أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الامين - حسم الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي السوداني















المزيد.....

حسم الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي السوداني


محمد الامين

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 12:17
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


علي شرف المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي السوداني و المفترض له الأنعقاد في شهر يوليو 2016 نود أن نكتب بعض الملاحظات للمؤتمرين والتي قد تكون مفيدة للنقاش فيما نعتقد.
الهدف من النقاش:-
ان الهدف من هذا النقاش ليس تكرار ما أثير من قبل علي صفحات مجلة الشيوعي والجرائد والمجلات حول الصراع الفكري والايدولوجي داخل الحزب الشيوعي و أنما هو محاولة للبحث عن حلول لطريقة حسم الصراعات داخل الحزب الشيوعي السوداني، طريقة تكون مختلفة من الطريقة القديمة التي أعتمدت حسم الصراع عن طريق مناشفة و بلاشفة (أكثرية و أقلية مهزومة) أو صيغة أتهامات بين الطرفين تصل الي درجة التخوين بهدف الوصول الي وحدة فكرية هي مفقودة داخل الحزب الشيوعي السوداني منذ نشأته وحتي اليوم.
لا شك أن الصراع الفكري عملية مقبولة وضرورية ومطلوبة لتطور الحزب ولكن ما ليس مقبولا هو طريقة حسم الصراع الحزبي.
خلفية تاريخية حول الانقسامات في الحزب الشيوعي السوداني:-
المدخل لهذا النقاش سيكون أبراز بعض الامثلة عن تاريخ الانقسامات وطريقة حسمها داخل الحزب الشيوعي السوداني وقد أعتمدنا علي كتاب ( القدال معالم في تاريخ الحزب الشيوعي ) كمرجع لهذه المقدمة التاريخية الضرورية.
عاني الحزب الشيوعي السوداني منذ تكوينه من أتجاهين متابينين والتي كانت دائما ما تتحول الي صراع فكري غالبا ما كان يُحسم عن طريق إبعاد من يبدو أنهم الاقلية المهزومة فكريا من الحزب ، و يتم الأبعاد بعدة دعاوي تختلف من وقت لاخر ولكن جوهرها واحد وهو أن هناك مجموعة تري أمكانية تحول الحزب الي حزب يساري أصلاحي يوفر فرصة أكبر لمشاركة غير الماركسين الخالصين فيه بهدف القيام بعملية تحديث الدولة و أرساء الديمقراطية، و أتجاه آخر يدعو الي الحفاظ علي أستقلالية الحزب و أسمه الشيوعي و نقاء الماركسية.
ظل هذان الاتجاهان يصطرعان داخل الحزب لمدة أكثر من 60 عاما هي عمر الحزب الشيوعي السوداني دون حسم. وكلما دخل الحزب في أزمة كلما برز الصراع بصورة أكثر وضوحا وحدة لينتهي بخروج الداعين لتحويل الحزب الي حزب يساري أصلاحي من الحزب الشيوعي. ولكن ما أن يعود الشيوعيين المنتصرين في ذلك الصراع من تنظيم صفوف الحزب من جديد حتي يظهر نفس الخلاف ووجهات النظر التي تم حسمها من قبل من جديد و لكن بطريقة مختلفة و أشخاص آخرين. هذه الحلقة الشريرة في أنتاج نفس الازمة قد أنهكت الحزب وأضرت بسمعته تجاه جماهيره وأعضائه و جعلته لا يركز في قضايا النضال الأساسية، كما أضرت بالوطن لان وجود حزب تقدمي قوي يركز علي طرح برنامج تقدمي يؤدي حتما الي زيادة الوعي الجماهيري والضغط في أتجاه عملية التغيير الديمقراطي و الاجتماعي الوطني.
ظهر أول خلاف في الحزب الشيوعي السوداني مع تكوين حستو عام 46 حيث تمت أزاحة قيادة الحزب بعد عام بتهمة أن القيادة (وضعت الحزب كجناح يساري في نطاق للاحزاب الوطنية وظل وجه حستو خافيا).
كما أزيحت القيادة التي تلتها بقيادة عوض عبد الرازق عام 48 بتهة (غياب الديمقراطية الحزبية وضعف دور الحزب المستقل وضعف صلته بالجماهير) وهي نفس الأتهامات التي كان وجهها المنشقون عن الحزب بقيادة المرحوم الخاتم عدلان في التسعينيات مع أضافة عوامل أخري تتعلق بمتغيرات العصر.
في عام 1956 في المؤتمر الثالث للحزب كان الصراع الايدولجي حول البرنامج كالاتي هل يتحول الحزب الي حزب ليبرالي يدافع عن الديمقراطية الوليدة أم حزب شيوعي.
ظهر نفس الخلاف بعد ثورة أكتوبر والدعوة لحل الحزب والدعوة لتكوين حزب أشتراكي لاشراك الديمقراطيين الثوريين فيه ولكنه حسم بأنه أنحراف يميني يجب مكافحته.
أستمر نفس الصراع حتي المؤتمر الرابع عام 1967 وحسم مرة أخري بأتهام ذلك التيار بالبرجوازيه الصغيرة ولصالح (النقاء الثوري).
ثم عاد من جديد بالدعوة لاتحاد القوي الاشتراكية عام 1968 ثم جاءت مايو و ما صاحبها من خلاف لايختلف عن جوهر الصراع المذكور آنفا.
يقول د. القدال " في كل مرة لم يكن الصراع يحسم حسما شافيا والافكار تحتاج الي تطوير والصراع الايدولوجي يتخذ أشكالا جديدة في كل منعطف" وهذه حقيقة نضيف اليها أن أصل وجوهر الفكرة في كل الاتجاهين لم يتغير أي أن هناك مفهومين مختلفين حول فكرة الحزب نشأوا معا منذ تكوين الحزب الشيوعي والحقيقة الثانية هي أن طريقة حسم الصراع داخل الحزب هي التي تؤدي الي أنتاج الازمة.
لقد أثبتت التجارب والدروس الحزبية أن حسم الصراع بالصورة القديمة والموجودة حاليا لا تؤدي الي هزيمة التيار الآخر حتي و أن تم طرد ذلك التيار من الحزب والدليل علي ذلك عودة نفس الاطروحة من جديد.
ولكن هل من طريقة أخري لحسم هذا الصراع الفكري والحزبي؟ هذا ما نحاول طرحه للنقاش قبل المؤتمر القادم.

