أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - معاداة السامية تحت ستار معاداة الصهيونية















المزيد.....

معاداة السامية تحت ستار معاداة الصهيونية


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 15:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في 31 يناير عام 1939 ألقى أدولف هتلر، امام الرايخشتاغ الألماني، خطابه الشهير المعروف باسم "خطاب النبوءة". في هذا الخطاب قال هتلر:
"اريد اليوم ان اكون نبياً مرةً اخرى. إذا نجحت الطغمة المالية اليهودية العالمية، داخل اوربا وخارجها، في اغراق الشعوب مرةً اخرى في حربٍ عالمية، فإن النتيجة سوف تكون إبادة العرق اليهودي في أوربا".
استبدلوا كلمة "اليهودي" في خطاب ادولف هتلر بكلمة "الصهيونية"، ثم استبدلوا عبارة " الطغمة المالية اليهودية العالمية" في الخطاب بعبارة "الراسمال المالي الصهيوني العالمي" وستحصلون على خلاصة مقال كتبته السيدة خديجة صفوت في "الحوار المتمدن".
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=521371

ما كنتُ لأعير هذا المقال البائس أهمية لولا اعتقادي أن الأفكار الواردة فيه هي صدى لأفكار ومواقف قطاعات واسعة من اليسار الراديكالي في الغرب ومن اليسار العربي عموماُ. في هذه الأوساط تجري عملية معاداة السامية تحت غطاء معاداة الصهيونية.

السيدة خديجة محمد صفوت، باحثة وكاتبة يسارية، وناشطة سياسية واجتماعية، من السودان (التخصص الاكاديمى وفقاً لشهادتها الذاتية: الاقتصاد السياسى- علم الاجتماع-مناهج البحث-مبادئ نظريات التنمية) نشرت بتاريخ 2016 / 6 / 20 مقالاً في "الحوار المتمدن" تحت عنوان "استباق الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية و القبلية للتجربة الاشتراكية" (عنوان عجيب غريب على أقل تقدير. نحن نعيش اليوم في زمن العناوين العجيبة).
لا أدري كم من القراء قرأ هذا المقال. وإذا كانت المشاركة في التعليق على المقال مؤشراً على عدد القراء فإن عددهم هو: صفر.
هذا طبعاً خبرٌ سار لأنه يدل على أن قراء "الحوار المتمدن" يتمتعون بذوق سليم. أقول هذا على الرغم من أن المقال نفسه يحتوي على معلوماتٍ مثيرة، جديرة بالإهتمام، يُكشف النقاب عنها لأول مرة ويمكن اعتبارها سبقاً صحفياً للكاتبة خديجة صفوت.
هل كنتم تعرفون مثلاً ان هوجو شافيز، رئيس فنزويلا الأسبق، لم يمت ميتة طبيعية بل أُغتيل على أيدي الراسمالية الصهيونية العالمية؟
لم تسرد الكاتبة (ربما لأسبابٍ أمنية أو خشية ان تصابها هي الأخرى يد الصهيونية العالمية) تفاصيل عن عملية الإغتيال، كيف تمت ومتى وأين، لكنها تلمح لنا (وهي ترتدي بجدارة قبعة شارلوك هولمز) أن هوجو شافيز هو ليس الوحيد، وإن لديها من القرائن ما يثبت ان وراء الأكمة ما وراءها، وما وراءها هو طبعاً "الراسمال المالي الصهيوني العالمي". إذ كيف يمكن أن نفسر - وهذا اقتباس حرفي من المقال - "الاغتيالات الغامضة مثل اصابه معظم زعماء امريكا الجنوبية بمرض واحد هو سرطان المثانة؟"
هذا كلامٌ منطقي جداً: كيف يمكن أن نفسر ان معظم زعماء امريكا الجنوبية ماتوا بمرضٍ واحد هو سرطان المثانة إذا لم يكن ذلك من تخطيط وتدبير وفعل الصهيونية العالمية؟
وهكذا كتبت هذه الخبيرة في طب سرطان المثانة:
"إن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تعينت على اغتيال رئيس فينزويلا هوجو شافيذ ومؤسس تجربتها الاشتراكية وتحاول الانقلاب على نيكولا مادورا خليفة شافيز او-و اغتياله مثلما اغتالت عدد من زعماء امريكا الجنوبية جراء نجاح شعوب الاخيرة في الانعتاق من استعمار امريكا الشمالية. وتعتقد الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ان اغتيال هوجو شافيز- ومحاولة انقلاب مماثلة للبرازيلية، حرية بان تتعين فيها ممارسات ديمقراطية ما بعد ليبرالية، او لييرالية جديدة انقلابا على منجزات الشعب الفينيزويلي".

مقال السيدة صفوت هو مقالٌ سيء ، لا يليق بكاتبة يسارية (ناهيك عن شيوعية) وهو مشبع بروح معاداة السامية من النوع القبيح الذي كان سائداً في الدعاية النازية في المانيا الهتلرية.
نكتفي ببضعة أمثلة - اللغة العربية البائسة في كل الإقتباسات هي من صنع خديجة صفوت:
" فالمصارف الوطنية تجديف بحق سردية احتكار ابناء يقعوب منذ يوسف للمصارف المركزية. وتلاحظ(ين) ان اول ما تفعله الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ما ان تهبط في مجتمع لـ"تدمقرطه" هو ان تحتل البنك المركزي الوطنى، وتخصخص اموال الشعب لحساب الرأسمالية المالية، مثلما فى العراق وافغانستان وليبيا واليمن، تحاول فى سوريا ومصر. وذلك على غرار البنك المركزي الامريكي الفيدرالي، والبنك الدولي مما يتعاقب عليه ابناء يعقوب منذ انشائهما وتباعا".
ومثلٌ آخر:
"وان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية تتعين على كراهية الشعوب منذ ان سال موسي ربه من فوق جبل سيناء ان يمنحه شعبا اكثر طواعية. واجادل ان ذلك الكره للشعوب بات من يومها سمة احبار واقماط واسباط وامراء وقضاة وتجار بعض ابناء يعقوب واحفادهم الاوليجاركيين الماليين ".
وهكذا دواليك إلى آخر المقال. معاداة السامية (ابناء يعقوب!) في أقبح صورها. (والمقال، واخجلتاه، كُتِب "الى ذكرى الرفيق عبد الخالق محجوب ورفاقه وكل من بذل كل شئ من اجل الاشتراكية").

في العالم الفكري والإديولوجي للسيدة خديجة صفوت هناك عدو واحد فقط يهدد العرب والمسلمين وكل شعوب الأرض قاطبة - هو الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. وهي تحذر: "تتأهب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية للانقضاض على الشعوب في كل مكان".
هل انتبهتم إلى هذه الكلمة الخبيثة: الإنقضاض؟
وكما حذر هتلر في "خطاب النبوءة" من الخطط التي تدبرها "الطغمة المالية اليهودية العالمية" لإغراق الشعوب في حربٍ عالمية - تحذرنا الكاتبة اليسارية خديجة صفوت من الخطط التي تدبرها "الراسمالية المالية الصهيونية العالمية" ل" الإنقضاض" على شعوب الكرة الأرضية: "وقياسا تتعين الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية على حروب ابادية لشعوب العوالم الثالثة والرابعة التى تحولها الحروب والجماعات الارهابية الى مجتمعات العصر الحجري وصولا الى تهجير شعوبها من كل مكان الى كل مكان، بغاية تفريغ الاوطان العربية من سكانها تحقيقا لنبؤة يهوا بان يجعل كل ما وطأته اقدام بنى اسرائيل ملكا لهم".
وكما "تنبأ" هتلر بأن ذلك سوف يعني نهاية "العرق اليهودي" في اوربا، تتنبأ الكاتبة الشيوعية خديجة صفوت بأن هذا هو "الفصل الاخير في حياة الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية والقبلية الا اذا كانت الاخيرات بصدد خطة ب لا تقل عن حرب نووية لا تبقي ولا تذر ".
للرأسمالية المالية الصهيونية (= اليهودية) العالمية، إذن، خطتان لتدمير العالم: خطة أ وخطة ب.
إذا كانت السيدة خديجة صفوت تفكر كما يفكر النازيون وتكتب كما يكتب النازيون – فهي نازية.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمَن زغردت الأمّ الفلسطينية؟
- الكلب يريد أحياناً أن ينبح
- بوخارين اعترف بجرائمه
- يوسي سريد
- اكاذيب عن جورج أورويل-3
- ديالكتيك، ميركل وأفلام هندية
- اكاذيب عن جورج اورويل-2
- طلال الربيعي ضد المستشارة الألمانية ميركيل
- أكاذيب عن جورج أورويل
- كيف اكتشف طلال الربيعي مؤامرة صهيونية لتقسيم العراق
- طلال الربيعي يترجم بتصرف
- خرافات وأوهام ديالكتيكية
- فقر الديالكتيك
- الإنحطاط السياسي للحزب الشيوعي العربي في اسرائيل
- الاضطرابات النفسية كملجأ أخير
- ماركسية الفول والشعير كعقيدة دينية
- هكذا تخرصتُ على ماركس : جوابي لسلام كبة
- ماركسيو الفول والشعير
- ستالين والفلسفة
- الفول والماركسية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - معاداة السامية تحت ستار معاداة الصهيونية