أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - اللامنتمي الثوري















المزيد.....

اللامنتمي الثوري


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الامنتمي الثوري
يقول علي كمال في كتابه (النفس ) ان وضع الانسان في عالمه الحاضر هو وضع مضطرب وليس فيه للانسان اي سلطة أخلاقية او نظام من الايمان . لذا يشعر الفرد في عالمه بالتغرب ومن هذا ينشأ شعوره بالقلق وهو في النظرية الوجودية يختلف عنه في نظرية فرويد فبينما يجد فرويد القلق اشارة لخطر وشيك فان الوجودية تعتبر القلق هو الوعي المتكون عند الانسان لعدم اكتماله ولا علاقة له بالماضي او المستقبل بينما يفسر كولن ولسن اللا معنى باللاحقيقة وان اللا منتمي مريض الروح يرى ان العالم انما يبعث على الرعب لانه يمثل بالنسبة له آلية عالم الحضارة وميكانيتها المتشعبة . عالم يقف بينه وبين الحرية .
يبين لنا ولسن (في العرف الاوربي ) الفرق بين عالم الطفل ( القرن التاسع عشر ) وعالم البالغ ( القرن العشرين ) وان افكار اساطين العصر الفكتوري كدارون وامرسون وسبنسر وكارليل انما كانت نذير بتغير لا نهائي في الحياة الانسانية وان العالم يتقدم للامام صاعدا على اشلاه موتاه الى الاعالي . ويفرق كولن ولسن بين اللامنتمي الواقعي والرومانسي . فاللامنتمي الرومانسي يتحول من الوجودية الى ما يشبه المثالية الفلاطونية الذي يبحث عن الصورة المعنوية التي تراها روحه دائما .. و نجد اللامنتمي الواقعي يبحث عن الحقيقة دائما متسائلا ترى ماذا يعنون بها بينما يتيه اللامنتمي الرومانسي في التسائل ( اين اجدها ) .
يرى ماركس ان الاغتراب هو نتاج المجتمع الرأسمالي المتنمر في حين يؤكد هيس في قصته ( ستيفن وولف ) وعلى لسان بطله ( ( ان اللامنتمي هو مبعث وجود البرجوازي اذ لولاه لم يكن هنا لك برجوازي وان حيوية اعضاء المجتمع العادين تعتمد على لامنتمي هذا المجتمع فهو يقدم الى المجتمع نشاطا روحيا يطهر الفكر ويمنع عالم البرجوازي من ان يغرق في طبيعته الميتة .. ان هولاء اللا منتمين هم ديناموا المجتمع الروحي .. الانسان مزيج يوجد به مئات من الانا المتصارعة وهو ليس شكلا ثابتا غير متغير انه تجربة وانتقال وان المصير الكامن ( الموت ) فيه يدفعه الى الله اما حنينه الكامن فيه فيعود به الى الطبيعة ) )
في عالمنا العربي او الثالث كيف ساهم الحس المرهف في تكوين الامنتمي الشرقي او الوجودي المنتفض من بين اتون ثقافة الغيب المهيمنة على عقله منذ طفولته وحتى تخرجه من ارقى الجامعات العلمية او الادبية ؟؟. انه التناقض الحاد بين ثقافة غربية ومدلولاتها التكنولوجية وبين مازوشية شرقية مسيطرة على جل احاسيسه الثقافية . فعلى حين غفلة من الزمن استيقظت عقولنا ونحن نعيش ستينيات القرن العشرين على رؤى سياسية جديدة متأثرة بالنهضة الاوربية فانشطرت نظرتنا المستقبلية الى طريقين متناقضين احدهما مرتعبة من التغيرالاتي الينا من الغرب والاخرى متمسكة برؤيتها الحضارية بضرورة التغير.
استيقض وعينا على افكار الاشتراكية وحركات التحرر وتبنينا نماذج بشرية اعتبرناها مخلوقات خارقة .هللنا بوعينا الثقافي المتكون حديثا لاطروحات فلسفية متنوعة متجاوزين حسنا الديني ورؤيتنا الغيبية المخيفة حالمين بمستقبل يجعلنا طافحين بالامل بان نكون امة متحضرة ومتقدمة نلحق بعالم تجاوزنا بعقود هتفنا بحماسة متناهية لرجالاتنا الابطال الذين سيقودونا الى مانرجوا من العيش الكريم والرغيد . واثقين من ان جماهيرنا واعية لايخترقها العطب لكنا لم نكن نعي وجود نماذج بشرية اخرى تتملكها رؤى مغايرة عنيدة متمسكة بطروحاتها الى حد الهوس وضعت في طريق شعوبنا وبمباركة دوائر معروفة عصي العرقلة والتشضي الفكري فاغتنم الفاشيست والاوغاد هذا التشرذم ليجهزوا على ما تبقى من طموحنا حاسمين المعركة باساليب القتل والتنكيل والذبح والتقتيل لصالحهم وحينما تيسر لهم الامر حاولوا جاهدين بكل الوسائل لتغيب الاخرين ثقافيا وفكريا حينها الحقت اسرائيل هزيمة شنعاء بانظمة عربية محسوبة بتوجهاتها الفكرية والايديولوجية على معسكر الشعوب فاكتملت حلقة التضيق على وعينا فتشرذمت ثقافاتنا باتجاهات متنوعة مأزومة بتناقضها .