المفاوضات و النقاش المباشر بديلا للطرد من الحزب لحسم الصراع الفكري:-
مما لا شك فيه ونحن نستعد للمؤتمر القادم أن هناك وجهات نظر مختلفة حول مفهوم التغيير والنتائج التي يفترض أن يحققها المؤتمر، لذلك و حتي لا نقع في نفس الحلقة الشريرة مرة أخري من الافيد لنجاح المؤتمر ولوحدة الحزب الفكرية الاعتراف بالتيار الآخر داخل الحزب والوصول لصيغة توافقية بين التيارات المختلفة عن طريق النقاش المباشر والمفاوضات (التي قد تشمل حتي التاركين للحزب) قبل المؤتمر و لكن ليس لحسم الصراع علي الطريقة القديمة وأنما للوصول لنقطة ألتقاء تؤدي الي وحدة فكرية قبل المؤتمر فما من مصلحة أحد أن ينتهي المؤتمر السادس كالمؤتمرات السابقة (مناشفة وبلاشفة). وقد أثبتت التجارب أن خروج مجموعة من الاعضاء من الحزب نسبة لافكارها التي تحملها لاينهي الصراع ولا يوحد الحزب ولا ينقيه من تلك الافكار التي ستعود مرة أخري بطرق مختلفة ولكنها ستحمل نفس الافكار التي طردت من الحزب سابقا.
نفاوض المجموعات التي تحمل تلك الافكار في الحزب والمنشقون عنه وفي أدبهم بغرض الوصول لصيغة توافقية تحسم الصراع الآيدلوجي حسما شافيا وتؤهل الحزب لان يكون قوة أجتماعية كبري بفتح مساحات لاتجاهات تقدمية مختلفة تتفق حول تلك الصيغة وتستعيد زمام المبادرة وسط الجماهير ووضع الحزب في مكانه الطبيعي.
علي الرغم من أن مصطلحات مثل صيغة توافقية ومفاوضات قد تبدو سلبيه للبعض لكن أعتبار أقتراحنا هذا بأنه أتجاها تصفويا للحزب أو يمينيا أو ردة وغيرها من التعابير قد يعود بنا الي المربع الاول من النقاش. أن الهدف من تغيير طريقة حسم الصراع داخل الحزب في هذا الوقت ما هو الا جزء من عملية التغيير المطلوبة داخل الحزب التي نتجت من الدراسة للتجارب السابقة وتضافر عوامل داخلية وخارجية أدت الي زيادة في الرغبة في التغيير من القيادة والاعضاء والي وضع أولويات التغيير. هذه الرغبة في التغيير يجب أن تؤدي الي وحدة الحزب والولاء له ولقيادته الجديدة لان بدون ذلك لن تستطيع القيادة الجديدة أن تجد الدعم اللازم لقيادة التغيير والاصلاح والشروع في عملية التغيير علي أرض الوطن.
و محاولة الوصول لصيغة للتغيير التوافقي قبل المؤتمر مهم لخلق علاقة جديدة بين القيادة والاعضاء (علاقة هي مفقودة حاليا علي أرض الواقع). والازمة الحزبية الحالية هي فرصة لاعادة النظر في العلاقة بين القيادة والاعضاء.
التغيير الحزبي:-
من المؤكد أن هناك حافز للتغيير يرجع الي عوامل خارجية وداخلية وكلاهما يؤثر في الاخر.
ان البيئة الخارجية المحيطة بالحزب بعد أستلام الجبهة الاسلامية علي السلطة في السودان بأنقلاب عسكري وأشاعة جوا من الأرهاب و الأعتقال و التعذيب و ما قامت به من تشريد منظم للعاملين من الوظائف و الأعمال. كل ذلك كان له تأثيرا كبير في تشريد أعضاء الحزب وكبح جماح عمله بالاعتقال وهجرة أعضاءه خارج البلاد.
كما أن نجاح الجبهة الاسلامية في الاستمرار في الحكم كل هذه المدة التي تقارب الثلاثين عاما و أستمرار الحرب الأهلية و توسيع رقعتها بعد زلزال أنفصال جنوب السودان عن شماله و التغييرات الكبيرة التي طرأت علي الطبقة العاملة السودانية و أنهيار الطبقة الوسطي و أزدياد رقعة الفقر و الانهيار الاقتصادي ... الخ. كل ذلك زاد من أشتداد الصراع الفكري داخل الحزب و كشف ضعف مقدراته علي منازلة النظام الفاشي و عدم مقدرته علي التكيف مع المتغيرات حوله فقلت جماهيره و انفضت من حوله نسبة لغياب الرؤية و عدم الوضوح في الاوليات النضالية.
وقد أدي التذمر ولا زال بين الأعضاء و الأصدقاء في خروج أعداد كبيرة من الحزب بدعاوي التأخير في عملية التغيير الداخليه و عدم صلاحية الماركسية اللينينية و فشل سياسات الحزب و تكتيكاته لمعارضة النظام ... الخ
هذه العوامل داخلية وخارجية سلبت الحزب قدرته علي التغيير و التأثير كما أفقدته القدرة علي قيادة الجماهير ولعب دوره الطليعي كمحفز للتغيير الاجتماعي وقد انحسر عمله فاصبح بلا فعالية. وعليه فأن مسؤليتنا هي أن نعيد النظر في الطريقة التي نحسم بها الأختلافات الفكرية و فتح نقاش واسع حول أيجاد صيغة توافقية تتم بشكل تفاوضي بين أصحاب الرؤيتين المتصارعتين من أجل وحدة الحزب و لصالح قضية الوطن.
لا نود أن نكرر من الحديث ما قيل سابقا ولكن من المهم ان نشير الي أن عملية التغيير يجب أن تكون اساسية لتشمل ما تعارف عليه بقلب الحزب النابض وهو السكرتارية واللجنة المركزية والقطاعات الحيوية والهدف هو ولادة نظام حزبي يتفق علي سياسات جديدة.
كما أن طريقة أنتخاب الاعضاء للهيئات العليا وعلي رأسها اللجنة المركزية يجب أن تخضع لاصلاح وتغيير شامل.
يجب تحويل قوة أتخاذ القرار في الحزب لتصبح أكثر ديمقراطية وبمشاركة أوسع لمجموع أعضاء الحزب و يجب أن يشمل هذا سكرتير الحزب حيث يسمح لجميع الأعضاء بالمشاركة في أنتخابه.
نحن نضع هذه الملاحظات أمام المؤتمر العام المحدد عقده في يوليو 2016 كما أننا نطالب المؤتمرون بتحمل مسئولياتهم التاريخية والتحلي بالشجاعة والديمقراطية والرغبة في التغيير الذي لا يلغي الآخرين. فقد يكون هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات في تاريخ الحزب منذ تكوينه كما قد يكون آخر المؤتمرات بأسم الحزب الشيوعي السوداني.



#محمد_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يستعمل تركيا لقرص اذن بوتين (الإف 16 تسقط السو 24)
- نجم ليل مدلهم
- شمس العالم المكسوفة


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الامين - حسم الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي السوداني