أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - الإسلام وإشكالية تحرير العبيد















المزيد.....

الإسلام وإشكالية تحرير العبيد


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 17:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عن الإسلام , قضية العبودية ....


لماذا لم يكن الإسلام مهتم فعلا بقضية من اهم قضايا عصره ، وهي قضية تحرير العبيد – وأيضا المسيحية قبل منه لم يكن علي جدول أعمالها التاريخية قضية تحرير العبيد ...

الفكرة ببساطة عند الاثنين انهم أتحركوا بالتطابق مع ماهو جوهري في أخلاق عصرهم ، مش في تناقض معاها ، عصر كان قائم على العمل العبودى بدرجة كبيرة ، مكانتش المسيحية صدمة لأخلاق اليهودي - وﻻ خروج على ناموسه ، وﻻ حتى صدمة لشكل الدولة أو النظام الامبراطوري ، على العكس كانت مهمة جدا ﻻستكمال أو ترميم جوانب أيدلوجية وسيكلوجية فيه - ترقيع تناقضاته الطبقية الصارخة بصوفية جديدة ، وقررت أن ما لقيصر حق لقيصر ، وأنها لن تدخل في صراع معه حول استحقاقاته ، نقلت الخطيئة من البلاط القيصري إلى عامة الشعب ، كل إنسان اصبح ابن الخطيئة الأولي وموصوم بها رغم انه قد يكون لم يرتكب بنفسه أي خطيئة ، البشارة هي وعد أخروي وليس تحرير دنيوي ، عملية التحرير الدنيوي سينجزها الرب بنفسه عن طريق الفداء ، لذلك على الشعب أن يظل سلبيا وساكنا ، وسيكون مدعوا بعد ذلك إلى مائدة السماء مع المسيح في مملكة ليست من هذا العالم ، لذلك لم يكن تناقضا أن تتحول المسيحية إلى ديانة دولة بعد قتل المسيح نفسه ، وان تنعم مملكة - هذا العالم - ليس فقط بالسكينة ولكن أيضا بقوة أيدلوجية جديدة تمكن من الحشد والقتل والسبي وتنمية الثروات ، باسم المسيح نفسه هذه المرة ...

الإسلام ظهر في مجتمع كانت العبودية فيه ملمحا مكملا لترف وعمل التجار وأصحاب الإبل والأغنام ،عالم الرعي والتجارة ، حيث العبودية لم تكن قوة عمل فقط بل أيضا محلا للتباهي ، ومصدرا هاما للتسلية في بيئة الصحراء الجافة ، كل حر كان قادرا بصورة ما على اقتناء عبد أو جارية بطريقة أو بأخرى ... اهتم ألإسلام بمخاطبة قوي اجتماعية متنوعة - عاني من التهميش في بدايته ، رغم انه قدم نفسه بصورة ليست منفرة لسادة قريش ، غير أنها تتحدي ألهتهم بأله أخر ، لكنها تعدهم ضمنا بفتوحات وتوسع دون المساس بمصالحهم .. كانت عين الدعوة على كسب أشخاص وجهاء وتجار يملكون عبيدا وجواري ، تجارة العبيد والنساء كانت رائجة ، إن اقتربت الدعوة من أسس العبودية كانت ستنفر من تراهن علي كسبهم لزيادة قوتها ، وفي نفس الوقت كدعوة ذات وجه أخلاقي كان عليها أن تخاطب العبيد ، وان تقدم لهم شيئا ، ومن ثم قدمت لهم المساواة - أمام الله فقط - وليس في العالم الواقعي ، شيئ يشبه مملكة السماء المسيحية ، التأخي في الله ، مع بقاء كل امتيازات السادة كما هي إلى الدرجة التي لا يعاقب فيها سيدا على قتل عبده ، فالعبد بالعبد والحر بالحر ، ,- ,ورغم أن الإسلام اعتبر أن الجميع – السادة والعبيد – هم عبيد لله وحده ، إلا انه كما فعل الرب في المسيحية عندما لم ينازع قيصر امتيازاته ، فعل الإسلام فى حقوق سادة الإسلام " وحتى الوثنين " مع عبيدهم فلم ينازعهم عليها ، هكذا دخل تجار كبار من قريش ، وسادة حرب من يثرب ، إلى الدعوة حاملين معهم كل الامتيازات الطبقية الموروثة عن قبل الإسلام - قررت الدعوة الإسلامية أن - خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام - ومن اجل تلطيف العلاقة بين العبيد - المنضمين إلى الإسلام ، وسادتهم المسلمين ، قدم الإسلام بعض الدعوات إلى حسن المعاملة فحسب ، واختياريا تحرير رقبة في حالة المعاصي أو الصدقات ، اللافت للنظر انه ﻻ يجوز في الإسلام عتق رقبة كصورة من صور زكاة المال ، بل أن الإسلام كلف العبيد أيضا بدفع الزكاة رغم بؤسهم – في الحديث (عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة.) والفارق بين الصدقات والزكاة أن الأولي غير ملزمة ، مستحبة فقط ، طوعية وغير محددة القيمة ، وﻻ مؤاخذة على المسلم إن لم يدفع صدقة ، لكن الزكاة أمر ملزم دينيا ودوري ومحدد القيمة ، لكن سادة الدعوة الجديدة نادرا ما عبئوا بتحرير رقاب عبيدهم .

دخل الإسلام أثرياء على درجة عالية من الثراء ، كان يمكن بأموالهم تحرير المئات أو ألألاف من المسلمين المستعبدين من الرق ، إلا أن أحوال نادرة هي التي اهتم فيه احدهم بتحرير عبد - ربما فقط بلال بن رباح من تم شراءه وعتقه ، بل أن الفقه الإسلامي قرر أيضا – تماما كما قبل الإسلام - معاقبة العبد الذي يحاول الهروب من سيده ، واطلق يد السيد في استخدام العبد أو معاقبته كما يشاء دون تدخل ، أن العبد شيئ مملوك للسيد مثل الأشياء الأخرى فله مطلق الحرية في صور التعامل مع ملكه ،وأبناء العبد عبيد أيضا لسيده ، لم يحرم الإسلام تجارة العبيد واقتنائهم ، وعزز صورة التمتع القسري بالعبدات - ملك اليمين- واضفي عليها صبغة دينية .. تطابق الإسلام هكذا مع أخلاق وقيم واهم مصالح طبقية لعصره ، رغم الصراع الظاهري مع سادة قريش علي الهيمنة المادية والأدبية .بل أن فتوحات – أو حروب الإسلام ، سعت إلى استرقا ق عبيد اكثر ونساء اكثر – باعتبارهم غنائم حرب ، كان يمكن اقتنائهم أو بيعهم بعد توزيعهم على المقاتلين ، اصبح هناك مصلحة مادية هامة لجيوش المسلمين في بقاء العبودية ، إذ صارت احد اهم مكاسب المقاتلين واحد اهم وسائل حشد الأنصار والجنود ... ما قد يفيئ الله به عليهم من غنائم .

مول عثمان - الخليفة الثالث بعد النبي - حروب لجيش المسلمين من ماله ، لم ينفق ما يوازي أي قدر منها في تحرير عبيد مسلمين أو نساء عبدات ، أن تمويل الحرب لثري واسع الثراء مثله يعنى فتح أسواق اكبر لتجارته ، كسب نفوذ اكبر في الدولة الصاعدة ، ومكانة أدبية بل وهيمنة له ولعشيرته .

بعيدا عن أي بعد أخلاقي مدعي لم تختلف الأديان عن غيرها من عقائد وثنية أو دعوات إصلاحية لحكماء ، في التطابق مع مصالح عصرها ، قدمت عزاء أخلاقيا للمضطهدين من اتباعها ، واحتفظت للوجهاء بكل مزاياهم ، ودفعت حركة المجتمع ككل إلى الأمام لصالح تحالف رموز الدعوة مع طبقة السادة ، ولم يكن هناك سوي العزاء الأخلاقي للمضطهدين بجانب وعد بالجنة ، أو .. المملكة الأخري التي ليست من هذا العالم




#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة العقل الدينى
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الك ...
- كيف نري تجربة الشاعر عبد الرحمن الابنودي
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثال ...
- الغريب
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - من 2011 الى 2014 - الفصل الث ...
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014
- بداية اخري
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -
- الماركسية والاصلاحيون - الفصل الثالث - الجزء الثانى .
- الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - الإسلام وإشكالية تحرير العبيد