ازاء هذه الهجمة الشرسة انتفخت اوداج الرجعية العربية المتمثلة بقيم دينية متفحمة قاحمة نفسها بقوة وسط الجماهير الضعيفة والمنزوعة الارادة فليس افضل من الفكر الديني المستمد قوته من الارادة الالهية للسيطرة على العقول وتجيرها لصالح السلطة الدنيوية حينها ظهرت نماذج من المثقفين المتنورين تراجعت عندهم ارادة النضال وقسوته لكنها استمرت برفضها للواقع المتشنج السارق لطموحها بمجتمع تتمثل به قيم العدل والحرية . فما النزعات الوجودية سوى ردات فعل ايجابية لطموحات انسانية مفعمة بالرفض والايجابية فهم عكس ما يتصوره البعض نأوا بانفسهم عن الانتهازية السياسية والايدلوجية واعتبروها نوع من القيود تخبأ مشاريعها الى حين لان المشكلة الاساسية ليس في الافكار المتبنات بقدر نوعية الشخوص الذين يجيرون هذه الافكار لصالحهم .. اخذ المثقف ينأى بنفسه عن ان يكون سن في عجلة مسننات هائلة تسحق امامها النفس الانسانية الطامحة الى مجتمع العدل متمثلة بالاحزاب و الايدلوجيات ..رافضا استلاب حريته ونضرته للحياة .
فالانسان مثلاً عند ريجيس دوبريه هو القضية وهو الحل وكفاحه الطويل يكمن في بناء مجتمعات بشرية لاترضخ لاصولية قاتلة او علمانية عمياء ( رأسمالية متوحشة ) . حس (دوبريه ) كلامنتي ثوري دفعه ان يتنكر لكوبا كاستروا الستينيات حتى انه اتهم بالكشف عن مكان تواجد جيفارا للسلطات البوليفية .. يسمي دوبريه جيله بصدد الافصاح عن اراءه ( بجيل الانتظار ) يقول دوبريه ان اردنا تقديم اجابات عن اسئلة لم تعد مطروحة فأننا ابناء مزعومون لثورة اكتوبر 1917ويتامى فكرة نهاية العالم ونحن الناجون من كارثة لم تقع لكننا في نهايتها ..فوجوهنا تدل على سوء ما نحن فيه وان البشر فقدوا كثير من الحس التاريخي التقليدي ويتجهون الى تأكيد الذات الفردية والاتجاه لعصر نهضة جديد يصبح الانسان فيه محرك التاريخ وعنصره الاساس .
اللامنتمي الثوري ليس هو المثقف العضوي الذي يتبناه غرامشي فهو لايستسيغ الموت من اجل قضية ذات ايديولوجية ضبابية بفعل عدم قدرة شخوصها على توضيح افكارهم او تبنيهم لهذه الافكار الى النهاية بالوقت الذي يتفق معه باعتبار ان الهيمنة الثقافية اقسى من الهيمنة الاقتصادية ويعتبر ان المثقف الذي لايحس بالام شعبه لا يعتبر مثقفا حتى لو كان يملك ارقى الشهادات الجامعية .
اللامنتمي الثوري يتفق مع سارتر بتعريفه للمثقف بانه هو الذي يحشر نفسه بما لايعنيه وهو يزعج السلطة دائما فهو يعلن عن افكاره بكل شجاعة ولا يتحمل المجاملة على حساب وجهة نظره للامور .. ديالكتيكي التفكير لا تتنازعه اهواء السلطة يمقت الوصولية والانتهازية ويرفض بشدة اللصوصية التي يتبناها رجالات السلطة ..يقرف من التملق والتعلق باذيال المحسوبية .
اللامنتمي الثوري عبثي برؤية كاموا لمعنى العبث لان حقيقة الموت تكشف لنا عبثية الحياة والعقل بطريقته الخاصة يؤكدها اما التعريف العام للعبث هو ذاك الصراع القائم بين مظهر العالم اللاعقلاني وتلك الرغبة المضطربة حول الصفاء والوضوح ..اننا غير مسؤلين عن امنا وابينا او اسمنا او ديننا .كلها حصلت قبل وجودنا اما المستقبل او المصير فنحن مسئولون عنه وعلينا ان نقرره ونختاره وهذه هي الحرية المسؤلة ..



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - اللامنتمي الثوري