أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب














المزيد.....

ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


اولا :
الحربان العالميتان كانت معاركها داخل اوربا مع امتداد السنة اللهب نحو اليابان وبعض اطراف من شرق اسيا والشرق الاوسط واليوم تدور حرب كونية ثالثة بطريقة اقل حدة (دون قنبابل ذرية) لكنها اكثر ضررا بالشعوب وهدم ما تم انجازه خلال نصف قرن سابق ، تدور معاركها في بلاد العرب وبوعي ومشاركة نخب عربية رسمية وحزبية واهلية متعددة ..ما تم تدميره خلال الاعوام القليلة الماضية يوازي كل الحروب في تاريخ العرب خلال الف عام .ومع ذلك فان عقلية البداواة التي انتجت حروب سابقة هي ذاتها تساعد في جعل مجتمعها ساحة لحروب الاخرين وساحة للاقتتال الاهلي وتعزيز جماعات التطرف والنزعات الطائفية لتستعر معها عمليات التدمير والعدوان على الشعوب ومستقبلها في آن واحد . الحربان العالميتان نتاج نزق الحداثة وغرور العقلانية التي رافقت الراسمالية بصورتها الامبريالية وتوسعها خارج حدودها ضمن مبررات تشرعن الامتداد الكولونيالي بانه عملا خيرا لتمدين الشعوب البربرية المتخلفة وتعميرها ضمن سياق النهضة الاوربية . واليوم امريكا تعتمد ذات الخطاب بانها تنشر الديمقراطية من خلال هدم الدولة وتدمير المجتمع مما يلغي معه اي مجال للازعومة الامريكية بالممارسة الديمقراطية لانها لاتمارس الا في سياق مكاني مستقر ومؤسسات تبلور هوية المجتمع وتعبيراته السياسية من خلال دولة والياتها القانونية ..اما تدمير الدولة والمجتمع فهو عمل يدفع بالافراد والشعوب نحو هوياتهم ماقبل الوطنية لتكون مرجعيات في الاقتتال والحروب المخطط لها انطلاقا من ان التعدد والتنوع الجهوي دون رابطة المكان والدولة يحفز اتباعه على الاقتتال وفق منطق الغنيمة والثأرات السابقة وهنا لا مجال للاستغراب ان بعضهم يبرر حروبه الداخلية بالثأر من بني امية في حروبهم الظالمة ضد الامام علي واحفاده او يبرر عدوانه بالجهاد ضد الدوعش والقاعدة بنفس ادواتها واليات تدميرها للابرياء ..مع العلم ان السياق المحلي عربيا تم اعداده ليكون موطنا منتجا للتطرف وللطائفية ومسرحا للتدخل الخارجي عبر وكلاء تم تدريبهم مسبقا وعبر شركات راسمالية تتولى التسهبلات اللوجستية لجميع الاطراف .. النخب العربية في الحكومات والاحزاب والطوائف والمليشيات كلها تتسم بفقر المعرفة بالاخر الغربي وبالذات العربية في مرحلتها الراهنة والاخطار المحدقة بها ، وتفتقر للارادة في البناء والتعايش المشترك الا بفرض قهري من الخارج ضمن سيناربو سياسي ينرزع السيادة ويجعل من هؤلاء مجرد وكلاء للخارج ، عندها فقط ستظهر عنترياتهم نحو اخوانهم في الداخل من خلال حروب الغنيمة والمحاصصة كجولات ميدانية تترافق مع جولات تفاوضية لمسار سياسي قادم يؤسس دول ضعيفة ومجتمعات مدمرة ومهزومة ونخب جهوية وطائفية لاتمثل الوطن او الشعب .. العبث السياسي الراهن بالمنطقة العربية يتم وفق حضور الاف من رموز الثقافة والمعرفة ومئات الجامعات والاف المدارس ومع كل ذلك تتحكم جماعات فقيرة المعرفة بالقرار السياسي وتدمر الدولة ويساعدها الخارج الاقليمي والدولي في مشروعها اللاوطني خدمة لمصالحه في تعميم الفوضى واعادة رسم المنطقة بحدود جديدة وهوية سياسية جديدة..؟
ثانيا :
تفجير اسطنبول هذا المساء ولبنان امس الاول واستمرار الازمات في المنطقة دليل على ارادة الفوضى وانتهازية القرار السياسي للدول الاقليمية والدولية ..فتركيا ادوارها مشبوهة في كل ازمات الشرق الاوسط خاصة سوريا والعراق وازدواجية ادوارها بخلط الملف الكردي بالملف الارهابي بالملف السياسي يقابله ازدواجية الدور والموقف الانتهازي لايران يقابله نفس انتهازية الدور والموقف لروسيا وامريكا مع غياب وضوح اي موقف عربي بل هناك ادوار ضعيفة بائسة لاتقوي للوقوف امام ارادة الفوضى التي اظهرت تنظيمات وجماعات شكلت ولاتزال لاعب رئيسي في تعميم الفوضى داخل بلدان الشرق الاوسط ..ولن تكون هذه التفجيرات الاخيرة بل ستزداد وسيتم تنقلها في اكثر من مدينة كما يجري جر لبنان كله الى مسار الازمة السورية بل وجر الاردن وهي تتلقي ضربات امنية داخل حدودها بين الحين والاخر ..لن تتوقف هذه الهجمات الانتحارية الا بتوقف الفوضى في منطقة الشرق الاوسط وباعتماد حلول ومعالجات وطنية تعيد بناء الدولة والاستقرار وباعتماد الديمقراطية الية لانتخاب الحكام ومنهج في ادارة الصراعات والاختلافات ..كما ان تركيا لن تشهد استقرار طالما وجزء كبير من شعبها يعاني مظلومية ونقصد الاكراد وان تدخلها في العراق وسوريا لن يقلل من مطالب الاكراد بحكم ذاتي وبخيار مواطنة متساوية .. غياب الموقف العربي اغرى القومية الطورانية والقومية الفارسية بتدخل سافر في شؤون المنطقة العربية وكلتا القوميتين تلعبان ادوار ضمن الاجندة الامريكية وباتفاق مخطط معها .. وهذه الاجندة دفعت الاتراك ضمن منطق المصلحة لاعادة تطبيع علاقاتها مع اسرائيل وتحسين علاقاتها مع روسيا في حين لم تتجه نحو تحسين علاقاتها مع مصر او بلدان الخليج او عموم الدول العربية ..؟
ثالثا :

الامم المتحدة منذ تاسيسها حتى اليوم لم تساهم في حل اي نزاع اهلي او اقليمي او دولي لكنها فقط تجيد صناعة المخيمات للشعوب التي تشهد تلك النزاعات المتعددة ..ولا اتصور دورها الراهن اكثر من اداء شكلي لتمرير مصالح الدول الكبيرة واجنداتها التي تجعل من الفوضى والحروب الاهلية وسيلة لتحقيق ارباح ومصالح شتى في سياق متغيرات جيواستراتيجية تعيد رسم خرائط جديدة تتجاوز ما كان متفقا عليه عشية انعقاد المؤتمر التاسيس لهذه المنظمة . وحتى الدور الاغاثي الانساني لم تنجح فيه والدليل حاجات الملايين للغذاء والعلاج في عشرات الدول منها بلادنا . معنى ذلك انه لابد من قوى وطنية ولائها للوطن والشعب دون مرجعيات جهوية او مذهبية او حزبية تتولى دعم مسار التغيير للخروج من قتامة المشهد العبثي وبؤسه نحو اعادة بناء الدولة ودون ذلك استمرار الفوضى ومخاطرها المفتوحة لكل الاحتمالات ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...
- القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..
- البديل السياسي القادم ..2..
- اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها .. ...
- الممارسة السياسية الخاطئة افرزت واقعا طائفيا وجهويا ..؟
- الكويت وتونس وفرنسا وموعد مع الارهاب المصنوع غربيا وعربيا..؟
- هروب هادي بين ايجابياته وسلبياته ..؟
- ملاحظات اولية في الحملة العسكرية على اليمن ..1..


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب