أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!















المزيد.....

تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 22:14
المحور: القضية الكردية
    


تركيا ..
واللعب في الوقت الضائع!!

بير رستم (أحمد مصطفى)
أحياناً بعض المباريات تنتهي بالتعادل، لكن يكون من الضروري أن لا تنتهي النتيجة كذلك، بل يجب أن بفوز أحد الفريقين ولذلك فإننا نجد؛ بأنه يتم التمديد للمباراة لشوطين إضافيين وإن أنتهت النتجة بالتعادل مجدداً فيلجأ لضربات الترجيح (الجزاء)، هذه في الرياضة، فهل تصلح هذه القاعدة في السياسة كذلك .. أعتقد بأنها صحيحة ولدرجة كبيرة في عالم السياسة أيضاً. وهكذا وقياساً على ذلك؛ فإننا يمكننا القول: بأن تركيا خرجت من اللعبة الإقليمية أقرب إلى الخسارة منها إلى التعادل وخاصةً في قضية الصراع على سوريا، بل وفي مجمل الملفات السياسية؛ إن كانت منها المتعلقة بالسيطرة على المنطقة وذلك من خلال (إخونة الثورات العربية) أو في قضية الدخول إلى النادي الأوربي "الإتحاد الأوربي" من خلال إستثمار قضية اللاجئين والضغط على الدول الأوربية، بل هي خسرت أيضاً في ملفاتها الأخرى والتي تتعلق بالعلاقة مع دول الجوار وعلى الأخص العلاقة مع الروس.

لكن الخسارة الكبرى لتركيا كانت على صعيد الداخل والعلاقة مع الملف الكوردي حيث توقف المفاوضات بين الجانبين وعودة الصراع العسكري لتصبح داخل المدن بعدما كان الصراع في السابق محصوراً بجبال قنديل وبعض مناطق كوردستان الجبلية الأخرى. وبالتالي جعلت تركيا تدفع أثماناً باهظة ليس فقط من حيث العتاد العسكري والقوى البشرية من جنود ومدنيين، بل خسارتها الكبرى جاءت من حيث الإقتصاد والعملية السياسة؛ فمن جانب توقف الوارد الإقتصادي من السياحة والذي يشكل أحد أعمدة الإقتصاد التركي _35 مليار دولار سنوياً_ وكذلك ومن حيث التطورات السياسية، فإن تركيا تعلم بأنها خسرت الكثير بحيث أصبح الكورد يشكلون على الطرف الآخر من الحدود؛ "روج آفاي كوردستان" رقماً صعباً تقلق تركيا وحكومتها وسياساتها الإخوانية الطورانية.

وهكذا وبعد أن شعرت تركيا بأنها خرجت من اللعبة بدون تسجيل أية أهداف سياسية وإقتصادية، بل وخسرت الكثير من النقاط والقضايا الجيوإستراتجية، فإنها قدمت وزير خارجيتها؛ "أحمد داوود أوغلو" كرمز لديبلوماسيتها الخارجية وسياساتها السابقة قرباناً في سعيها إلى التغيير لعدد من مواقفها السياسية تصل أحياناً إلى التضاد مع سياساتها السابقة ومنها قضية العلاقة والموقف من إسرائيل حيث أعلنت أنقرة عن اتفاق وشيك بين البلدين بشأن إعادة التطبيع وذلك بعد تدهورها جراء مقتل ناشطين أتراك في هجوم لقوات إسرائيلية على سفينة "مرمرة" والتي حملت مساعدات تركية لـغزة عام 2010. وقد قالت وزارة الخارجية التركية يوم الجمعة الماضي بخصوص المسألة؛ "إن فريقي التفاوض اتفقا خلال لقائهما أمس الخميس في لندن على وضع التفاصيل النهائية للتفاهم في الاجتماع القادم المقرر عقده قريبا" وقد عقد الإجتماع في روما اليوم وتم التوقيع على إتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

إذاً وبعد ست سنوات من الجفاء بين البلدين ومتاجرة النظام التركي بالقضية الفلسطينية والمزاودة على العرب مثل نظيره الإيراني، فها هي العلاقات تعود أفضل من الأول ضارباً بعرض الحائط كل المقولات السابقة من مسألة دعم القضية الفلسطينية، طبعاً يعتبر هذا تغييراً كاملاً، بل معاكساً ومضاداً لإدعاءات تركيا الإعلامية السابقة، لكن لو نظرنا إلى حجم العلاقة بين كل من تركيا وإسرائيل وضمن إتفاق إستراتيجي حيث كانت هناك "خطة لتجديد 45 طائرة f - 4 بقيمة 600 مليون دولار، تجهيز وتحديث 56 طائرة f - 5، صناعة 600 دبابة m - 60 , خطة لإنتاج 800 دبابة إسرائيلية ميركاوه , وخطة مشتركة لإنتاج طائرات استطلاع بدون طيار، وخطة مشتركة لإنتاج صواريخ أرض جو بوبي بقيمة نصف مليار دولار بمدى 150 كم" وذلك بموجب إتفاقية عام 1996. ناهيكم عن "تبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين" و"إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية". وكذلك؛ "تبادل الاستخبارات (المعلومات) الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري" وصولاً لـ"إقامة حوار استراتيجي بين الدولتين و التعاون الاقتصادي (تجاري صناعي, والعسكري)".

وبالتالي فإن العلاقة هي علاقة إستراتيجية أعمق وأشمل مما طرح في الإعلام التركي وإدعاءات بعض المحللين السياسيين، بأن إسرائيل وبعد أن أعتذرت من تركيا عن حادث سفينة "مرمرة" قبلت الأخيرة بعودة التطبيع حيث يعتبر هذا إفتراءً على الواقع والحقيقة؛ كون إسرائيل قدمت الإعتذار عن الحادثة في 22 مارس 2013 وذلك حينما (قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة" وهكذا فإن الإدعاء بان تركيا قبلت بالتطبيع بعد الإعتذار التركي وتعويض أهالي الضحايا هو إدعاء كاذب وإفتراء على الواقع والحقيقة.

لكن السؤال؛ لم تم تجميد العلاقة منذ ذاك الحين إلى اليوم وقد مضى على الإعتذار الإسرائيلي ثلاث سنوات رغم إنه لم يحصل أي جديد في الموقف الإسرائيلي بخصوص القضية .. إننا لو عدنا ونظرنا للمسألة من الزاوية السورية وتحديداً الكوردية، لوجدنا بأن النظام التركي وسلطانها الأرعن؛ أردوغان ومنذ ثلاث سنوات كانوا يعيشون (مجداً) _أو بالأحرى وهماً_ بالتفوق والنشوة لسياساتهم الداخلية والخارجية وبنوع من التسيّد على المنطقة وهم يحلمون بركوب الثورات العربية وقيادتها وفق المصالح التركية وذلك من خلال أذرعتهم الإخوانية في المنطقة العربية وبالتالي تم تأجيل التطبيع كي تزاود على العرب في مسألة معاداة إسرائيل، لكن وبعد الإحباط والتضعضع في تجيير وتسيير هذه الحركات و(الثورات) الشعبية وعلى الأخص في كل من مصر وسوريا وبروز المسألة الكوردية كأهم ملف إجتمعت القوى العالمية لمؤازرتها، بدأت تركيا تشعر بالخطر الحقيقي الوجودي لكيانها الغاصب لقضايا وجغرافيات الآخرين، وضمناً جغرافية كوردستان طبعاً.

ولذلك لم تعد تركيا تجد حرجاً وبعد أن خسرت الرهان في عدد من الملفات، من أن تلجأ إلى سياساتها السابقة والتطبيع مع إسرائيل، بل والإعتذار من الروس وذلك كي تلعب في الوقت الضائع من اللعبة الدولية في المنطقة وتسجل ولو هدفاً واحداً في نهاية اللعبة، لكن بشرط أن يكون ضد الكورد؛ حيث تعلم بأن الخطر الكوردي بالنسبة لكيانها السياسي الغاصب هو خطر وجودي ويهددها بالإنقسام، بل وبزوال ما كانت تعرف يوماً بـ(تركيا) وهو يشبه التهديد الذي بات قريباً من المملكة المتحدة بعد مسألة الإستفتاء لخروجها من الإتحاد الأوربي، فهل ستنجح تركيا أن تسجل ذاك الهدف في المرمى الكوردي وفي الوقت الضائع من اللعبة وبعد أن خسرت معظم مباراياتها السابقة تقريباً .. نأمل أن تقدر الديبلوماسية الكوردية في تفويت الفرصة على اللاعب التركي من تسجيل الهدف القاتل في مرمانا وذلك إنسجاماً مع تضحيات أبطالنا وبطلاتنا في ساحات المعارك حيث إن دمائهم الزكية بحاجة لديبلوماسية ذكية، فهل ستكون هناك تلك الديبلوماسية الكوردية الذكية؟!!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان ورسالة مثقف عربي للشعب الكوردي.
- سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!
- الدولة القومية هي دولة عنصرية تكويناً ونهجاً!!
- كوردستان ..هل بات إعلان إستقلالها قريباً؟!
- بيان وتوضيح بخصوص موقفي من -الإدارة الذاتية-.
- حقائق وأرقام مروعة .. من الكارثة السورية!!
- الفيدرالية/الإستقلال والقراءات السياسية الواقعية.
- قضية الجهاد والإرهاب وواجب العلماء في الإفتاء والإلغاء!!
- قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!
- قوات سوريا الديمقراطية تدق المسمار الأخير في نعش مشروع أردوغ ...
- أردوغان .. والخوازيق الأمريكية.
- الأحزاب الكوردية والعلاقة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
- مشاركة الكورد ..بتحرير كل من الرقة والموصل.
- أمريكا وولادة الدولة الكوردية.
- السياسي الكوردي وكوارث القراءات الخاطئة!!
- الحروب الصليبية ..حقيقة تاريخية أم كذبة إسلامية!!
- -داعش- ..منتج إسلامي وليس أمريكي!!
- الإحتلال الكوردي.. للأراضي الآشورية؛ حقيقة أم لعبة سياسية!!
- كوردستان .. وغزوات العرب والمسلمين.
- (نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!