أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - الانتحار السياسي على الطريقة المصرية














المزيد.....

الانتحار السياسي على الطريقة المصرية


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 17:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الانتحار السياسي على الطريقة المصرية
طارق المهدوي
ارتبط ظهور الوطن المصري قبل عدة آلاف من السنين مع النشأة المتزامنة لأربع مؤسسات متباينة هي العسكرية والسيادية والبيروقراطية والدينية، وفي حين نجحت المؤسسة العسكرية المصرية مبكراً باستخدام قوتها العضلية في اعتلاء المؤسستين السيادية والبيروقراطية مما منحها نفوذاً واضحاً على الدولة والعلاقات الخارجية استغلته لتحقيق مصالحها الأنانية الضيقة فقط، فقد نجحت المؤسسة الدينية المصرية مبكراً باستخدام قوتها الذهنية في التغلغل الثقافي داخل مختلف الأوساط الشعبية مما منحها نفوذاً واضحاً على المجتمع والسوق استغلته لتحقيق مصالحها الأنانية الضيقة فقط، دون أن يصل نفوذ المؤسستين العسكرية والدينية على الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية بامتداد المراحل المتعاقبة للتاريخ المصري القديم والأوسط والحديث والمعاصر إلى مستوى السيطرة المطلقة لأيهما، حيث استمر وجود مساحات عديدة من الاختراقات المتبادلة بين صفوف المؤسستين العسكرية والدينية كما استمر وجود مساحات عديدة من المتخللات البينية داخل أروقة الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية، وبينما كانت مساحات الاختراقات المتبادلة بين المؤسستين النافذتين تضيق وتتسع حسب كم وكيف الأخطار الخارجية المحيطة بالوطن كله، فإن مساحات المتخللات البينية داخل الأروقة كانت تضيق وتتسع حسب نوعيات ودرجات التناقضات القائمة بين المؤسستين النافذتين، فقد شهد التاريخ بأن هذه المتخللات التي ضاقت خلال مراحل غياب التناقضات بين المؤسستين النافذتين سواء باستيعاب إحداهما الكامل للأخرى أو بقضاء إحداهما الكاسح على الأخرى، هي نفسها المتخللات التي اتسعت خلال مراحل استمرار وتصاعد الصراعات والخلافات والمنافسات الحادة بين المؤسستين النافذتين، كما شهد التاريخ بأن هذه المتخللات قد تم شغلها والاحتماء فيها كلما اتسعت من قبل المقهورين المصريين كأعضاء الأقليات الدينية والفكرية والعرقية والقوى السياسية المدنية مع بعض أعضاء المؤسستين السيادية والبيروقراطية، والذين ارتبط وجودهم السياسي المستقل بهذه المتخللات فأصبحوا أصحاب مصلحة في بقائها واتساعها عبر سعيهم لاستمرار وتصعيد التناقضات بين المؤسستين النافذتين، وهي مصلحة مشروعة سياسياً وأخلاقياً في ظل فاشية المؤسستين النافذتين وسعيهما المسعور لتحقيق مصالحهما الأنانية الضيقة فقط على حساب الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية، وشهد التاريخ أيضاً بأن هاتين المؤسستين النافذتين قد اضطرتا على مضض إلى تجديد تعاقداتهما الانتهازية معاً سواء بشكل صريح أو ضمني عدة مرات في مواجهة أعدائهما المشتركين، مثل ذلك التعاقد الذي بدأ عنده التاريخ المصري الحديث عام 1805 والمبرم بين رجل المؤسسة الدينية الأقوى آنذاك عمر مكرم نقيب الأشراف ورجل المؤسسة العسكرية الأقوى آنذاك محمد علي لمواجهة اتساع نفوذ أعدائهما المشتركين المتمثلين آنذاك في الصليبيين واليهود والشيعة، ثم ذلك التعاقد الذي بدأ عنده التاريخ المصري المعاصر عام 1952 بين رجل المؤسسة الدينية الأقوى آنذاك حسن الهضيبي مرشد عام الإخوان المسلمين ورجل المؤسسة العسكرية الأقوى آنذاك جمال عبدالناصر لمواجهة اتساع نفوذ أعدائهما المشتركين المتمثلين آنذاك في الشيوعيين والليبراليين والقوميين، لكل ما فات فإن التاريخ سوف يرتبك كثيراً في فهم وشرح ملابسات الدور الذي أداه المقهورون المصريون بغباء منقطع النظير لدعم الانقلاب العسكري على رئاسة الجمهورية الدينية يوم الثالث من يوليو عام 2013، حيث أزالوا بأنفسهم التناقضات القائمة بين المؤسستين النافذتين عبر دعمهم للمؤسسة العسكرية سواء في قضائها الكاسح على الإخوان المسلمين أو في استيعابها الكامل للسلفيين والأزهريين والصوفيين والكنيسة القبطية، ليسدوا بذلك على أنفسهم جميع مساحات المتخللات البينية داخل أروقة الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية رغم ارتباط وجودهم السياسي المستقل بهذه المتخللات كارتباط الأصابع بالكف، فأصبحوا كمن ثقبوا بأنفسهم القارب الذي يحملهم داخل أعماق بحر الظلمات السياسية ثم لم يعد أمامهم سوى انتظار الموت غرقاً كمنتحرين وليسوا كشهداء!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لم أرسلها عن واقعة فهمها الجميع
- رسالة لم أرسلها عن واقعة لم أفهمها
- من الوثائق القضائية المصرية (1 - إعلان بشواهد تزوير)
- المثليون جنسياً في مصر المعاصرة
- الحكم القضائي حول الجزيرتين بالموازين الثورية
- كابوس -المواطنين الشرفاء-
- رسالة إلى أبناء الغد وبعد الغد
- سيدة القصر
- جوليو ريجيني...شيوعي آخر يدشن نضاله بمصرعه
- عواد باع أرضه
- حكايات الجوارح والمجاريح
- رفعت السعيد...جه يكحلها عماها
- أوراق من دفتر الأوجاع
- المدينة بين زلزالين
- عشرات السنتيمترات
- دعاء جدتي ضد الظالمين
- معلهش إحنا بنتبهدل
- عالجوهم أو اعزلوهم
- أشعار نازفة وشعارات ناسفة
- فوبيا العداء للجنس في الأذهان الفاشية


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - الانتحار السياسي على الطريقة المصرية