أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض















المزيد.....



الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 02:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصل هذه المقالات هو كتاب "الأمة الإسلامية فى نهاية قرن وبداية قرن جديد" السيد محمد علاء الدين أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية ورئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وواضح من عنوانه أنه تم تأليفه على رأس الألفية الجديدة أي منذ ستة عشر عاماً، ولكني أحببت أن أعرضه هنا لأهميته وتأثيره.. فمؤلفه هو قدوتي وأستاذي وأبي الروحي، وهو وهو كالماسة الثمينة التي يشبه ظاهرها الزجاج، ولكنها في حقيقتها الباطنة أمر آخر مختلف، لأن هذا هو الإمام الوارث في عصرنا.. وإذا تكلم الإمام الوارث في عصره كلاماً يحلل فيه أمراض الأمة ويضع أسباب العلاج، فهذا الكلام له أهميته وقدره عند من يفهم معنى الوراثة المحمدية..
والآن لنبدأ رحلتنا..

مقدمــة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وآله وصحبه.. وبعد:
تتطلع البشرية إلى قيادة حضارية جديدة، تأخذ بأيدى الناس إلى عالم أرحب وأفق حضارى واسع.. لأن الحضارة المادية فشلت فشلاً ذريعاً فى قيادة المسيرة الحضارية الإنسانية، ولم تفلح فى توفير الحد الأدنى من السعادة لبنى الإنسان..
وقد تحدث كثير من كبار المفكرين فى الغرب عن الحضارة الغربية الحديثة، موجهين إليها سهام النقد اللاذع..
يقول (برتراند راسل) الفيلسوف الإنجليزى المعاصر: (لقد انتهى العصر الذى يسود فيه الرجل الأبيض.. وبقاء تلك السيادة إلى الأبد ليس قانوناً من قوانين الطبيعة، وأعتقد أن الرجل الأبيض لن يلقى أياماً مرضية كتلك التى لقيها خلال أربعة قرون).
ويقول العالم الأسبانى (فيلا سبازا): (إن جميع اكتشافات الغرب العجيبة ليست جديرة بكفكفة دمعة واحدة، ولا خلق ابتسامة واحدة.. وليس أجدر من أمم الشرق- المحتفظة بالثقافة العربية الإسلامية والقائمة على إذاعتها- بوضع حد نهائى لتدهور الغرب المسئوم، الذى يجر الإنسانية إلى هوة التوحش والتسلط المادى) (1).

والواقع أن هؤلاء المفكرين ليسوا وحدهم فى هذا الميدان، فهناك كتب عدة تكفلت بمعالجة هذا الموضوع منها: (العودة إلى عالم جديد جرئ) "وليم سارويان" و(الغزو المجهول) "ميشيل رونالد" و(تدهور الغرب) "أزولد شبنكلر" وغيرها.
لقد أجمع هؤلاء على أن الحضارة الغربية فى سبيلها إلى الزوال والانهيار، ذلك أنها- كما يرى رئيس أساقفة كنيسة كانتربرى- قد استشرى فيها أهم عاملين من عوامل الانهيار الحضارى وهما:
1 – اضمحلال الجانب الروحى، وغلبة المادية وسيطرتها على جميع مناحى الحياة.
2 – الانحطاط الخلقى وانتشار الفوضى والإباحية الجنسية، وانتشار الخمور والمخدرات والجرائم.
وليس هذا بمستغرب على حضارة نمت وترعرعت فى أحضان المادية، بعيدا عن هدى السماء، وتوجهات الوحى الإلهى.

إن الحضارات- حتى الحديثة منها- أخذت فى تكوينها ما بين ألوف ومئات السنين، عدا الحضارة الإسلامية فلم تتجاوز العشرات من السنين، فهل إذا عدنا إلى ديننا ونحن لسنا فى عصر الخيل والبغال والحمير، كمواصلات واتصالات، ولكننا فى عصر الأقمار الصناعية والصواريخ العابرة للقارات والسينيما والتليفزيون والفيديو والكمبيوتر والإنترنت.. هل يستغرق ذلك منا بضع سنين؟!!

إننا حين نتذكر المسرات التى كانت لسلفنا حينما كانوا متمسكين بالكتاب والسنة..
نتذكر الأندلس وفخامة المسلمين فيها، ونور صناعاتها وفنونها، وأضواء علومها التى انتشرت على أرض الظلمات فى أوربا، فأحيت الأحجار، وأقامتها تزاحم أنجم السماء..
نتذكر مجد بغداد ودمشق، وإسلامبول، وتلك الأنوار التى كانت تسطع منها على العالم أجمع، لانتشار الحرية والعدل، والإرادة والمساواة، وانتشال العالم من ظلمات الكفر، ومن ظلم الاستعباد والاستبداد
ثم نبحث: بم كانت؟ وكيف كانت؟ وبم ذهبت؟ وكيف زالت؟ فيظهر لنا أنها كانت بالعمل بالكتاب والسنة، وزالت بإهمال العمل بهما، فإذا حننا إلى هذا المجد، واجتهدنا أن نعود إلى التمسك بمبادئ ديننا الحنيف، ونعيد مجد سلفنا الصالح نستطيع أن نمسك بزمام الحضارة المرتقبة، وعندها لن نتخذ من الوصول إلى الفضاء دليلا على إنكار وجود الله، ولن نتخذ من الصواريخ عابرة القارات ذريعة إلى تهديد الأمم والشعوب لتظل تحت دائرة نفوذنا، ولن نتخذ من الإذاعة وسيلة للتضليل، ولا من السينما آلة للإغراء، ولا من المرأة متعة للجسم، ولا من التقدم الحضارى أداة لاستغلال الشعوب المختلفة واستثمار خيراتها وإذلال كرامتها.

لن نفعل هذا كله لأننا أصحاب دين عظيم:
* العقيدة فيه قائمة على التوحيد الخالص والانقياد التام لله رب العالمين.
* والعبادة فيه ليست طقوسا مبهمة أو حركات غامضة، بل هى وسيلة للأخذ بأيدى الإنسانية إلى معارج السمو والكمال.
* والخلق الكريم فيه هو أساس التعامل بين بنى آدم جميعا وليس لكسب مادى .
* والشريعة فيه سمحة يسيرة، تتواءم مع قدرات الإنسان وإمكاناته، وتوازن بين الجانب الروحى وبين الجانب المادى فى النفس الإنسانية، وتجعل الناس جميعا- على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأوطانهم ودينهم- على قدم المساواة فى الحقوق الإنسانية الأساسية.

باختصار.. الدين الإسلامى دين عالمى جاء بهدايته للبشر جميعا، وهو الدين الحق، الذى إن صدق أتباعه فى تطبيق أصوله ومبادئه، فهم أحق الأمم بقيادة النظام العالمى، وأجدرها بقيادة المسيرة الحضارية الإنسانية.

والعالمية حين تضاف للإسلام، فإن المعنى ينصرف إلى ثلاث نواح مجتمعة هى:
1- أن الإسلام رسالة موجهة إلى جميع الخلق وهم جميعا مطالبون باعتناقه دون إكراه أو إجبار.
2- أنه يشتمل على أصول جميع الشرائع السابقة غير المحرَّفة، فهو اللبنة الأخيرة فى صرحها الشامخ.
3- أن مبادئ الإسلام صالحة للتطبيق فى كل زمان ومكان.

ولا شك أن ذلك يتطلب أولا إلقاء نظرة فاحصة على واقع الأمة الإسلامية حالياً، للوقوف على أسباب ضعفها، وتشخيص أمراضها وعللها، إذ أننا نؤمن إيماناً عميقاً بأن التشخيص الجيد هو أول وأهم مرحلة فى العلاج.. وبعد التشخيص الدقيق لأمراض الأمة، ومعرفة أسباب ضعفها، كان لابد من البحث عن العلاج الناجع، للنهوض بالأمة الإسلامية، فكان الفصل الثانى عن سبل النهوض بالأمة الإسلامية، ثم نختم بأن نحاول فيه تقديم بعض التصورات حول كيفية سيادة الأمة الإسلامية، وعودتها إلى مكان الريادة فى مسيرة الحضارة الإنسانية.

والله نسأل أن يوفقنا لما يحب ويرضى،
ويهدينا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أسباب ضعف الأمة الإسلامية
لا خلاف على أن الأمة الإسلامية تعيش- منذ قرون- حالة من الضعف والتخلف كان من نتيجتها أن أصبح المسلمون فى مؤخرة الصفوف بعد أن كانوا فى مقدمتها، وأصبحوا فى ذيل القافلة الحضارية بعد أن كانوا قادتها.
وتعود أسباب هذا الضعف إلى عوامل كثيرة، منها ما هـو نابع من داخل الأمة المسلمة ذاتها، ومنها ما كان نتيجة المؤامرات الخارجية التى نسج خيوطها أعداء الأمة بمهارة شديدة.. وإنه من المؤكد أنه بين الجانبين (الداخلى والخارجى) تلازما قويا وعلاقة وثيقة. يقول الأستاذ ياسر أبو شبانة فى رسالته (النظام الدولى الجديد) ص673: ولكن رغم تلازم الجانبين إلا أننى أرى أن الأسباب النابعة من داخل الأمة الإسلامية هى أساس المشكلة، لأنه إذا كانت الأمة قوية القواعد سليمة البنيان الروحى والمادى، فلن تستطيع مؤامرات الأعداء أن تنال منها شيئا. لذا سنبدأ بذكر العوامل الداخلية لضعف الأمة الإسلامية.

أولا: الأسباب الداخلية
(أ) على المستوى الفردى:
1 - غياب المعنى الصحيح للإيمان:
إن الإيمان الحق - فى المنظور الإسلامى- ليس مجرد اعتقاد قلبى سلبى، بل هو محرك إيجابى للتعبير عن مكنونات الصدر، بسلوك نافع وعمل صالح، ويتضح هذا الأمر جليا فى سنة المصطفى ﴿ص وآله﴾ حيث ربط ﴿ص وآله﴾ بين الإيمان القلبى والسلوك التطبيقى فقال: (الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل)، وقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) (البخارى ومسلم). وعندما غابت هذه المعانى عن النفوس حدثت الغفلة، التى نتج عنها منطقياً حدوث الضعف والتخلف:

* فقد غاب معنى المراقبة لله رب العالمين، فوقع الكثير من الانحرافات فى المجتمع المسلم، لأن الإنسان إذا تجرد من معانى المراقبة وقع فيما يغضب الله.

* وكان الخوف من فوات الرزق، أو من انتهاء الأجل هما أساس كل الانحرافات فى حياة الفرد، وبالتالى المجتمع المسلم.. إذ أن غلبة المادية وسيطرتها التامة على مناحى الحياة المختلفة، دفعت الإنسان إلى الدخول فى حمأة صراع رهيب لتحصيل المادة بأى شكل ومن أى طريق، دون التقيد فى ذلك بحدود الفضيلة أو قواعد الحلال والحرام.. كما أن الخوف من انقضاء الأجل يجعل ضعيف الإيمان، لا يجهر بحق، ولا يجاهد فى سبيله. ولا يبذل روحه فى سبيل إعلاء رايته.
وقد جمع النبى ﴿ص وآله﴾ بينهما فى الحديث الشريف حيث يقول: (إن روح القدس قد نفث فى روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وتستوفى أجلها، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب، فإن رزق الله لا ينال إلا بطاعته) ) أبو نعيم والسيوطى فى الصغير). وفى رواية أخرى: (فلا تستبطئوا الرزق بالمعاصى، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته).

* ومن مظاهر غياب مفهوم الإيمان الصحيح سوء فهم الكثير من الناس للقدر، فتراهم يستقبلون أحداث الحياة على أنها قدر حتمى لا مفر منه، ومشيئة إلهية لا مهرب منها. وإن كان هذا التفكير صحيحا فى بعض جوانبه، إلا أنه وبال وخطر داهم فى جوانب أخرى. فهزيمة المسلمين حضاريا اليوم، وتخلفهم فى ميدان التقدم المادى، وتحكم غيرهم فى مصيرهم.. كل هذا قدر حتمى ومشيئة إلهية. نعم! ولكنه فى الوقت ذاته أثر لتقاعس المسلمين عن الأخذ بأسباب التقدم!.
وقد أشار القرآن إلى هذه القضية فيما أصاب المسلمين فى غزوة أحد بقوله:﴿أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير﴾ (آل عمران : 165).

ومن الناحية الأخرى يسود الاعتقاد بأن عودة المسلمين إلى مقام الريادة الحضارية قدر حتمى ومشيئة إلهية لابد أن يتحقق، وهذا بالقطع صحيح تماما، اعتماداً على ما جاء فى الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مبشرات التمكين للأمة الإسلامية. مثل قوله تعالى:﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾ (النور: 55). ولكن- رغم ذلك- لابد من التنبيه إلى أن هذه الآيات قد تضمنت شروطا لابد أن يفى المسلمون بها حتى يكونوا- بحق- المؤمنين الجديرين بالتمكين فى الأرض، وهى: الإيمان، و"العمل الصالح"، وعدم الشرك فى العبادة.

* أما أهم وأخطر مظاهر غياب المفهوم الصحيح للإيمان، فيتمثل فى إهمال السمع والطاعة، بمعنى الامتثال الفورى والتنفيذ التلقائى لكل ما يصدر عن المولى تبارك وتعالى ورسوله ﴿ص وآله﴾ من الأوامر والنواهى قال تعالى:﴿ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين﴾ (النور: 47).

2- تضييق مفهوم (العمل الصالح) وحصره فى نطاق الشعائر التعبدية:
هذا هو السبب الثانى من أسباب ضعف الأمة الإسلامية على المستوى الفردى، وهو بلا شك مترتب على السبب الأول، وواحد من آثاره، فحينما يغيب المفهوم الصحيح للإيمان لا بد أن يغيب حتماً المفهوم الحقيقى للعمل الصالح.
وقد وقع الخطأ والانحراف الشديد حينما فهم العمل الصالح على أنه مجرد أداء الشعائر التعبدية، وفُسرت العبادة التى خلقنا الله من أجلها- بذلك- فى قوله تعالى:﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ (الذاريات: 56).

ومما يؤكد خطأ هذا المفهوم الضيق للعبادة أن الشعائر التعبدية ذاتها لا يمكن أن تقام إلا بتحقق أوجه النشاط البشرى المتعددة من صناعة وزراعة وتجارة وبحث علمى..إلخ، ومادام هذا النشاط سبيلا لتحقيق واجب فهو أيضا واجب تطبيقا للقاعدة المشهورة: (مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب). إذاً المسلم فى أى مكان كان، هو عابد لله رب العالمين، فى حقله، أو متجره، أو مصنعه، أو غير ذلك. وعمله هذا (عمل صالح) يتقرب به إلى الله، إذا تحقق فيه شرط النية الصالحة: بالإخلاص لله، والإتقان التام.

علاقة أركان الإسلام بالعلم
* يتساءل الإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزائم رضى الله عنه: ما هى أركان الإسلام؟ وما علاقتها بالعلم؟، ثم يجيب قائلاً:
الركن الأول: توحيد الله وتنزيهه سبحانه عن الشريك والنظير والوالد والوالدة والحلول. واعتقاد أن سيدنا ومولانا محمداً عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه، المبين لطريقه المستقيم، الموصل إليه، الدال على كمال توحيده وتنزيهه.

الركن الثانى: الصلاة : وهى العبادة الجسمانية الروحانية ولا تكون كاملة إلا بالمال، لأنه اشترط فيها ستر العورة، واشترط فيها العلم الذى لايتحصل عليه إلا بالنفقة، وقد جمعت جميع العلوم لأجل أن تقع كاملة: فيجب على المسلم أن يتعلم علوم الفلك ليعلم المواقيت، وعلم تخطيط الأرض من جهة القبلة، وعلوم النفس لتكون كاملة، وعلم الطب ليعلم الطهارة والنجاسة والقوة التى تجب عليه فيها قائماً أو قاعداً أو مضطجعاً، وعلوم الأخلاق ليحسن اجتماعه بإخوانه، وعلوم الهندسة ليبنى المسجد ويوقع محرابه على جهة القبلة. والقراءة والكتابة ليحفظ من القرآن مالا تصح الصلاة إلا به. وفنون الغزل والنسج لعمل ما يستر به عورته، ويلزم على ذلك فنون الزراعة.

الركن الثالث: الزكاة: وهى توجب على كل مسلم أن يتعلم فنون التجارة والصناعة ويتقن العمل ليكتسب المال، ويتعلم علوم البيوع ليكون كسبه من حلال، ويتعلم الحساب الذى يحسن به إخراج الزكاة، ويتعلم طبقات الناس ليضع الزكاة فى مواضعها، ويتعلم فنون شروق الأهلة حتى يخرج الزكاة فى أوقاتها الشرعية.

الركن الرابع: الصيام: ولا يكون كاملاً إلا إذا علم دورة الأرض اليومية التى يتبين منها الفجر الصادق، والغروب الصادق. ويعلم مقادير المسافات الأرضية حتى يفطر فى السفر الشرعى، ويعلم حقيقة الرحمة عملا بالفقراء والمساكين، ويعلم القدر الذى لا يضر من الجوع والعطش، حتى إذا بلغ ما يضر أفطر.

الركن الخامس: الحج: وهو ركن مالى بدنى روحانى، لا يقوم به إلا من عمل فى الدنيا حتى جمع ما لابد له منه من وجه حلال، ولا يقوم به إلا من علم أخلاق الأمم وعوائدهم بدرس علوم التاريخ، وعلم ما يضر و ينفع من الأطعمة والأشربة مما هو متعود عليه وهو علم الكيمياء، وعلم أماكن الأمن والخوف وأوقات هبوب الرياح، ليسرع فى مكان ويبطئ فى مكان، ويسير فى وقت ويقف فى آخر، وهو العلم بالآثار (بالأحوال) الجوية.

وفى تلك الأركان من العلوم التى يكتسبها القائم بها من مكاشفة آيات، ومشاهدة أسرار، ورياضة روحانية بدنية، وتبادل أفكار، واكتساب علوم، ومعرفة رجال، واطلاع على غرائب القدرة فى بر وبحر، وأنواع الحكمة من أنواع الناس مالا يخفى).
(وسائل إظهار الحق)، للإمام المجدد أبى العزائم، ص 110، 111.

وقد ترتب على الخطأ فى مفهوم العبادة والعمل الصالح أن أصبح الدين- فى نظر الكثيرين- محصورا فى المساجد والزوايا، لا يتعداها قيد أنملة، وأصبح المتدين هو الشخص الذى لايفارق (السجادة والمسبحة) أى أصبح الدين شيئا والدنيا شيئا آخر. (وهذه هى العلمانية اللادينية فى صورتها الحقيقية) بل ووجد انفصام تام بين سلوك الفرد داخل المسجد وخارجه.. وهذا بلا ريب من أقوى وأهم أسباب ضعف الأمة الإسلامية.

3- الانغماس فى شهوات النفس وحظوظها:
من المبادئ الإسلامية الأساسية أن الإسلام يبيح للإنسان أن يتمتع بطيبات هذه الحياة وزينتها، وينكر أشد النكير على من يحاول إظهار الإسلام بصورة متزمتة كئيبة، تخالف حقيقته، وتتناقض مع جوهره الأصيل، وفى نفس الوقت يحذر من التمادى فيه إلى الحد الذى يصبح فيه المرء عبداً لحظوظ نفسه وشهواته، فلا يبالى فى سبيل تحصيلها أن تهدر كل القيم، ويداس على كل الفضائل، فهذا هو الخطر الأكبر الذى يواجه المسلمين.

وإنما ينبع هذا الخطر الكبير من مصدر واحد، هو تعلق القلب بالدنيا مما ينتج الأمراض القلبية كالكبر والحسد والرياء والعجب وغيرها، وتستحيل علائق الأخوة، ويسلطهم الله بعضهم على بعض، ويتفرقوا.. وهذا المعنى أشار إليه الإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزائم رضى الله عنه فى كتابه (وسائل نيل المجد الإسلامى) ص 11 فقال بعد أن بين مجد سلفنا الصالح، وأن أسباب ضياعه هى حب الدنيا:
[ حتى فتحت الدنيا، فتنافسوها كما تنافسها الأمم السابقة، فاضطروا- لحبهم الدنيا- إلى مخالفة الوصايا الشرعية، وإلى تعدى الحدود، وصار كل فرد يعمل لنفسه من غير رعاية لأحكام الله، ولا رحمة بأخيه، ولا خوف من يوم الحساب، فتحوا بهذا العمل على أنفسهم باباً من الشرور، دعا إلى ارتكاب الآثام والتحاسد فأهملوا إقامة الحدود، وتهاونوا بأحكام القرآن، حرصا على الدنيا، وبخلاً بالأنفاس أن يعمروها بالطاعة، فسلطهم الله على بعضهم، فلم يعتبروا فتفرقوا، والله تعالى يقول: ﴿ ولا تفرقوا﴾ (آل عمران :103)].

4- إعطاء صورة سيئة عن الإسلام أمام أعدائه:
وهذه النقطة نتيجة للسابقة، فلقد كان المسلم قديما سفيراً صادقاً للإسلام محمود السلوك ففتح البلاد بأخلاقه وآدابه، أما اليوم فالسفير أو الثرى المسلم المسافر إلى الخارج يهتم فى أغلب الأحيان بالقمار والزنا واللهو، مما يعطى صورة سيئة عن الإسلام فى شخص هذا الإنسان المنتمى للإسلام. وكذلك نجد عدم النظافة المادية والأخلاقية فى بلادنا، والتخلف العلمى أيضا من مظاهر إحجام الكثير من أعداء الإسلام عن الارتباط به، لجهل أبنائه بدينهم، وليس لقصور مبادئه.

5- الحلم الخاص للفرد المسلم:
كل مسلم يحلم حلماً خاصاً به وبأسرته، فكل ما يهمه هو أن يعلم أولاده، ويوفر لهم وظيفة، ويطمئن على زواجهم، ويترك لهم رصيداً مادياً ضخماً يضمن لهم الرفاهية طوال حياتهم، ولا يهمه باقى أفراد المجتمع سواء من ذوى رحمه أو جيرانه، أو مجتمعه الذى يعيش فيه، ناهيك عن باقى أفراد الأمة الإسلامية. فأنتج ذلك فقد المودة والرحمة والعطف بين أعضاء الجسد الإسلامى الواحد، مخالفين قول النبى ﴿ص وآله﴾ (ترى المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).(متفق عليه).

6- عدم الاهتمام بالتعليم الدينى:
نتيجة لإبعاد العلمانية اللادينية لمادة الدين عن مراحل التعليم الجامعية، وجعلها مادة لا تضاف إلى المجموع فى مراحل التعليم الأساسية والإعدادية والثانوية، فقد تم إهمال تعلم الدين، فلو أن الطالب رسب فى مادته فلا يهم، أما إذا رسب فى مادة أخرى كالرياضة أو الفيزياء أو الإنجليزى أو غيرها، فإن ولى أمره يسرع ويبادر بتقويته فيها.. مما أنشأ جيلاً فارغاً من محتواه الدينى، بعيداً عن فطرته التى فطره الله عليها.

هذه هى أهم أسباب الضعف على مستوى الفرد المسلم، وهى- كما هو واضح- مترابطة ومتشابكة، وهى- فى الوقت ذاته- الأساس فى أسباب الضعف على مستوى الجماعة، إذ أن المجتمع ليس إلا مجموعة من الأفراد، وبحسب حالهم من التمسك الحق بمبادئ الإسلام أو البعد عنها يكون حال المجتمع.

(ب) على المستوى الجماعى:
ا - إبعاد المنهج الإسلامى عن الحياة:
تحت وطأة الانبهار بمنجزات الثورة العلمية الحديثة فى الغرب، سرت فى الأوساط الإسلامية الأصوات والدعوات العلمانية المنادية بفصل الدين عن الدولة، وإبعاد الإسلام عن جوانب الحياة المختلفة:
* فلا علاقة للإسلام بنظام الحكم وشئون السياسة، بل لابد من الأخذ بالنمط الغربى بكافة حذافيره، دون التفات إلى ما يناسب مجتمعاتنا أو مالا يناسبها.
* ولا دخل للإسلام بالنظام الاقتصادى، فالمسلمون جزء من العالم تحكمهم القواعد الاقتصادية العالمية، ولا يمكن لهم اعتراض سبيلها، حتى لو خالفت مبادئ دينهم.
* أما الأوضاع الاجتماعية، فلابد من تحطيم القواعد الإسلامية البالية - فى نظرهم- وإطلاق العنان لغرائز النفس، وشهوات الجسم دون حسيب أو رقيب، ولابد من تحرير الفرد من كافة القيود التى يفرضها الدين من العفة، والروابط الأسرية.. وغيرها.

باختصار: ليس للإسلام من دور فى الحياة البشرية، اللهم إلا قليلا من الشعائر والطقوس لتحقيق التهذيب الوجدانى والسمو الروحى.. هذه هى الفكرة التى يروج لها أدعياء الثقافة، ودهاقين الفكر التقدمى المستنير- كما يسمون أنفسهم- وهم فى الحقيقة كالحمار المربوط على الخسف المتلذذ بالعلف.

يتساءل الإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزائم رضى الله عنه فى كتابه (وسائل نيل المجد الإسلامى) ص22: [من أين أُتينا حتى تمكن العدو فسلب الملك والحرية والاستقلال، وأفسد الآداب والأخلاق، حتى فقد أكثر الشرقيين ما لابد لهم منه فى أوطانهم، فأصبح الأعداء رؤوسا بعد أن كانوا أذنابا، يتمتعون بخيرات الشرق ونعمه، ويتسلطون على أهل الشرق تسلط المالك القاهر من غير عدل يوجب المساواة، ولا رحمة تقتضى المساواة؟].
ثم يجيب الإمام على هذا السؤال بقوله: [الإنسان بمعناه تأبى عليه مرتبته فى الوجود، وقدره بين الأنواع المحيطة به أن يستعبده طاغ ظلوم، أو يسلب منه الحرية والإرادة باغ غشوم، اللهم إلا إذا فقد إنسانيته وانحط إلى حضيض البهائم الرتع، ونسى أنه إنسان، وجهل أن الذى استعبده نظيره، وتناسى صبغة الدين التى هى فطرة من فطر الإنسان، ونظر بعين الجبن البهيمى، والعجز النباتى، والهبوط الجمادى فرأى المتسلطين عليه بعين وهمه وخياله ليسوا من بنى الإنسان لما نالوه من الزينة والأموال.. ومن استكان لهذا الذل هبط إلى حضيض الأسفلين، ومحى اسمه من سجل بنى الإنسان، وصار كالبهائم التى تؤكل ولا تأكل، ويملكها الغير ولا تُمْلِك.
وسبب هذا جهل الإنسان بنفسه، ونسيانه ما أوجبه عليه الإسلام من اليقظة والعمل للخير العام، واعتماده على غير ربه استسلاماً لأهل الحظ والهوى ممن يحبون العاجلة، الذين هم سبب تمكينهم الأعداء من الأمم، طمعا فى تحصيل مشتهياتهم فى ظلال الخزى والمهانة، كالحمار المربوط على الخسف المتلذذ بالعلف].

2 – التمسك بالشكليات والظواهر دون الحقائق والجواهر:
فى مواجهة أهل الحق المستمسكين بدينهم، المؤمنين بشمولية الدين لكافة مناحى الحياة، لم يجد أرباب العلمانية والتغريب أمامهم من سبيل سوى خداع الجماهير الغفيرة بشعارات شكلية، يحاولون من خلالها الظهور بصورة المحافظين على الإسلام، المحترمين لمبادئه وعطائه الحضارى للإنسانية.
فعلى سبيل المثال : تنص معظم الدساتير فى البلدان الإسلامية على أن الإسلام هو الدين الرسمى للدولة، وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع، ومع ذلك لا تزال نصوص بعض القوانين فى معظم تلك الدول تطفح بما يخالف الشريعة الإسلامية، ويتصادم مع المبادئ الأساسية للإسلام.
* فهل يكفى مجرد اعتبار الإسلام الدين الرسمى للدولة، واعتبار الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسى؟!
* أو هل يكفى مجرد الاحتفال الشكلى بالمناسبات الدينية كالمولد النبوى الشريف، والهجرة المباركة، والإسراء والمعراج.. وغيرها ؟!!
* أو هل يكفى أن تذاع فى وسائل الإعلام برامج دينية مكررة ضعيفة الهدف والمضمون، وفى أوقات تكون نسبة المشاهدين والمستمعين فيها ضعيفة جداً؟!
إن هذه الأمور- وغيرها- لا تتعدى أن تكون مجرد أوضاع شكلية ظاهرية، يقصد منها- فقط- الإبقاء على الإسلام كصورة تاريخية تراثية، دون السماح له بالنفاذ إلى الجوانب الحياتية المختلفة.

3- الاكتفاء بتمجيد الأسلاف والتغنى بتراثهم:
لكل أمة تاريخها وتراثها الذى تفخر به وتعتز، ولاشك أن المسلم حينما ينظر إلى تاريخ أمته المجيد، وتراثها الحضارى العظيم، تأخذه نشوة فخر واعتزاز.. ولا يفيق من هذه النشوة سوى بذلك الفصام النكد بين واقعنا المر المخجل وتاريخنا العظيم، وما أصدق كلمات "عبد الرحمن الكواكبى" فى هذا المقام، إذا يقول: [ لقد ملّ آباؤكم من إطرائكم إياهم، وكأنى سمعتهم بالأمس يقولون : إن كنتم تفخرون بنا فإنا لا نفخر بكم، لأن العمالقة لا تلد أقزاماً] وهذا حق لا ريب فيه، فإن كنا حقاً نفخر بأسلافنا فلابد من السير على دربهم، واقتفاء آثارهم، ولابد من الأخذ بأسباب النهضة والتقدم التى أخذوا بها.. أما الوقوف طويلاً للبكاء على الأطلال، أو الحديث المتواصل عن عظمة الحضارة الإسلامية التى كانت، أو عن ماضى الأمة الإسلامية المجيد، دون العمل على إعادة هذا المجد، فهو مجرد إضاعة للوقت والجهد فيما لا يجدى ولا يفيد.

4- الإهمال فى استثمار نعم الله وأسبابه الموجودة فى الكون:
سخر الله تعالى الكون عاليه ودانيه للإنسان، وجعل هذا التسخير قانوناً مطردا مع كل بنى آدم، دون التفات لتوافر عنصر الإيمان بالله أو عدم توافره، بمقتضى عطاء الربوبية الذى يستوى فيه المؤمن وغير المؤمن..
وتزداد هذه القضية وضوحاً فى تأمل قول الله تعالى: ﴿وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير﴾ (البقرة:126).
إذ يلاحظ فى الآية الكريمة أن الخليل عليه السلام أراد حصر عطاء الربوبية (الرزق من الثمرات) فى دائرة المؤمنين بالله واليوم الآخر فقط، ولكن رب العزة جل شأنه جعل عطاء الربوبية لغير المؤمنين أيضاً، فإنهم سيحصلون منه على نصيبهم الدنيوى، وهو مهما عظم وكثر قليل، بالنظر إلى سوء العاقبة التى تنتظرهم عند الله يوم القيامة.
يُستخلص من هذا: أن العطاء الربانى موجود فى الكون لمن يبذل جهده فى استخلاصه واستثماره، أما القاعدون المتخاذلون فلا نصيب لهم فيه، حتى ولو كانوا مؤمنين بالله.

وقد كان يجب على المسلمين المعاصرين أن يستفرغوا أقصى جهودهم فى استغلال نعم الله وأسبابه الموجودة فى الكون، فهم أولى بأسباب الله من الكافرين، ولكن الطامة الكبرى أنهم لم يعيروا هذه القضية أدنى اهتمام :
* فالثروة البشرية الهائلة فى العالم الإسلامى – وهى أعز وأغلى ما تملك-لم تستغل الاستغلال الأمثل، ولم يهتم أحد بتنظيمها وتدريبها.
* والمساحات الزراعية الشاسعة فى البلدان الإسلامية، لم تجد من يلقى فيها البذرة لتنتج الخير الوفير، الذى يكفى المسلمين مؤونة الاستجداء، والتوسل لأعدائهم للحصول على أقواتهم الضرورية، ولا يحصلون إلا على الفتات، الذى يدفعون فى مقابله عزتهم وكرامتهم.
* والصحراء المترامية الأطراف فى معظم الدول الإسلامية، وما هو مخزون فى باطنها من كنوز وثروات معدنية ضخمة، أليست جديرة بالبحث والتنقيب فيها عن هذا الخير الوفير؟!.
* والثروة الحيوانية فى العالم الإسلامى، لماذا تتناقص أعدادها ويضعف إنتاجها، رغم وجود مساحات ضخمة للرعى؟!.
* حتى الثروة النفطية الهائلة.. لم يحسن المسلمون استغلالها، رغم أن معظم الإنتاج العالمى يخرج من ديارهم، ورغم أنهم يملكون معظم الاحتياطى العالمى من هذه السلعة الاستراتيجية الضخمة.. فالأسعار متدنية إلى أقصى درجة، وتتحكم فيها الدول المستهلكة الكافرة، وسياسات التسعير والإنتاج والتسويق تملى على المسلمين إملاء، حتى لا ينعموا بخيرات الله، وحتى تذهب العوائد الضخمة إلى جيوب أعدائهم.
* وهذه الثروات المالية الضخمة، لماذا تبقى فى مصارف الغرب لتستفيد بها شعوبه، بينما آلاف المشروعات الحيوية الكبيرة فى البلدان الإسلامية تفتقر إلى التمويل الأساسى اللازم لها، ولا تجده إلا فى المؤسسات المالية الغربية والدولية بفوائد مضاعفة مركبة ؟!.
* وهذه الجامعات والمعاهد البحثية المنتشرة فى أرجاء العالم الإسلامى.. لماذا لم تقم بواجبها فى دراسة أسباب تخلف العالم الإسلامى فى كافة المجالات وتقديم الحلول العلمية الناجحة لها؟!
وهل اقتصر دورها على تفريخ جيوش هائلة من الموظفين أو الخريجين من أنصاف المتعلمين، الذين يقضون سنوات طوالاً قبل أن توفر لهم فرصة عمل لا تتناسب وإمكاناتهم العلمية القليلة؟!.
* حتى العقول العلمية الفذة، لم تجد من يهتم بها، أو يوفر لها الإمكانات الملائمة لتؤدى عملاً جليلاً صالحاً، فاستسلمت لإغراءات الغرب المبهرة، وهاجرت هجرة دائمة، وباينت مجتمعاتها المسلمة ثلاثاً لا رجعة فيهن.. كيف لا، والمسئولون عن الإعلام والثقافة والتعليم فى شغل عن هذه الأمور التافهة، أما الجماهير فهى تهتم باللاعب المحترف، والفنان المنحرف، ولا تشغل بالها بالعالم المغترب.
* بل حتى البحوث العلمية الجادة، احتلت مكانها بجدارة فى أدراج المكاتب أو فوق أرفف المكتبات، وضاعت الجهود التى بذلت فيها سدى، وأهدرت الأموال دون فائدة.

بعد هذا- كله- ألا يحق أن يقال:
إن المسلمين قد قصروا غاية التقصير فى استثمار نعم الله وأسبابه فى الكون، فتخلفوا وأصبحوا فى مؤخرة الصفوف، مع أن دينهم العظيم يأمرهم ببذل الجهد الجهيد فى هذا المضمار، قال تعالى: ﴿ هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور﴾ (الملك: 15). وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها) (أخرجه أحمد فى مسنده).

5- السلبية فى مواجهة الانحرافات:
كرَّم الله الأمة المسلمة فجعلها خير أمة أخرجت للناس، وجعل مناط هذه الخيرية متمثلا فى قيامها بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فى الإطار العام المتمثل فى الإيمان بالله، فقال تعالى:﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ (آل عمران: 110).
وحينما تهمل الأمة هذه الفريضة، فإنها تفقد مناط خيريتها، ويفقد المجتمع المسلم المناط السليم لحيويته وازدهاره، إذ تشيع الانحرافات فى المجتمع، ولا تجد من يعترض طريقها ويوقفها عند حدها، وحينئذ يكون الانهيار الشامل.
ويعلن النبى صلى الله عليه وسلم أن ترك هذه الفريضة نذير عذاب الله وإهلاكه للأمة فيقول: (والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجيب لكم) (الترمذى).
وقد دب الضعف فى الأمة الإسلامية، وضاع من بين أقدامها الطريق، حينما أصيبت بهذا الداء الوبيل- داء السلبية- فأهملت فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واستشرى الفساد فى أرجائها وعلا صوته، فانعكس الوضع وانقلبت الآية، وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، فأصبح الكرم بلاهة، والجبن حرصاً، والشجاعة تهوراً، والاحتيال شطارة.. إلخ.

6- ظلم الولاة وصمت الرعية:
تتمثل البداية الحقيقية لهذه المأساة فى توسيد الأمور إلى غير أهلها، وتولية المناصب الكبرى لمن لا يستحقها، حينئذٍ يستبد بهؤلاء الغرور والزهو، فيحسبون أن الحق هو ما وافق هواهم، وأن الصواب هو ما تطابق مع رؤاهم، ولا يلتفتون إلى الرأى الآخر، وإن كان صادراً من أهل الكفاءة والأمانة. وقد سئل المصطفى ﴿ص وآله﴾ متى الساعة؟ فقال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) قيل: وكيف إضاعتها؟ فقال: (إذا وسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة) (البخارى).

أما الطامة الكبرى حقاً فهى فى هذا الصمت التام المشبع بالرضا من جانب الرعية إزاء هذا الظلم الصارخ، إذ أن هذا نذير بالهلاك والدمار، يقول المصطفى ﴿ص وآله﴾: (إذا رأيت أمتى تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم، فقد تُوُدِّعَ منهم) (أحمد والهيثمى والبزار). وهذا حق لا ريب فيه إذ لا يمكن لظالم متكبر مستبد عنيد، ومظلوم محروم أشرب قلبه الذل، وسكن إلى الأوضاع الفاسدة، أن يقيما أمة لها شأن، ودوله لها كيان محترم.. ذلك حلم المغرورين وأمنية البطالين، وما هو إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الضياع والانهيار.
ولكى يؤمِّن الحاكم الظالم نفسه وبطانته ضد تحرك الناس ليتحرروا من ظلمه، فإنه يقتل فيهم النخوة والحمية..
والنتيجة الطبيعية لهذا أن تقعد الكثرة المظلومة عن مقاومة أى عدو خارجى يقصد البلاد بسوء.. ذلك أنه لن يكون عدواً مشتركاً للجميع، بل عدواً للفئة الظالمة وحدها.

7- الخلافات السياسية والمذهبية:
الأصل فى المسلمين أن يكونوا أمة واحدة، تحت قيادة وراية واحدة، وقد عاش المسلمون طويلا تحت راية الوحدة الإيمانية، ينعمون بظلالها الوارفة، وانساحوا فى الأرض ينشرون دين الله، فدانت لهم أقطار وشعوب شتى، واتسعت أرجاء الدولة الإسلامية لتشمل مختلف الأمم والأجناس، وانصهر الجميع فى بوتقة الإيمان، والكل سواسية كأسنان المشط، تجمعهم قبلة واحدة، وكتاب واحد، ودستور واحد.
ثم انفرطت حبات عقد دولة الخلافة بسبب الأطماع الدنيوية، وشهوة السلطة لدى كثير من الولاة فأعلنوا استقلالهم عن الدولة المركزية، يضاف إلى هذا ما حدث من صراعات دامية بسبب العنصر والجنس، مثل الذى حدث بين العرب والفرس، ثم بين العرب والأتراك.. كل هذا أنهك الدولة الإسلامية وأضعف قواها، فانقمست إلى دويلات صغيرة، متنافسة لا متعاونة، ومتعارضة لا متعاضدة، فطمع فيها الأعداء وبدأوا الحملات الصليبية.
ثم كان التدبير الإلهى الحكيم بظهور الدولة العثمانية، التى أعادت للخلافة الإسلامية هيبتها، واستطاعوا بوحدتهم الوقوف فى وجه الأطماع الاستعمارية الصليبية.
ثم عادت الكرة مرة ثانية فسرى الضعف فى دولة الخلافة العثمانية، وانتهز الأعداء الفرصة، وأذكوا نيران العصبية القومية فى نفوس الشعوب المختلفة، واستجاب لهم الكثير من المتطلعين إلى الزعامة والملك الدنيوى، فكان أن تفككت أوصال الدولة رويداً رويداً، وتمكن الصليبيون من احتلال معظم أجزائها، إلى أن تمكن هؤلاء من التغلغل داخل تركيا- دولة الخلافة- نفسها، فألغيت الخلافة الإسلامية.

ومنذ هذا الحدث المشئوم والمسلمون يعيشون فى إطار وحدات سياسية ذات حدود مصطنعة، وحواجز مفتعلة، أقامها الاستعمار فى اتفاقية سايكس بيكو 1917م.
هذه الحدود والحواجز يغلب بسببها على كل دولة طابعها القومى العرقى دون التفات إلى الرباط الجامع بينهم، والراية التى ينضوى الجميع تحت لوائها، راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ومما يثير الحسرة والأسى فى النفس، أن الاستعمار اللعين نجح أيما نجاح فى إبقاء فتيل النزاعات والصراعات بين الدول الإسلامية قابلا للاشتعال فى أية لحظة من خلال الصراعات الحدودية، فلا يكاد يوجد بلدان مسلمان متجاوران إلا وبينهما خلافات حدودية.

هذا عن الخلافات السياسية، أما عن الخلافات المذهبية، فالحديث عنها أكثر ألماً وحسرة سواء فيما كان بين السنة والشيعة، أم ما كان على المستوى الأدنى بين الاتجاهات الفكرية المتعددة من سلفية وصوفية....إلخ، وكلها تحركها الوهابية تمويلاً وتضليلاً. لقد أسهم هذان الجانبان (السياسى- المذهبى) بدورهما فى إضعاف الأمة المسلمة، وضياع وحدتها وثرواتها فى خلافات سياسية وفكرية.

8- غياب الدور التربوى الإسلامى للبيت والمسجد والمدرسة:
يهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بعنصر التربية الإسلامية، لما له من عظيم الأثر فى تكوين الأمة المسلمة القوية المتحضرة، ولكن نرى غياب الدور التربوى الإسلامى فى البيوت المسلمة اليوم - إلا من عصم الله – والحاصل أن الفكر السائد الآن بين غالبية الآباء والأمهات أن الحياة سباق محموم، يفوز به من ينجح فى الحصول على أكبر قدر من المال ليأتى لأولاده بأفخر أنواع الطعام والشراب والملبس والمسكن…إلخ. وفى ظل هذا السباق لا يجد الجانب التربوى له مكاناً.
ويترتب على غلبة الفكر المادى وإهمال التربية، أن ينشأ الجيل الجديد خاوى الوفاض فى الجوانب التربوية والروحية، فيسلم قياده للشهوات والغرائز، ليصبح بعد ذلك صيداً سهلاً للتيارات الفكرية الهدامة مثل عبادة الشيطان وغيرها.
* أما المسجد فقد أريد له أن يبقى مكاناً تؤدى فيه الصلوات بصورة وظيفية روتينية لا روح فيها ولا تأثير لها، ولا دور له فى بحث وعلاج أمراض المجتمع ومشكلاته.
* وانحصر دور المؤسسات التعليمية التربوية فى حشو العقول بكم هائل من المعلومات، وفى تفريخ المزيد والمزيد من الموظفين العاطلين، والأدهى أن يتم تغيير المناهج فى معظم البلدان الإسلامية، ليحذف كل ما يربط الطالب بقيم ومبادئ دينه، والحث على جهاد عدوه، وكل ما يتصل بالتراث الحضارى والتاريخ الإسلامى، لتبقى هذه المناهج فى نهاية الأمر متلائمة مع التوجهات العلمانية اليهودية.
لهذا كله يتبين أن غياب الدور التربوى فى البيت والمسجد والمدرسة من أهم أسباب ضعف الأمة الإسلامية.

9- شيوع الترف وغياب معنى التكافل الاجتماعى:
يؤكد القرآن الكريم فى الكثير من آياته أن الترف أحد العوامل الأساسية فى فساد الأمم وانهيار حضارتها، وفى ذلك يقول تعالى: ﴿وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ﴾ )الإسراء: 16).
وغالباً ما تكون الفئة المترفة هى نفسها الفئة المسيطرة، فالعلاقة بين الترف والسلطة قائمة إلى حد كبير.

وقد كان الترف من العوامل الأساسية لفساد الأمم نظراً لما له من آثار خطيرة على المجتمع:
* فهو يقف فى وجه دعوة الحق والخير بكل قوة، لأنها تحارب أوضاع الترف وممارساته الخاطئة.
* تنبثق عن الترف ممارسات مرضية متضخمة، تهدم الإحساس الأخلاقى فى النفوس، وتنكر القيم الغيبية، وتكفر بلقاء الآخرة، ولا تقيس الأمور كلها إلا بمقياس الطعام والشراب والمتعة.
* يتسبب الترف فى اختلال الموازين والمقاييس فى الأمة، فتكون منازل الأفراد وقيمتهم بقدر ما يملكون من أدوات الترف، وما يحصلون من أسبابه وألوانه.
* يتسبب المترفون فى إهدار ثروات كبيرة من الأمة، حيث نجد الطعام والشراب واللباس وحتى الوقت، تهدر منه كميات كبيرة، فى حين أن الطرف الثانى من المعادلة (المحرومين) هم أولى الناس بما يلقى فى سلة المهملات عند المترفين من الطعام والشراب واللباس.
* يحدث الترف انقساماً هائلاً فى صفوف المجتمع، بين طبقة مترفة غايتها الدنيا لا الآخرة وتتباهى وتتعالى بالمادة والمال لا بالقيم والإيمان، وطبقة أخرى من المحرومين تنظر إلى الفئة الأولى نظرة منكسرة وحاسدة، وتتطلع بشغف بالغ إلى تحصيل هذه الزينة وهذا الترف مهما كانت الوسائل.

وفى هذا الجو المتخم بتفاخر المترفين وحسد المحرومين، تتبعثر القيم، وتتبخر المبادئ، وتشيع الأنانية، والمثال على ذلك واضح تماما فى قصة قارون.
وقد تحقق ذلك كله فى الأمة الإسلامية للأسف الشديد، سواء على مستوى الأفراد، أم على مستوى الشعوب.
إذ وجدت الطبقية وحدث الانقسام داخل المجتمع الواحد بين الطبقة المسرفة فى ترفها، فتملك القصور المنيفة، والسيارات الفارهة، والأموال الطائلة، وتمسك بيدها القرارات والتوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وبين الطبقة المعدمة التى تكافح لمجرد الوصول إلى حد العيش الكريم، وأصبح حلم كل شاب أن يصل إلى مستوى الطبقة المترفة دون اعتبار للجانب الأخلاقى.
وعلى المستوى الأعلى بين الشعوب يتكرر المشهد بين شعوب تملك كل شئ، وأخرى لا تملك أى شئ، وقد غاب معنى التكافل الاجتماعى على المستويين.

10- فساد وسائل الإعلام:
يعد هذا العنصر من أهم أسباب ضعف الأمة الإسلامية إذ أن للإعلام دوره الخطير فى المجتمع إيجاباً أو سلباً.. ومما يثير فى النفس الحسرة والألم أن وسائل الإعلام فى البلاد الإسلامية- مقروءة كانت أو مسموعة أو مرئية- قد سارت فى ركاب الإعلام العالمى الذى تسيطر عليه الصهيونية والصليبية العالمية، فجعلت أهم وأعظم أهدافها التفنن فى إثارة الغرائز والشهوات، بالبرامج التافهة، والمسلسلات الفارغة، والأفلام الهابطة، والصور الخليعة... إلخ.. بدعوى التطور ومسايرة العصر.
وبنظرة سريعة إلى أغلب الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية والتلفازية، يتبين أنها تجعل كل اهتمامها منصباً على أخبار الفن والفنانين أو الرياضة، أو متابعة أحدث صيحات الموضة العالمية، وتقديمها إلى المشاهد أو المستمع أو القارئ، باعتبارهم النجوم اللامعة أصحاب القدوة الصالحة..وفى المقابل تتوارى بقية المجالات وخاصة المجال العلمى والدينى، حيث لا تعطى لهما إلا مساحة ضئيلة لا تكاد تذكر، وفى الوقت نفسه لا روح لها ولا تأثير، حيث أريد للفكر الدينى بالذات أن يتناول موضوعات محددة، لاصله لها بالواقع الذى يعايشه المسلم، مما يجعلها باهتة ضعيفة التأثير.. إن لم تكن معدومة التأثير أصلا.. وتقديم رجل الدين فى معظم الأفلام والمسلسلات على أنه شخصية هزلية، مع تضخيم أى خلاف للرأى بين رجال الدين.
نتيجة لهذا الوضع المعكوس، بات المجتمع المسلم فى معظم الدول الإسلامية يغص بالانحرافات الخلقية الناتجة من هذا الطوفان الهائل والإعصار المدمر.

هذه هى أهم أسباب ضعف الأمة الإسلامية على المستوى الجماعى، وبانتهاء الحديث عن أسباب الضعف على المستوى الفردى والجماعى، ينتهى القسم الأول من أسباب ضعف الأمة الإسلامية، وهذا الذى كان خاصاً بالأسباب الداخلية النابعة من داخل أمة المسلمة ذاتها، ومن ثم ننتقل الآن إلى الناحية الثانية وهى الأسباب الخارجية.

__________________________
(1) (الإسلام وأزمة الحضارة الإنسانية المعاصرة فى ضوء الفقه الحضارى، عمر بهاء الدين الأميرى) ص 22.
(2) (شكراً نتنياهو، للسيد محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم) ص 17،16.



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [8]
- عبادة الملائكة الروحانيين.. [2] الصوم كما يراه الإمام أبو ال ...
- يهود أم حنابلة ؟!! [5] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [4] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [3] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [1] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- أدعية الغفران في شهر القرآن للإمام أبي العزائم - الجزء الثان ...
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [7]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [6]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [5]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [4]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [3]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [2]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [1]
- رسائل إلى السيد كمال الحيدري [5] التصوف سبيل وحدة الأمة
- عبادة الملائكة الروحانيين.. [1] الصوم كما يراه الإمام أبو ال ...
- أدعية الغفران في شهر القرآن للإمام أبي العزائم - الجزء الأول
- رسائل إلى السيد كمال الحيدري [4] الدابة والمسيح الدجال
- رسائل إلى السيد كمال الحيدري [3] ذو القرنين


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض