أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة














المزيد.....

غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


من المؤكد ان التعليم في الوطن العربي لم ينجح في خلق ثقافة ووعي مدني خلال خمسين عام خاصة السنوات الثلاثين الاخيرة حيث رموز الفساد من العسكرتاريا وحلفائهم من مختلف الجماعات والاحزاب وارتباطاتهم مع رجال المال (البيزنس عبر الاحتيال والتهرب الضريبي) ..ولما كانت الدول العربية لاتمتلك مشروع ثقافي يوجه سياساتها واعلامها وخطابها تركت حقل التعليم للقوى المناهضة للمدنية كما مؤسسات المسجد ..هنا جاء لاعبين جدد استغلوا الفراغ الفكري وتشوه الثقافة السياسية بتوجهاتها الوطنية والحضارية ليعمقوا التشوه وينحرفوا بمسار التعليم نحو المذهبية والجهوية . وللعلم .. العم سام ..عاجبه هذا الامر ..ويدعمه جهارا نهارا ..ولنا في العراق والافغان ثم سوريا وليبيا ولبنان الدروس التي لا تخفى على احد ..فلايمكن بناء دولة مدنية تعليمها يعمق الجهل والتطرف والجهوية ، او تغيب عن المدارس الاجراءات التاسيسة للوعي السياسي الوطني من خلال النشيد الوطني وتحية العلم كرموز ذات دلالة توحد وعي الطلاب نحو الوطن والدولة والمواطنة ..واذا كنا ننتظر نتائج المساومات (لا اقول الحوارات والمفاوضات) التي تستند على منهجية المحاصصة والغنيمة ( المفاوضات غائبة لان اطرافها الحقيقيين غائبون ايضا) فانها لن تأتي بماينتظره الشعب ولا الوطن .. لماذا .؟ لأن المساومات كعملية ، وممثليها كأفراد ، هم نتاج نظام تعليمي وثقافي وسياسي مناهض للوطن والمواطنة يعزز من الجهويات وفق ازعومات تاريخية مفارقة للواقع الفردي والجمعي ومفارقة للمنطق السياسي في زمنيته ضمن سياق حضاري لايعترف الا بالدولة ومظاهرها المدنية ..اخيرا تستمر ادارة اوباما في تجاهل مخاطر الازمات في المنطقة العربية ولاترغب في اقرار معالجات حاسمة عبر مرجعية مجلس الامن وحضور الدور الامريكي المباشر لانها تريد ترك الازمات مشتعلة للرئيس القادم وهنا على الشعوب العربية التي تتعرض لمخاطر وجودية ومعيشية ان تتكيف مع ازماتها او تبتكر لنفسها حلولا من الداخل بكل الممكنات المتاحة او الانتظار طويلا حتى تتوافق الادارات الكولونيالية في خلق تسويات قادمة وفق مصالحها اولا ...؟
كان رموز التنوير والحركة الوطنية منذ اربعينات القرن الماضي يؤكدون على اهمية التعليم والثقافة وجاءت الحكومات بعد ثورتي سبتمبر واكتوبر منحت قدرا من الاهتمام للثقافة والتعليم سرعان ما تراجع هذا الاهتمام ليتحول الى تزايد كمي في اعداد الطلاب والطالبات مع تخلف المضمون العلمي والمعرفي الذي يشكل محتوي الكتاب المدرسي . ومع تزايد الصراع على السلطة تمدد الصراع الى مؤسسات التعليم والثقافة بل والمسجد وهنا ظهرت الجماعات والاحزاب والحكومات لتنشر بؤسها الفكري والمعرفي بغية تحشيد للافراد والجماعات ، وكان النظام والاحزاب معا يرفعون عاليا من قيمة القبيلة وتقاليدها كتكتيك سياسي انتهى الى ضعف الاحزاب وقوة القبيلة ، هنا انتشرت ثقافة العنف وحمل السلاح والاقصاء في سياق مارثون جهوي وقبلي وحزبي نحو مؤسسات الدولة بغية استملاك السلطة والثروة دون مسوغات قانونية لهذا الاستملاك . في هذا السياق فشل التعليم في خلق شخصية وطنية وفي رفع قيمة الوطن وجغرافيته الموحدة كقيمة ذات اولوية في وعي الانسان وقناعاته لان احزاب غير وطنية رفعت شعارات تتجاوز الوطن واخرى ترفع شعارات مادون الوطن ، جميعها تتقاتل اليوم في الداخل وتستجدي الخارج ..وفوق كل هذا تتضاءل الثقافة الوطنية في حضورها العام والخاص ويبقى الافراد والجماعات عرضة لثقافة مناهضة للدولة والمدنية بل وللوطن ايضا .. وكنا ولانزال نؤكد على اهمية التعليم والثقافة كاهم مظاهر ومرتكزات الدولة المدنية ، فنواجه بمراكز القوى ومجموعاتها البائسة حزبيا لتشرع قوانين وتصك سياسات تفرغ الثقافة والتعليم من مضمونه المدني العقلاني مقابل تاسيس كنتونات حزبية وجهوية ومذهبية اظهرت اليوم كل خبايا وفساد المرحلة السابقة والتي لاتزال تدافع عن حضورها بقوة السلاح ..لن يتحقق التغيير بدون دولة مدنية ومشروع ثقافي تنويري يخرج الافراد من اقبيتهم التقليدية الى رحابة الوطن ومن التقليد الى رحابة العقل ودون ذلك تستمر الازمات ويعاد انتاجها لغياب بديل سياسي بروافعه التنظيمية ومشروعه الثقافي الوطني ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...
- القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..
- البديل السياسي القادم ..2..
- اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها .. ...
- الممارسة السياسية الخاطئة افرزت واقعا طائفيا وجهويا ..؟
- الكويت وتونس وفرنسا وموعد مع الارهاب المصنوع غربيا وعربيا..؟
- هروب هادي بين ايجابياته وسلبياته ..؟
- ملاحظات اولية في الحملة العسكرية على اليمن ..1..
- ملاحظة اولية في الحملة العسكرية على اليمن .. 2 ..


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة