أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الرحيم الفحال - التباهي بالسلطوية في العملية التربوية














المزيد.....

التباهي بالسلطوية في العملية التربوية


عبد الرحيم الفحال

الحوار المتمدن-العدد: 5211 - 2016 / 7 / 2 - 03:22
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن #‏السلطوية التي تقوم على العنف و التعسف و القهر و التسلط و مصادرة الحرية, هي أقصر الطرق لتحطيم الفرد و تدمير المجتمع. إن التربية بالجامعة المغربية تخنق الطالب و المدرس معا , فالتربية في وطننا تعاني من أمراض مستعصية تتمثل في مشكلات كبيرة و تحديات و أزمات حقيقية تعيق مسيرتها, وتقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافها, و تعد #السلطوية من أهم تلك الأمراض التي يعاني منها الجسد التربوي المثخن بالجراح , لأن معظم المشكلات و التحديات و الأزمات ليست إلا أعراض ذلك المرض, أو من نتائجه, ركزت بعض الدراسات العربية الجريئة #‏في-قضايا-التربية_السياسة-التعليمية , على دور الجامعة في إنتاج ثقافة بديلة, وعلى نظام التعليم, ثم الاتجاهات الجديدة لسياسة البرجوازية في حقل التعليم, و لكن جرأة من هذا الحجم حول #السلطوية في #‏التربية لم تنل العناية الكافية و الاهتمام اللازم من طرف الباحثين في مجتمعنا, تفاديا لتحفيز ملكة النقد لدى الأجيال الحديثة, و لذلك تأتي هذه الأسطر, محاولة لإلقاء بعض الضوء,_بشكل مقتضب _ على مظاهر #السلطوية في #التربية و نتائجها.
#السلطوية نقيض رئيس وعدو لدود للتربية, فالتربية تسعى إلى تفجير طاقات الفرد, بينما يعمل القهر على قتلها, و تهدف #التربية إلى بناء شخصية الإنسان, بشكل كامل ومتكامل, و متوازن, في حين أن الاضطهاد ينتج شخصية ضعيفة و مشوهة ومضطربة وغير متوازنة.
و تضع التربية نصب الأعين إعداد الفرد المفكر و المبدع و المتفوق, أما الاستبداد فيؤدي إلى تقويض مهارات الإنسان وشل قدراته, و تعطيل طاقاته والحد من إبداعه, لذلك فان الوعي بالسلطوية في الميدان التربوي خطوة مهمة للتخلص منها و تحرير الفرد والمجتمع.
أن #السلطوية ظاهرة تفشت في غفلة من القائمين على العملية التربوية بجامعتنا و تعمل على الحد من كفايتها و فاعليتها و تسهم في إعاقة تحقيق أهدافها, فالجو الذي يسيطر من داخل بعض الفصول الدراسية, هو جو الكبت الفكري الذي يعمل على تعطيل طاقات النمو و التطور, ويؤدي أحيانا إلى رفض الطالب لتلك الفصول و للمؤسسة وللعلم بشكل عام. كما أن التربية العربية ببنيتها و توجهاتها و أساليبها, تعمل في كثير من الأحيان على تكوين مناخ السلطوية.
و #السلطوية هي الخضوع التام للسلطة و مبادئها بدلا من التركيز على الحرية, أو هي استخدام القوة لذات القوة, و من صورها الشدة, العقاب, و إلقاء الأوامر, و التهديد, و التوبيخ, و الإحراج , و العنف , و التمييز, و الحرمان من الحقوق, و الفرض بالقوة, و مصادرة الفعل الثقافي, وعدم مراعاة إنسانية الإنسان.
و #التربية لا تتحقق إلا في ظل وسط متحرر من التسلط, لأنها ليست سوى نسق فرعي من النظم الاجتماعية تتأثر بها, و تستجيب لها و تؤثر فيه أيضا, و#السلطوية في #التربية العربية بشكل عام ظاهرة تربوية تمتد جذورها في البنية الاجتماعية العربية التقليدية التي تخشى إطلاق القوة الإبداعية و تنكرها, و تحاول كبحها , وتشجع الانقياد والامتثال و الإذعان و الاتكال و التقليد, و تعمل على التكييف والاندماج ضمن البنى الاجتماعية القائمة, بغض النظر عن سلبياتها, و الطلاب قطوف من شجرة مجتمعهم, فالمجتمع السلطوي كما تشير نتائج بعض الدراسات, ينتج مدرسين متسلطين, كما أن هؤلاء المدرسين السلطويين يسهمون في إنتاج طلاب سلطويين أيضا.
إن التعامل مع الفرد ابتداء من الأسرة و مرورا بالمدرسة و انتهاء بالجامعة و سائر المؤسسات الاجتماعية الأخرى يتم في بعض الأحيان بطريقة سلطوية و لا إنسانية و جامدة, تقوم على إصدار الأوامر و فرضها, من دون# مناقشة , حتى تتعود الأجيال الحديثة على أن يفكر لها آخرون بدلا عنها, في كل ما يتعلق بحياتها المستقبلية و استقلاليتها, و شؤونها وما عليها سوى السمع و الطاعة.
لقد فشلت تلك #التربية في تحقيق أهم أهدافها الرئيسية للتعليم, و هو إيجاد الملكات النقدية و الفكر المستقل.



#عبد_الرحيم_الفحال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الرحيم الفحال - التباهي بالسلطوية في العملية التربوية