أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية














المزيد.....

محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 22:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



من أجل أن نكون مواطنين حقيقين علينا أن نرفع الصوت الوطني الموحد والجدي لمواجهة منهجية التخريب والفساد الأجتماعي أولا، قبل أن يكون هدفنا تحرير العملية السياسية من الفساد والمحسوبية وصيانة الأمن القومي العراقي وبناء مؤسسات وطنية تعمل لمصلحة العراق، وتتخذ من الحرفية والمهنية العالية طريقا للشروع في بناء نموذج دولة وكيان محترم بين الدول والمجتمعات، قد يكون الطرح فيه نوع من الغرابة عندما نقدم عملية الإصلاح الأجتماعي وإعادة بناء المنظومة الأخلاقية الوطنية على كل المحاولات الرامية للإصلاح.
هذه الحقيقة التي يعرفها علماء الأجتماع وعلماء النفس السلوكي تتصل بقضية القيم والعلاقات الفوقية الصحيحة وقدرتها في تصحيح مسارات الإنسان في كل المجالات، بالتجربة الحية والمعايشة ثبت أن مشكلة القيم الأجتماعية عندما تنحرف عن خط التوازن هي المسئولة المباشرة عن أهتزاز واضطراب كل العلاقات التي ترتبط بها، غياب مفردات مهمة في الثقافة الأجتماعية مثل العيب والحرام واللياقة والوطنية والشعور بالمسئولية والتكافل وروح التعاون نتيجة طغيان مفاهيم منحرفة ودخيلة شوهت كل المنظومة الأجتماعية الوطنية، ابتداء من دائرة الأسرة الصغيرة ثم العائلة والقرية والمدينة وصولا إلى نشوء ظاهرة الأغتراب الأجتماعي وسيادة الفوضى الأخلاقية لتحل بدلا من كل ما تقدم مفاهيم مختلة طارئة تفرز وعيا منحرفا وقيم تخريبية تنعدم معها كل المحاولات الإصلاحية في مجالات الثقافة والفكر والسياسة.
المنظومة السياسية هي صورة حقيقية لقيم فهم المجتمع للسياسة ودورها في تنظيم المسارات الوطنية في المجتمع، وعندما تختل قيم المجتمع وأخلاقياته وقواعد العمل الاجتماعي لا بد أن يصيب الفكر والممارسة السياسية الانحراف وتتحول الأخيرة إلى ميدان حقيقي للمزيد من التخريب والفساد الذي لن ولم يترك جزئية صغيرة من العلاقات الأجتماعية إلا وتغلغل فيها وهكذا تتوالد قيم جديدة أكثر فسادا مما كان، الرشوة والأنتفاع الوظيفي جزء من عملية الفساد وكان الكثير من السياسيين يحاول من باب الحفاظ على نزاهته الشخصية أن لا يتورط فيها من باب العيب والحرام وأحترام الذات، تحولت اليوم بفضل القيم المنحرفة إلى شطارة وفن وبرغماتية أقتصادية حتى الرجال المحسوبين على الدائرة الأخلاقية والدينية لا يتورعون من الانتفاع منها تحت عناوين منحرفة لا تمت للواقع الأجتماعي الطبيعي بصلة، بل أصبحت المناداة بتحريمها أو أدانة الفاسدين مشروع معادي للعملية السياسية ويصرح البعض أن هذا الهدف ليس أخلاقيا بالمرة لأنه يعادي منهج يعتبرونه سليما وصحيحا من وجهة نظر الفاسد والمنحرف.
لقد كان للدين والثقافة والترابط الأجتماعي وسياسة الضبط القانوني لصيانة المجتمع من الانحرافات الأخلاقية، وبما تلعبه المؤسسة الأجتماعية مثل القبيلة والقرية والمحلة والأسرة لها الدور المهم والحقيقي في بناء منظومة سياسية تلتزم بمحددات المصلحة الوطنية العليا، تحت مراقبة وتربية وضبط المؤسسة الأجتماعية تخرجت من طبقات المجتمع كوادر وأفراد ومؤسسات وقيم سياسية تعتبر التعامل مع العدو خيانة عظمى، والانصياع لرغبات المحتل وتجاوز المصلحة الوطنية عيب أخلاقي لا يمكن إصلاحه أو تبريره، في هذا الوضع السليم والواقع المعافى يمكننا أن تأتمن السياسي على وجودنا ومستقبلنا ونؤمن بما يطرحه أو يؤسس به من مصلحة وطنية كبرى.
أما عندما يكون هم السياسي والمسئول الأداري تقديم المصلحة الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية على مصلحة البلد والأستعداد للتعاون مع الشيطان من أجل هذه المصالح، لا يمكننا وبأي صورة نثق به أو بمشروعه، ونؤشر على أن هذا الشخص الذي يمثل ثقافة الفساد والتخريب إنما يمثل حقيقة الانحرافات في القيم الأجتماعية السائدة، ولا يمكن محاربة فساده وما يمثل من واقع إلا من خلال إعادة التوازن للعلاقة الأجتماعية التي تجبره تحت عناوين أخرى ملجئه لأن يتوقف ويصحح من مساراته إن لم تكن قادرة على إلغائه شخصيا وأخراجه من دائرة الفعل، بالتأكيد هنا حتى يتم التغلب على هذا المنهج وهذا التوجه المنحرف والفساد السياسي والإداري



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- المتدين وفلسفة الأخلاق والتفاضل
- خالتي العجوز ونبوءة المطر
- العراق وأزمة الهوية.
- البيان المدني
- انا لون الرماد ...طز بالحجر
- نحن والعمة بريطانيا
- كوميديا السارق والسارقة باللون الاحمر والاخضر
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح4
- إسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح 2
- أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح3
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية