أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الله وأنبيائه ورسله في التوراة وفي الفكر السلفي















المزيد.....



الله وأنبيائه ورسله في التوراة وفي الفكر السلفي


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليهود أساءوا الظن بالأنبياء، فعذبوا فريقاً منهم، وفريقاً كانوا يقتلون، واتهموا أنبياءهم بالكذب والخداع، وارتكاب المعاصى والكبائر، وذلك بنصوص توراتية مكتوبة، فنسبوا إلى يعقوب الخداع، وزعموا أن لوطاً زنى بابنتيه، وقالوا عن هارون أنه دعا بنى إسرائيل إلى عبادة العجل، وقالوا عن داود أنه زنى بزوجة القائد أوريا الحثى.. وقالوا عن سليمان أنه ارتد إلى الوثنية وعبد الأصنام إرضاء لزوجاته.. هذا ما نسبوه إلى أنبياء الله الذين أرسلهم لهداية البشر، ورفع منزلتهم جميعا، ووصفهم بالترفع عن كل المعاصى والخطايا دون تمييز.. ومع ذلك لم يسلموا من قذف اليهود لهم بأية وسيلة [راجع كتابنا يهود أم حنابلة].

ومن دلائل كفرهم قولهم: إن لله تعالى أولاداً ذكوراً، فتنوا بجمال بنات الآدميين واتخذوهم خليلات، وولد لهم منهن نسل امتاز ببسطة كبيرة فى الجسم وهم الجبابرة الذين سكنوا الأرض قبل الطوفان [التكوين:6]. وتطاولوا على الذات العلية فوصفوه فى تلمودهم بالنقص والتردد والانفعال، وتكلم التلمود بكل صراحة عن جسم الإله وضخامة أعضائه، وعن أعماله ونشاطاته ليلاً ونهاراً، وعن حالته بعد هدم الهيكل وتشريد بنى إسرائيل، وما أصابه من ندم ومن تردد فى أوامره تجاههم، وعما يخصصه الرب من أيام فى كل عام لعبادة إله آخر صغير، وعن حرص الإله على أن تقدم له أضحية من الآدميين، وما إلى ذلك من خرافات أسطورية باطلة [راجـع كتابنا يهود أم حنابلة؟].

أولاً : عقيدة اليهود في الله من خلال نصوص التوراة
إن التصور الإلهى عند اليهود فكر أسطورى ووثنى إلى حد بعيد. فهم ينسبون إليه الكثير من الصفات البشرية، بل ربما رآيناه كثيرا فى العهد القديم (التوراة) أقل من الإنسان فى صفاته.
فهم ينسبون إليه ما يلى:
1 – التعب والإجهاد: جاء فى سفر التكوين الإصحاح 2 الآيات من 1-3:
[وهكذا أكملت السموات والأرض وجميع قواتها * وانتهى الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمله، واستراح فى اليوم السابع من كل عمله الذى عمله * وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من كل عمله الذى عمله خالقا].
2 – أفعاله جزافية: صورة الإله عند اليهود صورة الحاكم المطلق لقبيلة، فقد خلق الإنسان وفق هواه، ويستطيع أن يحطمه تبعا لمشيئته، بعد أن يندم على أنه خلقه.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 6 الآيات من 5-8: [إن شر الإنسان قد كثر على الأرض وإن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض وتأسف فى قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأنى حزنت أنى عملتهم].
وبعد أن أفناهم الله فى طوفان نوح، أعطى ميثاقه وعهده لنوح ألا يهلك الإنسان بعد ذلك بطوفان.
3 – ضعف الذاكرة: لكى لا ينسى الإله عهده مع نوح، قام بوضع علامة قوس قزح فى السماء حتى يتذكر فعلته السابقة كلما رآه، فيتنبه ويعتدل فى إرسال المياه حتى لا تكون طوفانا.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 9 الآيات من 13-16: [ضعت قوسى فى السحاب فتكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض فيكون متى أنشر سحابا على الأرض وتظهر القوس فى السحاب، أنى أذكر ميثاقى الذى بينى وبين كل نفس حية فى كل جسد، فلا تكون أيضا المياه طوفانا لتهلك كل ذى جسد، فمتى كان القوس فى السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية فى كل جسد على الأرض].
4 – الإله يوجهه الإنسان: يخبرنا العهد القديم بأنه عندما غضب الرب على بنى إسرائيل لعبادتهم العجل، قال لموسى: [فالآن اتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم] (سفر الخروج الإصحاح 32 الآية 1).
فيهدئ سيدنا موسى من غضب الرب، وينبهه بأن عليه أن يرجع عن مثل هذا الانفعال!! حتى لا يتكلم عنه المصريون ويقولون إنه أخرجهم- يعنى بنى إسرائيل- بخبث من مصر ليفنيهم بالجبال.. ويتنبه الرب فعلا إلى مراجعة موسى له، ويستجيب الرب لنصيحة موسى، ويندم على نيته الشريرة هذه.
جاء فى سفر الخروج الإصحاح 32 الآيات من 11-14: [لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذى أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟، لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم فى الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض؟، ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك، اذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطى نسلكم كل هذه الأرض التى تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد، فندم الرب على الشر الذى قال إنه يفعله بشعبه].
5 - الإله فى صورة بشرية: جاء فى سفر الخروج الإصحاح 33 الآية 11: [ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه].
وفى حكاية عجيبة نجد أن الإله يأتى ببساطة شديدة إلى إبراهيم عليه السلام جهارا ومعه اثنين من الملائكة ليتشاور معه حول حرق قرية سادوم، والطريف أن سيدنا إبراهيم عليه السلام يعرض على الإله والملائكة الذين معه، أن يقيم لهم مأدبة غذاء ليأكلوا ويشربوا ويسندوا قلوبهم.. قبل أن يبدأوا مهمتهم هذه.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 18 الآيات من 1-8: [وظهر الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس فى باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض، وقال: يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة فى عينيك فلا تتجاوز عبدك، ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم مررتم على عبدكم فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت، فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال أسرعى بثلاث كيلات دقيقا سميذا اعجنى واصنعى خبز ملة، ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبدا ولبنا والعجل الذى عمله ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا].
ثم يبشر الرب إبراهيم بأن عند عودته مرة أخرى إليه بعد فترة من الزمن سوف يكون لسارة زوجته ابنا.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 18 الآيات 9-15: [وقالوا له- الله والملائكة- أين سارة امرأتك؟ فقال: ها هى فى الخيمة، فقال إنى أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعة من باب الخيمة وهو وراءه، فضحكت سارة فى باطنها أبعد فنائى يكون لى تنعم وسيدى قد شاخ؟ فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟ فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك لأنها قد خافت، فقال: بل ضحكت].
ونلاحظ هنا أن الإله يسأل إبراهيم لماذا ضحكت سارة لأنه لا يعلم لماذا ضحكت، ثم تكذبه سارة بقولها: لم أضحك. فيرد عليها الإله مؤكدا أنها كاذبة بقوله: لا بل ضحكت.. وهكذا يدور الحوار المقدس.
ثم نجد الإله يتشاور مع إبراهيم- بعد أن نزل على الأرض- حول الانتقام من أهل سادوم وذلك بعد تردد، وإبراهيم يقنع الإله بالعدل وعن ذلك وألا يفعل مثل آلهة الأديان الأخرى، وهو إقناع يحمل فى طياته مفهوم الشرك بالله!!.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 18 الآيات 16-25: [ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سادوم وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم، فقال الرب: هل أخفى على إبراهيم ما أنا فاعله؟ وإبراهيم أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض، وقال الرب: إن صراخ سادوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا، أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتى إلىّ، وإلا فأعلم، وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سادوم، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب، فتقدم إبراهيم وقال: أفتهلك البار مع الأثيم؟ عسى أن يكون خمسون بارا فى المدينة.. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه؟ حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم، حاشا لك، أديَّان كل الأرض لا يصنع عدلا].
وبديهى أن كل هذا تصورات أسطورية عن إله يحتاج إلى مشورة الإنسان لاتخاذ قرار، وإله ينزل إلى الأرض ليتفقد سير الخلائق من جانب، ويقف على تطورات الأمور بنفسه من جانب آخر، ليتأكد من صدق وسلامة المعلومات التى تصل إليه، وهذه التصورات تتهم الإله بالعجز وعدم الكمال.
6 – صراع الإنسان مع الإله على الأرض: يعطينا الكتاب المقدس معنى حرفيا للجهاد مع الله، حيث يقول إن الجهاد مع الله هو نوع من المصارعة الحرة، أو الاشتباك بالأيدى والأرجل بين الإنسان وبين الله مباشرة – وجها لوجه-.. حيث نرى سيدنا يعقوب قد قام بإمساك الإله وهو يتجول ليلا على سطح الأرض، وكان فى صورة إنسان، حيث قام يعقوب بمصارعته ليلة كاملة، لم يستطع الإله فيها الإفلات من يعقوب أو التغلب عليه، ولم يطلق يعقوب سراحه إلا بعد أن أملى عليه شروطه، ولم يجد الإله بدا من الرضوخ ليعقوب.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 32 الآيات من 22-31: [وقام-يعقوب- فى تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق، وأخذهم وأجازهم الوادى وأجاز ما كان له، فبقى يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى يعقوب أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع فخذ يعقوب فى مصارعته معه، وقال: أطلقنى لأنه قد طلع الفجر. فقال: لا أطلقك إن لم تباركنى، فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب، فقال: لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك صارعت الله والناس وقدرت، وسأله يعقوب وقال: عرفنى اسمك؟ فقال: لم سؤالك عن اسمى وباركه هناك، فدعا يعقوب اسم المكان فنوئيل قائلا: إنى رأيت الله وجها إلى وجه ونجيت نفسى، وأشرقت الشمس إذ عبر فنوئيل وهو يعرج من فخذه].
وكلمة إنسان فى هذا النص تعود على الصورة التى ظهر بها الله ليعقوب ولا تعنى مجرد إنسانا عاديا، ويتضح هذا المعنى جليا من النص: [لأنك صارعت الله والناس وقدرت]، وكذلك: [فدعا يعقوب اسم المكان فنوئيل، قائلا: لأنى نظرت الله وجها إلى وجه ونجيت نفسى].. وهذا المعنى ذكره البابا شنودة فى كتابه (سنوات مع أسئلة الناس- الجزء السابع- ص 33، 34).
7 – الإله حاقد وساخط: الإله فى العهد القديم نجده إله خال من أى كمالات أو صفات إلهية متعالية، فنجده كائنا أسطوريا غريب الأطوار.. حقودا.. ساخطا.. مدمرا.. وبينه وبين الأمم عداء سافر ما عدا بنى إسرائيل شعبه المختار(كما يزعمون).
جاء فى سفر أشعياء الإصحاح 3 الآيات 27- 31: [هو ذا اسم الرب يأتى من بعيد غضبه مشتعل والحريق عظيم شفتاه ممتلئتان سخطا ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة لغربلة الأمم بغربال السوء وعلى فتوك الشعوب رسن مضل، تكون لكم أغنية كليلة تقديس وفرح قلب كالسائر بالناى ليأتى إلى جبل الرب إلى صخر إسرائيل، ويسمع الرب جلال صوته ويرى نزول ذراعه بهيجان غضب ولهيب آكلة نوء وسيل وحجارة برد، لأنه من صوت الرب يرتاع آشور بالقضيب يضرب].
واستمرارًا لهذا الفكر الأسطورى عن الإله، يخبرنا الكتاب المقدس أنه عندما غضب الإله تصاعد الدخان من أنفه والنار من فمه.. وذلك عندما صرخ داود طالبا النجدة من ربه.
جاء فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح 22 الآيات 7-2: [فى ضيقى دعوت الرب وإلى إلهى صرخت فسمع من هيكله صوتى وصراخى دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعشت أسس السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب، صعد دخان من أنفه ونار من فمه أكلت جمر اشتعل منه، طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه.. أنقذنى من عدوى القوى من مبغضى لأنهم أقوى منى.. خلصنى لأنه سربى].
فكما نرى عندما صرخ داود، دخل صراخه فى أذنى الرب، فغضب، فارتجت أسس الأرض، وتصاعد الدخان من أنفه، وخرجت النار من فمه ونزل من السماء مسرعا – كما يبدو- وتحت رجليه ضباب لينقذ داود من محنته.
واستكمالا للقصة الأسطورية السابقة، نجد أن الإله ينزل من السماء يمتطى الملائكة الصغيرة ليطير بها وتطير به.
جاء فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح 22 الآيات 1،11: [طأطأت السموات ونزل ضباب تحت رجليه، ركب على كروب وطار ورئى على أجنحة الريح].. والكرب أو الكيرب أو الكاروب هو الملاك الصغير.
وبهذه الأمثلة وغيرها يتضح لنا التصور الإلهى عند اليهود بأنه إله مسخ، فنرى التجسيم والتشبيه والصفات التى لا تليق، وتحديد الجهة والمكان والاحتياج إليه.. وهذه الصفات هى بعينها نفس الصفات التى ترددها عصابات قتل المسلمين من المتمسلفة (1).

ثانياً: عقيدة اليهود في الله من خلال نصوص التوراة
بديهى أن الأنبياء والرسل هم سلالة من البشر قد اصطفاهم الله لحمل رسالته وتبليغها للناس من جانب، كما وإنهم يمثلون العلاقة بين الله والبشرية من جانب آخر، وكذلك هم أول من يطبق عليهم التشريع العملى لما ينزله الله من نصوص من جانب ثالث، لذا ينبغى أن يكونوا قدوة للبشرية فى الكمالات الأخلاقية والسلوك من جانب رابع.
فنحن لا نتصور نبى يكون مفطوراً على ارتكاب المعاصى كالزنا والغدر، والقتل والشرك بالله.. إلخ، أو أن الله تعالى يقوم باختيار لص أو قاتل، أو أفّاق، أو زان ليقوم بالتبليغ عنه لبنى البشر.
ولكننا نرى اليهود فى الكتاب المقدس يصفون الأنبياء فى أغلب الأحيان بالبعد تماماً عن الأخلاقيات أو حتى أى كمال إنسانى، وقد ورد ذلك بخصوص الأسماء المرموقة المذكورة فى الكتاب المقدس أمثال: (نوح، وإبراهيم، ويهوذا، ولوط، وداود، وسليمان، وهارون أخى موسى.. وآخرين، عليهم جميعاً السلام).
وسنرى من خلال بعض النصوص المباشرة للكتاب المقدس كيف يقوم أنبياء ورسل الاختيار الإلهى بارتكاب الجرائم المتنوعة بدءاً من شرب الخمر إلى الزنا مع المحرمات، والاغتصاب، وانتهاك الأعراض، والغدر، والخيانة، والقتل.. وصولاً إلى حد الشرك بالله وعبادة الأصنام!!!
1 – اتهامهم لسيدنا نوح عليه السلام بشرب الخمر وظهور عورته، فيقولون فى سفر التكوين الفصل التاسع الآيات من 2-25: [وابتدأ نوح يحرث الأرض وغرس كرماً * وشرب الخمر فسكر وتكشف داخل خبائه * فرأى حام أبو كنعان سوءة أبيه فأخبر إخوته وهما خارجاً * فأخذ سام ويافث رداء وجعلاه على منكبيهما ومشيا مستدبرين فغطيا سوءة أبيهما وأوجههما إلى الوراء وسوءة أبيهما لم يرياها * فلما أفاق نوح من خمره علم ما صنع به ابنه الصغير * فقال: ملعون كنعان عبداً يكون لعبيد إخوته ].
والهدف من هذا الافتراء هدف سياسى وهو عبودية أولاد كنعان- عرب الشام- لليهود.
2 – اتهامهم لسيدنا إبراهيم عليه السلام بالكذب، والمتاجرة بعرضه من أجل أن ينال ثروة وعيشة كريمة فى مصر.. فيقولون فى سفر التكوين الفصل الثانى عشر الآيات من 1-2: [ وكانت مجاعة فى الأرض، فنزل أبرام- إبراهيم عليه السلام- إلى مصر ليقيم هناك، لأن المجاعة قد اشتدت فى الأرض * فلما قارب أن يدخل مصر، قال لساراى- سارة- امرأته: (أنا أعلم أنك امرأة جميلة المنظر * فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلوننى ويبقونك على قيد الحياة * فقولى إنك أختى حتى يحسن إلىّ بسببك وتحيا نفسى بفضلك) * ولما دخل أبرام مصر، رأى المصريون أن المرأة جميلة جداً * ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيته * فأحسن إلى أبرام بسببها فصار له غنم وبقر وحمير وخدام وخادمات وحمائر وجمال * فضرب الرب فرعون وبيته ضربات شديدة بسبب سارى امرأة أبرام * فاستدعى فرعون أبرام وقال له: ماذ صنعت بى؟ لِمَ لم تعلمنى أنها امرأتك؟ * لِمَ قلت: هى أختى حتى أخذتها لتكون لى امرأة؟ والآن هذه امرأتك خذها وامض * وأمر فرعون قوماً فشيعوه هو وامرأته وكل ما له ].
3 – نجد فى سفر التكوين الإصحاح 38: 1-3 أن النبى يهوذا، وهو أب السلالة اليهودية، يزنى ب (ثامار) زوجة ابنه عيرا، ثم ابنه أونان، فتلد له ابناً يسمى (فارص)، فتخلدهما البشارات (أى يهوذا وفارص) فى إنجيلى متى 1: 3، ولوقا 3: 33، ويصبحا من أجداد المسيح أو (الله) فى الصورة البشرية كما يقولون، وذلك تكريماً لهذا السفاح.. بل إن الأمر امتد ليشمل جد آخر زان هو النبى داود، وابنه النبى سليمان الذى أشرك بالله ليكونان من أجداده البشريين أيضاً كما سنرى بعد قليل.
4 – يروى لنا الكتاب المقدس فى سفر التكوين الإصحاح 19: 3-38، أن ابنتى لوط عليه السلام قد قامتا بسكر أبيهما، وتزنيان معه، وتحملان منه، فتلد البكر منه ابناً يسمى (موآب)، هو أبو الموآبيين إلى اليوم، وتلد الصغرى ابناً منه اسمه (بنى عمى)، هو أبو بنى عمون إلى اليوم، ونترك الآن السرد لنصوص الكتاب المقدس، وهو الوحى المعصوم من الخطأ، كما يقول أهل هذه العقيدة: [ وصعد لوط من صوعر وأقام فى الجبل هو وابنتاه معه إذ خاف أن يقيم فى صوعر فأقام فى المغارة هو وابنتاه * فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس فى الأرض رجل يدخل علينا على عادة الأرض كلها * تعالى نسقى أبانا خمراً ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلاً * فسقتا أباهما خمراً تلك الليلة وجاءت الكبرى فضاجعت أباها ولم يعلم بنيامها ولا قيامها * فلما كان الغد قالت الكبرى للصغرى ها أنا ذا ضاجعت أمس أبى فلنسقه خمراً تلك الليلة أيضاً وقامت الصغرى فضاجعته ولم يعلم بنيامها ولا قيامها * فحملت ابنتا لوط من أبيهما * وولدت الكبرى ابناً وسمته موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم * والصغرى أيضاً ولدت ابناً وسمته بنعمى وهو أبو بنى عمّون إلى اليوم].
ولم يذكر لنا الكتاب المقدس، ماذا فعل لوط عندما فاق- فيما بعد – من سكره، ووجد نفسه قد زنى بابنتيه، وما شعوره عندما رآهما حاملين، ثم رآهما وقد ولدتا ولدين من سفاح؟!!.
ولا ندرى أى مكارم أخلاق فى هذا الزنى على وجه عام، وزنى المحارم- أبشع أنواع الزنى- على وجه خاص، ولا ندرى كيف وقع اختيار الرب على سكير زان، ليأتمنه على حمل رسالته إلى قومه، وهو غير مؤتمن على عرض بناته.
5 – يقدم لنا الكتاب المقدس نموذجاً آخر لسلوك الأنبياء والرسل، حيث ينتهى الأمر بهم وهم فى قمة الرسالة- المكلفون بها من الله- أن يقوموا بعبادة الأصنام، ف (هارون) أخو موسى عليهما السلام، هو نبى بنصوص الكتاب المقدس نفسه، فنجد سفر الخروج يقول: [ فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك * أنت تتكلم بكل ما آمرك وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بنى إسرائيل من أرضه ]. (الخروج 7: 1-2).
إذن ف هارون كان نبياً بنص الكتاب المقدس، وكان هارون هو الذى يحمل عصا موسى عليه السلام بأوامر من الرب، ليجرى بها المعجزات أمام فرعون والشعب، فنجد ذلك فى سفر الخروج الإصحاح 7 الآيات 19، 2.
وتتوالى المعجزات فى مواقع مختلفة فى الكتاب المقدس على يد هارون، حيث يأمره الرب باستخدام العصا لعمل المعجزات (الدم- الضفادع- البعوض- الذباب- موت الماشية- الدمامل- البرد والنار- الجراد) أمام فرعون مصر وشعبها، وهكذا كان لهارون دور إيجابى ومباشر فى فعل المعجزات مع موسى عليهما السلام.
ثم بعد كل هذه المعجزات التى جرت على يديه، نرى أنه عندما ذهب موسى لميقات ربه وتأخر على القوم، يقوم هارون بصناعة إله من الذهب لبنى إسرائيل، ويبنى له مذبحاً لعبادته، ولنترك سرد القصة للكتاب المقدس: [ ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ فى النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه * فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التى فى آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتونى بها * فنزع كل الشعب أقراط الذهب التى فى آذانهم وأتوا بها إلى هارون * فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً، فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر * فلما نظر هارون بنى مذبحاً أمامه، ونادى هارون وقال غداً عيد الرب * فبكروا فى الغد وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة، وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قام للعب ]. (الخروج 32: 1-6).
ولما عاد موسى سأل هارون عما فعل بالشعب فلم ينكر، بل أعاد أمامه نفس سياق النص السابق، وبهذا أدرك موسى أن هارون قد أضل الشعب، وجلب عليهم خطية عظيمة، وأنه قد عراه بين مقاوميه للهزء به:
[ فلما رأى موسى الشعب أنه معرى لأن هارون كان قد عرّاه للهزء به بين مقاوميه * وقف موسى فى باب المحلة، وقال من للرب فإلى، فاجتمع إليه جميع بنى لاوى] (خروج 32: 25 – 26).
وضرب الرب الشعب جزاء لخطيئته التى تسبب فيها هارون وعبادته للعجل:[ فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذى صنعه هارون ] (خروج 32: 35).
6 – داود النبى يزنى بزوجة (أوريا الحثى) أحد قواده ثم يتآمر عليه ويقتله ليخفى جريمة زناه، وتلد له- بعد ذلك النبى سليمان- وتخلدهما البشارات (أى الأناجيل) ويصبحا من أجداد الله البشرية (بعد أن تجسد- الله- ونزل على الأرض فى صورة المسيح- عيسى ابن مريم- ليحيا عليها حوالى 33 سنة أرضية).
فيروى لنا سفر صموئيل الثانى الإصحاح 11: 2-21، أن النبى داود عليه السلامكان يتمشى فوق سطح بيته، فرأى (بثشبع) زوجة أوريا الحثى أحد قواده وهى تستحم، وكانت امرأة جميلة جداً، فيرسل إليها ويزنى بها لتحمل منه: [ وكان وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً * فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثى * فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهى مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها * وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إنى حبلى] (صمويل الثانى 11: 2-5).
ولإخفاء جريمة الزنى أرسل داود لإحضار أوريا الحثى زوجها من ميدان المعركة فى أثناء الحرب ليقضى أجازة مع زوجته، وبذلك تستطيع الزوجة أن تنسب الحمل إليه، إلا أن أوريا الحثى بعد أن جاء إلى داود رفض أن ينزل فى منزله وجنوده تقاتل فى المعركة، ونام أمام باب قصر الملك داود، وعبثاً حاول داود إغراء هذا القائد إلا أنه أبى وفاء لقائده (يوآب) قائد الجيش، وللشعب، ولتابوت الرب الراقد فى الخيام، وأقسم أمام داود ألا يفعل ذلك والجنود تقاتل على الجبهة.
[ فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إلىّ أوريا الحثى، فأرسل يوآب أوريا إلى داود * فأتى أوريا إليه فسأل عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب * وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك، فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك * ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته * فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته، فقال داود لأوريا أما جئت من السفر، فلماذا لم تنزل إلى بيتك * فقال أوريا لداود إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون فى الخيام وسيدى يوآب وعبيد سيدى نازلون على وجه الصحراء وأنا آتى إلى بيتى لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتى وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر ] (صمويل الثانى 11: 6-11).
ويهتدى فكر داود النبى إلى إسكار هذا القائد الوفى، وذلك فى محاولة أخيرة منه ليجعل هذا القائد ينزل فى بيته، حتى يستطيع أن ينسب الحمل إليه، ولكنه يفشل أيضاً..!! وينام القائد الوفى أمام باب قصر داود مع عبيده مرة أخرى.
[ فقال داود لأوريا أقم هنا اليوم وغداً أطلقك فأقام أوريا فى أورشليم ذلك اليوم وغده * ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره، وخرج عند المساء ليضطجع فى مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل ]. (صمويل الثانى 11: 12- 13).
فهذه هى شخصية أوريا الحثى من السمو الأخلاقى، كما يصورها لنا الكتاب المقدس، وهو ليس بنبى أو رسول.
وهكذا لم يعد أمام داود النبى إلا قتل أوريا الحثى لإخفاء جريمة زناه مع زوجته بثشبع، ولكن كيف يقتله، فليكن هذا غدراً أيضاً.. ويتم ذلك بتآمر النبى داود مع يوآب رئيس الجيش ليرسل أوريا إلى الصفوف الأمامية للجيش.. ليقتل حتى يستطيع أن يتدارك جريمة زناه، ويتزوج هو- أى داود- من امرأته بثشبع.
وبديهى يعلم داود بالسمو الخلقى وأمانة هذا القائد أوريا الحثى، لهذا يقوم بإرسال المكتوب الذى يحمل غدره وخيانته مع أوريا نفسه ليسلمه بيديه إلى رئيس الجيش يوآب.
[ وفى الصباح كتب داود مكتوباً إلى يوآب وأرسله بيد أوريا * وكتب فى المكتوب يقول: اجعلوا أوريا فى وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت ] (صمويل الثانى 11: 14-15).
وهكذا يوضح لنا السفر السمو الأخلاقى للقائد أوريا الحثى- وهو ليس بنبى- ومدى أمانته وإخلاصه، عندما يحمل كتاب داود بيديه إلى يوآب قائد الجيش والذى يأمر فيه داود يوآب بقتل أوريا، ولم تحدثه نفسه- ذلك القائد- بفتح هذا الكتاب ليرى ما فيه من غدر داود به، ويرى أنه يحمل أمر إعدامه بيديه. ولكن ماذا فعل يوآب قائد الجيش بعد أن تسلم رسالة داود؟.
[ وكان فى محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا فى الموضع الذى علم أن رجال البأس فيه * فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد ومات أوريا الحثى أيضاً ] (صمويل الثانى 11 : 16-17).
يبين لنا الكتاب المقدس أيضاً، أن يوآب قائد الجيش قد اضطر للتضحية بقادة آخرين حتى يضمن قتل أوريا، وأن هذه التضحية سوف تغضب داود نفسه، ولكنه يعلم أن داود سوف يغفر له هذا، إذا علم بأن هذه التضحية كانت ضرورية ولازمة لضمان قتل أوريا. ولنترك التعبير للنص المقدس:[ فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب * وأوصى الرسول قائلاً عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب * فإن اشتعل غضب الملك وقال لك: لماذا دنوتم من المدينة للقتال أما علمتم أنهم يرمون من على السور * من قتل أبيمالك بن يربوشث، ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات فى تاباص، لماذا دنوتم من السور؟ فقل قد مات عبدك أوريا الحثى أيضاً]. (صمويل الثانى 11: 18-21).
ثم ماذا بعد أن علم داود بالخبر (أى قتل أوريا غدراً والقادة الآخرين معه) من رسول يوآب.. أأحس بوخز الضمير؟ لا لم يحس بهذا بل قال لرسول يوآب: [ فقال داود للرسول هكذا تقول ليوآب لا يسوء فى عينيك هذا الأمر لأن السيف يأكل هذا وذاك ] (صمويل الثانى 11: 25).
ثم ماذا عن امرأة أوريا: [ فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات رجلها ندبت بعلها * ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة] (صمويل الثانى 11: 26 – 27).
وهكذا يسطر لنا الكتاب المقدس قصة غدر النبى داود بأحد قواده المخلصين وقتله، بعد أن قام بخيانته والزنا بزوجته، ولتصبح هذه القصة من النصوص المقدسة، التى تتلى على هذا الشعب لتبين له قدوة الأنبياء فى مكارم الأخلاق.
وتلد بثشبع بعد زواج داود لها خمسة أولاد، آخرهم النبى سليمان عليه السلام، ونظراً لغرام سليمان عليه السلام بالنساء الغريبات، اللائى أثرن عليه، قد انتهى الأمر به إلى الشرك بالله، فيغضب عليه الرب ويعده بتمزيق مملكته فى عهد ابنه، وليس فى عهده هو إكراماً لأبيه داود.
وليس لنا تعليق على هذه القصة غير عرضها، لرؤية أى مكارم أخلاق فى هذا السلوك إن كان لرجل عادى، فما بالك والأمر متعلق بسلوك نبى، أى المصطفى إلهياً، والمفروض أنه القدوة للبشرية فى مكارم الأخلاق.
7 - سليمان النبى تفتنه نساؤه البالغ عددهن ألفاً، وتنتهى حياته بالشرك بالله ويعده الله بتمزيق ملكه، وعلى الرغم من هذا فإن الرب (عيسى) قد قام باختياره كأحد أجداده البشرية، عندما تجسد ونزل إلى الأرض ليحيا عليها حوالى 33 سنة أرضية.
فى سفر الملوك الأول الإصحاح 11: 1-12، نجد أن النبى سليمان عليه السلام كان مغرماً بالنساء الغريبات، وقد أثرن عليه فى نهاية حياته بمعتقداتهن الوثنية، وانتهى به الأمر إلى الشرك بالله، فيغضب عليه الرب ويعده بتمزيق مملكته فى عهد ابنه، وليس فى عهده هو وذلك إكراماً لأبيه داود، ولنفسح المكان للنصوص المقدسة:
[ وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وحثيات * من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة * وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه * وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه * فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين * وعمل سليمان الشر فى عينى الرب ولم يتبع الرب تماماً كداود أبيه * حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذى تجاه أورشليم ولمولك رجس بنى عمون * وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتى كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن * فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذى تراءى له مرتين * وأوصاه فى هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب * فقال الرب لسليمان من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدى وفرائضى التى أوصيتك بها فإنى أمزق المملكة عنك تمزيقاً وأعطيها لعبدك * إلا أنى لا أفعل ذلك فى أيامك من أجل داود أبيك بل من يد ابنك أمزقها] (الملوك الأول 11: 1-12).
وإذا كان هذا هو حال الأنبياء أو الرسل الذين وقع عليهم الاختيار الإلهى، ليحملوا رسالته، وإذا كان هذا هو حال سليمان مندوب العناية الإلهية، الذى لم يصل إلى اليقين الكامل بإدراك وجود الله، أو أدركه وعصاه، وهو : [ الذى تراءى له مرتين * وأوصاه فى هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب] كما جاء فى النص السابق.
فماذا ينتظر الله من البشر العاديين، وهم على درجة إدراك- بهذا الوجود الإلهى- أقل بكثير من إدراك الأنبياء، فلا تثريب عليهم إذن، ولا إثم ولا وزر، وينتفى التكليف الإلهى عن الإنسان.. ولتتضاءل الحكمة.. ولتعم الفوضى.. وليصبح الوجود بلا غاية.

الخلاصة:
كما رأينا أن سلوك الأنبياء لا تتصف بالأخلاقيات فى نصوص الكتاب المقدس، أو حتى الأعراف العادية، بل إن معاصيهم تتراوح بين زنا المحارم، والتآمر، والخيانة والقتل.. ثم تصل ذروتها إلى الشرك بالله وعبادة الأصنام، مما يشير إليهم بأنهم زمرة من الأشرار، لم يحسنوا الدعوة إلى الله تعالى، كما لم يضربوا أى مثل فى القدوة والاتباع.
وهذا الذى ذكرناه فى كتابهم المحرَّف الذى يسمونه المقدس ما هو بمقدس، فالقوم- اليهود- جبلوا على الإساءة لصفوة الخلق أنبياء الله ورسله، وفطروا على العناد والكبر وبطر الحق. (2)

كل الأنبياء الذين أرسلوا إلى بنى إسرائيل كانوا يدعون بشريعة سيدنا موسى ولم يأتوا بشريعة جديدة، ولكن الأحبار حرّفوا تعاليم السماء السامية وبدلوها بتعاليم أخرى ميزوا فيها بنى إسرائيل عن جميع البشر, بل اعتبروا الجنس البشرى خدم لهم وكل الذنوب التي يفعلونها مع الأجناس الأخرى مباحة لهم ويكفينا في هذا ما يقوله التلمود وهو الكتاب الذي يهتدون بهديه: [لليهودي الحق في قتل أو استعباد من يشاء من البشر الآخرين , والله لا يغفر ذنبًا ليهودي يرد للآدمي ماله المفقود, وغير مصرح لليهودي أن يقرض الاجنبى إلا بربا, ومصرح له أن يغش غير اليهودي ويحلف له أيْمانًا كاذبة, وإتيان زوجات الأجانب جائز لان المرأة غير اليهودية بهيمة لا عقل لها]

والوصية الجامعة التي جاء بها التلمود تقول : [اهدم كل قائم, لوث كل طاهر, احرق كل أخضر.. كي تنفع يهوديا بفلس.. اقتلوا جميع من في الأرض والمدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف]

من أجل هذه الأخلاق الفاسدة كانت رسالتهم خاصة بهم ومحدودة ولا يرغب أي إنسان أن يتخلق بهذه الأخلاق السيئة, وحتى الآن لا تجد اليهود إلا قلة في جميع العالم لم يتجمعوا إلا في سنة 1948 لإقامة وطن لهم باغتصابه من الفلسطينيين (3)

واقعنا الذي نعيشه الآن هو خلاصة ماضينا الديني والحضاري والثقافي، حاضرنا هو خلاصة تاريخ البشرية كلها، والتفاعل الحضاري بخيره وشره.. وكمثال: الجماعات المتأسلمة سلفيها وإخوانيها، هذه الجماعات تنتسب إلى الإسلام نعم، ولكنها منتج يهودي صافِ صِرف، نفس العقيدة المادية البدائية في الله (التجسيم)، ونفس الإعتقاد فيه أنه إله بلا رحمة عنصري في منتهى القسوة على الناس ما عدا أبناؤه وأحباؤه (الذين هم اليهود سواء الأصليين أو ظلهم)، ونفس معاداة الأنبياء والتنفير عنهم وقتلهم إن أمكن، ونفس الغلظة والفظاظة في الأخلاق والإستعلاء والكبر، ونفس الإفساد في الأرض.. الخ، كيف حدث هذا الإنتقال ؟ تم هذا على عدة مراحل عبر التاريخ:

1- بدأ نقل الفكر اليهودي إلى الإسلام في حياة النبي ص نفسه، فالعرب كانوا أهل وثنية لا علم لهم مطلقاً بشرائع السماوية إلا ما ندر مما بقي من ملة إبراهيم التي نشرها إسماعيل عليهما السلام في جزيرة العرب، يقول ابن إسحاق في سيرته: وكانت العرب أميين لا يدرسون كتاباً، ولا يعرفون من الرسل عهداً، ولا يعرفون جنة ولا ناراً، ولا بعثاً ولا قيامة إلا شيئاً يسمعونه من أهل الكتاب، لا يثبت في صدورهم، ولا يعملون به شيئاً من أعمالهم (4). ولذلك لما أسلم الصحابة توهموا أن ما عند أهل الكتاب من النور مثلما عند رسول الله ص، فكانوا يتشوقون إلى قراءة صحف بني اسرائيل يتلقون من علمهم، بحكم أن لهم سنداً تاريخياً يمتد لآلاف السنين.. وكانوا يظنون أن كلهم أنبياء ليس بينهم تفاوت، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ صحيفة من يهودي، وجاء بها إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ يقرأ منها، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب أما تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي". ولكن للأسف كثر النقل عن أهل الكتاب بعد تسلل عصابة من أحبار اليهود مدعين الإسلام مثل كعب الأحبار، وكعب هذا كان معلماً وشيخاً لبعض رواة الصحابة، فقد ثبت (أن كعباً جالس أصحاب محمد ص فكان يحدثهم عن الكتب الاسرائيلية) (5). ومنهم أبو هريرة، فانظر! أبو هريرة هو أكثر الصحابة رواية على الإطلاق، وكان صاحب كعب وتلميذه، وكلاهما كانا من أصحاب معاوية بن أبي سفيان، ولما كثرت الإسرائيليات في الوسط العلمي بين الصحابة قال ابن عباس رضي الله عنه: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرؤونه محضاً لم يُشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً. ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم) رواه البخاري برقم: 7362 "محضاً لم يُشب" أي لم يخالطه غيره.
ومع ذلك نجد الدس والتحريف في توجيهات النبي ص ونهيه عن قراءة الإسرائيليات، فنجد الأمر وعكسه! فمع النهي الوارد أعلاه، نجد حديثاً آخر في الصحيح: (وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج)! وهو ضمن حديث (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) وطبعاً الزيادة مكذوبة لأن النبي ص استشاط غضباً حينما رأى عمر بن الخطاب ينظر في صحيفة لبني اسرائيل, فكيف يأمر بما نهى عنه، وقد علل النهي بأنه قد جاءنا بها بيضاء نقية! (6)

2- ثم تشكلت "عقائد أهل الحديث" لا سيما الحنابلة، في الله تعالى وأسمائه وصفاته، بنفس شكل عقائد اليهود، وذلك من خلال روايات كعب الأحبار وإخوانه.. يقول الشيخ حسن السقاف: (هذا وقد تبينت لي عدة قضايا واتضحت أثناء تخريجي لأحاديث ونصوص الكتاب, ومن أهمها ثبوت العلاقة الوطيدة والصلة المتينة بين عقيدة المجسمة وبين العقائد اليهودية الإسرائيلية !! حيث أن كثيراً من تلك النصوص التي يعتمد المشبهة والحشوية عليها مقتبسة من مثل كعب الأحبار أو وهب بن منبه أو ابن سلام أو نوف البكالي ونحوهم .. وهذا أمر لم يتنبه له كثير من المشتغلين في الأحاديث والآثر المتعلقة بموضوع الصفات !! ولم يدركوا أن هذه الأحاديث التي التي يتشبث بها المجسمة والمشبهة ونحوهم , والتي يذبعونها ويشوشون بها عقائد العامة ما هي إلا خرافات اسرائيلية يهودية مصدرها التلمود الذي هو خرافات أحبار ورهبان اليهود المجسمة) (7). ومن الطبيعي ألا تقتصر رواياتهم على ثفات الله فقط، وإنما في الأنبياء واليوم الآخر والجنة والنار والقبر وكل شئ. وهي روايات تتسم بالتخويف كما هي طبيعة اليهود.

3- جاء ابن تيمية وأحيا هذا التراث وقام بتأصيل هذا الفكر اليهودي (وكان يقرأ كتب موسى بن ميمون أحد كبار فلاسفة اليهود، ومقدمهم في عصره)، ويقول الشيخ الفقيه الحنبلي أبو البكر الحصني في كتابه (دفع شبه من شبه وتمرد): أن ابن تيمية أخذ مسألة التفرقة) عن شيخه عن يهود السامرة. والتفرقة تعني: التفرقة بين حياة النبي ص وموته في مسألة التوسل، فيجوز عند اليهود طلب الدعاء من الرجل الحي دون الميت، وأخذ ابن تيمية هذه الفكرة ونشرها على أوسع نطلق، ولكن لم يتجاوز الكلام والمناظرات السلمية.

4- جاء ابن عبد الوهاب وقاتل على هذا الفكر اليهودي، وأباد العلماء والفقهاء من المذاهب الأربعة من خلال جيش البدو الذي أمده به الأمير محمد بن سعود، وهدموا الأضرحة والقباب في البقيع وفي كل مكان، حتى لم يعد هناك مشهد يذكرك بالصحابة ولا أهل البيت، إلا ما ندر، ثم أكمل أتباعه المهمة ولم يتركوا حتى ما ندر. وهم يفكرون منذ زمن طويل في هدم قبة النبي ص وإخراج حجرته من المسجد وطمس معالمها، حتى لا يكون للنبي ص معْلَم مادي يذكر الناس به.

5- جاء حسن البنا وزرعته بريطانيا في مصر كما زرعت ابن عبد الوهاب وكمال أتاتورك في بلادهم لإسقاط الخلافة العثمانية، وبدأت حوادث الإغتيالات والفتن تظهر لأول مرة في مصر من خلال "إخوان المسلمين" كما كان اسمها في أول نشأتها، أي أنهم يهود ولكن إخوان للمسلمين. وتطور الأمر إلى أن ظهر تنظيم القاعدة وداعش الآن.
ولمزيد من التفصيل حول أوجه التشابه بين المتمسلفة واليهود أنظر كتاب يهود أم حنابلة للسيد علاء أبو العزائم http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=521838

_______________________
(1) الإختيار الصعب ص 19 السيد علاء أبو العزائم
(2) يهود أم حنابلة ص 47 - 58 السيد علاء أبو العزائم
(3) شكراً نتنياهو ص 5 السيد علاء أبو العزائم
(4) سيرة ابن إسحاق ص 83 طبعة دار الفكر تحقيق د. سهيل زكار
(5) "تهذيب الكمال" و "تهذيب التهذيب" و "سير أعلام النبلاء 3/489 :
(6) وقد تكتشف أشياء لا تخطر لك على بال، من كثرة الدس في الحديث، فمثلاً نتسائل: لماذا سعد بن معاذ بالذات هو المضروب به المثل في حديث ضمة القبر ؟ (لو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ) ؟ لأن سعداً هو الذي حكم في يهود بني قريظة أن تسبى نساؤهم ويقتل رجالهم الخونة الناقضين للعهد.. وقد صح عكس تلك الإساءة لسعد رضي الله عنه : نس بن مالك رضي الله عنه قال: (لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته - يعني: لحكمه في بني قريظة - فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الملائكة كانت تحمله) رواه الترمذي وإسناده صحيح. إن هذا الصحابي الجليل كان من عظماء الصحابة وقد ثبت أن سبعين ألفاً من الملائكة نزلوا إلى الأرض لم ينزلوا إليها من قبل؛ ليشهدوا جنازة سعد..
(7) كتاب ( العلو للعلي الغفار ) ص 8 وانظر من ص 7 إلى ص 15



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية الوجه الآخر لليهودية [2]
- العلمانية الوجه الآخر لليهودية [1]
- الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [4] السيد محمد ع ...
- رسائل إلى الشيخ حسن فرحان المالكي [2]
- رسول الله ص يتنبأ بظهور الجماعات المتأسلمة ويخبرنا بأنهم مشر ...
- رسائل إلى الشيخ حسن فرحان المالكي [1]
- الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [3] السيد محمد ع ...
- الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [2] السيد محمد ع ...
- الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [8]
- عبادة الملائكة الروحانيين.. [2] الصوم كما يراه الإمام أبو ال ...
- يهود أم حنابلة ؟!! [5] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [4] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [3] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [1] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- أدعية الغفران في شهر القرآن للإمام أبي العزائم - الجزء الثان ...
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [7]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [6]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [5]


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الله وأنبيائه ورسله في التوراة وفي الفكر السلفي