أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا














المزيد.....

-بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 04:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


علي أن أعترف بداية وأن أشيد بعبقرية الشعب البريطاني، وهو حقا لا يحتاج إلى إشادتي به، كون أنني أقوم بهذا من منطق "إنزال الناس منازلهم"، وهو لا يحتاجني كونه يملك صفحات واضحة من صفحات التاريخ القديم والحديث وحتى العصر الحالي؛ لقد تعلّم هذا الشعب كيف ينتزع مملكته الخاصة به، فكوّن ذاته بذاته، ثمّ عمد إلى محاربة الدانمارك والسويد واسكندنافيا الملكية آنذاك، من أجل اثبات وجوده، ولم يكتف بهذا فراح يتقاسم تركات الامبراطورية الرومانية مع فرنسا في آسيا وأفريقيا، بل توسع أكثر من روما في حدّ ذاتها ليصل إلى كل أماكن وصلتها أشعة الشمس، مقيما بذلك إمبراطورية هائلة، بعدها دخل الحروب، ولعلّ الحروب العالمية الأولى منها والثانية لدليل على قوة وجبروت لندن وقادتها.
بعد أيام قليلة من تصويت الشعب البريطاني بـ: نعم لخروجه من فضاء "شنغن" الإقتصادي والسياسي، حاولتُ البث في هذه الخطوة، وبينما أنا أستمع إلى تلك الآراء المتفائلة من "بوريس جون"، أكبر الداعمين لخروج بريطانيا هذا، والذي قاد الرأي العام البريطاني عبر حملة إنتخابية هوجاء تحت شعار "دعونا نستعيد السيطرة"، أيضا صادفتُ رأيا يقول: "بريطانيا لم تخسر الاتحاد الأوربي فقط، وإنما ستخسر وحدة أراضيها" في إشارة واضحة إلى مطالب اسكوتلاندا الانفصالية وأيرلاندا أيضا، وزياد على هذا جاء تصريح السيّد أوباما ليزيد من غموض المسألة بقوله: "على بريطانيا أن تقف من اليوم في آخر الطابور"، كونه يشير إلى أولوية كسب الاتحاد الأوربي على كسب بريطانيا في صلب الاستراتيجية الخارجية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية "فتاة الامبراطورية الاجغليزية المدللة".
في كتاب بعنوان: "تاريخ الاتحاد الأوربي" بمؤلفه: "جون لوساف" باللسان الفرنسي الصادر سنة 1965م بباريس وردت صرخة ويستن تشرشل الوزير الأوّل البريطاني الشهير قائلا: "إنهضي يا أوربا"؛ ولا يقف الكتاب عند هذا الحد بل يصف بالتفصيل ما حدث في إجتماع زيورخ سنة 1946م لرجال المال الأوربيين، وكيف حثهم تشرشل على الوحدة في خطاب شهير له أيضا دغدغ به مشاعر كل الأوربيين، لينطلقوا بعدها إلى الحلم الأوربي كل واحد في مجاله الثقافي وضمن قيم دولته يؤسس لمشروع أوربا الموحدة.
إذا أخذنا في الحسبان أنّ بريطانيا لم تصبح عضوا كاملا في مجلس الاتحاد الأوربي سوى في سبعينات القرن العشرين، بالاضافة إلى احتفاظها بعملتها الجنيه الاسترليني رافضة التعامل بعملة أوربا الموحدة اليورو، وأنّ بريطانيا اتبعت أوربا في بعض القرارات السياسية كقرار غزو العراق في ظل رفض أوربي بالاجماع، وسيطرة اللسان الانغليزي على مجالس وادارات الاتحاد الأوربي من برلمان ومفوضية، رغم وجود فرنسا وألمانيا فيه كركائز أساسية، وتحفيز الملكة على صفحات جريدة "(صن) الشمس" من أجل التصويت بـ: نعم للخروج من الاتحاد الأوربي، وبعد التصويت بنسبة تفوق الواحد والخمسين بالمائة بقليل على إنفصال لندن عن بروكسل تطالب هذه الأخيرة بتسريع خروجها تماما من الاتحاد، كونها تكون أولى الدول المنسحبة منه، رغم دعاء زعماء فرنسا وألمانيا بأن تكون الأخيرة أيضا.
لا يمكن أن ننسى بأن بريطانيا هي مهد الثورة الصناعية، وقطب سياحي وتجاري عملاق، مع تركة من التاريخ المجيد والعظمة الثقافية العالمية في الوجدان الانغليزي، كما حفاظها على نفوذ ثقافي هائل في كل من الولايات المتحدة الأميركية وجنوب أفريقيا، أستراليا وهونكونغ وبعض المواقع من جبل طارق وبعض الجزر في المحيط الأطلنطي القريبة من الأرجنتين، وهي لاعب أساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسيطر على أهم المعابر البحرية وتحمل بذور جبروت الإمبراطورية حتى إعلاميا وسنمائيا.
كل هذه العوامل تجعلنا نقف بشكل أمام حيرة كبيرة أمام هذه المملكة التي تدير العالم من خلف الستار، كثيرون ممن هم يعتبرون ضالعين في الشأن البريطاني، ويعيشون لسنوات على أرض لندن توقعوا غروب شمس الامبراطورية الانغليزية، و هذا الاستفتاء هو أولى خطوات ذلك، لكنني لا أرى ذلك ولو بغير حجج قائمة بذاتها، سوى شعور عميق يجعلني أقف بمهابة خاصة أمام إنجازات جامعات عريقة مثل أوكسفورد وكامبردج، فكيف لخريجي هذه الأصرحة العلمية الفكرية العتيقة أن يعبث بعقولهم سحر الواستمنيستر حتى يضيّعوا صهوة الامبراطورية!

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...
- أرقام الرهبنة الثقافية
- تفاصيل العودة إلى التدبير، طلقات نحو جسد الماهية
- تسوّلٌ دقّ باب الفلسفة، ابتعد لأرى الشمس
- فلسفة اليونان لم تقنع أخيل بأنّ طروادة بريئة
- أولاس تي ميزون
- مشكلة الثقافة وثقافة المشكلة عند مالك بن نبي
- تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا