى (الدروس الخصوصية) وعلى إرهاق الأسرة بالمبالغ الضخمة التى يحصل عليها المدرسون..إلخ وبعد أنْ أدينا الامتحان ، يأتى الوزير ليقول لنا : أعيدوا الامتحان من جديد.. فما ذنبنا و(التسريبات) والأدق بيع الاجابات تمـّـتْ بمعرفة (المافيا) داخل وزارة اللا تربية واللا تعليم؟
وعندما استمعتُ إلى هتافات التلاميذ المُـتظاهرين ، لفتَ نظرى أنّ تلك الهتافات كما لو كانت إعادة سيناريو أحداث انتفاضة شهر طوبة/ يناير2011مع اختلاف الشخصيات ، حيث كان بعضها ((يسقط وزير التعليم.. عاوز التلميذ يبقا بهيم)) و((موش ح نمشى..هوّ يمشى)) وهو نفس الشعار الذى رفعه البسطاء (الغير مُـسيسين) فى يناير2011. والمغزى من كل هذا : أنه لا جديد ولا تطوير فى بنية وأسس النظام الحاكم ، حتى بعد إزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم ، وبعد أنّ صـدّق شعبنا تصريحات السيسى (فى 30/6و3/7/2013) فإنّ كل ما حدث هو تغيير فى الأشخاص ، بينما المنظومة السياسية وآليات الحكم كما هى لم تتغير. ورغم مرارة ما يحدث فى مصر المنكوبة ، فإنّ التلاميذ استطاعوا الترويح عنى بل وقدرتهم على خروج الضحك عندما سمعتهم يهتفون ((يسقط كل وزير جبار..عاوز التلميذ يبقا حمار)) ولكنهم (مثل القصيد السيمفونى مٌـتعـدّد النغمات) عادوا إلى لغة الشجن فهتفوا ((قتلوا حياتنا.. قتلوا الحلم.. حتا الفيزيا طـِـلعتْ فيلم)) و((يا اللى بتسأل إحنا مين.. إحنا الطلبة المظلومين))
000
فإذا كانت الأمور وصلت بمصر المنكوبة لدرجة (بيع) إجابة أسئلة الامتحانات ، فإننى أعتقد أنّ ما حدث يجب ربطه بظواهر التردى والانحطاط العام لمُـجمل سياسات الحكومة التى لا يعنيها مصلحة مصر(لعلّ آخر تلك المظاهر التفريط فى جزيرتىْ تيران وصنافير حتى بعد صدورالحكم) وهذا التردى والانحطاط يجعلنى أعتقد أنّ كل ذلك يدفع لكتابة سيناريو الانهيار التام للدولة المصرية ، والدخول فى عالم مُـظلم/ سوداوى، يغلب عليه قتل كل قيم النـُـبل التى تـُـلخـّـص أسمى ما فى الإنسانية من معانى . لأننى أعتقد أنه عندما يصل الانهيار الأخلاقى لدرجة (بيع) إجابة أسئلة الامتحانات ، فإنّ ذلك معناه :
1- ترسيخ منظومة الفساد الأخلاقى ، فى تلك العلاقة التبادلية بين (البائع/ المدرس) و(المُـشترى/ التلميذ)
2- والفساد شمل الأسر (فاحشة الثراء) التى وافقتْ على عقد تلك الصفقة (الجريمة) بين ابنهم (التلميذ) وذلك الكائن الرخو مُـنعدم الضمير المُـسمى (مدرس)
3- ما هو مستقبل مصر- بعد عدة سنوات - عندما يكبر التلميذ الذى وافقتْ أسرته على عقد (صفقة البيع)؟ أليس من المحتمل (وفقــًـا لقانون الاحتمالات) أنّ هذا التلميذ (الفاشل) الذى دفعتْ أسرته (ثمن) نجاحه ، يكون أحد المسئولين فى الوزارت القادمة؟
4- وما هو مستقبل مصر عندما يحكمها (وزراء) من عينة تلاميذ شراء ورقة الإجابة؟
5- وهل يمكن لأية دولة أنْ تتقدم (أو حتى تـُـحافظ على وجودها) والإطار العام لسياستها يتأسّـس على منظومة (الانهيار الأخلاقى) وأنه هو دستور الدولة؟
6- إنّ مستقبل مصر المظلم شاهدته فى عيون التلاميذ (المُـجتهدين) الذين أدانوا ظاهرة (بيع) ورقة الإجابة ، وسمعتهم وهم يتكلمون عن (الاحباط) الذى أصابهم ، وأنه لا أمل فى أى إصلاح سيحدث فى مصر. كما ذكروا حالات انتحار زملائهم وحالات أخرى عن محاولة الانتحار.
7- وللعقل الحر أنْ يتصوّر مستقبل الأجيال القادمة من أولادنا وأحفادنا مع استمرار منظومة الانهيار الأخلاقى.
وبعد أنْ شاهدتُ مظاهرات التلاميذ وسمعتُ هتافاتهم سألتُ نفسى : وماذا بعد ؟ لقد أعادوا (فى هتافاتهم) سيناريو2011، فماذا حدث؟ اختفى مبارك ولم تعد (الكاميرات) على وجهه ، ولكن ظلــّـتْ سياسته هى (الحاكمة) ولذلك فإننى أتوجـّـس دائمًـا عندما يكون الحل الاطاحة بوزير ليحل آخر مكانه ، لأنّ التجربة منذ يوليو1952 أثبتتْ أنْ تغيير الأشخاص لم يؤد إلى تغيير السياسات العامة للدولة. وعلى سبيل المثال فإنّ أغلب المُـتخصصين الذين كتبوا عن أزمة التعليم فى مصر، تجنبوا التعرض للمناهج التى تعمل على تخريب عقل التلاميذ ، فهل يمكن إعادة النظر فى تلك المناهج المُـعادية للانتماء الوطنى والمُـعادية للعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية وفى المقدمة منها الفلسفة؟
تصادف أثناء اشتعال أزمة الثانوية العامة أنْ قرأتُ حوارًا صحفيـًـا مع المستشار الإعلامى بسفارة كوريا الجنوبية فى مصر، ودار الحوار حول سر نجاح كوريا الجنوبية وتقدمها العلمى والتكنولوجى ، وعن المنظومة التعليمية فى وطنه قال : إنّ مفتاح السر فى تقدم بلده فى شتى المجالات ، بدأ مع وضع (مناهج) للتعليم تـُـحقق التقدم والرفاهية والازهار. ولخـّـص ما حدث فى جملة واحدة ((إنّ الارتقاء بالنظام التعليمى أولى خطوات التقدم)) فهل يعى المسئولون المصريون الدرس ؟ أم أنهم لا يهتمون إلاّ بحصة (جمع الأموال) وتكديسها؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد العلمى لتأليف التوراة
- هل عمل الخير يحتاج إلى تشجيع ؟
- رد على السيد الأمازيغى التونسى الملحد
- هل سيخرج العرب من التاريخ ؟
- ما مغزى اعتراض الحكومة على حكم لصالح مصر؟
- ما مغزى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ؟
- المملكة العبرانية فى العهد القديم
- العلاقة بين كنعان وإسرائيل
- مصر بين التوراة وعلم المصريات
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (3)
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (2)
- المسرح فى الحضارة المصرية
- لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
- رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
- هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما مغزى بيع الامتحانات ؟