أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - الصدمة ..














المزيد.....

الصدمة ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 16:15
المحور: سيرة ذاتية
    


الصدمة ..
تصلني يومياً وعبر بريدي الإلكتروني ،رسائل تُبلغني بأنني ألفائز السعيد ، بمبلغ أدناه مليون دولار أو يورو ، وأقصاه يتجاوز العشرة ملايين دولار. ولا أبلغ إذا قلتُ بأنني يوميا أتحول من مفلس الى مليونير، خمس مرات على الأقل. فتارة أكون الفائز بجائزة شيفروليت ، اللوتو الأمريكي ، مايكروسوفت والى ما هنالك من الجوائز الوهمية ..
لكن اللافت للنظر، هي تلك الرسائل التي تحمل جوائز بعشرات الملايين .. فهي في العادة تأتي ضمن رسالة "تُقطع نياط القلب" ،يُخبرك أو تُخبرك فيها مرسلتها، بأنه أرملة لوزير من بوركينا فاسو مثلاً، وبأن زوجها لقي حتفه في حادثة سقوط أو اسقاط طائرة كانت تقله ، وقد ترك وراءه في أحد البنوك مبلغاً خياليا من الدولارات، وهي تطلب مساعدتك لنقل هذه الأموال الى حسابك البنكي، لأنها تريدك شريكا في استثمار هذا المال في بلدك .. وما الى ذلك من قصص تستدر الدموع .. لكن أكثر ما يستفزني هي تلك الرسالة التي تصلني على صندوق البريد الالكتروني ،هي تلك المُعنونة ب: أجبني فورا، وكأنني أعمل لدى "اللي خلّفوه"..!!
وللتنويه فقط ، فأنا أُراهنُ أسبوعيا في اللوتو الإسرائيلي ، ولم تتعد الجائزة التي ربحتها وخلال عشرات السنين، البضعة شواقل فقط .
وذات يوم تلقيتُ إتصالا هاتفيا من صديق قديم، يطلب فيه مقابلتي على وجه السرعة لأمر هام .. دعوته لزيارتي في البيت ، وما هي الا دقائق حتى حضر الرجل محملا بالأوراق والأقلام ... وطلب مساعدتي في الرد على رسالة وصلته للتو وهي بالإنجليزية التي لا يجيدها ، وتحمل بشرى فوزه بالجائزة الكبرى من مايكرو سوفت ، على ما أظن ...!! لقد كان فرحه لا يوصف بهذا الفوز "الوهمي" ..
ورغم أنني لا أرغب بإداء دور "هادم اللذات"، أو مخرب الفرحات ، لكنني شرحتُ لهذا الصديق ،بأنني أتلقى يوميا عشرات الرسائل من هذه الشاكلة ، وهي محاولة للإحتيال على السذج ، تبدأ هكذا ثم يطلب المحتال رقم حساب بنكي وبعض التفاصيل الشخصية الأخرى ، ودفعة نقدية أولى لتسهيل المعاملات وهكذا..
طبعا لستُ بحاجة للقول بأن بالونة السعادة بالفوز المنتفخة حتى اقصى حدود احتمالها قد فرغت.. وظهرت خيبة الأمل على وجه صديقي..
وفي الأيام الأخيرة بدأت تصلني رسائل تُبلغني أنه ونيابة عن الأمير الوليد بن طلال ، فقد قام سموه بالتبرع لي بمبلغ خمسة ملايين دولار ..
تختلف هذه الرسالة عن سابقاتها ، بأن إحتمال فوزي بأحد جوائز اللوتو الأمريكي ، أكبر بما لا يُقاس من احتمالية حصولي على تبرع من صاحب السمو ، وهل يتبرع هؤلاء أصلا ؟!.. وكلاهما نصب واحتيال ..
ومع ذلك ، حصل ما غيّر وجهة نظري ، بخصوص العرب بشكل عام ، والذين نتيجة للأوضاع في السنوات الأخيرة، حسبتُ بأنهم قد فقدوا كل ذرة تعاطف مع الآخر وبالذات مع الضعيف والمحتاج ..
إنه برنامج صدمة ، الذي يتخذ منحى التجربة الإجتماعية ، يقوم بإداء الأدوار في التجربة ممثلون ، ويؤدونها في أماكن عامة .. فمن مُسّن يتعرض للإهانة ، الى طفل لا تملك أمه ثمن لعبة تشتريها له وهو يلح ويبكي، الى عامل صغير السن في سوبر ماركت يتعرض للإهانة والضرب من صاحب العمل ..
وتكون ردود أفعال الحاضرين على هذه المشاهد متنوعة ، لكنه بالإجمال ردود افعال مشجعة ،تبرهن بأن العرب وغيرهم من الشعوب في العالم العربي ما زالوا يحملون حسا إنسانيا وتعاطفا مع الضعيف ..
برنامج صدمة ، كان بالنسبة لي بمثابة صدمة ايجابية ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامارات الفلسطينية المتحدة .
- التَزَمُّت ..
- الديخوتوميون-dichotomy
- السجدات الضائعة ..
- صُنعَ في السعودية
- الشيخ والسّكير..
- حزيران، رمضان والاستاذ افنان..!!
- توقف الذاكرة ..
- الجيل الثالث يقرأ.. في تل السمك .
- حقوق اللاجئين : مساهمة في الحوار مع الاستاذ عبدالله أبو شرخ.
- مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!
- مبروك لكتاب وقراء الحوار المتمدن.
- بين العِظة والعَظَّة ..
- تداعي الذكريات ..!!
- دولة قومية ،إثنية وأرثوذكسية ..
- الدونكيشوتية في -محاربة- الأديان ..
- ذكرى الهولوكوست ..
- لا أراكم الله مكروها بعزيز ..
- ضيقٌ في الصدر .
- طبقتان عاملتان ..؟!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - الصدمة ..