أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!















المزيد.....

المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 21:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





"من درك إلى انحطاط! خسارة على المعاجم والمؤلفات الفلسفية التي كان مرة ذوّتها الدماغ"
الجملة المرتبكة أعلاه، وصلتني من محرر صحيفة يومية عربية تصدر في إسرائيل، ردا على قصتي القصيرة "العاهرة البتول"، التي تسخر من ادعاء وجود سياسي نظيف ومستقيم وديمقراطي، من رؤيتي استحالة الدمج بين هذه الصفات في ما نعيشه من واقع سياسي وحزبي، أضحت فيه السياسية حلبة صراع بين الديوك (وأتحدى من يثبت العكس).. طبعا القصة رمزية تعبيرية حول واقع مريض، يجب نقده كي نغيره . سخرت في القصة من ادعاء وجود سياسي مستقيم وديمقراطي ونظيف ولا انفي ان بعض السياسيين مستقيمون ، لكنهم نبته شاذة في واقع نعيشه ونتنفسه، وهم على الأغلب خارج الصراع على المصالح الشخصية.
طبعا ليس شرطا أني اعني السياسيين العرب فقط، فهم بالكاد يتصرفون كسياسيين، وكل ما يشغل رجال السياسة في مجتمعنا مناصبهم وامتيازاتهم وتصريحات تلفت الانتباه لشخصهم، لا تخدم أي موضوع له قيمة، إلا إذا اعتبرنا ان التصريحات النارية هي خطاب سياسي واقعي وعقلاني. لذلك وصفت ذلك بأنه أشبه بوجود "عاهرة بتول"..والنماذج في واقعنا ظاهرة يومية.
ما الذي أثار حنق "شروش الخبيزة" لدى ذلك المحرر، هل يبحث عن شهرة أوفرها له عن طريق قلمي؟
لا ضرورة لتسجيل اسمه البراق، اذ لا فرق بين الأسماء في مقياس الفكر ونهج المنطق.
افهم أنهم غاضبون لأني طرقت الباب خلفي وخرجت إلى الفضاء النظيف، منقذا ضميري اولا، محررا تفكيري ثانيا من التزامات لأطر تبني نهجها على نفي العقل وتثبيت النقل والتلقين الغبي. افهم أنهم في أسوأ حساباتهم لم يتوقعوا من فرد واحد ان يملك طاقة لمواجهة كل الدمى التي ما زالت تعيش بوهم قاتل أنها في المكان الصحيح.. وان كبوة تنظيمهم وعكة سينهضون منها مثل الجحش لجر العربة المثقلة بالأوهام والواهمين.
لا مشكلة لدي بأن أواجهكم فلسفيا، لا مشكلة لدي بأن أواجهكم بالفكر السياسي، لا مشكلة لدي ان أواجهكم بالأدب الساخر، لا مشكلة لدي ان أواجهكم بنصوص أدبية ونقدية أرقى من كل ما تقدرون على تقديمه. أنا لست أفاخر لكني لست لحمة خضراء تؤكل على موائدكم. قدمت لكم ما لم يقدمه غيري وفي مجالات كثيرة خلال أكثر من نصف قرن من عمري. النتيجة أنكم تعاملتم معي بسلبية وإقصاء رغم أني كنت المميز والوحيد في تسويق قائمة الجبهة في الناصرة خلال كل معاركها الانتخابية تقريبا ما عدا في فترة تطاولكم على مؤسس الجبهة والشخص الذي نظم وأدار مخيمات العمل التطوعي بعد الانتصار عام 1974(واعني غسان حبيب). شخصيا أنا افخر بتاريخي ونشاطي، بدءا من التثقيف الفكري والسياسي وقيادة تنظيم الشبيبة الشيوعية في الناصرة، في فترة جعلتها مميزة بشكل لا سابق له ولا لاحق له من بعدي، عدديا ونشاطا وتثقيفا، ثم وصولا إلى النشر الإعلامي، وتحمل مسؤوليات تنظيمية وسياسية ضمن الفريق السياسي والتنظيمي لسكرتاريا فرع الناصرة للحزب الشيوعي، برئاسة المرحوم غسان حبيب، سكرتير الفرع في وقته قبل ان يهان بشكل مذل، وبتجاهل انه قاد أهم انتفاضة سياسية في تاريخ الجماهير العربية في إسرائيل بتأسيسه وقيادته لجبهة الناصرة الديمقراطية وتشكيل مؤسساتها ، بدءا من تنظيم الأكاديميين أبناء الناصرة بمئات أعضائه وتنظيم التجار والحرفيين بمئات الأعضاء ايضا وتنظيم الطلاب الجامعيين أبناء الناصرة بمئاتهم، بذلك تحقق أهم انجاز سياسي، اجتماعي، فكري في الطريق لتحقيق انتصار استراتيجي في تاريخنا السياسي. بدون ضمير تخلصتم من غسان حبيب وتخلصتم من أنشط الشخصيات الجبهوية والشيوعية بعده.
هل كان تصرفكم عقلانيا ام انتحار سياسي تدفعون اليوم ثمنه؟!
ها انتم تتخلصون من الجبهة نفسها بعد ان تخلصتم من مؤسساتها، وما تسمونها اليوم جبهة هي بقايا بلا عمود فقري لحركة جماهيرية لم تحافظوا عليها إلا بالالتصاق باسمها بظن ان الاسم هو الجوهر، لدرجة أنكم لم تفقهوا معنى التقلص المتواصل بالمكانة التي احتلتها الجبهة في انطلاقتها قطريا، وبدء انحسار مكانتها بتسارع في المجتمع العربي.. وانتم عاجزون عن استيعاب الدرس السياسي لتصحيح مساركم وبدل ذلك بدأ تنظيمكم بعملية "صيد الساحرات".. وارى بذلك نهاية لحقبة تاريخية سياسية هامة ونهاية لمضمون الفكر الجبهوي.. ولا أبالغ إذا أضفت أننا في مرحلة تشهد نهاية التنظيمات الحزبية بشكلها الكلاسيكي.. وربما اصح ان أقول انهيار فكر الحزبية!!
أطلقتم علي ذئابكم بظن أني سأختبئ من وحشيتها. أقول لكم بوضوح أنا لن أسامح من يتطاول على شخصيا. لا مشكلة لدي بحوار نظيف ونقد بلا تشهير، لكني أحذركم أني سأكيل الصاع أضعافا بدون توقف لمن يتجاوز المنطق الحواري إلى التشهير الذي يميز ضعاف العقل والأغبياء.. وما أكثرهم في صفوفكم!!
لم اقل بعد كل ما عندي.. ما قلته حتى اليوم هو تمرين للآتي.
مثل هذه الجُمل الفارغة التي أتحفني بها محرر صحيفة حزبية تظهر ضحالة تفكيركم، وسطحية ثقافتكم، وفراغ إعلامكم..
تتحدثون عن الفلسفة؟ هل تفقهون أصلا ما هي الفلسفة؟ شيوعي أردني عتيق، مع كل احترامي له ولتاريخه النضالي، حدد الفكر الفلسفي الذي تنطلقون منه بقوله: الفلسفة الماركسية لا قبلها ولا بعدها!!
إذا كانت هذه فلسفتكم فانتم بلا فلسفة، لأنكم لم تستوعبوا التطور الفلسفي الهائل الذي أعقب الماركسية.. ولم تفقهوا قصور الفلسفة الماركسية في مجالات جوهرية أساسية.. ولم تستوعبوا بعد الدمار الفلسفي والفكري والسياسي الذي أحدثته فترة ستالين.
حال سياستكم وسياسييكم تصلح لإنتاج مسرحية كوميدية، تتطاولون وانتم عاجزون، تتشدقون وانتم فارغون، وتدعون ما ليس فيكم.. هذا يذكرني بقصة قصيرة كنت قد نشرتها بصيغة ما عن شخص مسخرة، وليس من الصعب ان يكون ذلك الشخص من شخصياتكم الواهمة بعظمتها ويدعون ما ليس فيهم .

هرب شخص سياسي من زوجته، اذ عاد للبيت مسطولا من الويسكي وبدون المعاش الذي تنتظره الزوجه لتعيل افراد البيت.
- مسطول يا ابن الحرام؟ .. لم تبطل عادتك ؟ .. اين وضعت النقود؟
- في جيبة البنطال
- جيوب البنطال فارغة..
- أنا وضعتهم بجيب البنطال..؟
- أنت مسطول كالعادة. كم مرة حذرتك ان لا تشرب.. وان تحافظ على نقودك حتى تصل إلى البيت؟
- أنت المسطولة...
- يا ابن المليون "قحـ.."
تناولت عصا المكنسة وهجمت عليه، بسرعة البرق دخل ذلك السياسي الهام تحت السرير.
- اخرج من عندك.
- لن اخرج.. يسقط الاستبداد، يسقط العدوان ..!!
- قلت لك اخرج فورا يا مسطول...
- لن أخرج... أعلنها ثورة حتى النصر.. حريتي مقدسة..
- للمرة الأخيرة أقول لك : أخرج من تحت السرير.. ووفر شعاراتك على نفسك.
- أنا الرجل في البيت.. وأنا شخصية هامة.. سياسي معتبر.. والكلمة الأخيرة في البيت أو التنظيم لي.. وأقول لك لن أخرج!!
وهكذا قضى ليلته مختبئا تحت السرير.
السياسي المهم إياه قرر ان يجد طريقة ثورية لضمان تفريغ ديكتاتورية زوجته واستبدادها من مضمونهما الشرس، وتقليص ألنق والشكوى اللذان هما أصعب من البق والنكد، لذلك طرح الموضوع على جدول أعمال القيادة السياسية العليا. بعد مشاورات قيادية تقرر ان يشتري التنظيم باقة وردة وعلبة شوكولاطة ليقدمها السياسي الهام إلى زوجته حتى لا تلحقه بالعصا، ويضطر لقضاء ليلة، او ليالي أخرى، تحت السرير..
تفاجأت الولية زعيمة البيت التي لم تعتاد منذ ابتلوها بهذا الزعيم على لفتة كريمة منه. انفعلت وهي تظن ان الدنيا علمت بعلها (لكنها تلفظ العين مع نقطة فوقها) أصول التعامل مع الزوجة.. كانت على يقين ان بعلها (بالنقطة فوق العين) لن يتغير وليس من عادته ان يشترى الهدايا لها، لذلك عبست وهي تسأله:
- شكرا زوجي العزيز.. هدية رائعة، باقة ورد وشوكولاطة.. ترى من أرسلهم لي؟!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص من أمريكا
- ملاحظات نقدية
- 1967: هل اللقاء بين شقي البرتقالة الفلسطينية كان بشارة خير؟
- اشكالية التطبيع بين مجتمعات في عداء سياسي وقومي
- التغيير ليس مرغوبا فقط لكن لا يمكن منعه
- رد هادئ على بيان متشنج لشباب التغيير:
- كل ما لا تستعمله زوجتي!!
- حوار مع دكتور أفنان القاسم: حول مشروعه عقد مؤتمر عربي عالمي
- العنف: هل هو ظاهرة ام نتاج واقع وموروثات اسطورية؟!
- الغابة السياسة
- البطركية الأورتوذكسية المقدسية امام امتحان صعب
- قصص ساخرة - (القسم الأول)
- التصدع السياسي: استجابة شرطية لواقع فاسد ومأزوم ...
- حتى نوقف العنف في بلداتنا العربية...!!
- بيان لجبهة الناصرة حول ملصقات اول ايار
- العاهرة البتول...!!
- طهروا انفسكم من الزؤان
- طريق الانتحار مفروشة بأوهامكم يا رجالات جبهة الناصرة
- فكرة افنان القاسم الرائدة لمؤتمر عربي عالمي
- حكايات نصراوية


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل عودة - المكان الأكثر أمانا..لكل المتفلسفين!!