أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساره نابيب - الإرهاب عائق أمام التسامح














المزيد.....

الإرهاب عائق أمام التسامح


ساره نابيب

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 23:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مقال : الإرهاب عائق أمام التسامح .
إن كل متصفح لصحيفة أو قارئ لمجلة أو مشاهد لقناة إخبارية أو مستمع لمحطة إذاعية محلية وطنية كانت أو عالمية،لا يمكنه إلا الوقوف عند حدث مألوف في عصرنا هذا، ألا وهو :عملية انتحارية هنا،تفجيرات إرهابية هناك ،تهديدات بسيارات مفخخة في مكان، ووعيد بحرب شاملة في أماكن أخرى.
فالإرهاب بشتى أنواعه،إنما هو نتيجة تغيب المعنى التام لقيم التسامح والمصالحة،مما نتج عنه إقصاء الآخر، وتغييب حقوقه،وسلبه حق الحياة،من هنا نتساءل:ما الذي أصاب الإنسان؟ ما الذي جعله ينسلخ عن قيمه وإنسانيته؟ هل هي عدوى أصابت البشرية؟ أم أن هناك عوامل ذاتية وموضوعية ساعدت على تدني مستويات الإنسانية لتصل إلى مرحلة الحضيض؟
فالإرهاب بلا شك هو آفة المجتمعات ،قضية عالمية، فهي"أكثر الجريمة لا تسامحية ووحشية في القرن الواحد والعشرين" ليس هناك مكان على وجه البسيطة هو بمنأى عنه، ظاهرة سلبية شوهت معالم كل الحضارات ؛العريقة منها والحديثة، فمصدر الكلمة واضح للعيان فهي تعني لغة: إخافة الآخر وترويعه،أما التعريف المتداول في معظم وسائل الإعلام بل يعزو عن كونه تعريف مبتذل غامض مبهم.
الحقيقة الساطعة التي لا خلاف عليها أن الأديان السماوية الثلاث " اليهودية و المسيحية والإسلام" هي أن التسامح غاية نبيلة دعت إليها الرسالات الالهية،لهذا فإن التطرف الفكري والتعصب المذهبي كانت ولا زالت نتائجه كارثية بكل مقاييس.
نستشف إذن ،بأن الإرهاب زعزع النفوس والكيان الإنساني، فقيام الإرهاب يتم في غياب التسامح، إن القبول بالرأي الآخر وإقامة جسور المحبة والتعايش السلمي وربط علاقات تواصلية تشمل كل المعارف والابحاث العلمية الانسانية شرقية كانت أم غربية كفيل بتضييق الهوة التي ما فتئت تزداد اتساعا بين دول الشمال ودول الجنوب لدرجة جعلت بعض الفلاسفة المحدثين يؤمنون بما يسمى نظريا تصادم الحضارات أمثال صامويل هنتنغتون .
حاول بعض المفكرين التأصيل للفكر الإرهابي وسبر خباياه ومعرفة مسبباته ومنابعه التي يتغذى منها ،إيمانا مهنم بضرورة المعالجة الفكرية لهذه الآفة لان المعالجة الامنية وحدها لم تجْد نفعا ،فذهب كثيرون منهم إلى ربط الظاهرة بالديانات عموما وخصوصا الإسلام، وهو رأي له وجاهته إلى حد كبير، بحيث أنه كان لبعض كتب التراث دور بارز في تفريغ جيش من المتسلفين المتعصبين أصحاب النظرة الأحادية السطحية الضيقة الذين أولوا بعض النصوص القرأنية تأويلا خاطئا لا يناسب إلا هواهم فأصدروا الفتاوي وقدسوا بعض الأئمة الأفاضل الذين كانوا بلا شك نوابغ عصرهم لكن فكرهم لا بعزو عن كونه تيجة الحقبة التاريخية التي عاشوا أحداثها وتفاعلوا معها بوجدانهم فكان لها سلطان على تفكيرهم ورؤيتهم للأمور من زاويتهم.وعلى ذكر بعض النماذج من ابن القيم الجوزية، ابن تيمية، انتهاءا بمحمد بن عبد الوهاب، حسن البنا وسيد قطب...
إن ما تعانيه الإنسانية اليوم من تطرف وإرهاب وخراب وسفك للدماء البريئة يفرض على ذوي الآراء السديدة والعقول المتنورة التأمل مليا واتخاذ المبادارات الشجاعة لنشر قيم التسامح وتبني مراجعات شاملة وإزالة كل الشوائب .
والإصرار هنا، يتجلى دائما نحو السعي وراء حوار لا صراع، وراء كل الأشكال التي تفتح مجال للاستقبال لا للرفض،مجالا للقبول والاعتراف، بتعبير آخر إنها لغة التسامح.نحن بحاجة إلى حوار مبني على قيم التسامح سواء بين الأفراد أو المجتمعات والحضارات، خصوصا ونحن نعايش ظروفا سياسية محلية وعالمية،سادها الخلاف والنزاع.
إن رسالة الإنسان الجديد ،هي رسالة تتلخص في استبدال منطق الصراع بأسلوب الحوار، ففي الأخير يتشارك الناس جميعا في الإنسانية.



#ساره_نابيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساره نابيب - الإرهاب عائق أمام التسامح