أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الميتا مواطن














المزيد.....

الميتا مواطن


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الميتا مواطن
***********
هل يمكننا الحديث عن مفهوم "الميتا مواطن " Metacityzen ؟ ، على درب الميتافيزيقا ، والميتامنطق ، والميتاحداثة . ابستيميا لاشيئ يبقى خارج المقاربة المعرفية . كل ما في الأمر هو الحفاظ على جوهر النسق العلمي لمفهوم "الميتا " ، والتمسك ما امكن بمنهجية البحث الميتاوي ، اذا جاز التعبير .
نحن هنا واعون تمام الوعي بفداحة الانزياح الذي نقترفه عن عمد ، وهذا راجع بالأساس الى عملية الاتكاء على مخزون هائل من العدة العلمية والمعرفية لقضيتين أساسيتين . الأولى تنبع من ضرورة البحث عن صيغ جديدة لمفهوم المواطنة الذي يعرف التباسا كبيرا في ترجمته العملية على أرض الواقع في مجتمعنا . والثاني يرتكز على ضرورة تجاوز ما استقر من مفاهيم المواطنة على علاتها وفقرها الواقعي . فالالتباس لا يقع فقط على مسؤولية المواطن العادي الذي لم يقرأ ولم يتعمق في حقوقه ككيان مستقل ، وكفرد عضوي ضمن جماعة او مجتمع معين . بل يتجاوزه الى مدعي الثقافة ، كيفما كانت مرجعيته .وعليه كان لابد من النبش في واقع المواطنة كما نعيشه جميعنا ،مثقفين وعاديين ، وترسيخ قيم مواطنتية جديدة، نستطيع من خلالها مواجهة الاكراهات الكونية والصراعات الدولية التي تؤثر فينا بطريقة أو بأخرى . كما أن محاولة خلخلة المتواضع والراسخ في واقعنا تأتي في الدرجة الأولى من هذا البحث الاستثنائي .
أولا لابد من تحديد معنى الميتا ، وهي للاشارة كلمة يونانية ، يقصد بها ما بعد ، او ما وراء ، وكان اول من استعملها هو الفيلسوف اليوناني أرسطو حين حاول مقاربة الفيزيقا من زاوية جديدة ، أي من زاوية ما وراء الفيزيقا ، ومن منطلقات أبعد من الحدود التي قاربها فلاسفة غيره .وهي بادئة تعني أيضا أعلى ، وسابقة تدل على التالي . ومن ثمة اذا ما حاولنا محاصرة الدلالة الكلية ل"ميتا:"، فاننا سنجدها تتحدد اساسا في المفارق ، في التفكير الاستباقي او المستقبلي ، وهي أيضا تروم اقتفاء آثار المعين والمحدد . خاصة ونحن في عصر امحاء الحدود بين المادي والروحي ، بين المثالي والواقعي . لكن الاشكال ينعقد هنا في العالم الثالث ، وتحديدا في عقل مثقفيه في الانحصار والانكفاء امام ظواهر تجاوزها العلم ، وامام محددات ثابتة تناولها غيرنا منذ عقود ان لم نقل منذ قرون . كمفهوم الايمان ، ونظرية الالحاد ، في حين ان العلم اليوم ، وخاصة علوم الكيمياء والفيزياء والفلك ، والطب انغمست في نوع من الاقرار بمنظومة متوازنة حتى في أكثر الظواهر فوضوية كما كانت تتبدى للعالم منذ أقل من نصف قرن فقط ، كمفهوم السديمية . فالسديم وهو نظرية اللانظام ينكشف عن هرمونية دقيقة ، "تتميز بنظام مدهش وعميق في آن " كما يرى جان غيتون ، في محاورته للعالمين الفيزيائيين .
فهل نحن مستعدون لتقبل هذه الحقائق التي أصبحت اليوم مسلمات ؟ . هنا طريقان لا ثالث لهما اليوم . اما التسليم بها والتدرج في البحث عن خصائصها ودقائقها ومشاركة العالم في اكتشافاته العلمية والانخراط معه في بناء الكون . او عدم التصديق بها والاكتفاء بترديد الخزعبلات والخرافات والهوامات ، والانكفاء على حالنا ، او التردي اكثر .
وما شأن النظريات العلمية القحة ، بمفهوم المواطنة وما نرومه من مفهوم جديد هو الميتامواطن ؟ .
لابد من التنصيص بدءا ، انني من المؤمنين بهرمونية الكون ، وبالتالي هرمونية الحركة الكونية التي تندرج ضمنها في جزيء بسيط حركية الانسان . حيث اننا نتحرك ضمن كون تتخله ملايين او ملايير الحركات والتفاعلات الأخرى ، بدءا بحركات الكواكب والنجوم ، وانتهاء بحركة أدنى حشرة .
والوطنية من هذا المنطلق ليست فقط ، كباقي المفاهيم ، مجرد كلمة او شعار ، انها كينونة وتأصيل لحركة الانسان وتفاعلاته داخل بنية مجتمع ما . بل انها تغدو في بعض الأحيان ، وفي العالم الثالث كبلدنا ، سيفا ينسف مستقبل كثير من المواطنين بدعوى الارتداد عن الوطنية أو التشكيك في وطنية شخص ما ،وهذا ما يحدث اليوم في بلد كالبحرين في أبشع صور سحب الوطنية من مواطنين يعارضون النظام البحريني فكريا وسياسيا كشكل من اشكال حرية التعبير ، بينما النظام يقتلع جذورهم الانتمائية ويسحب جنسيتهم ، لمجرد الاختلاف في الرأي .
وهنا بالمغرب تتم محاصرة المثقفين وتهميشهم ، بل وشن الحروب عليهم ، لمجرد التشكيك في وطنيتهم .لأنهم يحاولون التعبير عن أفكارهم بنوع من الاستقلالية والتجرد . فهم يمتلكون رؤى لا تعاكس في جوهرها المسؤولين ، فكثير من رؤاهم يتم العودة اليها بعد حين من الزمن .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الضابط السابق مصطفى أديب
- المكلية الفرنسية الجديدة
- هل اقتربت نهاية آل سعود ؟
- قراءة متأنية لنبرة خطاب الملك القوية في قمة الخليج
- حان الوقت للافلات من تبعية القادة العظام
- قمة التفاهة أن يحتفل الشعراء بيوم عالمي للشعر
- أوباما يعيد كتابة التاريخ بطريقته
- عرب يوقعون بقلم اسرائيل
- حب قديم
- تأجيل والغاء القمة العربية هل هو حكمة مغربية او انقاذ فشل حت ...
- الشاعر لايموت...الى مصطفى بلوافي
- متاهات اتحاد كتاب المغرب المغلقة
- النظام السعودي يزداد اختناقا
- محاولة منهجية لتأسيس الذات المثقفة
- ايران نمر الخليج القادم
- اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
- قصيدة الاعدام
- رسالة الى صديق غائب
- حكايات طنجة
- العصر الذهبي للارهاب


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الميتا مواطن