أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب















المزيد.....

زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 05:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أبشرت الحياة بذاك الصوت الغنائي الفرعوني منذ زمن، ذاك القائل: "... زحمة يا دنيا زحمة، زحمة وضاعوا (تاهوا) الحبايب (الأحباء)..." في إشارة واضحة لتغيّر القلوب على حسب الظروف، وتعلّق الضمائر بستائر نوافذ المعيش، حيث يضيع الجميع على خارطة الكلّ بشكل أكثر ترفا من سلطان الذات وتعاليم السماء. لقد غرف الإنسان من ذاته بالشكل الذي كان له أن يعود إليه كل مرّة، زاد تعلّقا بشرائح التغيرات وتاه فيها، حتى كاد يصبح أكثر من أيّ وقت مضى عزاء في جيوب كل شخص طمح في الوجود بلا ضريبة، هي حسرة العلاقات البشرية حينما تخيب طموحاتها بالشكل الذي يجب أن تكون عليه في وقت ما، لقد أحبّ الإنسان شغفه بأخيه الإنسان، وتلوّن ذاك الشغف كل مرة بالشكل الذي يجعل من محياه أمرا يسيرا، حيث نضجت الأفكار، واسترسلت في قيمها بشكل جاد جدا، صار لكل منا عنوانه واتجاهه، صارت لكل منا زينته المريحة على أعتاب تاريخه الخاص، وضاع كلّ منا في حالاته هذه بالشكل الذي تزمت بالطريقة هذه أيضا، هي لعب الافتتان بعيدا عن كل ناحية، لعبة تتوالد بطريقة عبثية وتزاول تداعياتها بشكل جريء، لكنها في نهاية المطاف ستصبح أكثر لغزا من لعب كانت بداية أكثر تفهما وأكثر ارتجالا في صياغة الأيام. هندسة الروح هي الأكثر حضورا بين مجالات انسانية كثيرة، هي الأكثر تأثيرا بعد ثورة التفكير في أوربا، حتى صار التفكير هو الموجه لعقل الفرد ومشتقاته الغريبة أيضا، وصار لها بذلك حظوة تساعد على اعتماد اليسر كقيمة جليلة تتحد أمام متطلبات الجلال المتفاقم، هي عنوان الصرخة التقديرية بشكل باهت، هي تلك الرسائل الاقليمية التي تراوح أعضاء النفس وتسري مكانها، حيث يصبح أمام غلواء النجاح فسحة تداري بها الأمل، وهي بهذه الخطوة أكثر اعتمادا على مرجعيات الأسر الفاضح. تلك اللغة التي تزيد من معتقدات العلوم والتفكير انفتاحا، وتسير وفق معمودياتها بشكل أكثر أناقة، حيث تزاول مرجعياتها أجزاء رهيبة من تعاون الذات مع دلالاتها، وتحاصر مكنونات المفاهيم بالشكل الذي يراه الجميع شكلا قديرا. لن يكون من السهل الاقتراب من تكديس الصولة التاريخية القديمة، حين كان الإنسان جزء من الطبيعة، ولن يكون الجهد كافيا لأن يصبح الجميع ضد الجميع أو مع الجميع في وقت واحد، وفي بوتقة واحدة، حيث تروي مسرّات الإنسان ضمأ الزحمة المصيرية، لقد تهنا بشكل تراجيدي ودون رغبة منا، لم نعد ندرك أيا من الطرق هي الطريقة التي نعبرها عبر تعبيرنا عنها، صارت الدنيا واحدة، وصار الجميع كيانا واحدا، وصرنا بلا مجاملات نقدّر تعاوننا على أساس واحد، وفق تصوّر واحد. فعندما تتغيّر ألوان القماش الواحد هذا لا يعني تعدد الأقمشة، ولا تنوعها، وإنما هو نفس القماش في ألوان متعددة. حينما نحكي قصة الإنسان، فإننا نروي مظاهر إنسانية عديدة تحوي الكثير من مطبات الأزمان، تعالج فئات شعورية كثيرة لتغيّر مساراتها الحاضرة، وهي التي تعطي دروسا من المفترض أنها تشكل ناصية الحق، في حين أنها لا تحمل من هذا الأخير سوى كلمة بلا مضمون، وكأنها تسلسل عميق يحذّر الفرد من الاقتراب منه، فقد بجّل الإنسان إنسانيته حتى أصبحت إله، حيث يُحتذى بتلك الألوهية في كل مكان، لتنزل طلائع الوجدان من عليائها، وتخوض في لطمات الحنين بشكل مثير، لا يمكن أن يكون الفرد بلا مرجع أو بلا ارتكاز، رغم هذا فإن هناك الكثيرين ممن هم يدارون قوتهم بحضور يزيد عن تلازم الحضور بعلاقة المبتور، ولو بشكل أكثر بلاغة وأكثر نزاهة حتى أكثر مما يخطر على أي بال. يعتمد الإنسان على حدسه في تحديد بعض الأمور الوافدة عليه، فيسارع إلى التأريخ لوجوده إنطلاقا من تلك اللحظة التي يشعر بها، تلك القيمة التي تتخذها جلّ الأمم كقطعة فارقة تطبع الكثير من لوازم الصمت بشكل يتخذ عظمته من صيغة البقاء لديه، البقاء وسط الزحام، فمن ينظر إلى ما يوجد من حوله سيجد الكثير من المتغيرات التي تؤسس للأفكار التي تفتح له أبواب إدراكه، هي تجليات لا تزال ترسم مكانتها بشكل أكثر حزما، حيث يقبع الإنسان، ضمن نسقه العام، ضمن الإيمان، ضمن تراكماته الفكرية منذ أمد بعيد، فيشير إليه البعض على أنه قدرة ذاتية تتصاعد إلى قمة التنبيه عما يحدث أمامه بالذات؛ بهذا الحس وسط الزحام يهتدي الإنسان إلى طريقه الخاص، يكوّن تعاليم خاصة به بالشكل الذي يعود إليه على الدوام، وهذه الفكرة بالدرجة الأولى التي تصنع الكثير من المشتقات عبر تحفزها بالشكل الجاد، لا يهمّ التوجه العام الذي تتخذه كل مشتقة من هذه، لكن لكل منها خاصية تحاول عبرها التفوق على المنبع الأم، وهي بذلك تجعل من الفرق بين التواجد الحر للبشر والتكيّف المفروض عليهم أمورا تتخذ من مصداقية إلتزامه أمرا حتميا، حتى يأخذ الجميع قيمته على حسب درجة حدسه، ليصبح بمثابة الأمر الذي يتوهج في الأفق، الأمر الذي صاغه العقل وتلقفته الروح بكل اهتمام، لذلك من الصعب أن تمتلك حدسا خاصا، في ظل الفوائد المترتبة عليه، فإنه يصلح الكثير من قواعد العوام، وهو يحاول أن يجعل الفرد الذي يمتلكه يرتقي إلى درجات سامية للغاية، على حسب الصدق الذي يتبناه صاحب هذا الحدس في حد ذاته.
الذبول الذي يصيب الفرد الإنساني من حين لآخر مرده إلى الخفوت الذي يتصلب ضمن روحه الهوجاء بشكل يتصل بما وراء بقائه الكلّـي، إنّ معموديات العمل الداخلي للفرد في حدّ ذاته هي التي تصنع مراتب الاستجابات الذاتية عن أيّ تنبيه خارجي، فلطالما كان العمر الموجِز لمدى تمسك الإنسان ببقائه هو الفيصل بينه وبين قيمه وأعماله، لقد أثبت الفرد البشري أنّ العلاقة التي تربطه بمدى بقائه هي تلك القلعة التي تجعله يؤسس بما له من تداعيات بعيدا عن أصناف الخوض فيما هو فيه، هذه الأفكار التي تتصل بالحدس تبتعد نوعا ما عن الإنسان، ليس تنكرا منه لها وإنما لـنقص كبير في ادراكه لها عندما يتصل وعيه بمدى تجدده وتعبيره عنها، كل هذه المراتب الفكرية هي مِلك للإنسان فردا، فردا، حتى يصل إلى تناهيه بشكل كاف. ليس هناك ما أعتمده في خضم هذه العلاقة الوطيدة بين زحام الأفكار وزحمة الوقائع سوى تعلقي بأمل في إنفراج قريب، يكون في خانة التقدّم بخطوة أخرى باتجاه توضيح منسوب الفرد الإنساني من المعرفة، أو محاولة التعرف على ذاته بالصورة التي تؤهله إلى لعب دور حاسم في حياته، دور يكون بمثابة الفكة التي تفتح كل الحسابات على احتمالات كثيرة، قرينة الفكر هي تلك المتلازمة بين أعمال البشر وإعمالهم لطموحهم ضمن الواقع، فكل لسان يجد نصيبه وسط معمعة الوجود، أو في قلب زحمة المواقع من أجل التموقع فعلا، هذه النقطة لها أهمية أكبر مما قد يتصوّره الجميع، لها حظوة تعبيرية خالصة عن ذاتها، وهي بالتأكيد أمر غير متاح للجميع حينما نتحدث عن الجانب الادراكي منه، في حين إنها تقبع ضمن جانب الايحاء لمن يستطيع اكتشافه. هناك فرق كبير بين الأفراد، يجتهد الجميع من أجل طمسه، لكنه بالفعل موجود ويتكاثر كالفطريات في الروح البشرية.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب