السياسي وملابس النساء

غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 22:47
المحور: كتابات ساخرة
    

على ضوء لبس الدواعش لملابس النساء للتخفي والهرب مع النازحين في الفلوجه وقبلها.
مع أن العرب والمسلمين يعتبرون التشبه بالنساء عارلا يليق بالرجال .
عانى الملك فيصل الأول ملك العراق كثيراً من أجل رعاية وتربية إبن أخيه عبد الأله أبن الأمير علي وقد أرسله الى لندن للتعلم ومواصلة طلب العلم لكنه خيب أمال عمه بفشله الدائم وكسله المتواصل وأحب ركوب الخيل وصيد الثعالب في المزارع العراقيه في الجنوب وإعجب حد الوله بلندن والشعب الإنكليزي وأمن بقوتها وقدراتها الفائقه.
نوري السعيد ولد في بغداد 1888 وهو من تركمان العراق لمدينة الطوز من عائلة لموظف صغير وتطوع في الجيش العثماني كضابط وقاتل بين صفوفه في بلدان كثيره وعندما تمزقت الدولة العثمانيه عمل مع الشيخ الحسين بن علي ولورنس العرب ورافق الملك فيصل في حكم سوريا والعراق مع عدد من الضباط العراقيين .
قيل عن نوري ثعلب السياسه العراقيه وقيل عنه الذراع الأول للأنكليز في العراق وقيل عنه صانع الملوك والحكام وقليل من تغلب عليه من مناوئيه ، كان جريئاً حد التصفيات بالإغتيال لكل من يقف في طريق طموحاته أو تريد بريطانيا التخلص منه(مقتل العقيد بكر صدقي ورستم حيدر) .وكان كثير التندر من بسطاء الشعب وحتى مع خصومه .
أصاب البريطانيون عندما إختاروا عبد الأله ونوري السعيد عميلان لهما فقد أخلاصا ولأخر نفس لبريطانيا العظمى .
نوري السعيد وعبد الأله والملكه عاليه هم الذين دبروا قتل الملك غازي لآنه تقرب من المانيا قبيل الحرب العالميه الثانيه وهذا يعارض مصالح بريطانيا ولأنه كان قاب قوسين أوأدنى من زواجه من إمراة إخرى غير الملكه عاليه ونوري هو من صنع عبد الأله وصياً لولي العهد الصبي فيصل الثاني وطبعاً لإرادة بريطانيه وشخصيه لاسيما والأثنان من أخلص الساسة لبريطانيا .
تشابه نوري وعبد الأله في الكثير من الأفكاروالصفات كالغدر والخيانه والمكر والدهاء والقسوة عند السيطره والإنتقام من معارضيهما من العراقيين وقد فعلها عبد الأله بالضباط الأربعه سنة 41 حيث علق العقيد الصباغ في باب وزارة الدفاع بعد إعدامه وفعلها نوري بقادة الحزب الشيوعي العراقي وقد شنقهم وعلقهم في شوارع بغداد .
وأصابا الأثنان بالخوف والحذر من العسكر فقط أما التظاهرات الشعبيه فلم يحسبا لها أي حساب فكان نوري يقول: فقراء الشعب مثل سلة البيض أرجها وقت الحاجه فتكسر كل بيضة البيضة الإخرى .
تشابه الأثنان بالهروب وقت الشده بملابس النساء وقد فعلها الوصي للهرب من إنقلاب العقداء ولبس ملابس نسائيه وهرب بسيارة القنصل الأمريكي حتى وصل فلسطين وكان نوري السعيد معه ثم أعادتهما بريطانيا للحكم ، وفعلها نوري السعيد صبيحة ثورة تموز58 ولبس الملابس النسائيه وتنقل في أحياء الكرخ والرصافه حتى إكتشف أمره .
وحتى في النهاية جمعهما الموت وقتل الأثنان في ثورة تموز الأول في قصره ونوري في الشارع حيث كانت موتة شنيعه .
لايلجأ السياسي لإرتداء الملابس النسائيه والهرب من غضب الشعب إذا لم تكن طموحاته وأفعاله بعيدة عن مصالح الشعب في حين عبد الكريم قاسم أعفى عن الذين تأمروا عليه بعد أن وفر لهم المحاكمه العادله والعلنيه وعندما نجحوا بالإنقلاب عليه وعدوه بالتفاوض والمحاكمة العادله لكنهم قتلوه غدراً في الأذاعه في شباط الأسود ؟؟
طالما مجتمعاتنا العربيه تعيش مرحلة القبيلة والطائفه في صراعاتها السياسيه فكل شئ جائز وكل طريق للهرب من غضب الشعب هو الهدف السامي ...

#غازي_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات