أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - ماذا وراء المبادرات المختلفة لحل الصراع الفلسطيني - اﻹ-;-سرائيلي؟















المزيد.....

ماذا وراء المبادرات المختلفة لحل الصراع الفلسطيني - اﻹ-;-سرائيلي؟


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 12:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


في أسوأ مناخ سياسي ، على الصعيد الفلسطيني، وبينما يحتدم الصراع على المستوى اﻹقليمي ، تحرّكت أكثر من مبادرة لمعالجة النزاع الفلسطيني - اﻹسرائيلي ؛ فهل هذا صدفة؟ وهل يمكن الرهان أن تؤدي أي منها أو مجتمعة الى تسوية تؤمن الحد اﻷدنى من الحقوق القومية للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية؟ ؛ من جانب آخر، ما هي الدوافع وراء هذه المبادرات ؟.

فيما يتعلق بالمبادرة الفرنسية بالدعوة لعقد مؤتمر دولي ، لمعالجة هذا النزاع ، جاءت نتاائج المؤتمر التمهيدي له بداية حزيران ، كافية لتحديد سقف التوقعات منه، إذا انعقد أواخر هذا العام ، وفق توقعات الفرنسيين . فبضغط من اﻹسرائيليين واﻷميركيين وتجاوب من الفرنسيين لم يأت المؤتمر التمهيدي على تحديد سقف زمني للمفاوضات وﻻ لتنفيذ قراراتها، وﻻ آلية لمتابعة ذلك والسهر على اﻹلتزام بما يقررالمؤتمر الموعود. والعودة للمفاوضات الثنائية المباشرة هي إصرار على مساواة اﻹحتلال وضحيته في الحقوق واﻻمكانيات، والتنكر لمسؤولية المجتمع الدولي في تصفية هذا اﻹحتلال. أكثر من ذلك فالمبادرالفرنسي لعقد هذا المؤتمر يحث الجانب العربي، في إطار ما يسميه بخطوات بناء الثقة ، على مباشرة إقامة علاقات دبلوماسية ، وشراكة اقتصادية وتعاون إقليمي وأمني مع اسرائيل قبل تحقق انهاء اﻻحتلال! أما الحوافز لهذه المبادرة فمن المعتقد أنها:١ - تعزيز مواقع فرنسا لدى النظام العربي ؛ ٢ تمهيد الطريق أمام السعوديين واﻹسرائيليين لتجاوز العقبة الفلسطينية لصالح إقامة التحالف الرسمي بينهما؛ ٣خشية الغرب اﻹمبريالي من أن تسفر خطوات أقصى اليمين اﻹسرائيلي لضم الضفة الغربية نهائيا ﻹسرائيل الى وﻻدة دولة ثنائية القومية، آخر اﻷمر، بحكم الواقع، مما يفقد اسرائيل الدور الذي تضطلع به في خدمة مختلف فصائل اﻻمبريالية في المنطقة ، هذا اﻻحتمال الذي حذر منه أكثر من مرة نائب الرئيس اﻷميركي فايدن ووزير الخارجية، كيري ، انطلاقا من ادراكهما بأن نظام اﻷبرتهايد الذي يجري تطبيقه في اﻷراضي الفلسطينية المحتلة ﻻ مستقبل له في القرن الحادي والعشرين . وفصل المجتمعين الفسطيني واﻻسرائيلي عن بعضهما في دولتين ﻻ يعني بالضرورة، من وجهة نظر الغرب اﻻمبريالي، تبني مطالب الشعب الفلسطيني ، كما نصّت عليها القرارات الدولية.

أما المبادرة العربية(السعودية اﻷصل) والتي جرى تحريكها ، بعد موت سريري منذ العام ٢٠٠٢،فقد قال نتنياهو بشأنها، آخر أيار المنصرم ، بعد طول تجاهل ورفض :" نحن مستعدون أن نتفاوض مع الدول العربية ﻹدخال تعديلات على هذه المبادرة كي تعكس التغيرات الهائلة التي جرت في المنطقة منذ العام ٢٠٠٢، وتحافظ على الهدف المقصود: إقامة دولتين لشعبين"؛ لكنه عاد في ١٣ من حزيران الجاري، أي بعد أسبوعين فطرح شروطه لقبول هذه المبادرة ، هذه الشروط التي تحدد ، في الوقت ذاته، مفهومه لحل الدولتين . أما عناوين هذه الشروط فهي : ﻻ عودة الى حدود حزيران ١٩٦٧، ( وبداهة يشمل هذا القدس العربية)، وإسقاط قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وتناسي الجوﻻن السوري المحتل ؛ أما ماهية "حل" الدولتين بعد كل هذا فلا تحتاج الى تفسير.

ومناورة نتنياهو من خلق اﻷوهام بقبول المبادرة المذكورة ، الى طرح شروط تنسفها من اﻷساس ليس عبثا وﻻ مصادفة ، وإنما وليدة اﻹدراك لمدى تحرّق حكام السعودية ،على تجاوز العقبة الفلسطينية، من أجل إقامة تحالف عسكري في المنطقة ، بقيادة إسرائيل عمليا، للمواجهة التي يصر عليها حكام السعودية وإسرائيل ضد سورية وايران وحزب الله، بعد خيبة أمل الطرفين السالفي الذكر وفشلهما في دفع واشنطن للقيام بمثل هذه المواجهة ، ليس تعففا من اﻷخيرة وإنما لحسابات واقعية تتعلق بالثمن الباهظ لمثل هذه المواجهة. وكان نتنياهو قد عبّر خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي ﻹسرائيل ، عشية انعقاد المؤتمر التمهيدي المذكور،عن تأييده عقد مؤتر سلام مع جيران اسرائيل "السنة المعتدلين"،"الذين يشعرون بالمخاطر التي تشعر بها اسرائيل"، والذين "لهم المصالح نفسها على المدى البعيد"، ويرون "خطر إيران وخطر تنظيم الدولة اﻹسلامية". أما اقحام اسم "الدولة اﻹسلامية" فلتمويه، ليس إﻻّ

أما الخيار اﻷردني وتجدد حراك المراهنين عليه ، فليس بدوره صدفة ؛ ويستند حراك هؤﻻء الى خطوات تمّت مؤخرا كتعديلات الدستور اﻷردني ، وحل البرلمان وتغيير الحكومة اﻷردنية ؛ وقد جاءت زيارة الدكتور عبد السلام المجالي ، داعية هذا الخيار، للضفة الغربية ، وما يشاع عن بحث العودة عن قرار فك اﻻرتباط عام ١٩٨٨، بدعوى عدم دستوريته ،علامات إضافية في هذا المجال. ولو كان الخيار اﻷردني يضمن استعادة كامل اﻷرض الفلسطينية التي احتلت في حزيران ١٩٦٧، بما فيها القدس العربية، ﻻختلف الموقف من هذا الخيار؛ لكن اﻻسرئيليين يريدون من هذا الخيار أن يستعيد اﻷردن السيادة على السكان، دون اﻷرض .أي يريدون من هذا الخيار أن يؤّمن استيراد قوة قمع عربية ضد الفلسطينيين ، ﻻ أكثر . وإذا كان اﻷردن ﻻ يملك القوة ﻻستعادة الضفة الغربية من براثن اﻻحتلال، وهي القضية المقررة في هذا الشأن، فما هو المبرر لطرح هذا الخيار اﻵن تحديدا؟.

وعلى أي حال، يمكن أن نرى في هذا الحراك محاولة ﻹستثمار المناخ العام في أوساط الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، اليوم ، الذي يتميز بالتآكل الخطير والسريع لعلاقات الثقة بين القيادة السياسية الرسمية الفلسطينية وبين السواد اﻷعظم من سكان اﻷراضي المحتلة ، وما أفرزه من شعور عام بين هؤﻻء السكان بأنهم أصبحوا يرزحون تحت نير مزدوج ، نير اﻻحتلال ونير السلطة الفلسطينية؛ بينما لم يعودوا يرون في هذه السلطة قيادة وطنية لهم في نضالهم المشروع للخلاص من اﻻحتلال وتحقيق اﻻستقلال الوطني؛ بل يرون أن هذه السلطة تتحوّل الى كابح لهذا النضال ، ما يؤكده تباهي أحد رموزها،علنا ، بعدد العمليات ضد اﻻحتلال التي قامت أهذه السلطة بإحباطها، وإصرارها على التمسك بالتنسيق اﻷمني المشين . وبدل أن تتصدّر هذه القيادة حملة مقاطعة اﻻحتلال وعزله، تدفع بأحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير للمشاركة في مؤتمر هرتسيليا ، ليخاطب دهاقنة سلطة اﻻحتلال ، وكانهم ﻻ يعرفون تفاصيل التفاصيل عن القضية الفلسطينية وينتظرون من يحاضرهم في هذاالشأن!، هذا السلوك الذي يمثل طعنة غدر في الظهر لجهود مقاطعة دولة اﻻحتلال التي تقوم بها حركات دولية وفي مقدمتها PDS التي راحت تقض مضاجع حكام اسرائيل وﻻ يدرون سبيلا يوقف نجاحاتها. كل هذا، الى جانب اﻹنقسام المأساوي الذي تتحمل مسؤوولية وقوعه واستمراره ، كل من فتح وحماس الحاكمتان في الضفة والقطاع ، والذي ﻻ يخدم إﻻّ اﻻحتلال ، علاوة على أن من "منجزات" هذه السلطة أعفاء اﻻحتلال من مسؤولياته تجاه السكان الواقعين تحت سلطته.ك أما على الصعيد اﻻجتماعي ، فالحصيلة اﻷساسية لقيام السلطة كانت وﻻدة شريحة طفيلية، هي وحدها الراضية عن الوضع القائم واستمراره ، وتتحدى، على مدار الساعة ، ببذخها وقصورها ، السواد اﻷعظم من الشعب الكادح . وبدل السهر على تقليص الفوارق اﻹجتماعية لتعزيز صمود حراس الوطن الحقيقيين ، من الطبقات والفئات الكادحة التي تتردى ظروف معيشيتها، تفاقمت الفوارق في ظل السلطة ، بشكل خطير، علما بأن صمود الشعب الكادح خصوصا غدا السلاح المتبقي الذي يمكن الرهان عليه ﻹحباط اﻷهداف النهائية للمشروع الصهيوني الذي يريد أرضا بلا أهلها.

في هذه اﻷجواء تأتي هذه المبادرات المتنوعة، التي ﻻ يتوقع منها خيرا للقضية الفلسطينية، إن لم يكن لصالح بناء تحالفات وتكتلات من نوع جديد ، في المنطقة، تنتقل فيها اسرائيل من موقع العدو الى مكان الصدارة في معسكر تنتظم فيه السعودية وأتباعها. والمفارقة المأساوية أنه رغم وضوح اﻹندفاع السعودي في هذا المسار، فإن القيادة الفلسطينية ﻻ تترك فرصة ، بمناسبة وبدون مناسبة ، إﻻّ وتؤكد أنها مع السعودية ! ويبدو أن البعض في الطبقة السياسية الفلسطينية ، التي ترهّلت وأفلست ، يمينها ويسارها، وفقدت مبرر وجودها، راح يقلّد هذه الدعوة الشاذة ب"تعزيز" العلاقة مع السعودية!.

لكن الذين تخلّوا عن دورهم في النضال الفعلي ضد اﻻحتلال ولم يبق لهم سوى الرهان على على هذه المبادرات وأمثالها فسيكون عليهم تكرارهذا الرهان بلا حدود . أما شعبنا الصامد، الذي يتحدى اﻻحتلال بشبابه الذين يبتكرون كل يوم شكلا جديد لمقارعته ، والذي يعتبر نفسه وقضيته العادلة جزءا أصيلا من المعركة المحتدمة على امتداد المنطقة ، يملؤه التفاؤل بأن تفتح نتائج هذه المعركة آفاقا واعدة.



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد العزيز العطي، القائد الشيوعي البارز
- في ذكرى رحيل القائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي
- حكام السعودية الى أين؟
- مغزى الهبة الحالية
- محنة البعض من المثقفين العرب
- نرجسية نتنياهو
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- لذكرى القائد الشيوعي الرحل الرفيق يعقوب زيادين: زيادين الرمز
- مغزى ذكرى اﻹنتصار على النازية
- واشنطن تبدأ العد التنازلي بسوريا
- واشنطن تبدأ العد التنازلي
- لمصلحة من الإنتقاص من دور الشيوعيين الفلسطينيين؟
- ساحة ملتهبة وطبقة سياسية مخدّرة
- الهدف المعلن -داعش- والحقيقي سورية
- تقديرات اولية عن العدوان الاسرائيلي على القطاع
- اختطاف المستوطنين الثلاثة والتداعيات
- مغزى انتخابات الرئاسة السورية
- هجوم معاكس محكوم بالفشل
- بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - ماذا وراء المبادرات المختلفة لحل الصراع الفلسطيني - اﻹ-;-سرائيلي؟